البابا بنديكتوس .. الحاجّ عندما يكون عدوّا للإسلام

 
 
 

شبكة المنصور

رشيد السيد احمد

بداية ، و حتى لا يؤخذ  هذا المقال إلى غير ما اقصد .. فأنا على قناعة كاملة بأن المسيحيين العرب " مسيحيّو الشرق .. هم إحدى رئتي هذه المنطقة  .. و أنا  كمسلم أفهم تماما ماهيّة التصرف الحكيم الذي قام به خليفة المسلمين " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه في عهده لأهل إيليا .. و أنا كمسلم أيضا أقرأ حالتين .. و أعيهما بشكل كامل :


1 – محاولة إفراغ هذا الشرق من مسيحييه  .. و أمامنا حالتين متمايزتين " مسيحيو لبنان ، و فلسطين "  ، و مسيحيو عراقنا المحتل .. و الحالتان تشيران الى عرب وجدوا مذ وجد الإنسان في هذه المنطقة .. و كانت لهم إسهاماتهم المشرقة في نهضة المنطقة  .. و مقاومة الاستعمار الغربي ،  و إنّ  محاولة التفريغ هذه لها أبعادها ، و مفاعيلها .. و خطرها على مستقبل هذه المنطقة ، و أتمنى من الله أن يهيء من يقوم بدراسة ، و تحليل ، و إظهار خطورة هذه المحاولة .


2 – محاولات إثارة الفتنة المذهبية " الإسلامية – المسيحيّة " في مصر ، و من خلال مسيحيين " أقباط " ليسوا أكثر من أداة في يد من يخطط لتمزيق هذا الوطن .. و هنا حالة ملتبسة يلعب بها النظام المصري .. و أقباط المهجر لعبة بالغة الخطورة .. تهدد الأمن القومي ، و العربي المصري في الصميم .. و تقتل بذرة التعايش القائم في المنطقة مذ أمصرت .. هذه البلد .. و مذ فتحت ذراعيها للدين الجديد .


إنّ زيارة البابا بنديكتوس السادس إلى المنطقة .. تثير الكثير من إشارات التعجّب ، و الاستفهام .. و لا تنفي الكثير من الأدوار السياسيّة التي يقوم بها الفاتيكان على كل صعيد .. و بشكل سياسي بعيد عن " الجانب الروحي "  الذي يحاول أن يسوّق له هذا الرجل المرتدي لبوس الدين .. و الذي يشير اختيار لقبه " بنديكتوس " الى نوعية ، و طريقة تفكير هذا الرجل في نظرته الى الدين الإسلامي .. إذ اختار لقب اشد الباباوات عداءا للإسلام ، و المسلمين .. ثم كانت البدايات مع محاضرة هاجم بها رسول الإسلام " صلى الله عليه ، و سلّم " معتمدا على دراسة اشد الناس عداوة للمسلمين .. ثم قام و بشكل سافر ، و مستفز بتعميد " مرتد مصري " لا تعرف حتى حيثيته الإسلامية  ، و على رؤوس الأشهاد .. و أنا هنا أيضا لا أحاول أن أحرض على هذا الرجل من موقف ديني .. بل من موقفه الشخصي المحض الذي  يقوم به.. و بشكل يظهر تماما عداوته للإسلام ، و المسلمين .. بعيدا عن الدين .. و انّما بتركيبة " جعل الدين مطيّة " للوصول إلى أهداف تظهر الدين الإسلامي بشكل متخلف ، و ارهابي ، و عدواني  .. و هذه سنّة الباباوات مذ ضج " بطارقة هرقل " عند وصول كتاب رسول الله اليه .. مرورا بـ " اوربان الثاني " و دعوته لقيام " حروب الفرنجة " أو ما يسمى " بالحروب الصليبيّة " وحتى اعتذار " بولس الثاني " ، و انتهاءا بحملة هذا البنديكتوس على الإسلام ، و رسوله الكريم ... و التي حاولت الدولة الوهابيّة " مسحها " بزيارة " خادم كل شيْ ما عدا الحرمين " إلى الفاتيكان .. و تسويق كذبة ما عرف بحوار الأديان .. و على الطريقة " الخيبريّة " المعروفة .. و التي تبتعد عن الدين ، و تدخل في سياسة " دمج " الكيان الصهيوني في المنطقة .. و تسويق مسوّغات وجوده الطاريء ...


إنّ عداوة  " الباباوات "  للدين الإسلامي .. لا يخفيها زيارة " بابا " أو " رأس كنيسة " لمسجد ما .. أو جامع .. فهي مؤصّلة  وتنبع في اعتقادي من دراسة عميقة ، و متأنيّة تمّت " في الغرب " ..و تقوم على فهم الدور الخطير للدين الإسلامي إذاما  قام به أبناؤه ، و كما تقتضيه أصول عقيدتهم .. و رحابتها ، و سماحتها.. و عندها لن يبقى هناك أي دور للبابا أو الفاتيكان في خداع المؤمنين .. و عندها سيسقط هذا " الكهنوت السياسي " .. و يظهر وجهه الحقيقي .. كما أنّ زيارة هذا البابا لفلسطين .. لا تعني بالمحصلة " تقديم رشوة سياسيّة " للكيان الصهيوني .. بمقدار ما هي مباركة علنيّة لدوره الإجرامي .. من خلال عداوته " للعرب ، و المسلمين " و قيامه بابشع المجازر ، و التي لم يرف لها جفن أيّ من باباوات الفاتيكان .. فتلتقي مصالح " العدو الخفي " و يمثله بابا الفاتيكان مع  " العدو الظاهر " و يمثله " الكيان الصهيوني " .. و إلا بماذا نفسر صمت القبور الذي يمارسه هؤلاء الباباوات .. في التغاضي عن عمليات القتل ، و التهجير لمسيحيي فلسطين ؟؟؟ عند سيدنا عمر الخبر اليقين ...


إنّ البابا يعرف تماما مرحلة الكمون التي يمرّ بها الدين الإسلامي .. و يعرف تماما ماهيّة الوضع .. عندما يشمّر المسلمون عن سواعد الدفاع عن الدين ، و العقيدة .. و هم ذاقوا ماذا يعني " القيام " بأمر الجهاد " لا علاء كلمة الله " و الذي هو ليس " الصائل " .. و يعرفون تماما ماذا تعني " وحدة المسلمين " .. و التي يبدع " فقهاء الوهابيّة " الآن بحرفها عن مقاصدها ..ارضاءا " لسلاطينهم ، و و لاة أمرهم "  المتضامنين مع اشد عدوين " للعروبة ، و الاسلام " .. خدمة للشيطان ، و طلبا لعرض الدنيا .. و هذه صورة الإسلام التي يحبّها " البابا بنديكتوس " .. و الذي يعرف حتميّة زوالها ما ان يعي المسلمون لحقيقة ما يجري من حولهم  ...


و كنت كلما عدت لقراءة السيرة النبوية الشريفة  .. أتأمل ثلاثة مواقف تحدثت عن رؤوس الكنيسة المسيحيّة .. و اقصد النجاشي .. و المقوقس .. و هرقل  .. و كنت بحدس المسلم أفهم تماما ما الذي تعنيه هذه المواقف .. و عليها كنت أقيس تصريح البابا " بنديكتوس " عندما قام بتوجيه كلمته و التي قال فيها بأنّه " يحترم المسلمين " باللفظ ، و الدلالة .. و هناك فرق كبير بين من يحترم " الإسلام " و بين من يحترم " المسلمين " .. ألم نقل أنّ البابا " عدوّ للإسلام " !!!

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١٨ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م