الاسلام والعروبة في فكر القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله واسكنه فسيح جناته

﴿ الجزء الاول ﴾

 

شبكة المنصور

رأفت علي  / بغداد الجهاد
انصافا للرجل العظيم والمفكر الاصيل والمسلم الحق .. 

الرجل الذي انار الدرب لامة العرب في عصرنا هذا ..
 الرجل الذي انصف امة العرب خير الانصاف ..

 

***

الرجل الذي كتب عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ما لم يكتبه غيره ، ومالم يتجرأ غيره على البوح به علنا في وقت كان الاخرين يعتبرون الدين افيون الشعوب ..

***

الرجل الذي عاش ومات وهو يــردد  (( كـــــان مـحــــــمـد كـــل العــــــرب ، فـليــكن كــل العـــرب اليــوم محمـــــــــــدا ))..

***

المسلــم الـذي لم يولــد وهو مسلـــم .. 

ولـــكنه فــاق الكــثـير مـن المســلميـن ، 

فـهـمــــــــــــا وحـــــــــبـا لـلاســــــــــــلام ..

***

انه القائد المؤسس احـمـــد ميـشيـــل عفـلـــق رحـمــــه الـلــــه واسـكـنــــه فسيـــح جنـاتــــه ، اعيد نشر بعض ماجاء في كتابته العظيمة :

 

إن أمــام التـحـالـف الذي يجمع الغــرب المسـيـحــي واليهـوديــة الصهيونيـة والشيوعيـة الإلحـاديـة والعنصريـة الفارســية المتسترة بالإسلام ،

 

تنكشف الهوية الحقيقية العميقة للمعركة التي يخوضها عراق البعث والتي نقلت النهضة العربية من مواقع الدفاع الى مواقع الهجوم .

***

" اللهم انت الذي اردت ان يكون العرب امة موحدة قوية هادية تحمل الى العالم رسالتك، تريد اليوم ان تعود اليهم وحدتهم وقوتهم ليؤدوا هذه الرسالة من جديد. اللهم هب لي قوة الايمان وصفاء الفكر وصلابة الارادة لأكون جنديا نافعا فعالا في الجهاد الذي يقوم به العراق من اجل وحدة العرب "

 

ج5/ص18

 

***

 

وفي حديث القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق القاه على الاعضاء والانصار في طرابلس في نيسان /1956، يقول رحمه الله :-

 

المشكلة الدينية هي بلا شك من أبرز المشاكل في المجتمع العربي الحديث، لذلك لا يعقل أن يتجاهلها حزبنا وان يتهرب من إيجاد الحلول لها. لهذه المشكلة تعبيرات مختلفة، تعبير فكري يتصل بصميم عقيدتنا الإنقلابية وتعبير أخلاقي عملي يتناول تصرفاتنا وردودنا على المشاكل الواقعية التي نواجهها.

 

مهمة الحزب هي أن يضع للعرب في هذه المرحلة الخطيرة صورة كاملة لمشاكل حياتهموالحل لهذه المشاكل،

 

واجبه ان يضع لهم صورة كاملة للحياة الإنسانية.

فهل الدين شيء ثانوي مصطنع

 

في حياة الإنسان والامم ؟!

هل هو شيء عارض ولو أنه دخل حياتهم

 

منذ ألوف السنين؟!

وإذا نظرنا اليه على أنه شيء غير أصيل، غير أساسي ولا يلبي حاجة صادقة وعميقة في النفس فهل يمكن أن ينتهي ويزول مع ما وراءه من تاريخ حافل طويل منذ آلاف السنين؟

 

إن الحزب لا يرى هذا بل يرى أن الدين تعبير صادق عن إنسانية الإنسان،

 

وانه يمكن ان يتطور ويتبدل في أشكاله، وان يتقدم او يتأخر ولكنه لا يمكن أن يزول.

 

اذن فالدين في صميم القضية العربية والمواطن العربي الذي نعمل لتكوينه لم نرض له ان يتكون تكوينا ناقصاً أو زائفاً،

 

وأن نكتم عنه جانباً من الحقيقة أو نصف الحقيقة فنعطيه فكرة تخدمه وقتاً من الزمن ثم لا تعود صالحة، عندها نصل الى الشيوعية وفلسفتها،

 

فنحن منذ بدء حركتنا نظرنا الى الشيوعية كشيء خطير وجدي وجدير بأن يعتبر، 

(وبالرغم من كل النواحي الإيجابية الخطيرة التي أتت بها فلسفة ماركس)  

فقد اعتبرناها ناقصة ،

 

لأنها لم تعبر عن كامل الحقيقة بل أخفت بعض نواحيها،

 

وقد يكون قصدها من وراء ذلك تقوية العمل وتركيز العزم على مجال محدود من الأهداف القريبة لكي يكون مردود العمل أكبر ونزوعه أقوى وأفعل، تاركة للزمن فيما بعد ان يصلح ما أهملته وان يكملها..

 

فالماركسية تقوم على أساس نفي وانكار كل معتقد

 

يتجاوز الطبيعة والمادة والأشياء المحسوسة كما هو معروف،وليس هذا في الماركسية نتيجة عجز عن الفهم، كلا بل له دافع عملي وهو:

 

ما دام الدين قد استخدم خلال التاريخ، وبصورة خاصة خلال التاريخ الحديث حيث تفاقمت الفروق الطبقية والإستغلال الطبقي، ما دام قد استخدم لإبقاء الاستغلال واستمراره ودعمه واستخدم لمنع التحرر البشري وكان في صف التأخر والعبودية والظلم، لذلك رأت الماركسية ان تنسفه نسفا.

 

فالدافع (يقصد دافع الماركسية)اذن دافع عملي وليس عجزا عن فهم أهمية الدين وحقيقته.ولكننا نحن لا نقر هذا الدافع

 

على ما فيه من واقعية، اذ أنه ينبىء عن ضعف ثقة بالإنسان بأنه لا يتحمل هضم الحقيقة الكاملة. فنحن مع تبنينا للنظرة السلبية الى الدين، اي رغم معرفتنا الطريقة الرجعية التي استخدم الدين بها ليكون داعما للظلم والتأخر والعبودية،

 

نثق رغم ذلك بأن الإنسان يستطيع أن يثور على هذه الكيفية في استخدام الدين، وعلى هذا النوع من التدين الكاذب والمشوه وأن يعطي في نفس الوقت للدين الحقيقي الصادق حقه.

***

اجزاء من محاضرة للقائد المؤسس احمد ميشيل عفلق بعنوان (( ذكرى الرسول العربي)) القاها على مدرج الجامعة السورية في 5 نيسان عام 1943 يقول رحمه الله ،

 

الاسلام تجربة واستعداد دائم :

 

ان حركة الاسلام المتمثلة فى حياة الرسول الكريم ليست بالنسبة الى العرب حادثاً تاريخياً فحسب، تفسر بالزمان والمكان، وبالاسباب والنتائج، بل انها لعمقها وعنفها واتساعها ترتبط ارتباطاًمباشراً بحياة العرب المطلقة، اي انها صورة صادقة ورمز كامل خالد لطبيعة النفس العربية وممكناتها الغنية واتجاهها الأصيل فيصح لذلك اعتبارها ممكنة التجدد دوماً في روحها. لا في شكلها وحروفها.

 

فالاسلام هو الهزة الحيوية التي تحرك كامن القوى في الامة العربية فتجيش بالحياة الحارة، جارفة سدود التقليد وقيود الإصطلاح.

 

حياة الرسول خلاصه لحياة العرب

 

ان حياة الرسول وهي ممثلة للنفس العربية في حقيقتها المطلقة لا يمكن ان تعرف بالذهن، بل بالتجربة الحية لذلك لا يمكن ان تكون هذه المعرفة بدءا بل هي نتيجة. فالعرب منذ ضمور الحيوية فيهم،

 

اي منذ مئات السنين يقرأون السيرة ويترنمون بها ولكنهم لا يفهمونها لان فهمها يتطلب درجة من غليان النفس قصوى،

 

وحدا من عمق الشعور وصدقه لم يتوفر لهم بعد، وموقفا وجوديا يضع الانسان امام قدره وجهاً لوجه، وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.

 

حتى الآن كان ينظر الى حياة الرسول من الخارجكصورة رائعة وجدت لنعجب بها ونقدسها ،فعلينا ان نبدأ بالنظر اليها من الداخل، لنحياها.

كل عربي في الوقت الحاضر يستطيع ان يحيا حياة الرسول العربي ، ولو بنسبة الحصاة الى الجبل والقطرة الى البحر.

 

طبيعي ان يعجز اي رجل مهما بلغت عظمته ان يعمل ما عمل محمد (صلى الله عليه وسلم) . ولكن من الطبيعي ايضاً ان يستطيع اي رجل مهما ضاقت قدرته ان يكون مصغراً ضئيلا لمحمد (صلى الله عليه وسلم) ، ما دام ينتمي الى الأمة التي حشدت كل قواها فأنجبت محمدا، او بالاحرى ما دام هذا الرجل فردا من افرادالامة التي حشد محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كل قواه فأنجبها.

 

في وقت مضى تلخصت في رجل واحد حياة امته كلها، واليوم يجب ان تصبح كل حياة هذه الامة في نهضتها الجديدة تفصيلاً لحياة رجلها العظيم.

 

كان محمد كل العرب، فليكن كل العرب اليوم محمدا.

 

الاسلام تجدد العروبة وتكاملها

 

رجل من العرب بلغ رسالة سماوية فراح يدعو اليها البشر، ولم يكن البشرحوله الا عربا فاستجاب للدعوة نفر قليل وقاومها اكثرهم، فهاجر مع المؤمنين وحاربه المشركون الى أن انتصر الحق فآمن به الجميع.

 

فملحمة الاسلام لا تنفصل عن مسرحها الطبيعي الذي هو ارض العرب، وعن ابطالها والعاملين فيها وهم كل العرب. فمشركو قريش ضروريون لتحقق الاسلام ضرورة المؤمنين له، والذين حاربوا الرسرل ساهموا في ظفر الاسلام كالذين ايدوه ونصروه.

 

ان الله قادر ان ينزل القرآن على نبيه في يوم واحد، ولكن ذلك اقتضى اكثر من عشرين عاما، وهو قادر ان ينصر دينه ويهدي اليه كل الناس في يوم واحد،

 

ولكن ذلك لم يتم في اقل من عشرين عام، وهو قادر ان يظهر الاسلام قبل ظهوره بعشرات القرون وفي أية أمة من خلقه، ولكنه اظهره في وقت معين وفي حينه،

 

واختار لذلك الأمة العربية وبطلها الرسول العربي. وفي كل ذلك حكمة، فالحقيقة الباهرة التي لاينكرها الا مكابر، هي اذن، ان اختيار العرب لتبليغ رسالة الاسلام كان بسبب مزايا وفضائل اساسية فيهم، وان اختيار العصر الذي ظهر فيه الاسلام كان لان العرب قد نضجوا وتكاملوا لقبول مثل هذه الرسالة وحملها الى البشر،

 

وأن تأجيل ظفر الإسلام طوال تلك السنين، كان بقصد ان يصل العرب الى الحقيقة بجهدهم الخاص وبنتيجة اختبارهم لأنفسهم وللعالم وبعد مشاق وآلام، ويأس وأمل، وفشل وظفر. اي ان يخرج الايمان وينبعث من اعماق نفوسهم، فيكون الايمان الحقيقي الممتزج مع التجربة، المتصل بصميم الحياة.

 

يتبع ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٩ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / نـيســان / ٢٠٠٩ م