أين ذهبت محبة العراق ..؟ وما أحوجنا إلى التواد والرحمة ..

 
 
 

شبكة المنصور

معتز الراوي - رئيس منتدى الطفل العراقي نينوى

ما أعذب المحبة.. وما أحوجنا إلى التواد والرحمة.. والعطف.. وما أطيب الدفع بالتي هي أحسن.. وما أنقى من صفاء الأنفس..


ما الذي أصابنا كي تغدو ثقافة الأحقاد تأكل القلوب؟ ما الذي شتّت العراق الأبي وماذا تركنا وماذا فعلنا حتى نصل إلى ما وصلنا له؟ لقد تركنا الوازع الديني والإنساني الذي بشّرت به كل الأديان، وأصبحنا نكره بعضنا بعضا..


ما سر الفرقة التي غدت علامة فارقة لبلادنا المنكودة والمنكوبة؟ ما سر الحقد والكراهية مهما كان نوعهم لكل من يعارض أسلوب الآخر؟ كيف أينعت ثقافة الحقد الكراهية والبغضاء في القلوب، وغابت المحبة والمحاسن والطيبة والمودة عنها؟؟ إن ما يمكن الحزن والتأسي عليه في واقعنا المرير، أننا كنا أصحاب ثقافة عالية منفتحة، وقيم وعادات وأخلاق سمحة، من نصرة حق وتعاون، ونصرة وإغاثة ملهوف وغيرها من تقاليد كريمة حسنة، لتغدو بلادنا العريقة بلاد العزة والمفاخرة، بلاد القيم والأخلاق والآثار، واليوم ملوث بالتعصب والعصابات والتفرقة والقتل والجهل والكراهية، وكلما يمضي الزمن تتفاقم الكراهية والغضب والحقد، ويندثر التلاؤم والمحبة والانسجام، والمودة والرأفة، والسماحة والجيرة، والصدق والرفقة، والتعايش والشراكة، وكرم الضيافة والوفادة.. الخ من قيم عظيمة لم يمتلكها أو يعرفها الآخرون، لأن عراقنا عراق الأصالة والتضحية والوفاق، والقومية والوحدة والحرية والاشتراكية والديمقراطية، ولا أعتقد أننا كنا نملك ثقافة الحقد والكراهية في بلدنا، إنها ثقافة قد جاءتنا مع الاحتلال باسم "الحرية والديمقراطية" وزرعوا الفتنة والخداع والحقد بين أفراد الشعب، وقسموا العراق إلى دويلات وطوائف ومذاهب، وحل الكبت والآلام والمعاناة وممارسة الظلم، والقتل والفقر والمرض والجهل، والسلب والنهب وركام من القمع والاضطهاد، والتهميش والتشويه والتضليل والأكاذيب، وتدخل الفرس المباشر في العراق، وزيف الشعارات وتدمير مصير الشعب العراقي.


لقد كانت راية السيادة في بلادنا مرفوعة عالياً، وهمّ الدولة كان العمل والشغل الشاغل لكافة أطياف الشعب، وأهم شيء كان يشغل الدولة هو جعل العراق حراً، ومقاومة الاعتداءات الخارجية والانشغال بالتنمية ومعالجة الأوضاع، والتحاور من أجل إيجاد حلول ومعالجات لأزمات الوطن وقضايا الشعب والأمة العربية، إلى أن بدأت الخيانة تعمل في العراق من الداخل والخارج، ومع تعاون أصحاب النفوس الخبيثة مع الأجانب ضد السلطة في العراق، وبمجيء الاحتلال تكالبت على العراق أكثر الدول لؤماً وحقداً منذ التسعينيات تريد تحطيم العراق، واشتروا الخونة بالأموال وجاءت الأحزاب وهي تردد الشعارات وتترنم بالخطابات الرنانة الغير سارية المفعول على العراقيين، وقد نهب الأمريكان والسراق كل ثروات العراق بموارده ومنتجاته، وعلومه وفنونه وأثاره، لقد كان العراق عبارة عن مجتمعات منصهرة في بوتقة مجتمع واحد لا يعرف الكراهية والأحقاد، مجتمع كرسه شعب العراق من تجاربه السياسية، مستفيداً من الانتكاسات التي مرّ بها.. كنا في مجتمعات مختلفة الآراء والأفكار، ولكنها تعترف بالآخر لا تقمعه، تتصالح معه ولا تخافه، تتعامل معه ولا تكّفره، مجتمعات وجدت نفسها كخلايا نحل عاملة متعاونة من أجل تحقيق مصالحها ومصالح مستقبل أبنائها، مجتمعات لا تعرف غير العقل والحوار سبيلاً لحل كل المعوقات، وقد نجحت في تجسير العلاقات بينها وبين الدولة العراقية التي وجدت لرعايتها وعملت لخدمتها، فالعالم كله أوجد "الدولة" كي تقوم بخدمة الشعب.. هكذا كان العراق وشعبه الأبي، يحب الرفعة والحرية، والعلو..


لذلك لا بد من طرد الأجنبي المحتل، وكل الخونة، بكل السبل وإعادة الحق لأصحابه العراقيين الغيارى، أصحاب القيم والمبادئ الخيرة، من أجل بناء عراق ديمقراطي موحد مثلما كان في السابق، قبل أن يدنس بالمحتل، عراق الوحدة والحرية والاشتراكية.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٦ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / حزيران / ٢٠٠٩ م