الى السيد وزير التجارة العراقي

 
 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

وزارة التجارة من المؤسسات المهمة والخطيرة في حياة أي بلد .وتقع على عاتقها مهمة خطيرة وهي توفير مستلزمات العيش للمواطن وقد تختلف أساليب عمل هذه الوزارة تبعاً للإيديولوجية الحاكمة  والعراق من بين الدول التي صار لوزارة التجارة مساس خطير بحياة المواطن اثناءًو بعد الحصار الذي دام ثلاثة عشر عاماً أكل خلاله الشعب أعلاف البهائم وبعد(التحرير) استبشر الناس الذي غفلوا من ألاعيب المحتل,ً اذ ظهرت بعض الصحف وهي تتصدر صفحاتها الأولى مفردات الحصة الجديدة حتى ان بعض الناس انقسموا بين مؤيد وبين معارض لبعض المواد وظهرت كثير من الفتاوى تنتقد تضمن مفردة(حرام) ولكن الأيام أظهرت تلاشي هذه القائمة الطويلة (54) مادة إلى أن أصبحت الحصة السابقة هي الأخرى تتآكل فبدلاً من الحصة القديمة التي تحتوي على مستلزمات العائلة الرئيسية الأمر الذي أدّى لتوجيه انتقادات كثيرة لعمل وزارة التجارة وهائل أعداد الشكاوى تجاه شخص (السيد وزير التجارة)  وكادر الوزارة ويُحكى عن فساد مالي وتقصير في كل مفاصل الوزارة مما أوقع أفدح الضرر بالمواطن ولسان حاله يقول كما قالت الزهراء رضي الله عنها:

 

صبت عليَّ مصائب لو أنها      صبت على الأيام صرن لياليا

 

 والعراقيين ألهمهم الله من جبال وجَمال الصبر رغم الرغم الذي هم يعانوه ينتظرون بفارق الصبر تحقيق وعود أمين خزائن التجارة تلك الأمانة التي حملها نبي الله يوسف عندما تولى وزارة تجارة مصر اختاره لها عزيز مصر أن يكون أميناً على خزائن الأرض- يوم كانت مصر سلة غذاء الدنيا كلها-  فخاطبه عزيزها: انك لدينا مكين أمين أي منزلة وأمانة ونحن اليوم سيادة الوزير في أمس الحاجة إلى الأمين المكين لا عبث في العيش على حساب آلام الآخرين, جعل من قلوب الناس حجراً (وان من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار وان منها لما يتشقق ويخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله  وما الله بغافل عما تعملون 74 البقرة  )

 

مررت على المروءة وهي تبكي      فقلت لها لم تبكي الفـــــــتاة

فقالت كيف لا ابكي وأهلــــــــي        جميعاً دون خلق الله ماتوا

 

عندما استلم يوسف عليه السلام خزائن مصر ووزيرا لعزيزها لم يكن فرحاً ومبتهجاً بهذا التحول كما ينظر اليه البعض بل كان كل يشغله نجاحه في توفير لقمة العيش للناس يصوم يوم ويفطر يوم فلما سؤل عن ذلك وخزائن الارض بين يديك قال: أخشى ان اشبع وأنسى الجائع؟ ان الذين ينامون وياكلون لا يشعرون بالبطون الجوعى والكبود الغرثى أليست امانة الوزارة والقسم هو اغاثة الجوعى والمعوزين .. ولهذا قال عمربن عبد العزيز الاكباد الجائعة اولى بالصدقة من بيت الله الحرام فالله يغضب لغضب المسكين , يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه : بئس الضجيع الجوع فقد كان من قبلكم في النظام السابق -الدكتاتوري كما يحلو لكم تسموهم - يواصلون الليل بالنهار لتأمين الحصة التموينية  ... فما حاجتنا لحجة مسؤول وزيارة بيت الله الحرام إذا كان فرداً من الشعب جائع فما بالك بالملايين الذين باعوا كل شيءمن اجل ان يبقوا على قيد الحياة؟  كان عبد الله بن المبارك يحج سنة ويغزو سنة فلما عزم في الليلة التي اراد فيها السفر الى بيت الله الحرام وهو في طريقه ليودع أصحابه ,رأى منظرا اهتز فرائصه وأمرجلل  كاد يخرج أضلاع صدره من هول ما رأى ,وجد سيدة تنحني على دجاجة ميتة وتاخذها تحت جناحها  فقال: ماذا تفعلين يا أمةَ الله؟ :قالت يابن المبارك اترك الخلق للخالق فان لله في خلقه شؤون,  قال  ناشدتك الله ان تخبريني قالت أما وقد ناشدتني بالله: انا ام لاربعة بنات يتامي مددت يدي اطلب المساعدة من الناس فكانت قلوبهم قدت من حجرانت أحمل هذه الدجاجة الميتة مضطرةً وهذا طعام المضطر في غير مخمصة... ..فقال يا أمة الله خذي هذه الأمانة وخذي ما كنت  أريد أن أنفقه في الحج فأخذتها أم اليتامى وعاد ابن المبارك الى بيته فاخذ الحُجاج بعد عودتهم يقولون ان ابن المبارك كان  يفيدنا في الطريق ومؤنساً لنا في سفرنا  فاستولى العجب على ابن المبارك هو لم يحج فلما اراد ان ينام فدعا الله ان يلهمه العلم لمعرفة هذا الامر الكبير  فرأى رسول الله في المنام  فقال انا  محمد رسول الله حبيبك في الدنيا وشفيعك ياعبدالله اكرمك الله كما اكرمت ام اليتامي ان الله خلق ملكا على صورتك وان الله كتب لكل حاج ثواب حجة وكتب لك سبعين حجة لاجلك.

 

لا يعرف الشوق الا من يكابده         ولا الصبابة الا لامن يعانيها

( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون الصف 3)

 

كان عمر لا ياكل لحما في اصواتا فكان يقول عام الرمادة وكان ينصب الموائد الشعبية وانه من كثرة اكل الزيت اخذت بطنه تحدث لبطنه لا تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين   ان اللذين لا يشعرون بالجوع لا يشعرون من بآلامه لا يمكن لهم أن يتولوا أمرنا,فقد جاء أصحاب النبي وقد ربطوا حجرا فرفع النبي الغطاء فإذا به يربط حجرين هكذا كانوا وهكذا أصبحتم في واد والناس في وادٍ آخر. لا أريد أن أسهب في الأمر فالإشارة ابلغ من العبارة.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٠٦ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م