أعلام الكذب والخوف

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

لكل شيء أرومة(أصل)  وإبليس أرومة الكذب وقائدهم إلى جهنم, والأرْمُ الجدل ويقال بني فلان أشدُّ أرمة من العرب ً: قبيلة وقوله تعالى ( أَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ ...التوبة 3 ) أي إعلام والإعلام في زماننا الراهن وصل إلى حد  الانحدار والتسليم وعدم القدرة والصمود والإتيان بالحجة اللازمة لكنهم  غلب عليهم الوهن  فهوى نجمها وأفل نجم كان ساطعاً في سماء العلاقات الدولية وصل به الأمر إلى قاع سفاسف الأمور ولهذا أخذت الدول على عاتقها مهمة اختيار من يكون متحدثاً باسمها ومن أولى واجبات الإعلامي الكلف بالحديث باسم أي مؤسسة تقع على عاتقها مهمة خطيرة وعلى القيمين عليها أن لا يهملوا, ويتجاهلوا مشاعر الناس وأن يهدئوا من روع الناس والعراق يعيش أزمة وكوارث طبيعية وحروب واضطرابات, فالإعلام هو الصفحة الاخطرإذا ما أحسن استخدامه لخدمة الحقيقة ولتهيئة الظروف المثلى لبناء الأمن الوطني للدول فهو الوجه السياحي , والاقتصادي ,والمُعْضَد الذي لا بد منه ( لميزان الدولة الاعتباري والدولي) فهو الباب الخلفي الذي يُخرِج السياسيين من زلاتهم, وهو المبرِّز لنشاطات المختصين في المجالات كافة  بل هي انعكاس طبيعي لسياسات النخبة, لكنه, لا يعطي الحق للمتحدث باسم سلطة ميدانية أن يكون مبوقاً وخراصاًوباعثاً إضافياً للخوف ,والذي هو متأصل في قلوب الناس نتيجة سياسات البطش والاعتقال والقتل العشوائي والتهجير ,حسبنا الرجل الذي نتحدث عنه فهو المشهور عنه لفت الكلام لفتاً ويظهر القول دون إيمان في القلب تخرجه لجاجة وعناد ومجانبة صواب وقد وصف تعالى هذا النوع من الناس قوله:

 

 (  وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ  ال عمران 178). والمعنى: لا يحسبن هؤلاء الذين يُخَوّفون المسلمين؛ فإن الله قادر على إهلاكهم. وإنما يُطوِّل أعمارهم ليعملوا بالمعاصي، لا لأنه خير لهم .وقد وردت كلمة الكذب في القران الكريم في أكثر من( 37) مرة  وقد وردت الكثير من الأحاديث الشريفة )إياكم والكذبَ فإن الكذب يَهْدِي إلى الفجور وإن الفجور يهدِي إلى النار) إنها إشارات موجعة للكذابين وتبشرهم بعواقب هذه الصفة الذميمة.  وفي الشعر العربي هناك الآلاف من أبيات الشعر قيلت في ذم الكذب قال الإمام علي ابن أبي طالب:

 

إلى ابن عبدٍ حين جاء محارباً          وحلفـت فاستـمعوا من الــكذابِ

 

وقال الشريف الرضي:

أبى الناس الاّ ذميم الــــنفاق            إذا جــــربوا أو قــبيح الـــكذب

 

وقال شاعر:

لا يكذب المرء إلاّ من مهانته          أو عادة السوء أو من قلة الورع

 

وفي الأمثال قات العرب أكذب من مسيلمة,أكذب من أسير السند, أكذب من أخيذ الديلم , أكذب من الشيخ الغريب, أكذب من دبَّ ودرج,أكذب من برق لا سحاب,أكذب من فاختة....قال رجل لكذاب مرحباً بأبي المنذر فقال: ليست هذه كنيتي فقال : قد علمت إنما هي كنية مسيلمة, وقال يحي بن خالد قد رأينا شارب خمرٍ أقلع ولص نزع ولم نر كذاباً رجع , وقال ابن عباس : حقيق على الله أن لا يرفع الكاذب درجة ولا يثبت له حجة وفي السياسة وفنها الممكن تظهر التفاتات مسموح بها شرعاً وبتورية هدفها إعلام كما في قول أبي بكر الصديق حين كان رسول الله رديفه في الهجرة حين سؤل :من رديفك قال: هذا دليلي وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للعجوز حين سألته الجنة فقال لا تدخل الجنة العجائز ولكن عصرنا الحالي يشهد ظهور كذابين من طراز يتناغم مع تطور وسائل الاتصال فترى أحدهم يتحدث من منابر فضائيات وكلامه يختلف باختلاف سياسة الفضائية ويبقى المتابع في حيرة من أمره لا يعرف من أيهما يأخذ الحقيقة فتاهت بين اختلاف التعبيرات حقوق الناس فتارة يخرج الناطق باسم خطة فرض القانون ليعلن عن البدء في إعادة اعتقال المطلق سراحهم من السجون الأمريكية- اعتقال خمسة في الغزالية- الأمر الذي زرع الرعب في قلوب الناس- الذين في الأصل إنهم أبرياء - مما خلق توتراً شديداً في الأوساط الشعبية وبات الكثير من العوائل يفكر في النزوح من العراق مرة أخرى تفادياً للخلاص والبحث عن مكان آمن, وهذا بحد ذاته نكوص من جانب الحكومة عن ادعاءات المصالحة الوطنية. فأنّى للمهجر العودة إذا كان حتى البريء تطارده الأجهزة الأمنية؟ لتزج به مع إخوانه المطلق سراحهم بموجب قانون العفو العام (المعطل) والأمر المحزن إنّ ناطقاً يحمل رتبة(خال) لواء-  جمهرة العرب- وهو الذي كان ضابطا  برتبة رائد حتى عام 2003ً  ..

 

وبعد الاحتلال  رقيَ إلى رتبة عميد, وإلى رتبة لواء ولا ينكر للرجل حضوره الإعلامي  بصفتهِ كناطق باسم( خطة فرض القانون) إضافة إلى (مشغولياته) الأخرى, لكن خط سيره المتعثر في اختيار العبارات المناسبة في الزمان والمكان المعينين  والتي من شأنها التخفيف من (عطش الناس) إلى المواساة وزيادة الطمأنينة نرى الناطق يثير الرعب  بصبه الزيت على النار بإعلانه الشهير عن( إمكانية إعادة اعتقال المفرج عنهم مرة أخرى لأنهم كما يقول هم السبب وراء تردي الوضع الأمني في العراق وعودة هؤلاء لحمل السلاح ضد القوات  المحتلة!؟ ..

 

فإذا كان المطلق سراحهم لهم كل ذلك  فلا بد من التخلص منهم وانتم أعرف بالطريقة التقليدية كما يقول المثل العراقي (اكَطع رآس واكَطع خَبَرْ) ونسأل سؤالاً بريئا إذا كان هذا إعلامكم بهذه الشدة والالتواء فكيف يكون حال سياساتكم مع الناس؟؟ً    

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م