مرة أخرى ... هل ستقوم إسرائيل بضرب إيران ؟

﴿ الجزء الاول ﴾

 

شبكة المنصور

اللواء الركن الدكتور نوري غافل الدليمي

قبل الدخول في تفاصيل هذا الموضوع لابُدَ لي أن أشير إلى جملة اعتبارات ومعطيات نؤمن بها جميعاً أو قسما منّا على الأقل هي :

 

- من حق إيران امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.

- يحب أن لا نتعامل بالمعايير المزدوجة التي تعاملت وتتعامل بها الإدارات الأمريكية ، ففي الوقت الذي لا نقبل بامتلاك إيران للسلاح النووي نرى أن الكيان الصهيوني يمتلك مابين 250-400 رأس نووي ، فلتكن القاعدة هي " إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وجعلها خالية تماماً منها وهذا يتطلب نزع أسلحة إسرائيل النووية كمنطلق لذلك ".

 

- العداء الفارسي للعرب قديم جداً منذ كورش الاخميني حوالي (2000) سنة قبل الميلاد عندما هاجم بابل وحرر الأسرى اليهود من البابليين مروراً بكافة مراحل التاريخ.

 

- لم تذكر وقائع التاريخ على امتداد عصوره ، صراع أو حرب بين الفُرس واليهود مروراً بتشكيل الكيان الصهيوني وإنتهاءاً بأيامنا هذه .

 

- لم تشارك إيران إلى جانب العرب في أي حرب عربية – إسرائيلية منذ عام 1948 ولحد الآن.

- تعاون وتنسيق إيراني – إسرائيلي خلال الحرب العراقية – الإيرانية تُوج بضرب مفاعل تموز النووي العراقي عام 1981.

 

- ومع هذا فإيران دولة جارة ، مُسلمة ، تربطها علاقات التاريخ والدين والجغرافية والثقافة مع الدول العربية ، وإن سنوات المحبة معها أكثر من سنوات الجفاء والصراع ، لا يمكن تجاهلها أو نقلها إلى مكان آخر ، لذا علينا أن نتعامل معها وفقاً للمعايير الأخلاقية والدولية استناداً إلى الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، أما الكيان الصهيوني فهو جسم غريب تمت زراعته في قلب الأمة العربية وهو مرفوض من الجميع.

 

- أغلب أصحاب الفكر القومي العربي والإسلامي ، يعتبرون أن العدو رقم واحد للأمة العربية والإسلامية هو الكيان الصهيوني.

 

وقبل تناول الاحتمالات والآراء حول الضربة أرى أن أضع جملة من الأسئلة "استعرت بعضها من كتابات بعض الإخوة" :

 

- هل حقاً هناك عداء بين إيران وإسرائيل وأمريكا ؟

- هل سمعنا بصراع أو اغتيالات بين المخابرات الإيرانية والموساد والمخابرات الأمريكية الموجودة على الساحة العراقية؟

- هل تسمح إسرائيل لإيران أن تكون شريكة لأمريكا بدلاً عنها؟

- ما المانع أن توجه إسرائيل ضربة لإيران ومواقف الدول الشرق الأوسطية إذا لم تكن سعيدة فإنها ستلتزم الصمت على الأقل؟

- هل سترد إيران بضرب إسرائيل والقواعد الأمريكية في المنطقة ؟ وما هي ردود أمريكا
عند ذلك؟

- هل أمريكا وإسرائيل على استعداد لتحمل الخسارة في الحرب ؟ وهل تتمكن أمريكا من منع امتداد هذه الحرب؟

 

أستطيع أن افرز ثلاثة احتمالات للإجابة على عنوان المقالة "هل ستقوم إسرائيل بضرب إيران" سأتناول الاحتمال الأول في هذا الجزء وأترك الأخرى للجزء الثاني ، عسى أن أوفق في أن التزم الحياد التام ولا أميل أو أرجح احتمال على آخر ، إنما رسالتي هنا أنْ افرش المعطيات كاملة بكل حيادية وأترك للقراء الكرام اختياراتهم وترجيحاتهم لأي من الاحتمالات.

 

الاحتمال الأول . يرى أصحاب هذا الاحتمال أن الحل العسكري ضد برنامج إيران النووي أمر متفق عليه بين أمريكا وإسرائيل وان ضرب إيران يساعد الأمريكان على بسط هيمنتهم على العراق ويساعد إسرائيل على فرض الأوضاع على الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين بل وكل العرب ، وسيساهم في بسط نفوذ الأمريكان على روسيا من الجنوب والشرق ، إلى جانب الغرب الأوربي فتضع أمريكا يدها على مصادر النفط حول بحر قزوين وإيران.

 

ما هي الدلائل التي يستند عليها أصحاب هذا الرأي؟

إن إسرائيل قامت ببناء مخزون ضخم من المعدات العسكرية وتسلمت من أمريكا أسلحة متطورة ومتنوعة ، منها (5000) من الذخائر الذكية التي تطلق من الجو ، و(500) قنبلة مضادة للاستحكامات الحصينة كافية لتدمير جميع الأهداف النووية والعسكرية الإيرانية ، فضلاً عن وحدات للتوجيه والسيطرة وأسلحة لإسقاط الصواريخ الإيرانية وهي بالجو.

 

-  توجد دراسة عند معهد العولمة الأمريكي تحت عنوان " الهجوم الأمريكي الإسرائيلي المخطط على إيران " فيها "وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في الحروب لكونها تستخدم ضد الأهداف المحصنة "وطبعاً ما يحل لأمريكا يحل لإسرائيل" .

 

- انطلاق عناصر من المخابرات الإسرائيلية والأمريكية والهولندية من العراق ودخولها إيران وتنسيقها مع عملائها في الداخل لجمع المعلومات واغتيال بعض السياسيين وإثارة العرقيات داخل إيران بالتزامن مع الضربة الإسرائيلية الاستخبارات الهولندية (IAVD) توقعت الضربة من أمريكا عام 2008 وسحبت عملائها من إيران وتقول إنها جمعت معلومات مهمة وخرائط عن المواقع النووية والعسكرية الإيرانية وسلمتها إلى الـ (CIA).

 

- شاركت 100 مقاتلة إسرائيلية من طراز F16 (بلوك 50، 52 ) وF15  في مناورات مشتركة مع اليونان لضرب أهداف وهمية على مسافة 1500 كيلو متر وهي نفس مسافة " نطنز" ، اشتركت أمريكا فيها بصفة مراقب .

-  رغم التقارب الأمريكي الإيراني إلا أن إسرائيل تواصل استعداداتها للهجوم .

 

-  إسرائيل لن تتحمل رؤية إيران نووية وستضرب سواء بمشاركة أمريكا أو دونها .

 

تصريحات المسؤوليين الأمريكان

-        " غيتس ، مولن ، كلينتون " يؤكدون على" إن الخيار العسكري لا يزال قائماً في
ملف إيران".

كوهين " ملف إيران النووي الكأس المسموم الذي سلمه بوش إلى خلفه أُوباما".
"بترايوس" إن إسرائيل قد تقرر ضرب منشآت إيران النووية ".

وزير الدفاع  جيتس " إن إسرائيل قد تضطر بالفعل إلى مهاجمة إيران إذا تجاوزت طهران خطاً احمراً إسرائيليا ".

جون بولتن " يتحسر على عدم قيام إدارة بوش بضرب منشآت إيران النووية ".

دنس روس " إن قادة إسرائيل على قناعة بان الخيار العسكري لازال وارداً ومطروحاً".
وولفيتز " الحرب على العراق كانت خطأ وإيران العدو الحقيقي".

ديك تشيني " إذا لم يتحرك العالم من اجل وقف البرنامج النووي الإيراني فإن إسرائيل من الممكن أن توجه ضربة لهذا البرنامج".

 

تصريحات الإسرائيليين .

 

يعكوف عامي درور من الاستخبارات الإسرائيلية " إن على إسرائيل إن تكون جاهزة لتقوم وحدها بضرب المنشآت الإيرانية النووية ".

نتنياهو " من المحتمل إن نضرب إيران إذا استمرت في مشروعها النووي ".

" طهران أكبر خطر على البشرية وعلى إسرائيل ، كونها نظاماً متطرفاً تمتلك
السلاح النووي ".

 

                    " انه سيفعل كل ما هو ضروري لمنع إيران من أن تصبح دولة نووية ".

                    " من أولى مهامهُ إحباط التهديد النووي الإيراني وهذا يتضمن كل الخيارات ".

                    " التهديد النووي الإيراني افدح من الأزمة الاقتصادية".

 

بيريز " إن الادعاء بشن هجوم إسرائيلي على إيران مدعاة للسخافة ".

         " إسرائيل ستضرب إيران في حال فشل المساعي الدبلوماسية الأمريكية".

اولمرت " إيران ستمتلك السلاح النووي قبل 2010".

أيهود باراك " إن تطوير إيران لأسلحة نووية يهدد وجود دولة إسرائيل ".

سلفان شالوم " إيران تقترب من مرحلة اللاعودة في مشاريعها لاكتساب القدرة التسليحية النووية ويجب على المجتمع الدولي إيقاف هذا السيناريو المرعب".

رئيس جهاز الموساد مائير دوغان " التهديد الإيراني الأخطر على دولة إسرائيل منذ نشؤها ".

شاؤول موفاز" إذا كانت هناك حاجة لتدمير القدرة النووية الإيرانية فان إسرائيل لن تتردد ".
يوسي ميلمان " لو كنت مستشاراً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأوصيتهُ بمهاجمة إيران".

قائد سلاح الجو الإسرائيلي " قوات إسرائيل في حالة تلقيها الأوامر قادرة على تنفيذ الهجوم في أيام قليلة أو حتى ساعات قليلة".

ليبرمان " لا حل مع الفلسطينيين دون تسوية ملف إيران النووي ".

 

تصريحات الأوربيين .

ساركوزي " طهران تُعرّض نفسها لخطر ضربة إسرائيلية ... إن إسرائيل ستوجه ضربة عسكرية إلى إيران ".

             " نطالب الاتحاد الأوربي بإبداء الحزم الشديد تجاه إيران ".

             " انه لا يجلس على طاولة يجلس عليها نجاد وانه لن يصافح شخصاً يهدد بإزالة إسرائيل من الوجود".

 

كوشينر " إن إسرائيل ستأكل إيران وصحح الترجمة وقال ستضرب إيران ".

جوردن براون عن تصريحات نجاد حول إسرائيل " تصريحات مسيئة واستفزازية ".

ديفيد أوين " هنالك مؤشرات تنذر بهجوم إسرائيلي أحادي على إيران ".

ديفيد كي " إن إيران ستمتلك السلاح النووي خلال 2-5 سنوات".

الرئيس نجاد قال في مؤتمر ديربان 2 " إسرائيل دولة عنصرية " وينتقد إنشاء دولة إسرائيلية بالقوة العسكرية تحت ذريعة معاداة اليهود "ويقول " إسرائيل ورم سرطاني في الشرق الأوسط يجب نقله إلى أوربا".

 

- زيادة المساعدات الأمريكية لإسرائيل لعام 2009 لتصبح 2.550 مليار دولار.

- إيمان إسرائيل بأن إيران ستمتلك القنبلة الذرية خلال 1-2 سنة .

- إسرائيل تسعى لشراء منظومة أمريكية مضادة للصواريخ " فالكلن فالانكس أي الطوق الصلب" وعندها "القبة الحديدية " و " العصا السحرية " و " السهم " . هذه المنظومات طورتها عقب فشل صواريخ الباتريوت في اعتراض الصواريخ العراقية وصواريخ حزب الله وحماس . سعر المنظومة الواحدة (25) مليون دولار عبارة عن مدفعين عيار 20 ملم ورادار رصد إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون وتتبع مسارها وإسقاطها.

 

- إذا لم تسلم روسيا إيران صواريخ  S 300فهذا مؤشر على ضربة إسرائيلية لإيران.

- إيران تجاوزت الخطوط الحمراء في إصرارها على المضي قُدماً في برنامجها .

- مشروع الشرق الأوسط الكبير تسمية " لإسرائيل الكبرى " لذا فان إسرائيل لن تسمح لإيران بلعب دور الشريك .

- لماذا التهدئة مع حزب الله من خلال تبادل الأسرى والشهداء ؟ لماذا القبول بفك الحصار عن غزة ؟ لماذا المحادثات الإسرائيلية السورية بوساطة تركية ؟

 

- حصول إسرائيل على (3) طائرات رادار وإرضاع جوي جديدة من الولايات المتحدة.

- إجراء التدريبات والممارسات على الدفاع المدني لتقوية الجبهة الداخلية الإسرائيلية لمواجهة الصواريخ الإيرانية.

 

الأجواء السياسية الشرق أوسطية والعربية المضادة لإيران حالياً ملائمة لتوجيه الضربة الاسرئيلية للأسباب التالية:

          -  الخوف من الأطماع التوسعية لإيران حيال الدول العربية.

          -  الخوف مما يدعيه البعض من حملات التشيع التي تمارسها إيران عبر الإقليم.

          -  القلق من تنامي القوة العسكرية الإيرانية.

 

يتبع الجزء الثاني بإذن الله

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠١ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / نـيســان / ٢٠٠٩ م