فتيلة وزيت

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد
رغم انسلاخ ست سنوات من الضيم والقهر والعذاب المستمر وأقساه ظلم ذوي القربى من الذين قبضوا على (السلطة) سلطة مزورة متكئين فيها على بذرة زور وشهادات زور ووثائق زور هي الأخرى دسّوا فيها مظلوميات مزورة فكما هي ولائم الديدان تنتشر في الأجسام انتشرت ثقافة التزوير وأصبح لها مراكز معروفة الأسماء والأماكن يقصدها ذوي الحاجات من أصحاب الغرض السيئ فامتلكوا بهذه الطرق العقارات والأطيان ونالوا شهادات عليا أثبتت الأيام أنها أماني من أمانيهم فأصبح كل شيء في العراق قابل للتزوير فدائرة المفصولين السياسيين تحوي بين جنباتها أعداد كبيرة من السجناء السياسيين جاءوا بوثائق ومقتبسات حكم لأشخاص آخرين أضافوا إليها أسمائهم سرعان ما أصبحوا ضمن قوائم المظلومين –المزورين- آثروا أن يأكلوا لقمة الحرام وتغييب للحقائق لم يشهد لها التاريخ مثيل سوى في عراق ما بعد الاحتلال وأقرب دليل على ما نقول الانتخابات البلدية الأخيرة التي كشفت عن عشرات الشهادات الغير حقيقية ولا أستطيع أن أضع تشبيهاً لوضعنا الراهن إلاّ انه غابة  مترامية الأطراف ضاع فيها الضعيف وغُيِّبَ فيها القوي الأمين ولا بد لنا في هذا المقام إلاّ  أن نذكر من (من لم يحضره الفقيه) إن منابع ديننا صافية صفاء العقيدة وصفاء السرائر التي  حفظت لنا صوراً نتباهى بها في زمن اضمحلت فيه القيم والمقاصد الطيبة  كان أعمدتها رجال شغلهم الخوف من الله فهابهم  الناس عكس ما نرى اليوم من فقدانٍ للقيم والثوابت لقاء عرضٍ زائلٍ غير ثابت,ففي الأثر إن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه دخل على الخليفة عمر بن الخطاب وهو منشغل في حساب رواتب الجند على ضوء خافت لفتيلة وقليل من الزيت فقال الخليفة يا علي إن جئتنا لأمر يخصك أطفأنا الضوء وإن جئتنا لأمر يهم المسلمين تركناه؟!.. وكيف إن علياً قسم ما موجود من أموال بين المسلمين وأمر بكنس البيت وصلى ركعتين رجاء أن يُشهد له يوم القيامة.  

 

قلت : ما أكثر الناس الذين خدعتهم الألفاظ والشعارات فقد ذاق العراقيون الويل من حكومات احتلال متعاقبة لم يسلم منها (الحاط ولا ألطائر)كما يقال فقد دُمِّرَ كل شيء في العراق إلا شيء واحد استعصى عليه ألا وهو ثقافة المقاومة للمشروع ألاحتلالي بعد أن  أصبح العراق مفلى لطيور كانت هاربة وعادت بدون مواسمها لتقوم برسم سياسات اقتصادية ومالية وأمنية ليس على أضواء الشموع كما هو حال أبناء عراق اليوم لكنهم يعيشون حياة أشبه بحياة القراصنة ليس لهم هم سواء اقتناص الفرص المناسبة لنقل عوائد النفط من الخزينة المركزية إلى جيوب المتشبثين بالمواقع المتقدمة من المشهد العراقي ... فإلى متى يبقى الدين ستار يحتمي به اللصوص ويعلمون علم اليقين أنهم رغم افتضاح أمرهم ,ما زال شعارهم الشمعة , شمعة اكتوى أبناء الشعب من جميع مكوناته فقد أظهرت تقارير مصورة نقلت من محافظة النجف-  نقلتها الشرقية-عن حجم الظلم والحيف الذي يعاني منه الفقراء خاصة في مدينة تعد من أغنى المدن وتجاور ضريح رجل لا تأخذه في الله لومة لائم وأصبح المواطن َ بين نار الجوع ونار الغيض من سياساتكم التدميرية ( لجنة )  في الأرض كان اسمها العراق.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م