حاكموا الناس على نواياهم ؟!

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد
العملية السياسية (الرقطاء) وقادتها المحتمين وراء جدر ودروع الحديد  جُبِلوا على تجارة  وتجارتهم الكلام (حكي الليل يمحوه النهار) سياساتهم كلام في كلام  كانوا بالأمس القريب يسيرون على وقع أنغام مارشات استعراضات وطبول مصالحات(وهمية) عمِّدت بدماء مصالخات (الفضل) واعتقالات طالت من تقول عنهم أنهم بعثيون, صداميون ينوون إعادة حزب البعث ولنركز على عبارة (ينوون) والنوايا في القوانين الوضعية لا يؤاخذ عليها القانون ولم يفرد لها نص يجرّم أصحاب النوايا, لان النوايا من اختصاص  الذات الإلهية  يقول رسول صلى الله عليه وسلم:  (نية المؤمن أبلغ من عمله فمن هم بعمل حسنة ولم يعملها كتبت له حسنة, ومن هم بسيئة ولم يعملها كتبت له حسنة) لسنا في موضع الدفاع عن أياد علاوي ولا تربطنا بالرجل سوى خطابه  غير الطائفي فاستحسناه منه وعدم انحداره إلى الفلسفة الطائفية والتي بالنهاية سيكون مصيرها الانتكاس والابلاس فلو كان الحساب على النوايا فقد ملأت السبع الطباق وعودا ونوايا فالسلطات التنفيذية عندنا انبثقت عنها لجان تحضيرية ومؤتمرات قاربت على العشرة خارج العراق لكن جميعها خرجت خالية الوفاض وعادت بخفي المحاصصة  ففي العراق اليوم مجلس الرئاسة مختلف مع مجلس الوزراء ومجلس النواب هو الآخر مختلف أعضائه حتى من الكتلة الواحدة ولما أراد السيد إياد علاوي أن يدلي بدلوه هو الآخر وٍعرض وجهة نظر تقول انه مستعد ان يجتمع مع السيد عزة الدوري إذا كان ذلك يساعد على حل للوضع العراقي المحتقن , وقد لا قت هذه الدعوة استحسان واستهجان فقد استهجن الدعوة الكثير من الشخصيات الحالية ودعا بعضهم لحجب الثقة عن النائب علاوي ومحاكمته لأنه ينتهك الدستور ؟! 

 

من خلال دعوة الحوار التي لأطلقها قبل فترة  مع عزة الدوري أمين حزب البعث العربي الاشتراكي , ولكن هل جاءت دعوة علاوي من فراغ أو ترف سياسي  وهل هناك معطيات على الأرض تدعوه لذلك ؟ فلا بد من معطىً  ملموس وفعل محسوس على الساحة العراقية فالحكومة تقول: إن العمليات( الإرهابية ) ضد القوات الأمريكية  على الأغلب الأعم من تدبير( فلول حزب البعث) وان هذه العمليات يسقط فيها ضحايا ودماء غزيرة  وان أياد علاوي كان أكثر واقعية من بعضهم- على أقل تقدير- وأصابته مجاجة, وفجاجة, وحمض من مرأى الدم النازف من العراقيين والتعطيل المؤدلج لمصالح الناس, وما حالات الهدم واللدم التي تعتري أهلنا منذ ست سنين وان مناظر الأشلاء البشرية و(الثرامة) البشرية الهادرة التي تعصف بأهلنا فلو أن أعداد القتلى كان من الحيوان أو من الحيتان أو أنهم أشجاراً لضجّت عليهم سماوات الإعلام ولكن  ولم نر عرقاً آدمياً انتفض وأدلى بدلوٍ من تصريح أو تلميح فهل أن علاوي هو الذي ضرب ضريح الإمام علي بالصواريخ؟ أم الأمريكان وهل أن إياد علاوي أراد أن يلتقي الدوري لأجل مجد شخصي؟ ان ضننا بالسيد علاوي ورغبته كانت لإيجاد منفذ يوقف هديراودية الدم المسفوح فحتى الوحوش تعاف رؤية دم حيوان مثله فالدم ما أرخصه في عراق ديمقراطية القتل والتهجير فما أكثر ما حملت رقابكم خطايا ملايين المظلومين على يد سياسيين لا زالوا يحملون ثقافة المعارضة فهل حمحمة واستنكار لقاء حزب البعث ستطيل في عمر العملية السياسية المبنية أصلاً  على مجموعة من الحمقى والغافلين فإذا ابتلى احد ببلاء فأشره الحمق الذي أعيا الحكماء أن يجدوا له دواء ان البعض ممن ركبوا وهرولوا خلف بريق زائف لكن  لم نسمع انه  تحدث بطائفية كما تحدث الآخرين - سنة,شيعة- لكن عندنا سؤال نريد جوابه ممن وعاه أي ديمقراطية تتحدثون وأنتم جيء بكم قوداً إلى أماكنكم ومواقعكم وحقكم أن تدافعوا  عن مكتسبات وهبشات مليونية حَلَتْ واحلولت بها حياتكم  واستوحلت  حياة شعب مسكين صدق ما افتريتم وها هو بدأ ينسل منكم انسلال السيف من غِمدهِ خلال انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة  ولم يبقى لكم سوى الحسرة في العاجلة والحسرة الكبرى يوم التناد.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م