العراق هو الخيمة .. وهو الهوية والعنوان

 
 
 

شبكة المنصور

كــامـــل المـحمــود

يعرف جيدا اولائك الذين غاصوا في عمق التأريخ ونهلوا منه وشاخوا به.. قيمة العراق الحضارية والتأريخية وتأثيره المباشر على عوامل التوازن في المنطقة والعالم منذ القدم ولحد الان ..

 

ومن غير المستغرب أن تكون أكثر الحروب المهمة في التأريخ وقعت إما على أرضه أو بسببه وطمعا فيه..

وللعراق دوره الذي يؤثر في كل الصراعات في المنطقة ويتفاعل معها..

 

وكان العراق وسيبقى ساحة وميدان لكل معارك التأريخ حيث داست حوافر خيول الغزاة والمحررين أرضه مرات ومرات ..

حتى قبل أن يحتل الأسكندر المقدوني أرض بابل..

وحتى قبل حمورابي ..

 

لذلك فمن غير المستغرب أن تدوس اليوم ( سرف دبابات الغزاة ) أرضه ..وتجوب (طائرات المحتلين ) سماء صحاريه ومدنه وقراه ..وتدنس (سفن القراصنة ) مياهه !..

 

والذي يؤمن بدور العراق وقدرته لأن يكون قوة مهمة ومؤثرة وعامل التوازن الحقيقي في المنطقة والعالم هو الذي يحتكم للعقل والمنطق والتأريخ ..وبنسيان هذا المنطق وهذه الحقائق سينزلق لمستنقع لاقرار فيه..

 

وسيجره قرار الأرض الوحلة فيه لقرار أعمق آخر !..

 

وإذا ما قرر المحتل والغازي والطاغي يوما أن يغادربحثا عن حل فسيكون هذا القرار ناجما من  إحتكامه للعقل ..والإحتكام للعقل يفضي إما للخير وإما للشر ..

 

ومن يريد خيرا للعراق ..لشعبه وأرضه ..يعرف جيدا إن الذي ينقذ العراق من محنته الحالية سيكون من خلال الإحتكام للعقل أيضا..

 

ولأن العراق لم يعد اليوم عنصرا فاعلا ومتألقا ومؤثرا بشكل إيجابي في محيطه بعد أن ساد الإحتلال وعم الدم كل الأزقة والوديان وسال هادرا في الأنهار وفقد أبناءه الأمن والأمان..

 

ولو جمعنا وطرحنا وإختلفنا في الحساب فسوف لن نختلف نحن العراقيين الحقيقيين على الثوابت التالية لكي ينهض العراق من جديد :

 

أولا. . العراق هو الخيمة وهو الديوان ..هو البيت والعشيرة ..هو الماضي والحاضر والمستقبل وبفقدانه سوف لن تيقى لنا هوية..ولن يكون لحياتنا معنى ..ولا لكياننا عنوان..فمن أجله تهون التضحيات ..وبكرامته وعزه نزهو ..وبضعفه وهوانه نصبح بلا قيمة ولا حياة .

 

ثانيا. .  إن العراقي وإبن هذا الوطن ومهما إلتصقت به أدران مرحلة ما وجعلته يتصف بصفات ويقوم بممارسات مسيئة ومضرة ومهينة وأحيانا مؤذية جدا فهو بالنهاية يبقى إبن العراق وإبن دجلة والفرات والغراف وشط العرب وإبن الجزيرة والهور والجبل ..وسيكون شره علينا كما كان وسيكون خيره.. وستكون القوانين والانظمة غير المسيسة وغير الدخيلة هي الكفيلة بالتقويم لمن يتوجب عليه ذلك.

 

ثالثا..علينا أن نستمع للنصيحة ونستلهم من التجارب ونسمع من الأجنبي والقريب وإبن العم وحتى من العدو..ليكون قرارنا عراقيا وصائبا وعادلا..

 

رابعا.. لن نتمكن من إنقاذ العراق إلا بقرار عراقي ..وعلى هذا القرار أن يجمع كل طيف وفسيفساء العراق المؤمنة بوحدته وإستقلاله وإرادته وسيادة شعبه على الأرض والسماء والماء والخيرات والمقدرات ..وأن لا نستثني أحد من المشاركة ونمنع صوتا ونحجب رؤية ونقصي عنوان.

 

خامسا..لا سلطة للاجنبي علينا ..وخاصة على أرضنا .. والصراع معه سيكون فرض عين إذا كان يريد إستعبادنا وفرض إرادته علينا..

 

سادسا.. العراقي هدفنا وأملنا وغايتنا ..وأمن وإستقرار ورخاء وإزدهار وإستقلال العراق وشعبه هدفنا المركزي ..ولأننا جزء من منطقة وواقع فللأشقاء وللأقربين حقوق علينا مثلما لهم واجبات تجاهنا..

 

سابعا..العراقيون متساوون في الحقوق والواجبات ..والفكر كالهواء لهم مشاع.. وللجميع الحق في إستنشاقه ..ومَن تمتليء رئتاه بالتلوث والمرض علينا ان نعزله لوحده ولا نجر بجريرته أهله وعشيرته ومدينته وكل من يؤمن بفكره..وواجبنا وحقه علينا أن نعالجه لا أن نقصيه ونستأصله..وأن يكون إجراءنا لاعلاقة له بالمصدر المشاع ونمنع حق الإختيار للناس بسن القوانين والأنظمة الجائرة .

 

ثامنا..كل متلوّن هو خادم لمصلحته ..وهو وسيلة الجبان للوصول الى أهدافه..وساحة المواجهة في القتال أو في الفكر هي ميدان الشجعان مهما إختلفت عقائدهم..

 

تاسعا..يجب ان يسري تطبيق القانون على الجميع بدون إستثناء ..وإذا كان لابد من العفو ..فكل شيء قابل للمغفرة ..إلا الخيانة ..

 

عاشرا.. ثروة العراق ملك للشعب وليس للحاكم .. والعراقيون هم الذين علّموا البشرية كيف يكون الشعب مصدر كل تشريع وكل السلطات.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٥ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م