نيسانهم .. و نيساننا

 

 

شبكة المنصور

ماجدة علوية
ثمة مسافات لا حدود لها وليس لها مقياس تفصل بين نيسان العملاء وأذناب المحتل وإيران، وبين نيسان البعث الصامد..


أنظروا إلى نيسانهم الذي يحتفلون في تاسع أيامه بذكرى سوقهم كالدواب وهم يرافقون المحتل ليدنسوا أرض بغداد الحبيبة الطاهرة.


أرادوه يوم "عيد" يتبادلون فيه التهاني فرحين بما أتاهم من أربابهم في أميركا وإسرائيل و إيران هذا الثالوث الملعون على مر التاريخ.. نعم لقد استبدلوا الله الرب الواحد بأرباب شتى، يتوزعون هنا وهناك في غير بقعة من العالم تحج إليها أرواحهم وعقولهم التي أسرها التخلف والخسة والعمالة.

 
نيسانهم الذي به يتباهون لم يكن لهم دور فيه سوى العمل كإدلاء للمحتل، ومن ثم تحولوا لمطايا لأسيادهم في إيران وغيرها، لا شيء غير ذلك.. وما فعلوه لا أريد اجتراره فهو معروف للقاصي والداني ولا يمكن إهمال حقائق الجرائم التي ارتكبوها بحق كل العراق أرضاً وسماء وهواء وماء وبشراَ.. إنهم في كل يوم يسطرون جريمة بحق وطني العراق الجميل.. وأرى أنهم معذورون، ولا غرابة في ذلك لأنهم ليسوا عراقيين، لا ينتمون لأرض العراق الطاهرة، عوراتهم مكشوفة، ولم يغوهم الشيطان بل هم الذين أغووا كل الشياطين وسبقوهم بأشواط في ممارستهم للشر والرذيلة والدعارة السياسية، سقطت أوراق التوت ولم تعد تلك العمائم تستر عورة الرؤوس التي نخرها العهر والاستلاب واللهاث وراء زنى المتعة.. و أسفي على العقال العربي التي بدا شكله غريباً وهو يعتلي "بعض" الرؤوس التي تسمي نفسها جزافاً شيوخ العشائر.. العقال هو هو لم يتغير وصانعه توارث المهنة عن جده وأبيه ولكن ما تغير هو الرأس الذي يحمله!!.

 
أين شيوخ اليوم المتأمركين من شيوخ الأمس الذين لم يداهنوا لا المحتل ولا عملاءه ولم يفرطوا بالعرض ولا الأرض، بل جمعوا العراق كله ليكون جذوة نار متقدة أذاقت البريطانيين هزيمة مازال يذكرها و يحفظها أرشيف وزارة دفاعهم ومكتبات جامعاتهم.. ثورة العشرين، التي رسمت تاريخاً مازال الكثير منا يفخر بالانتساب إلى صانعيه قادتها من شيوخ العراق الذين اجتمعوا على قلب واحد لنصرة الدين والوطن.. و المشيخة أو بكلامنا الدارج ليس عقال وعباءة وديوان، بل هي سلوك وفعال و ديوان لا مكان فيه لعميل أو مهادن ولا منافق ولا معمم.. في صغري كنت أرى معممين يقبلون يد جدي، و لا أتذكر يوماً أني رأيته يقبل يد معمم وهنا يكمن الفرق!!
هذا نيسانهم!!

 

أما نيساننا فيبدأ مع أول فيه، أحد علماء التاريخ والآثار ذكر لي ذات يوم معلومة لم أكن أعرفها، وهو عيب أن نجهل بعض تفاصيل ولو صغيرة في تاريخنا، قال لي:" أتدرين أن العراقيين القدامى كانوا يحتفلون في اليوم الأول من نيسان بعيد الخصب وأن السنة تبدأ حسب الحضارة العراقية القديمة في الأول من نيسان".. وجاء من بعدهم ولأغراض سياسية واجتماعية مقصودة أن يجعل من الأول من نيسان يوماًً للكذب العالمي..

 
إذن كم كان العراقيون القدامى متحضرون ومحبين للحياة والخصب والنماء، لكننا أبتلينا بجارة سوء لا تصدر إلينا سوى الموت والحزن و زناجيل اللطم الصفوي.

 
و نيساننا أيضاً تتلألأ فيه أقمار تضيء ظلمة الليل، ففي السابع منه جاءت ولادة البعث حزبنا الصامد العظيم الذي يسطر أبناؤه الشرفاء الآن ملاحم للجهاد والبطولة.. و مهما تكالبوا على البعث ازداد قوة و منعة.. لأن جذوره ضاربة في الأرض وبناءه شاهق ورصين و كلما هزته ريح عاد قوياً ومقداماً.

 
وفي نيساننا كان عرس تحرير الفاو من دنس الخمينيين وأتباعهم، فكان السابع عشر من نيسان عرس نصر زفه نشامى العراق في قادسية الشرف الثانية للعرب والعالم بتحرير أول مدينة عربية محتلة، فكانت الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم الذي تحقق في الثامن من آب عام 1988.

 
وفي نيسان ميلاد القائد خالد الذكر الشهيد صدام حسين الذي سطر ملحمة جديدة في النضال والجلد والبطولة ستظل الأجيال تلو الأجيال تذكرها على مر الدهور والأزمنة.. صدام حسين قمر لن يغيب في سماء عراقنا وتاريخنا، صوته ما زال حادياً لركب كل المجاهدين، على خطاه نسير، ومن ملحمته نستلهم القوة والصبر والبطولة.

 
هؤلاء نحن وهذا نيساننا، ثريا وأقمار تتلألأ، أما عملاء أميركا وإيران وبني صهيون البائسين فمأواهم الحضيض وهو خير مستقر لمثل هؤلاء.


وإن غداً لناظره قريب!!

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م