ايران تجني ثمار تعاونها مع الاحتلال .. وانتصار المقاومة

 
 
 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي
بلا رتوش ومن غير اجتهادات ولا تحليل او تركيب فيزياوي او رياضي يستدعي اعمال العقل والانتاج الفكري .. ايران تجني ثمار تعاونها الاجرامي مع الاحتلال والغزو. هذا التعاون يمتد بخطواته الى حكم الشاه الذي استخدم غير ذي مرة التمرد الكردي في شمال العراق من قبل احزاب وبيشمركه الانفصال كوسيلة للضغط الصهيوني الامبريالي على العراق وخطه الوطني والقومي المشهود. ثم تواصل في زمن نظام الملالي وتمثل بمشروع تصدير الثورة الى العراق حتى قبل ان تحط طائرة الخميني في مطار طهران قادمة من باريس تحفها عناية الغرب واميركا كخطوة لابد منها لادخال المشروع الطائفي لاضعاف العراق والامة التي صارت تُعز وتنمو وتتقدم عبر العراق .


ساهمت ايران عبر مجلسها الاسلامي الذي اسسته عام 1980 في طهران وعبر حزب الدعوة الفارسي المنشأ والقيادات ..وبعد ذلك تشكيلات منظمة العمل الاسلامي والتيار الصدري وجيش المهدي التي كلها نشأت وترعرعت في قم وطهران وبقيادات فارسية معروفه وبدعم مالي من طهران وساهم بعضها من خلال فيلق بدر في الحرب من داخل ايران ضد العراق او من خلال التفجيرات والاغتيالات في بغداد من خلال جواسيس حزب الدعوة. واشتركت ايران عبر ممثلين لها في مؤتمرات مايسمى بالمعارضة العراقية في لندن والكويت والمنطقة المحمية امريكيا شمال خط 36 في شمال العراق. كانت ايران حاضرة في كل تفاصيل التخطيط للغزو عبر خطة البنتاغون المسماة بخطة تحرير العراق .


دخلت الفيالق والاحزاب والمليشيات الى العراق من ايران مرتين .. مرة عام 1991 بعد الانسحاب من الكويت ودمرت واحرقت 14 محافظة عراقية بمصانعها ودوائرها وسجلاتها وبشرها في اخس واقذر عملية غدر جبان عرفها تاريخ العلاقات بين الدول.


ايران ايدت حكومة الاحتلال الاولى التي اسسها بريمر واطلق عليها مجلس الحكم وضم عناصر ايرانية وكانت اول دولة في العالم تبارك نتائج الغزو وتعترف بها رسميا . وقدمت ايران خدمة جليلة للاحتلال حين حيدت جزء مهم من اهل الوسط والجنوب العراقي عن المقاومة بفتاوي ايات الله الاربعة السيستاني والحكيم والبشير والنجفي. وكانت صورة الشراكة الايرانية لامريكا تتجلى هنا في اوضح صورها حيث استغلت الانتماء الطائفي والسذاجة والخوف البدائي عند بعض من اهل الوسط والجنوب من (السيد وقدسيته)، فاقامت اسس البناء لاحتلالها المباشر وغير المباشر. في الوقت الذي تركت ساحة شمال وغرب العراق لتستبيحها سطوة القوة الامريكية العملاقة الغاشمة بالطائرات والدبابات وانواع الاسلحة الفتاكة. واعطيت الساحة الشمالية الى البيشمركة الخونة .


الحراك الامريكي الذي يتحدث عنه فايز او خاسر لا فرق ويعزيه الى ايران ليس نتاج قوة ايران بل هو نتاج تورط اميركا وخسائرها الفادحة في العراق وهذه نتيجة طبيعية لفعل المقاومة العراقية البطلة وتعد ناتجا عرضيا من نتائج انتصار هذه المقاومة على المشروع الامريكي القبيح. والحراك الامريكي ليس جديدا لكي يجيره هذا الطرف او ذاك لصالح ايران بل هو قديم ويسجل كحضور بارز في القضية الفلسطينية بعد انتكاسة كامب ديفيد التي اسقطت النظام العربي في وحل الاستسلام. وهو حراك يصعد وينزل ضمن خطة تيئيس العرب الرسميين وتحجيم اي رؤى او تطلع لاعادة الرفض العربي الى سكته التي خرج عنها بعد عار كامب ديفيد وما تلاه .... ليس لايران اي دور في هذا الحراك الا في عقول من تشطح بهم الخيالات والوهم. فبعد كل انتخابات يحاول الرئيس الامريكي الجديد ان يقدم نفسه للعرب في تواصل مع مسلسل التطبيع والتطويع. اما ايران ... فلنا ان نصدق انها معنا في حالة:


1. توقفها عن المشروع الطائفي واعتبارها للساحة العربية ساحة تنفيذ لهذا المشروع.
2. انسحابها من دعم الاحتلال وحكومته في العراق.


3. اعطاء الاحوازيين حقوقهم الوطنية والقومية والانسحاب من ارضهم التي احتلتها منذ سنوات طويلة وعملت على تفريسهم .


4. التوقف عن التلويح بضم الارض العربية والمياه في الخليج ودعم المقاومة العراقية الباسلة بعد سحب الاعتراف من حكومة الاحتلال والوضع الاجرامي الناتج عن الاحتلال.


اما ان ياتي اي كاتب مهما كان وصفه حتى لو كان خارجا من تحت ضلوع كاتب هذه الحروف ويعزي الحراك الامريكي المفترض الذي ما زال محض كلام وادعاء لايزيد ولا ينقص الى تاثير ايراني، فتلك سذاجة ان لم تكن ضحك على الذقون، أو دعاية رخيصة للنظام الفارسي قد تكون مدفوعة الثمن.وقناعاتنا ان ايران تنفذ مشروعا طائفيا يغلف تطلعها القومي الفارسي على حساب العرا ولبنان وفلسطين وسوريا واليمن والخليج العربي كمرحلة اولى.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٣ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م