في الذكرى السادسة لإحتلال العراق

 
 

شبكة المنصور

محمد حسن الجبوري

منذ نهاية عام 2001 كانت الإدارة الأمريكية مصممة على غزو وإحتلال العراق والإطاحة بالنظام الوطني الحاكم ، وهذا ما توضح من خلال المذكرة التي كتبها (دونالد رامسفيلد وبول وولفويتس وديك تشيني) والتي كانت تحت عنوان " إعادة بناء القدرات الدفاعية للولايات المتحدة " في أيلول 2000 أي قبل عام واحد من أحداث 11 / أيلول ، وقد ورد في هذه المذكرة ما معناه أنه بالرغم من الخلافات مع نظام صدام حسين والذي يستدعي تواجداً أمريكيا في منطقة الخليج العربي ، إلا أن أهمية وأسباب التواجد الأمريكي في المنطقة تفوق سبب وجود صدام حسين في السلطة .

 

وبعد أحداث 11/ أيلول 2001 والنجاح النسبي الذي حققه الغزو الأمريكي لأفغانستان فقد تصورت الإدارة الأمريكية أن لها من التبريرات العسكرية والإسناد العالمي ما يكفي لإزالة مصادر الخطر على " أمن وإستقرار العالم " في منطقة الشرق الأوسط ، كما أدعت وسوقت لذلك .

 

كانت الإدارة الأمريكية قبل وأثناء غزوها وإحتلالها للعراق في 9 نيسان عام 2003 قد تذرعت بمجموعة من التبريرات لإقناع الرأي العام العالمي والأمريكي بشرعية الحرب وأهم تلك التبريرات هي :


1ـ عدم تطبيق العراق لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان التفتيش والإستمرار في التضييق عليها وعلى مزاولة أعمالها في العراق  مما أدى الى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بوضع مهلة نهائية لبدأ العمليات العسكرية بينما كانت فرق التفتيش تقوم بأعمالها في العراق.


2ـ إستمرار العراق بتصنيع وإمتلاك "أسلحة دمار شامل" وعدم تعاون القيادة العراقية في تطبيق 19 قراراً للأمم المتحدة بشأن إعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من "أسلحة الدمار الشامل". ومن الجدير بالذكر أنه لم يتم حتى هذا اليوم العثور على "أسلحة دمار شامل" في العراق .


3- امتلاك حكومة الرئيس السابق صدام حسين لعلاقات مع تنظيم القاعدة ومنظمات " إرهابية " أخرى تشكل خطراً على أمن وإستقرار العالم ، وهذا ما ثبت كذبه وبطلانه .


4- نشر الأفكار الديمقراطية في العراق ومنطقة الشرق الأوسط . (من BBCArabic.com) تلك هي التبريرات والاهداف المعلنة للحرب الأمريكية على العراق ، فما هي الأهداف الخفية لتلك الحرب المجنونة ..؟ من المعلوم أن لكل حرب أهداف معلنة وأهداف وأجندات خفية .. فمن جملة الأهداف الخفية وهي الأهداف الحقيقية للحرب على العراق   مايلي :


1ـ السيطرة على منابع النفط وتأمين إستمرار تدفقه : وهو هدف إستراتيجي يمس المصالح الأميركية والأوروبية بصورة خاصة ولما للنفط من أهمية أساسية في الإقتصاد العالمي . .و يشمل منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والعراق ومنطقة الخليج بشكل خاص ، حيث توجد معظم إمدادات النفط وإحتياط النفط العالمي . وسيطرة القوات الأميركية على العراق وعلى الخليج وتواجدها العسكري في بعض بلدان الخليج من شأنها أن تضمن إستمرار تدفق النفط .


2ـ أمن إسرائيل : إن سياسة الولايات المتحدة تجاه النزاع العربي - الإسرائيلي هي سياسة إسرائيلية تنفذها حكومة الولايات المتحدة حيث يجمع الحزبان الرئيسيان على دعم أمن إسرائيل وفق ما تراه إسرائيل ، ولن نتوقع في المستقبل المنظور أي تفريط بأمن إسرائيل من قبل أي إدارة تستلم السلطة في الولايات المتحدة .وإن تركيز الجهود الأميركية على غزو وإحتلال العراق وإنفاقها الموارد المالية والعسكرية والبشرية في هذه الحرب لم يرسخ أمن إسرائيل ، بل أدى إلى زعزعته واصبحت الدولة الحليفة في وضع أسوأ .


3ـ  : مكافحة الإرهاب : وهو هدف يقع ضمن إطار الحرب الأميركية المعلنة على الإرهاب . فقبل إحتلال  العراق لم يكن لتنظيم القاعدة وجود يذكر، لكن الإحتلال العسكري الأميركي شكل عنصر جذب وتشجيع لمقاتلي القاعدة للقدوم إلى هذا البلد الذي سرعان ما تحول إلى ساحة جهاد ضد القوات الأميركية ، وخلال فترة قصيرة ، ولم تحقق إدارة بوش هدفها في الحرب على الإرهاب ، وبالعكس فقد إزداد الإرهاب وإنتشر  في العراق والمنطقة العربية .


وهكذا نستنتج أن إمدادات النفط لم تعد بوضع أفضل ، وأن أمن إسرائيل أصبح مهدداً ، والإرهاب قد توسع وإنتشر، والولايات المتحدة قد سجلت فشلاً كبيراً في تحقيق أهدافها الحقيقية غير المعلنة بعدما ثبت كذب وبطلان أهدافها المعلنة ومبررات الحرب التي سوغتها للرأي العام الأمريكي والعالمي بماكنتها الإعلامية الضخمة . كان حصيلتها التالي :  بعد ست سنوات أفلت ، عاث فيها الإحتلال فساداً على أرض العراق ولا يزال ، لنستذكرالجرائم المروعة التي نالت من شعبنا على يد المحتل .. بدءاً من القتل والتشريد لمئات الآلاف من العراقيين ، التهجير والاعتقال والاغتصاب ، وخلفت الحزن والعزاء في كل بيت وشارع ، في كل قرى ومدن العراق من شماله وحتى جنوبه ، سفكت دماء الأبرياء تحت شعار الديمقراطية الأمريكية المزعومة ، يشاركه العملاء الذين جلبهم  معه على ظهور دباباته ، وبإختصار شديد فقد خلف الإحتلال وحكوماته الأربع خلال السنوات الستة الماضية :


ــ مليون ونصف شهيد عراقي وخمسة ملايين مهجر داخل الوطن نزحوا منذ بداية الغزو،  ومن هؤلاء من غادر إلى الخارج ، ومنهم من  نزحوا داخل العراق هرباً من الميليشيات الطائفية وخاصة بعد تفجيرمسجد سامراء في شباط عام  2006 ، والعدد في ازدياد كما ذكرت البي بي سي أن الأرقام التي أصدرتها وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة  تظهر ذلك .


ــ الاستمرار في نهب ثروات البلاد وخيرات الوطن من قبل الأمريكان وعملاؤهم وشراذم المرتزقة .


ــ إنتشار الفساد المالي والإداري والرشوة والمحسوبية مما أدى بأن يحتل العراق المرتبة الأولى عالمياً في هذا المجال .


ــ عودة الولاءات العشائرية والطائفية وإحتلالها مواقع هامة في المجتمع والدولة . وصعود الأصوليات الدينية المتزمتة والمتحجرة ، كما عادت إلى الساحة ظاهرة الشحن المذهبي والطائفي ذات الأهداف السياسية المتسترة بالدين وهي تعمل على الفرقة بين أبناء الشعب العراقي الواحد .


ــ تخلخل البنية والنسيج الاجتماعي  للمجتمع العراقي بإعتماد سياسة المحاصصة والطائفية والمناطقية ومحاربة الطائفة المسيحية وقتل العشرات من الأخوة المسيحيين ونفس الشيء بالنسبة للصابئة المندائيين والعمل على مضايقتهم وتهجيرهم .


ــ اختفاء البورجوزية الوطنية الصناعية المنتجة. وازدياد هيمنة الفئات الطفيلية والبيروقراطية الأنتهازية في مجال التجارة والإقتصاد ، و ضمور دور الطبقة العاملة والمثقفة المنتجة فكرياً ومادياً .


ــ انتشار تجارة المخدرات القادمة من الشرق بعد أن كان العراق من أنظف بلدان المنطقة وخالياً منها .


ــ فضائح الرشوة وتزوير الشهادات وبالاخص شهادات الوزراء والمسؤولين وقادة الاحزاب والبرلمانيين والمحافظين وأعضاء مجالسهم .


ــ فضائح تهريب النفط لصالح الميليشيات و..الخ من الفضائح التي أنتجت جرائم اخرى أودت بحياة مئات الألوف من خيرة أبناء العراق .ــ مليوني أرملة فقدن أزواجهن وخمسة ملايين طفل يتيم فقدوا آباءهم ومعيليهم .


ــ إعتقال وقتل العديد من السجناء المطلق  سراحهم من السجون الأمريكية وإيداعهم السجون مرة ثانية  ــ بيع وتهريب اطفال العراق ونقلهم الى الخارج لأغراض البيع للتبني ولتجارة بيع الأعضاء البشرية والتي كشفت عنها جريدة 'الغارديان' البريطانية في تقريرها قبل أسبوعين .


ــ ست سنوات بلغ فيها عدد المعتقلين 340 ألف معتقل حسب الإحصاءات الأمريكية والحكومية ، وباعترافات المسؤولين أنفسهم ، فإن عددا كبيرا منهم قد اعتقل بلا تهمة ولا جناية ولا يعرف سبب إعتقاله .


ــ ست سنوات ومستقبل مجهول يعيشه العراقيون تحت الأوضاع الأمنية المتردية والشاذة بسبب الأجندات السياسية الأمريكية والصهيونية التي تحاول تثبيت موطيء قدم لها في أرض الرسالات والحضارات .


ــ عراق اليوم يسوده الاستقطاب الطائفي ، والاقتصاد المنهار ، يعاني النقص في الخدمات الصحية والاجتماعية ، وتراجع في الدخل الوطني والفردي ، والفقر والبطالة ، وتراجع نوعية التعليم ، والعجز التجاري واستمرار سرقة الآثار وارتفاع معدلات الجرائم ، وتزايد عمليات الاختطاف لدوافع مالية .


ــ اغتيال العديد من النخبة العراقية من كوادر الدولة العسكرية والمدنية وقتل الآلاف على الهوية وتهجير الباقين لترك العراق و الهجرة إلى الخارج. هناك الملايين من العراقيين دفعوا ضريبة التهجير والاقتلاع خوفاً من الإبادة العرقية أو التطهير المذهبي والطائفي .


كل تلك الصفحات السوداء في السنوات الستة السوداء التي مضت ، فماذا ينقصهم من جرائم بعد الآن ، ليرتكبوها بحق الشعب الصابر المقاوم للهيمنة الأمريكية والإحتلال البغيض وعملاءه الخونة الذين باعوا أنفسهم للمحتل وباعوا العراق  ، إنها ذكرى ست سنوات حزينة مثقلات ضرجتها دماء خيرة شباب العراق ونساءه وأطفال بعمر الزهور ، ست سنوات إرتفعت فيها آهات وأنين الأرامل ، وصراخ الأيتام ، وأنات وحسرات الثكالى من نساء العراق والآلاف من الشباب الذين غيبتهم السجون السرية والعلنية ، الأمريكية والعراقية على السواء ، ست سنوات ، تنوعت فيها الجرائم التي أرتكبت بحق الإنسانية ، ممن يدعي إحترام حقوق الإنسان ، وكانت بحق من أبشع الجرائم في القرن الواحد والعشرين .


هذا ما خلفه الإحتلال على الجانب العراقي ..فماذا على الجانب الأمريكي : بالنسبة لتكاليف الأرواح فبلغت اكثر من 4200 جندي اميركي قتيل ، و 150 ألف جريح حسب الموقع الرسمي للبنتاغون (الكثير منهم في حال الخطر ) .. أما بالنسبة للجانب الاقتصادي فقد خلف اقتصاد متراجع ، تكاليف مضاعفة ، سمعة منهارة ، ويتفق  معظم الاقتصاديين على ان هناك آثاراً على الاقتصاد الأميركي أبعد من ذلك من جراء ارتفاع أسعار النفط الذي يقلص النمو الاقتصادي ، و زيادة الديون ، تكاليف عسكرية إضافية .

 

كتب جوزف ستيغليتز الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد عن كلفة الحرب في كتابه الجديد المعنون (هـــذه كـــلــفـــة حــــرب الــعــراق ) يقول فيه للأمريكيين : إسمعوا : الكلفة الحقيقية للحرب على الاميركيين ، لن تكون أقل من ثلاثة تريليون دولار والكلفة على العالم قد تكون ضعفي هذا المبلغ . وهذه التقديرات بحسب المؤلفين"متحفظّة". ومن يجد صعوبة في الحساب فليتذكر ان التيرليون يساوي مليوناً مضروباً بمليون.  حرب وصفها ستيغليتز وبيلمز في كتابه الذي صدر في نيويورك قبل عام ، بأنها "حرب الثلاثة تريليون دولار: وماذا عن العراق وخسائره ؟ قال ستيغليتز: "لا يمكن حساب الخسائر بالفعل لانها هائلة . فما حصل للعراق هو دمار كامل ، سواء بالنسبة الى عدد القتلى أو الاقتصاد ، دمار للعائلات وللمجتمع ككل". اعداد القتلى العسكريين غير معروفة تماماً واميركا لا تبقي سجلاً بعدد الجرحى من العسكريين العراقيين . ولكن اياً تكن الارقام فانها أقل بكثير من عدد الضحايا من المدنيين . وهناك النزوح داخل العراق والى خارجه والاعداد مرعبة . فبحلول ايلول 2007 كان 4,6 ملايين عراقي نزحوا عن بيوتهم وهذه اكبر هجرة في الشرق الأوسط منذ إقامة اسرائيل ، وبينهم أكثر من مليونين لجأوا الى الاردن وسوريا . دمار كلي في العراق وكلفة باهظة جداً على أميركا اذاً هي حصيلة الحرب حتى الآن ، وإستمرارها يعني مزيداً من الدمار ومن الكلفة. وبما أن تركيزه هو على أميركا فان الصورة التي يرسمها بالارقام مقلقة خصوصاً توقعاته لتباطؤ الاقتصاد وربما الركود يضاف اليها يقينه أن الادارة الحالية لن تتخذ اي اجراء انقاذي.


وكل تلك الخسائر كانت نتاج الفعل البطولي للمقاومة العراقية التي نجحت في إنزال أفدح الخسائر بالاقتصاد الأمريكي ، فالمقاومة مستمرة ولن تتوقف أو تنكسر كما يتخيل البعض من العملاء وضعاف النفوس وما زال هناك جندي أجنبي واحد على أرض العراق . فمنذ ست سنوات والنظام الرسمي العربي متآمر على الشعب العراقي والمقاومة الوطنية في مختلف الساحات العربية وطالما عمل الإعلام العربي والأجنبي المشبوه على تشويه المقاومة وشرعيتها والتي فشلت جميعها ولم تستطع النيل من المقاومة ، فالجامعة العربية وأنظمة الخيانة القومية المعروفة ، بعد أن أدت دورها المشبوه في غزة والسودان والصومال تعمل الآن على أن تنجح في ترسيخ المشروع الأمريكي الجديد في العراق . لقد أثبتت الأيام وبالتجربة والملاحظة والتتبع أنه كلما قرب إنتصار المقاومة فان الجامعة العربية وأنظمة التخاذل والردة تقوم بإجراءات وخطوات لتعطيل إنتصار المقاومة ودعم نظام العمالة في بغداد عن طريق الدعوة لإرسال السفراء والبعثات الدبلوماسية العربية إلى بغداد والذي يعد اعترافاً فعلياً بشرعية احتلال العراق ، ، كل ذلك يحصل بتنسيق بين الإدارة الأمريكية والجامعة العربية للتآمر على الأمة العربية وكسر إرادتها ، كذلك فان مسألة ما يسمى بالمصالحة الوطنية التي دعا إليها المالكي وعمر موسى فهي ليست سوى تثبيت لسلطة العمالة في بغداد وتمكينها من إختراق القوى الوطنية الرافضة للإحتلال وتمزيق صفوفها وجر البعض منها لمستنقع العمالة والخيانة الوطنية . وما الصفقات التي تتم الآن بين الاحتلال والنظام الإيراني إلا تبادل للأدوار والتفاهم على تغيير أجندتها ليكون ضحية ذلك شعبنا في العراق . لقد هزم الاحتلال وعملاؤه في العراق ، فالإدارة الأمريكية  قامت بجدولة الانسحاب بفعل المقاومة ، وما أسموها بالعملية السياسية قد فشلت وحكومة الاحتلال الرابعة تترنح بفعل المقاومة وإذن فلا مصالحة ولا لقاء مع العملاء وتجار السياسة الذين وضعهم ومكنهم الإحتلال في التحكم بمصير العراق ، ولهذا نشير إلى دور المقاومة العراقية بكل فصائلها ، فهي الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا لمرحلة ما بعد النصر والتحرير . وأخيراً فان مشروع الاحتلال الأميركي الذي عجز عن الحسم بعد ست سنوات من الغزو ،لا أمل له بعد الآن في الحسم لصالحه ، ولكن ذلك يعني من جهة أخرى أن طريق المقاومة العراقية ما زال طويلا ويوجب على الأبطال المقاومين وقياداتهم التنبه إلى ضرورة التماسك وتوحيد الصفوف والمواقف أمام ألاعيب العدو الغادر وتلّون وسائله وتنوع أساليبه للوصول إلى البناء السليم لعراق ما بعد الاحتلال ، المقاومة مستمرة ولن تتوقف ما زال هناك جندي أجنبي  واحد على أرض العراق ، المقاومة مستمر حتى الإنتصار ولا لقاء مع العملاء والجواسيس وتجار السياسة وخدم الأجنبي المحتل . 

 

وأخيراً فان مشروع الاحتلال الأميركي الذي عجز عن الحسم بعد ست سنوات من الغزو لا أمل له بعد الآن في الحسم لصالحه ، ولكن ذلك يعني من جهة أخرى أن طريق المقاومة العراقية ما زال طويلا ويوجب على الأبطال المقاومين وقياداتهم التنبه إلى ضرورة التماسك وتوحيد الصفوف والمواقف أمام ألاعيب العدو الغادر وتلّون وسائله وتنوع أساليبه للوصول إلى  البناء السليم لعراق ما بعد الاحتلال .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٠٢ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / نـيســان / ٢٠٠٩ م