مسلسل الإرهاب الإيراني مستمر بحق الأحوازيين «الرافضين الفرسنة» والمتمسكين بعروبتهم

علي عاشور هلالي مجد

لاجئ أحوازي هرب من بطش الفرس فاختطف من بيروت في وضح النهار

 
 
 

شبكة المنصور

 

http://www.almoharrer.net/Read.aspx?Id=528

 

الخاطفون سلّموه للسفارة الإيرانية هو وعائلته ومنها نقلوا جميعاً إلى طهران ليواجه المؤبّد أو الإعدام

فصل جديد من فصول الاضطهاد الفارسي لأبناء الأحواز العربية تمثّل باختطاف الناشط الأحوازي علي عاشور هلالي مجد.

 

عملية الاختطاف تمت في بيروت ومن أمام مستشفى رفيق الحريري الحكومي الكائن في منطقة الجناح. المواطن الأحوازي المذكور كان قد غادر الأحواز بعدما ضيّقت عليه السلطات الإيرانية الخناق، وهو الناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان. لجأ إلى سورية ولكنه لم يشعر بالأمان، فأكمل طريقه إلى لبنان ظناً منه أنه بمأمن وبمنأى عن خطر الاعتقال .

 

الاختطاف...

وأفادت معلومات عبر البريد الإلكتروني من مركز الصداقة الدانمركية ـــ الأحوازية في كوبنهاغن، أن عملية اختطاف المحامي علي عاشور هلالي مجد، جرت عندما كان متوجهاً إلى المستشفى للاطمئنان على ابنته التي تُعالج من التهاب رئوي حاد، وعند وصوله إلى مدخل المستشفى فوجئ بثلاث سيارات »جيب« سوداء تعترضه، وترجل منها عدد من الشبان واقتادوه إلى السفارة الإيرانية ومعه زوجته التي أطلق سراحها بعد ذلك بوقت قليل، حيث طلبت منها السفارة الإيرانية في لبنان أن تسافر فوراً إلى إيران، وهذا ما حصل بالفعل فتوجهت إلى سورية ومنها إلى الأحواز، هي وأولادها وابنتها التي غادرت المستشفى بحالة صحية سيئة.

 

وأفادت المعلومات أيضاً أن علي عاشور هلالي مجد يحمل بطاقة لجوء من الأمم المتحدة، ولا يملك جواز سفر، والمفارقة أنه بُعيد اعتقاله بقليل وفي اليوم نفسه تم ترحيله إلى إيران عن طريق مطار بيروت الدولي، وذلك نهار الأربعاء الموافق ٢٢ نيسان/ أبريل ٩٠٠٢، ليدخل إلى غياهب السجون الإيرانية، وليحكم عليه، كما هو متوقع، إما بالإعدام أو بالسجن المؤبد دونما محاكمة،ومن غير أن يسمح له حتى بتوكيل محام للمرافعة والمدافعة عنه، ولتنتهي حياته مثلما انتهت حياة غيره من أبناء الأحواز.. حيث لا أحد ينجو من »الإعدام« حتى ولو أخلي سبيله!!!

 

مسلسل إيراني .... طويل

قضية هذا المواطن الأحوازي ليست سوى حلقة من مسلسل إيراني طويل يكاد لا ينتهي، فالدولة الفارسية اغتصبت أرض الأحواز العربية منذ زمن بعيد، وهي ما زالت تسعى إلى طمس كل معالم العروبة هناك، بدءاً من اللغة، فالعادات والتقاليد... وحتى الزي، فمن غير المسموح لأي مواطن أن يرتدي الزي العربي، وهذا يظهر العنصرية الشديدة التي يمارسها الفرس، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعداه ليصل إلى الإعدام، فالمشانق منصوبة على الدوام لكل من يتجرأ ويقول: أنا عربي الهوية والانتماء. وهي لم تكتفِ بالسيطرة على موارد هذه الأرض الغنية من بترول وغاز ومعادن ومياه، بل تسعى إلى »غسل الأدمغة« أيضاً و لا توفر طريقة للوصول إلى ذلك، سعياً إلى هدم كل معلم من معالم العروبة.


قضية اختطاف هذا المواطن تظهر مدى الظلم الذي تمارسه إيران بحق هذا الشعب العربي وهذا الوطن العربي والأرض العربية التي لا يستطيع أبناؤها رفع الصوت بوجه المغتصب الفارسي، هذا الوطن الذي يضم أصول القبائل العربية ، يعاني ما يعانيه من قبل الفرس من تنكيل وتهجير وتشريد بهدف استبدال هويته العربية بأخرى فارسية، وسط صمت دولي وعربي مريب، عن كل ما يجري هناك، فكأنما العالم باع الإنسان هناك إلى إيران بالمجان، وكأن الإنسان العربي في الأحواز لا يحق له العيش الكريم ولا حتى المقاومة، وينبغي عليه أن يرضى بكل ما تقوم به الدولة الفارسية، وحتى يسلم من الأذى عليه التخلي عن هويته العربية والانضواء تحت اللواء الفارسي، وإتقان اللغة الفارسية، وعندها يصبح مواطناً من الدرجة الثانية ويسلم من القتل والتنكيل والتشريد، ولكنه أبداً لن يحصل على امتيازات الفارسي الأصيل.

 

الذراع الإيرانية »الحرة«..

أمر آخر كشفه هذا الاعتقال أو الاختطاف بهذا الأسلوب وهو مدى تغلغل الذراع الإيرانية خارج إيران والأحواز لتصل إلى لبنان وسورية ومصر وغزة والسودان والمغرب والجزائر وغيرها من أقطار الوطن العربي، والذي يبرهن على سعي الفرس لتحقيق حلم السيطرة على العالم العربي وليس الأحواز فحسب، والمؤسف في الأمر أن إيران تقوم بكل ذلك خلف ستار الإيمان بالمبادئ الإسلامية، وتحت غطاء العباءة الدينية، في وقت تسعى فيه إلى نشر كل رذيلة في الأحواز المحتلة (من مخدرات وغيرها لتدمير الشباب الأحوازي..)  


اعتقال علي عاشور هلالي مجد، قضية تحمل في أعماقها الكثير، فهي ليست قضية مواطن بل قضية وطن، فمتى يستيقظ العرب والعالم، ومتى ينتفضون بالفعل لا بالقول، ومتى تسلط الأضواء على جريمة ترتكب بحق شعب كامل وبحق وطن لا يستهان به لا من حيث المساحة ولا الثروات المادية والبشرية، فإلى متى التغاضي عن هذا الاحتلال الفارسي ؟

 

قضية فلسطين تطرح كل يوم في المحافل الدولية والعربية، وتعقد لأجلها المؤتمرات ، وتجمع الأموال والمساعدات، وهناك من يُطالب بفتح المعابر لإيصال الذخائر (والرجال... أيضاً) في سبيل تحريرها من (الصهاينة)، بينما لا نجد من يأتي على ذكر الأحواز التي ضمتها إيران إليها في العام ٥٢٩١ من القرن الماضي.  

 

المواطن الأحوازي العربي ما زال متمسكاً بهويته العربية ويأبى التنازل عنها ويجاهد ويناضل لوحده، وقضيته لا تجد من يدافع عنها ولو بالقلم... بينما إيران الفارسية تقف كل يوم خلف المنابر الدولية لتطالب بحق الفلسطينيين بالعيش وببناء الدولة الفلسطينية وبرمي (اليهود) في البحر... إنه كلام حق يُراد به باطل!

 

علي عاشور هلالي مجد لا أحد يعرف مصيره! إيران وحدها تعرف، وتعرف لماذا اختطفته، ربما لأنه يطالب بعروبة وطنه ويتمسك بهويته العربية، فهل هناك من يسمع الصوت في الوطن العربي الكبير؟ الأحواز عربية وسكانها يتحدرون من القبائل العربية الأصيلة، تقف وتناضل لوحدها بوجه موجة »الفرسنة« التي تحاول إيران فرضها بالقوة... فمتى ينبلج الفجر وينقشع الظلام عن أبشع جريمة تُرتكب بحق ذلك الوطن وأهله؟

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ١٢ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م