اغتصاب السجناء

 
 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد
يقول النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم عندما يأتي الذكر على الذكر تكاد السماء  الملائكة فبهذا الحجم من الشناعة فكانت العقوبة تليق بالفعل(وأمطرنا عَلَيهم مطراً فساء مطر المنذرين الشعراء 173) يقول الإمام المقريزي( رحمه الله) من القبائح أتى بها أبو مسلم الخراساني ( إتيان الذكور) بعد أن أماتها الله وأهلك قوم لوط لانهم تعاطوها,  فقد عرف هذا القبح منذ دخول الخراسانية إلى العراق سنة 132هـ  بعد أن يقول ابن دُريد :أالزَّغْر (الاغتصاب)فعلٌ( مُمات) ومقيت يعافه أسوياء البشرً. وقيل: لما اتخذ قوم لوط إتيان الذكران مذهباً كان عندهم أنّه هو الحق، وإن نكاح الإناث من الباطل إذن إنها النفس المريضة المأبونة التي اجتثها الله كسائر المنكرات التي أتى بها الطغاة وعاقب أهلها أهونه ان أرضهم أضحت بواراً إلى يومنا هذا.

 

واليوم تعود ألينا الثقافة تلك مع قوات الاحتلال ومع من على شاكلتهم من أشباه الرجال الذي أرادوا رد ثأر لانتهاك  دفعوه في سني حياتهم ويعتبرونه حقاً واجب استيفائه يحاكون به أسلافهم, تعاضدهم حياة سابقة في  مواخير الرذيلة في بلاد أعطت الحق لممارسة هذه المنكرات في بلدان كأمريكا الساقطة فلم تكن ثقافة الاغتصاب موجودة في العراق قبل الاحتلال فكل سجلات متابعة الجريمة في مديرية التسجيل الجنائي تكاد تخلو من هكذا حوادث ... وإن وجدت فهي حالات فردية تظهر بين الحين والآخر يقوم بها أناسٌ مجرمون وربما على خلفيات ثأرية وهنا أتحدث عن اغتصاب النساء لا الرجل  طبعاً  ولكن عملية اغتصاب رجل لرجل لا وجود لها في كل القواميس العربية سواء أكانت  عرفية أودينية لم تشتمل على مجرد اصطلاح لهذه المفردة, حتى أواخر العصر العباسي لكنها أصبحت جزأً من عقيدة القرامطة واعتبروها بنداً من بنود دستورهم حلل استباحة القرمطي لأي شخص مجرد أن يدعوه وإلا فانه سينال عقاباً شديداً ( فقننوا) اغتصاب الرجال والنساء والسير خلف شهواتهم كما هو الحال في شيوع حالات اغتصاب السجناء والمعتقلين إلى الحد الذي جعل بعض الضباط القيام بأكبر عملية من نوعها في التاريخ الحديث باغتصاب مائة وخمسين سجينا بناء على رهان اثنين من ضباط أحد سجون الداخلية ؟! وتعاني سجون الداخلية والدفاع من حالات انتهاك فضيع للقانون وبعلم قوات الاحتلال  وابرز المشاكل التي تعاني منها السجون العراقية هو اكتظاظها بأطفال دون سن السادسة عشرة كما هو الحال في سجن الكاظمية, وكركوك, وسجن الحلة وقد تحدث لي أحد الضباط الكبار(ع. م.ع) ممن كان معتقلا هناك ان ظاهرة الاغتصاب تسير بوتائر مرتفعة ويتعرضون بشكل متكرر للاغتصاب من قبل الحراس .

 

ولا نشك ان هذه الممارسات تتم بعلم القيادات الحزبية العليا في الدولة ودليلنا على ذلك انه لحد الآن لم تخرج علينا أي ردود أفعال حكومية إزاء جسامة الجريمة التي تعتبر في العرف العراقي أشنع من جريمة القتل لأنها تلامس كبرياء الرجال وعنفوانها وهذا دليل منهجي آخر على تمارسه بعض القيادات لإذلال المعتقلين ولإخراجهم من ساحات الإحساس بالزهو وجعلهم يتحسسون من عقدة نفسية ستستمر معهم رغم أنهم ليسوا طرفاً فيها لوجود حالة الإكراه التسلطي القمعي إن ظاهرة اغتصاب السجناء في السجون العراقية شائعة وبعلم المسؤولين أنفسهم ,ودليلنا على معرفتهم لهذه الجرائم هو أننا لم نسمع فلم نسمع عن تشكيل ( لجنة تحقيقية ) في هذه الانتهاكات الخطيرة – رغم يأسنا من مئات اللجان السابقة- أو أن هناك مثلاً نذكره لفرد تمت محاسبته فلو افترضنا أن هذه الجرائم حدثت في أمريكا فكيف سيكون الأمر- رغم أن الرئيس السابق بوش من أشد المؤيدين للمثللين لمساهمتهم في فوزه فترة الرئاسة الثانية- ولكننا حكومة مهما تكن درجة ارتمائها وانحدارها ولكن لا بد من نواهي لا يمكن للعربي أن يتغاضى عنها وخاصةً ونحن أبناء الجزيرة العربية واليمن ونعلم مدى غيرة الجمل على أنثاه ألا نتعلم من الجمل ناهيك عن الآلاف ممن تعرضوا لانتهاكات جسدية يحجمون عن البوح بها  فهناك آلاف الضحايا ممن تعرضوا للاغتصاب يمنعهم (الحياء)عن الحديث عما جرى لهم واستقر في أعماقهم كنار تحت رماد ولا بد أن يأتي اليوم الذي يستردون فيه حقهم المسلوب كل حسب طريقته الخاصة فمنهم من خاطب منظمات دولية مقدماً الأدلة والبراهين وآخرين احتفظوا بالرد كل حسب طريقته الخاصة أو أن هناك طائفةً منهم تتداعى لديهم حالات ردود الأفعال واليأس إلى القيام بأعمال (انتحارية) أو الانتحار كما هو حال احد المعتقلين الذي أُعلن عن انتحاره فمن المسؤول؟!.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠٣ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م