رد على مقالتي نزار العبادي المنشوره في صحيفه الجمهوريه اليمنيه ليوم ٨ و٩/٤/٢٠٠٩ لما حملته المقالتين من تحريف للواقع وطعن بالقيادة العراقيه ومؤسستها العسكريه التي تصدت للغزاة عام ٢٠٠٣

 

 

شبكة المنصور

اللواء الركن خالد حاتم صالح الهاشمي القائد في الجيش العراقي السابق

نص الرد

 

اللواء الركن خالد حاتم الهاشمي قائد الفرقه الميكانيه/51 قائد قوات ساريه الجبل في الجيش العراقي السابق يرد على مقالتي نزار العبادي موضحاً الحقائق والمعنونتين (ست اعوام على احتلال العراق) والصادرتين في صحيفه الجهوريه اليمنيه ليومي الاربعاء 8/4/2009 و(احتلال العراق..... الى اين) ليوم 9/4/2009.

 

بدأ ومن باب الممارسه الديمقراطيه السائدة في اليمن الشقيق والتي تكفل حق الرد والتوضيح في الصحف والمجلات وعقد الندوات والمناظرات حول اي موضوع عام لذلك سأوضح الحقائق رداً على المقالتين اعلاه... وانا في ردي هذا ليس هدفي ان ادخل في سجال مع الكاتب ولكن من باب ان (الساكت عن الحق شيطان اخرس) ولكون المقاله تضمنت معلومات وصلت حد (البهتان) فوجب الرد لغرض توضيح الحقائق لابناء اليمن الشقيق ولكل ابناء شعبنا العربي العظيم كما هي وهذا ما يهمني.... اما السيد العبادي فبأصراره لترويج الخطاب الاعلامي للصهاينه والامريكان قد حشر نفسه مع جوقه المبوقين الذين خرجوا على الفضائيات.... وبعض الكتاب الذين لا يعرفون سوى مفردات تم تلقينهم بها... (كالخيانه والاستبداد والدكتاتوريه والانهيار السريع والشفافيه والمقابر الجماعيه وحلبجه والخصخصه والتدمير الابداعي والفوضى الخلاقه)... وصدعوا رؤوس الناس ووسخوا آذانهم بها...

 

وقد استخدم السيد العبادي اسلوباُ يدغدغ به عواطف الناس ونبض الشارع اليمني فهو يعرف جيداً ان الشعب اليمني شعب شفاف له احساس مرهف تجاه قضايا الامه العربيه والاسلاميه.... فهذا الشعب اليعربي يحب الرئيس القائد الشهيد صدام حسين (رحمه الله) ويحب المقاومه العراقيه ويتفاعل مع فعلها الجهادي لذلك اعتمد في مقالته اسلوباً لم يتعرض به لهما.. لا بل ان القاريء البسيط يتصور ان العبادي مخول من قياده المقاومه للكتابه بأسمها وهذا ابعد ما يكون عن الحقيقه والواقع على الارض...

 

ويبدو لي من خلال متابعتي لما يكتيه من كتابات بشأن العراق انه لم يكن موفقاً بذلك... اما لانه لا يعرف المعلومات او لأنه حاقد لسبب في نفسه ويتعمد التشهير والمساس بقيادة العراق ومؤسسته العسكريه قبل غزوه واحتلاله وبذلك يكون قد وضع نفسه في خانه الادوات التي اعتمدت عليها الخطه الاعلاميه الامريكيه الصهيونيه وهي جزء من خطه غزو واحتلال العراق.

 

وسوف ارد على مقالته وفق التسلسل الذي وردت فيه وعبر محاور محددة للتركيز والاختصار  

 

المحور الاول

1. يقول العبادي:  (اجتاح الغزاة بلاد الرافدين بطولها وعرضها في غضون ايام او حتى اسابيع) وورد في نفس الاتجاه قوله:

 

(تقدمت دروع الاحتلال بأتجاه قلب العاصمه بغداد ولم تجد من يطلق عليها رصاصه واحده ومشهد الدبابه التي عبرت احد جسور بغداد دون ان تخدشها رصاصه واحده).. وسأرد موضحا الحقيقه كما هي وكيف جرت الامور على الارض.

ان لم يشأ ان يفهم الحقيقه منا... ونحن قد اوضحنا ما جرى في العراق من خلال لقاءات تلفزيونيه ومحاضرات ومقالات.. كيف تصدى ابناء العراق الغيارى للقوات الغازيه الغاشمه..

 

التي جمعت وحشدت قوات من افضل قواتها عدة وعدداً في البر والبحر والجو والفضاء....

واتسأل كيف يدعي السيد العبادي ان قوات العدو تقدمت ولم تطلق عليها طلقه واحدة اقولها وسبق ان قلتها في لقائي مع قناة الجزيره ببرنامج (لقاء اليوم) ان القوات الامريكيه والبريطانيه والاستراليه قد تلقت الضربات بدأ من منطقه التحشد الرئيسيه (الكويت) جنوباً...

 

ومن قاطع مسؤوليه الفرقه الآليه (الميكانيكيه/51) والتي كان واجبها التصدي للقوات الغازيه القادمه من هناك.. وقد اصدرت اوامري الى مدفعيه الفرقه ضمن المدى ومدفعيه الاسناد العام وطلبت من السيد قائد الفيلق الثالث الفريق الركن نوري داود مشعل العبيدي بتنفيذ رميه بصوراريخ ارض ارض على منطقه تحشد العدو امام قواتنا وتم قصف العدو بالمدفعيه وب(64) صاروخ ارض ارض وتم تدمير عدد من دبابات وآاليات العدو وسقوط اكثر من طائره بين هليكوبتير ومقاتله عند بدأ المعركه واستمر اخلاء الخسائر باكثر من (10) طائرات هليكوبتر واستمر تلقين العدو دروسأ لن ينساها في منطقه حقل الرميله الجنوبي والبرجسيه والمنطقه المحصوره بين الزبير وصفوان وعلى طريق الزبير – ام قصر.

 

وفي ام قصر والفاو وابو الخصيب.. نعم لقد تكبد العدو خسائر فادحه بالارواح والمعدات بالمقابل لقد اعطينا تضحيات غاليه في رجالنا ومعداتنا العسكريه.

 

وعندما اندفع الرتل الثاني للعدو بأتجاه الناصريه كان له بالمرصاد ابطال فرقه المشاة/11 ومنظمات حزب البعث والعشائر وفدائيو صدام وكبدوه خسائر عرضت في التلفزيون في حينه واحتج الامريكان على ذلك واستمرت قواتنا في الفيلق الثالث لمدة (20) يوماً في قصف العدو بالصواريخ والمدفعيه واستمرت العمليات الخاصه بأتجاه ارتال العدو وامداداته.

 

وعندما اصطدم العدو في قوات الحرس الجمهوري في تقاطع الديوانيه والكفل والهنديه والنجف وكربلاء... وصولأ الى المسيب تكبدوا عشرات الدبابات والناقلات المدرعه قسم منها بواسطةغارات قامت بها القوات الخاصه والحرس الجمهوري على تجمعات دروع العدو وفي احد هذه الجهات تكبدوا اكثر من (12) دبابه وناقله من قبل لواء 26 القوات الخاصه حرس جمهوري.. ان مدفعيه الفيلق الثاني الحرس الجمهوري (قيادة قوات الفتح المبين) قد قصفت قوات العدو المتقدمه باتجاه الكفل والنجف وكربلاء والحله باكثر من (2100) قنبله ثقيله لمدافع من عيار 155 ملم...

 

واستمرت فرق الحرس الجمهوري بكتائب المدفعيه ضمن تنظيمها مدفعيه قياده المدينه المنوره الحرس الجمهوري وقوات بغداد والنداء الحرس الجمهوري واضيفت لها قوات نبوخذ نصر التي قاتلت في منطقه الحله وقضاء الهنديه واستمر القصف بأتجاه قوات العدو على الطريق الاستتراتيجي الذي يقع غرب الطريق الدولي (نجف كربلاء) بالأف القنابل وكبد العدو خسائر فادحه وانا لا اريد ان اذكر ارقام بالخسائر التي تكبدتها القوات الغازيه في كل القواطع ولكن هذا جزء من كل وقطره في بحر.. فأذا كان السيد العبادي يحمل في قلبه ومخيلته حقداً معين او لديه موقف معين اتجاه القيادة والمؤسسه العسكريه قبل الغزو والاحتلال... فعليه ان لا ينكر الحقائق على الارض...

 

لأنها دامغه ولايمكن تجاهلها فالفرقه الميكانيكيه/51 التي كنت قائدها اعطت تضحيات في اليومين الاولى من الحرب (320) شهيد وضعفي هذا الرقم جرحى وثلاثه اضعافه مفقودين واكثر من 120 دبابه وناقله واستطاعت احدى كتائب الفرقه من الاشتباك بالعدو عند محطه قطار الطوبه والطريق المؤدي الى مطار البصره واخرته لمده 24 ساعه وكثير من شهدائنا وصلت الدبابات الى مواضعهم التي استشهدوا فيها ولم يغادروها... هنالك شهداء وهنالك تضحيات غاليه اكبر من اي انسان لديه دوافع واغراض لما يكتبه.

 

وان كان السيد العبادي لا يريد ان يسمع منا لانه لديه قناعه ولديه هدف معين او غايه يريد ان يحققها من اصراره ان جيش العراق لم يقاتل وان قادته وجنرالاته لم يدافعوا بشرف عن الوطن لذلك نحن يهمنا الناس ويهمنا شعبنا في اليمن ان يعرف الحقيقه فأنصحه ان يقرا ما صدر عن العدو الغازي المحتل الذي اعترف بشكل واضح لا يقبل اللبس بشجاعه وبساله الجيش العراقي الذي قاتل بشرف وضرب اروع صور البطوله والفداء... اما ان يكتب للناس معتمدا على لقطه ظهرت في التلفزيون فهذا (كفر) فهناك مئات الالاف من الصور المشرفه والمشرقه لم تظهر على الشاشات ولم يكتب عنها...

 

فليقرأ المؤلفات التاليه على الرغم من تحفظاتنا وملاحظاتنا العديده عليها لكنها تذكر شيء كثير من الحقيقه... بأن الجيش العراقي قد قاتل بشكل غير تقليدي رغم الفارق الكبير بالقدرات في كل الاسلحه والمعدات ومن هذه المؤلفات

 

·  خطه الهجوم  لبوب ودورد

· وجندي امريكي لتومي فرانكس (الجنرال الامريكي الذي قاد القوات الغازيه وتم تكريمه من قبل بعض الانظمه العربيه بمنحه اعى وسام عسكري لغزوه العراق).

·  وكتاب الكوبرا 11 لمايكل غوردن والجنرال برنارد تراينور.

· وكتاب حرب العراق تاريخ عسكري ميداني يومي لمؤلفه وليامسون موراي والذي تم نشره بالاتفاق مع جامعه هارفرد.

 

وهنالك كتب عربيه مؤلفوها عرب وقسم اخر مسلمون من غير العرب وقسم منهم صهاينه... قسماً لامس كبد الحقيقه وكان منصفا وقسم آخر كان متحيزا للعدو والاخر (حاقد) وقسم (خائف) وقسم دفع له ثمن ما كتب ولكنهم جميعاً لم يطعنوا او يصفوا المؤسسه العسكريه وقادتها كما يصفها السيد العبادي وهنالك مؤلفات عربيه كتبها عرب قسم منها لايرتقي حتى ان يقرأ والقسم الاخر به تجني كبير وقسم من الكتاب العسكريين كتب على ضوء تجربه قديمه لا تصلح مع حربنا ومع ذلك انصح بقراءه (يوميات الحرب الامريكيه المبرمجه على العراق) لمجموعه من الاخوه الضباط المصريين:

 

·  يوميات الحرب على العراق اعداد حسين شرف الدين.

·  كتبا الدور الاسرائيلي في الحرب الامريكيه على العراق تأليف مجموعه من المؤلفين الاسرائيليين.

·  كتاب يوميات من خط النار لمراسل قناة ابو ظبي (هاشم اهل برا)

·  كتاب عقد من حياة صدام في ميزان الاسلام اعداد فريق مراسلي مفكره الاسلام.

·  كتاب قبل ان يغادرنا التاريخ لمؤلفه الفريق الركن رعد الحمداني (لقراءه معارك الحرس الجمهوري)

·  كتاب نهايه اللعبه لمؤلفه هشام عليوان.

·  كتاب العراق وثمن الخروج من النفق لمؤلفه حمدان حمدان.

·  حقيقه احتلال العراق بين الطغيان الجائر والبركان الثائر لمؤلفه الدكتور داود الشيخ.

 

اما بغداد الحبيبه وما حدث بها فشهدت سقوط (1000) صاروخ توماهوك عليها... وعشرات الآلاف من الغرات الجويه والتي تحدثت عنها عوائلنا... ايعلم السيد العبادي انه في معركه الهجوم المقابل على مطار صدام الدولي قد تم قتل كل القوه الامريكيه في المطار والتي لاتقل عن(2000) امريكي قطعت رؤوس اعداد منهم وقد حملها (فدائيو صدام) والحرس الجمهوري والمجاهدين العرب وتجولوا فيها في بغداد.. وبالمقابل لا يقل عن 3000 مقاتل عراقي وعربي قد استشهدوا في هذه المعركه التي استخدم بها الغزاة اسلحه غير تقليديه... الدلائل تقول ذلك رغم عدم اعترافهم باستخدامها واستخدموا القنابل النترونيه واستخدموا عوامل شل القدره واستخدموا ام القنابل التي تزن (9) طن.

 

المحور الثاني (الخيانه) (من خان العراق)

الخيانه سلوك وتربيه وممارسات.. ونحن في العراق نعرف الخونه والعملاء ونفرزهم جيداً... ومن يتعامل معهم يسقط اجتماعياً وعشائرياً وعائلياً وسوف يحاسبه رب العزه على فعله.. هكذا امرنا ديننا الحنيف...

 

ان اللذين خانوا العراق هم اللذين باعوا انفسهم لدوائر المخابرات الامريكيه والصهيونيه والبريطانيه والايرانيه وقبضوا ثمن تقاريرهم وحضورهم الى مؤتمرات المعارضه... وليس انا من اقول عنهم ولكن قالها احدهم والذي شارك في بعض هذه المؤتمرات وهو (عبد الحسين شعبان) رئيس ما يسمى بالمؤتمر العراقي قبل احمد الجلبي حيث قال لقد حضر قسم من هذه المؤتمرات (بائعي السبح ومنظفي مرقد السيده زينب في سوريا) وليس لهم اي وزن سياسي لكنهم ارقام تم استخدامهم كأدوات للاحتلال... وفضح ارتباطهم بالمخابرات الامريكيه راعيه هذه المؤتمرات وقبضوا الثمن في اعطاءهم ادوار في العمليه السياسيه الحاليه هؤلاء هم الخونه ايها القراء الاعزاء.

 

الخونه... هم بعض المرجعيات الشيعيه التي اصدرت الفتاوى بعدم مقاتله الغزاة الامريكان مخالفين بذلك اوامر الله عز وجل بضروره مجاهدة العدو وامرنا قرآننا الكريم على ذلك...

 

الخونه هم بعض الزعامات الكردية التي ساعدت القوات الغازيه من استخدام اراضي شمال العراق (محافظه سليمانيه واربيل ودهوك) لتكون قواعد لانطلاق هذه القوات وقاتلوا جنباً الى جنب مع الويه الصوله الجويه (173) و(194) الامريكيه.

 

وهم لا يخجلون من ذلك بل يفخرون به... وبذلك استحقوا القابهم التي كانوا يلقبون بها قبل الغزو والاحتلال

واللذين لم يقاتلوا ويؤدوا الدور المطلوب وتركوا مواضعهم بدون أمر يصنفون بخانه الخونه ايضاً.... وبكل الاحوال لايتم حصر دور القوات المسلحه بهؤلاء وهم قلة قليلة من جنود الاحتياط ربما...

 

ولكني ومن خلال هذا الرد اود ان اوضح للقراء الاعزاء انه لايوجد في العراق لاعضو في القياده ولا وزير ولاقائد عسكري ولاضابط ولاحتى مقاتل ولا اياً من صناع القرار كانوا خونه وتم عقد صفقه سريه معهم ولا واحد وليس العديد كما ذكر السيد العبادي في مقالته

 

وكل ما ورد من اسماء في بعض المؤلفات هو (تهم وكذب وافترأت) ارادوا منها تشويه صوره القياده والمؤسسه العسكريه.

 

بل ان الاسماء التي وردت هي اما لشهداء استشهدوا في المعركه او لأناس لازالوا في معتقلات الغزاة او معتقلات حكومه الاحتلال او يحاكمون من قبل ذيول المحتل...

 

المحور الثالث

لماذا كانت استتراتيجيه الجيش العراقي الدفاع عن المدن وليس الاندفاع الى الحدود وتنظيم الدفاعات العراقيه على الحدود ونص ما ذكر في المقاله (في كل تجارب العالم العسكريه تحتمي الشعوب خلف جيوشها وتخرج الجيوش الى الحدود لدرء الخطر عن شعوبها الا في العراق انسحب الجيش الى داخل المدن واحتمى وسط المدينه) وسأوضح ذلك..

1. هنالك عوامل عديده تؤثر على العاملين في وضع الخطط العسكريه سواءً كانوا (صناع القرار) من هيئات الركن المسؤوله عن ذلك او (القائد) الذي يتخذ القرار على الكيفيه والطريقه التي سيتم فيها الدفاع على مستوى (السوق)(الاستراتيجيه) ونزولا لمستوى العمليات والتعبئه (التكتيك)...

 

والعوامل الحاكمه في التخطيط هي:

أ‌.   طبيعه الارض.

ب‌. التهديد المعادي.

 

وهنالك عوامل اخرى ايضا تؤثر على ذلك لا مجال لذكرها هنا ولكن سأتحدث لماذا كانت استتراتيجيه القياده العراقيه هي الدفاع عن المدن وطبعا غير صحيح انه كل التجارب تخرج بها الجيوش الى الحدود للدفاع عن اوطانها الا في العراق فالتجارب كثيره في الحروب ان تتخلى القوات عن الارض وتدافع عن المدن وليس تحتمي بها كما ذكر السيد كاتب المقاله.

 

ولعل الجميع يعلم ان العاملين اعلاه في الحرب العراقيه الايرانيه لمده (8)سنوات ومعركه ام المعارك عام 1991 لم تجبر القيادة العراقيه على اتخاذ قرار بالتخلي عن شبر واحد من الارض... ولكن الظروف في معركه التصدي للقوات الغازيه عام 2003 تختلف كليا فأن طبيعه الارض وفق المناطق التي تحشد فيها العدو سواء من الجنوب (الكويت) والتي حدودها البريه بحدود (210)كم بر و(60) كم بحر... والحدود من الجنوب الغربي مع المملكه العربيه السعوديه والغرب مع المملكه الاردنيه الهاشميه هي صحراء جرداء خاليه من اي عوارض او موانع طبيعيه الى ان تصل الى نهر الفرات الذي يشكل مانع طبيعي يصلح الدفاع عنه امام المدن التي تقع على ضفافه او الدفاع عليه في المدن التي تقع في الضفه الثانيه منه..

 

وهذا واقع الحال فرضه غبن الجغرافيه فليس من المنطق ان تنظم القوات العراقيه دفاعها عن الحدود وتترك خلفها مئات الكيلومترات من الاراضي الصحراويه الجرداء وبذلك تكون عرضه للتطويق والعزل والتدمير السهل وهذا يعد انتحارأً للقوات...

 

اما العامل الثاني فهو التهديد المعادي اذا ماتم ربطه بطبيعه الارض فأن العدو الامريكي له تفوق حاسم بالقوه الجويه واستخدام الصواريخ.. وله القدره العاليه على استخدام القوات المحموله جواً لما يمتلكه من قوات مدربه على ذلك وقد حشد قواته من الفرقتين (الفرقه 101 والفرقه 82 المحموله جوا بألويه الصوله الجويه المكونه منها هذه الفرق ومزوده بطائرات هليكوبتر تستطيع القيام بواجبات الانزال خلف القوات وقطع الطرق..

 

اضافه الى ذلك فهو يمتلك قوات مدرعه حديثه من الدبابات برامز وناقلات البرادلي المسنده بطائرات الهليكوبتر (الاباتشي) المزوده ب (16)صاروخ هل فاير مقاتله دروع.. فله القدره على المناوره العميقه والقتال ليلاً ونهاراً وفي ظروف الرؤيا الرديئه.

 

ولديه اقمار صناعيه تجاوره (36) قمر صناعي (27) منها لغرض التجسس تزوده المعلومات عن اي تحرك لقواتنا بدقه عاليه لذلك كان اي دفاع عن الحدود وفقاً للعوامل اعلاة يعتبر انتحارا للقوات المدافعه ولذلك كان القرار للقياده صائبا في تلك الاستتراتيجيه..

 

ومن قال ان القوات العراقيه انتشرت داخل المدن ان الدفاع عن المدن تم بثلاث انطقه او خطوط دفاعيه الخط الاول الذي يبعد بمسافه لاتقل عن 15-20 كم عن المدينه..

 

ويليه الخط الثاني بعد 5-8 كم من الخط الاول وهذه المسافه قابله للزياده والنقص حسب طبيعه الارض.

والخط الدفاعي الثالث داخل المدن وليعلم الاخوه القراء ان في كل خط من هذه الخطوط الدفاعيه كان لنا شهداء وجرحى ومفقودين ضحوا دفاعاً عن الارض والعرض والدين والمال.. وكبدوا الغزاة خسائر فادحه ولااعلم من اين اتى العبادي بهذه المعلومات... في الختام رداً على الكاتب وتوضيحاً للقراء الاعزاء.. فأنه ليس من حق كاتب المقاله السيد العبادي ولا غيره ان يجعل نفسه منظرا سياسياً واستتراتيجيا لتقييم عمل المقاومه والتي وصفها في مقالته في يوم 9/4/2006 احتلال العراق الى اين انها (أطرت نفسها بخطاب محدد وتحالفات تفتقر لبعض الرؤى الاستتراتيجيه.

 

ان للقاومه العراقيه الباسله اجنحتها العسكريه ففيها اكثر من(40) جيش ومنظمه وفصيله وهيئه.. ولها مكتب سياسي ولها هيئه اعلاميه وفيها خزين من الخبرات السياسيه العسكريه يجعلها ليس بحاجه لمن ينظر لها والمقاومه اليوم ليس حكراً لقوميه او دين او مذهب او حزب سياسي فهي جبهات قوميه ووطنيه واسلاميه وتؤكد في اكثر من اصدار لها. بأن من لم يستطع ان يجاهد بحمل السلاح ضد الاحتلال في الداخل فهنالك اوجه عديده لمجاهده الغزاة المحتلون لا مجال لذكرها في مقالتي والذي لايستطيع ان يقدم شيء عليه ان يصمت ويكفي المقاومين والوطنيين في الداخل والخارج شره..

 

اخوكم
اللواء الركن
خالد حاتم صالح الهاشمي
القائد في الجيش العراقي السابق

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م