رسالة مفتوحة الى سماحة السيد حسن نصر الله المحترم من أحد خدام الجهاد والمجاهدين في العراق

 
 

شبكة المنصور

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي

نحييكم بتحية الاسلام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أنا رجل (عامي) وفق السائد في مصطلحات الحوزة والمرجعيات .. يخاطب (سيد) وفق ذات التوصيف ... وسيادتك ادرى بكيفية التخاطب المؤسَّس على مثل هذه التوصيفات حيث تكون مقرونة بتقبيل اليد تكريما وتحببا والانحناء تقديرا وتبجيلا لانتساب الرجل الى العائلة الهاشمية اليعربية الكريمة التي اعزها الله سبحانه باصطفاء خاتم الرسل والانبياء من بين ظهرانيها واعزها العرب والمسلمون تبعا لهذا التكريم الجليل من قبل رب العزة جل وعلا. وانا لست استثناءا من ابناء وسط وجنوب العراق إن لم أقل كل العراق، لم أكن اشعر بأي حرج في أن اقبل يد (السيد)، وامنحه استحقاقه من الاحترام والهيبة حتى جاء ما بعد يوم 9-4- 2003 فتعرضت دواخلي كلها الى التغيير الملزم نتيجة ما سمعت و رأيت بأم عيني من تصرف الحوزة ومرجعياتها ومن اطلقوا على انفسهم جند المرجعية ممثلين بالمجلس الاعلى وفيلق بدر وبقية الاسماء المعروفة والشخصيات التي تصرفت في بداية الاحتلال على اساس فردي مستقل مثل موفق الربيعي واحمد الجلبي ممن ركبوا قطار اميركا في تغيير حال العراق ليوظفوا التغيير وفق مقتضيات مصالح دولة اقليمية بعينها هي ايران.

 

انا يا سيدي, كاظم الغيظ المسمى على اسم سليل الطهر والعروبة والشرف البهي الامام موسى الكاظم عليه السلام, ابن ابي محب الحسين وخادمه, عبد الله الفقير (عبد الحسين) وجدي سمي العباس بن علي عليه السلام مقطوع الكفين .. حامل الراية والقربة والسيف, حامي الحمى وساقي عطاشا كربلاء حتى اذن له الله سبحانه ان يكون شاهدا وشهيدا الى يوم الدين. انا ابن كربلاء والنجف وبابل والقادسية والمثنى .. انا ابن العراق العربي المسلم ولو كره الظالمون ... حملت شهادة الدكتوراه من انجلترا في العلوم منذ عام 1983... وعملت في البحث العلمي والتعليم العالي حتى شملني قانون اجتثاث العراق واقصاني وطاردني بالموت رغم انف آلاف مؤلفة من طلابي ومعارفي الذين يشهدون اني ما اجرمت يوما ولو بحق قطة عراقية، ومثلي آلاف مؤلفة.

 

انت وانا .. سيدي الجليل.. نعرف تفاصيل حياة العراقيين في الوسط والجنوب وخاصة ما يتعلق منها بالكيفية التي يتربون ويتثقفون ويتعلمون بها من موروث (عيد او فرحة الزهراء)، وما يتضمنه من شتم وتجريح تمثيلي علني بشخص الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه, والتوقيت الذي يأتي به هذا العيد بعد شهر صفر الحرام مباشرة .. اي بعد شهرين من مراسم العزاء باستشهاد الامام الحسين عليه السلام .. وأنا وانت نعرف زيارة الاضرحة وما يترتب عليها من ايمان او (تكفير) حتى صارت ميزانا لإسلام الناس لا صلة له بميزان واسس الاسلام الحنيف من القرآن والسنة الشريفة, وكلانا يعرف لمن تُنذر النذور لتحقيق مرامات الناس في الزواج والطلاق وحج بيت الله الحرام واشفاء الاجرب وسقيمي السل والمجانين ... ونحن كلانا ضليع بركضة طويريج والتطبير ولطميات العشرة الاولى من محرم الحرام و(دفنة بني اسد) ولهف الانتظار لشعائر (اربعينية الحسين عليه السلام) ...

 

انت وانا سيدي نعرف درجة التقديس التي وصلت اليها الاضرحة والشعائر الحسينية بحيث صار من يرى فيها غير ما يراه (الناس العامية من أمثالي) على انه (كافر وملحد وخارج عن المذهب).

 

هذا هو الواقع (الشعبي) الذي خلفته انت والسيد الخميني عند خروجكم من العراق كل في تاريخ وكل لهدف بعينه .. وهو ذات البانوراما التي اسس عليها آية الله خميني برنامج تصدير الثورة ..

 

انت وانا .. يا (سيد المقاومة) المبجل ... نعرف كيف ان الثورة الاسلامية الايرانية بزعامة آية الله خميني قد انطلقت بتدابير التصدير الى العراق كاستحقاق لها وكجزء من ايديولوجيتها وبناءها وتركيبها العقائدي السياسي ... حيث اننا نعرف ان دولة (الولي الفقيه الشيعية) وامامة المرجع الاعلى لا تقيم وزنا ولا تعترف بالحدود الوطنية للشيعة التي وضعتهم ضمن برنامج (التحرير) في اطار دولة الشيعة القادمة والموعودة .. وتحت سقف مظلومية الشيعة، ورّدا للحيف الذي لحق بهم والظلم الذي اسقط عليهم لقرون من الزمن ..

 

وأنت وأنا سيدي نعرف يقينا ان الحدود الوطنية لدولة الشيعة المحروسة والمصانة في حدود ايران المعروفة دوليا فقط وما عدى ذلك تكون الاجزاء ولايات تابعة للمرجع الاعلى وجزء من ولايته المطلقة .. بمعنى ان الدولة الوطنية تكون ساقطة واهل البلد يحومون في فلك الاممية (الشيعية) .. وان الواجب (الشرعي) يحتم قيام الثورة الاسلامية في ايران بتحرير الشيعة في العراق والسعودية والبحرين ولبنان ومصر والمغرب والسودان وليبيا ... وكان سيدي جزء لا يتجزأ من تربية الناس وخلق وعيهم اينما وجدوا تماما مثلما يتم تطبيعهم على الشعائر الحسينية وعلى شتم الصحابة وامهات المؤمنين وجعل هذه الشتيمة وكأنها ضرورة من ضرورات الاسلام تتقدم على شهادة لا اله الا الله!!!!.

 

وبهذه الكيفية تصادمت الثورة الاسلامية في ايران مع الوطنية العراقية وتمكنت الدولة العراقية تحشيد الشيعة تحت لواء الدفاع عن الوطن حيث الخيار الثاني الذي سعى اليه السيد آية الله الخميني يضعنا امام خيار الخيانة الوطنية الكبرى وقدم ابناء العراق الذين راهن عليهم الخميني أروع صور البطولة والتضحية واثبتوا ان خميني وبرنامجه يقع خارج مسيرة التاريخ العراقية وان الرهان الطائفي يمكن ان يلعب في مكان ما غير العراق.

 

وفي هذه الاثناء لجأ قادة الثورة الايرانية الى عمل استراتيجي آخر خطط له بعناية واتقان ألا وهو تشكيل احزاب وجيوش في داخل ايران قوامها رجال دين شيعة يعيشون في ايران أو مهاجرين لها تحت ظرف تنحية الطابور الخامس التي مارستها القيادة العراقية تحت وطأة الحرب الشرسة وعناصر من حزب ايران الاول في العراق (حزب الدعوة) واكثرهم كان من اسرى الحرب الذين تم تجنيدهم تحت عنوان (التوابون)، وفي حقيقة الأمر هم (مرتدون)، وتحت ضغوط قل نظيرها في تاريخ اقفاص الاسر العالمية وكان (محمد باقر وأخوه عبد العزيز الحكيم)، يشرفون بأنفسهم على عمليات غسل الادمغة والتعذيب الوحشي والترهيب والترغيب التي يشهد عليها امامكم وامام العالم عشرات آلاف الأسرى.

 

وفي الوقت الذي شاركت فيه عناصر بدر والدعوة في الحرب ضد الجيش العراقي مع قوات ايران في سياق فعل خياني بكل مقاييس ومعايير الوطنية فانها مارست ايضا وكما تعلمون سرا وعلنا عمليات تخريب وقتل وتفجيرات طالت مؤسسات الدولة وابرياء على حد سواء مع مسؤولين كبار في الدولة .. كل هذا لتثبت ولاءها لنظام ايران ولتسدد جزءا من فاتورة الدفع الايراني لها كثمن لعمالتها وخيانتها الوطنية ... ولا يخفى على سيادتكم ايضا ان النظام الوطني العراقي قد اضطر لاتخاذ مواقف شديدة تجاه هذه الاحزاب والقوى تنفيذا لبرنامجه غير المساوم تجاه استخدام الدين والطائفة في العمل السياسي ...

 

المهم ان النظام الايراني قد اشتغل وفق عمل مخطط له ومدروس ويمتد ببصره وعنقه الى زمن طويل مترافق مع عمل دؤوب لايذاء الدولة العراقية وتحقيق برنامج التوسع الفارسي تحت غطاء المذهبية ولم تتوقف خطة التمدد مع توقيع وقف الحرب بين البلدين بل ان ايران قد تواصلت في برنامجها عبر ادواتها في ايران وتلك التي شكلتها عبر الحوزة في الداخل العراقي في طيف سياسي متنوع يمتد بين انصار السيد السيستاني والثلاثة الكبار معه في المرجعية، ووصولا إلى  ما اصطلح عليه تسمية التيار الصدري.

 

وكانت العلامة البارزة للاستراتيجية الايرانية هي تلك التي تمثلت بمد خيوط التعاون السري والعلني بين احزابها وميليشياتها المشار اليها اعلاه وبين الاحزاب الكردية التي تاريخ تعاونها معروف مع نظام الشاه ومن ثم مع نظام السيد الخميني ضد العراق وشخصيات مخابراتية معروفة مثل احمد الجلبي مع المخابرات الامريكية وهو التعاون الذي اثمر في وضع برنامج الغزو والاحتلال وتسلم أحزاب إيران والأكراد للسلطة في بغداد تحت ادارة الاحتلال الأمريكي. كانت الإستراتيجية الإيرانية على درجة عالية من الميكافيلية والنفعية والباطنية البغيضة ولا يعوزها الغدر والخبث الذي يتنافى تماما مع قيم الاسلام الحنيف ومع اخلاقيات مذهب الامام جعفر الصادق عليه السلام. وكان لاحزاب ايران دور بارز في ادامة الحصار على شعب العراق لاكثر من ثلاثة عشر عاماً في أقذر عملية إبادة جماعية من اجل تحقيق اغراض ايران واعوانها في أسقاط الدولة العراقية.

 

وجاء يوم 9-4- 2003 يوما فاصلا للعراق والعراقيين الذين انقسموا الى صنفين ....

صنف مثّله بضعة عشرات استأجرتهم أميركا لتصوير الفيلم المخابراتي في ساحة الفردوس للحظات اسقاط تمثال الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ....

 

وصنف مثّله ملايين العراقيين الذين اعتصموا في بيوتهم في اضخم عملية حداد صامت شهدها تاريخ العالم الحديث..

وخلت شوارع العراق من اقصاه الى اقصاه من خلق الله لعدة ايام بحيث بدا لنا اننا قد فنينا فناءا تاما وانقطعت شرايين وأوردة الحياة فينا ...

 

وبعد تلك الايام الميتة دبت الحياة تدريجيا في عملية خلق جديدة لعراق لا نعرفه، وساسة لا نعرفهم ولا يمتون الى حياة شعبنا بصلة ...

 

* اكراد يكرسون الانفصال الذي بدأوه عام 1991 تحت حماية اميركا وبادارة مباشرة من الجنرال المتقاعد جي غارنر...

 

* شيعة يبعثون أسوأ ما أنتجه تثقيف التجهيل الفارسي الذي اشرنا ايه آنفاَ وأعلن عن ثنايا طياته السوداء (محمد باقر الحكيم) حين فقد توازنه ودخل في هستيريا اللطم وشق الجيوب في زيارته الى ضريح الامام الحسين عليه السلام وتبعه بعد ايام زعيم حزب الدعوة ابراهيم الاشيقر الجعفري في خطبة الجمعه في الصحن الحسيني الشريف وانطلقت اربعينية الامام الحسين بعد ايام من الاحتلال لتؤشر ولادة نظام الولي الفقيه المتعكز على الشعائر الحسينية في تشكيل الانصار والمؤيدين يتقدمهم عبد العزيز الحكيم في اضخم عملية رياء سياسي مفضوحة غير انها تقع في سياق الاستراتيجية الايرانية وتحقق رجاءها.

 

لقد تم امتطاء الجواد والبعير والحمار والطائرة في آن واحد لوضع العراق تحت لائحة حكم الجهل والتخلف والفساد والموت المجاني. وكانت الشعارات وتجميع العواطف لولادة الدولة (الشيعية) تترافق مع ابواق واصوات وصرخات العداء والاستعداء للعرب والعروبة (القومجية) وعلى ان:

 

ايران هي الملاذ، والوهابية والسلفية ستقتلع حواضر الشيعة من الوجود ..

تناغم مخطط له بعناية بين مظلومية الشيعة) وبين (مظلومية الاكراد) في اكبر كذبة عرفها تاريخ المنطقة برعاية امريكية ومباركة ضمنية وعلنية من شقيقتنا ايران, وتزمير من ازلام الزفة ان كان الواقع عرسا والجنازة ان كان الواقع موتا ... و تعني ان ثلاثة ارباع الشعب العراق كان واقعا تحت المظلومية في عملية استحضار لكل غبار التاريخ وألغامه العرقية الشعوبية والشوفينية والطائفية .. ولا نعرف كيف استطاع العراق الانتصار على ايران في حرب الثمان سنوات وشعبه واقع تحت هذه المظلومية، الاّ اذا ادركنا ان حملة الشيطنة وتبشيع التاريخ والصورة تستدعي ان يحرف كل شئ ويتحول الى النقيض وجل ما كان يهز كيان العراقي المراقب لما يجري هو ماذا سيحصل لمقابر الشهداء في النجف وكربلاء وكيف ستغيب حقيقة انهم استشهدوا دفاعا عن العراق .. ولم يطل بنا الانتظار حتى بدأت فورا اجراءات قطع رواتب واستحقاقات عوائل شهداء القادسية !!.

 

وظلت بغداد يا (سيد المقاومة) تحوم مكسرة الاطراف والاجنحة وكانها لم تكن حاضرة الامة والانسانية .. تستصرخ مَن يعيد اليها عزها العراقي البهي الذي نعقت في ارجاءه الغربان ومزقت احشاءه الذئاب وبنات آوى ... فكان الرد على استنجادها غزو المليشيات البدرية والمهدية والبيشمركة, القدر الذي رسمه حقد السنين وشره السلطة المنحطة والنهب الذي اراد له الله سبحانه ان يزيد من وقود جهنم وحطبها ... وتحولت ولودة المجد التليد والحضارات الشامخة الى ولود لدبابير الخبث والموت المجاني وولود للضغائن والاحقاد التي خلقها رواد عيد الزهرة و(عمير) و(ضلع الزهراء) و(راكبة الجمل) وغيرها من ركائز الضغينة المقيتة على الاسلام الحنيف التي لا يعرفها احد قدر ما نعرفها انا وانت سيدي.

 

هكذا سيدي جاءت ولادة العراق (الجديد) .. والتي رغم كونها ولادة عهر وزنا وكفر .. غير ان ما شل حواسنا واطرافنا واوقف قدراتنا عن التفكير السوي هو ان يسكت (السادة) وتصمت الحوزة ومراجعها .. على ما يحصل ... بل واكثر وادهى انها فتحت صدرها واذرعها لتضم الى حاضنتها (جند المرجعية) وهم افراد لا يتشرف تاريخ الوطن باسماءهم مثل موفق الربيعي واحمد الجلبي والمليشيات القادمة بايديولوجية الولاء لايران ونهجها الذي شرحناه آنفاَ ... واغشيت أبصارنا بمشاهد المعممين وهم يقودون حملات الدهم على البيوت والعوائل الآمنة في ليل كربلاء والنجف والقادسية والمثنى الدامس ليقتلوا وينهبوا ويسلبوا ويوزعون الجثث الممزقة على حاراتنا وشوارعنا وازقتنا ... وفينا مَن كان يُقبل يد القتلة وينحني لهم لانهم جند المرجعية وسادة يحق لهم تنفيذ حكم الله في الارض ...

 

والادهى والامر يا (سيد المقاومة) إن الحوزة ومراجعها قد اوعزت عبر وكلاءها الذين قاموا عمليا بادارة المحافظات سرا وعلنا ان علينا ان نجلس في بيوتنا ولا نتعامل مع الامريكان كمحتلين ...!!!!! وان حقن دمائنا اوجب امام قوة الغازي الضاربة .. فاطعنا سيدي ... غير ان دماءنا لم تُحقن فلقد اهدرها آية الله كاظم الحائري في قوائم التصفيات الشرعية التي نفذها جند المرجعية بقدرات دموية مشهودة .... ورغم اننا اطعنا، الا ان الحوزة لم تتدخل ابدا لاعادتنا الى وظائفنا وقطعت ارزاق الملايين بقرارات الاجتثاث والاقصاء في اخس عملية انتقام جمعية عرفها تاريخ الشعوب.

 

وصفقت المرجعية وايران لمجلس الحكم سيئ الصيت!!!

وصفقت المرجعية وايران لدستور الصهيوني نوح فيلدمان !!!

ووقفت مكتوفة الأيدي أمام جرائم القتل على الهوية !!!

ووقفنا نحن مثقفوا الشيعة نستحي من ظلالنا اذ يقوم من يدعون تمثيلنا ببيع العراق ارباعا واثلاثا من اجل موطئ قدم في حكم تحت بساطيل اميركا.

ووقفنا نحن مثقفوا وعلماء الشيعة حيارى بين ما تقوله ايران في الاعلام وبين ما نشاهده على الارض من احتلال بـ (اطلاعات والقنصليات وقوات القدس) ... وضخ ملايين العجم، تقوم جنسية كربلاء والنجف والبصرة مثلا ليل نهار عبر ضباط بدر بمنحهم الجنسية العراقية، وغزت مدارسنا الابتدائية والثانوية جيوش الفرس يمارسون اللطمية في اصطفاف الصباح ويتغنون باناشيد الطائفية وشتم العراق القومي العربي.

 

ان العرب الذين يحبونك سيدي لا يحبونك لانك شيعي بل لانك (سيد المقاومة), ونحن عندنا ابناء العراق الف قصة عتاب وعتاب لسيادتك لن نبوح بها هنا في هذا المقام وعشمنا بالله وبشفافيتك وصدقك كبير في انك تنصف دماءنا ونزف اوجاعنا ولا داعي لمزيد من القول ...

 

لا نعترض سيدي على علاقتك بايران .. بل اننا نتساءل كيف يمكن لهذه العلاقة ان تتم على حساب اهلك في العراق وعلى حساب الغاء عروبة العراق وتقسيم جغرافيته وجسده الواحد؟

 

ولسنا بصدد تقييم سياسات حزب الله وعلاقته بمليشيات واحزاب المنطقة الخضراء .. لكن من حق اهلك في العراق ان يسألوا .. كيف يستوي ان تكون مقاوما في لبنان ومساندا للقتلة والجلادين في العراق .... وغير ذلك كثير سيدي ..؟

ونحن اذ نتوجه الى سماحتك بهذه الرسالة فاننا نامل ان نحصل على رأيكم الكريم وموقفكم الرسمي في:

1-  شرعية حكومة المنطقة الخضراء والبرلمان المنتجين من قبل الاحتلال؟ .

2-  موقفكم من الدول الاقليمية الاعجمية والعربية التي تدعم حكومة الاحتلال؟.

3- موقفكم من المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية بكل فصائلها دون استثناء، ولسنا معنيين هنا باي تنظيم ارهابي يقتل ابناء شعبنا في الجوامع والشوارع والاسواق والمراقد المقدسة؟ .

4-  موقفكم من الدستور الفيدرالي الطائفي وما يحمله من مخاطر على الجسد العراقي الواحد؟.

5-  ما هو رأيك في مظاهر ومحاولات تقسيم العراق؟.

6- موقفكم من النزاعات الخطيرة على ما يسمى بحدود الاقاليم والمحافظات التي تمثل مظهرا من مظاهر تقسيم العراق؟.

7-  موقفكم من سياسات تمييع عروبة العراق واسقاط هوية العراق العربية في الدستور؟.

8-  موقفكم من المرجعية المساندة لقوى الاحتلال وعملاءه؟.

9-  موقفكم من الاحتلال الايراني للعراق شراكة مع الاحتلال الأمريكي؟.

10- موقفكم من قتل الفلسطينيين المقيمين في العراق، وتشريد الآخرين منهم الذين يعيشون منذ سنوات في مخيمات على الحدود العراقية السورية والأردنية؟.

11-  ما هو الموقف الشرعي من التعامل مع الحكومة التي نصبها المحتل؟.

 

ندعو العلي القدير سيدي ان نرى موقفا بطوليا جديدا ليس بغريب عليكم في اعلان مساندتكم للمقاومة العراقية البطلة في كل فصائلها وفتح الابواب امام حوار ثلاثي بينكم من جهة وبين المقاومة الفلسطينية والمقاومة العراقية الباسلة من جهة اخرى لتشكل اطار موحد لحركة التحرر العربي لتكون ملاذا لآمال وطموحات الأمة من المحيط الى الخليج في التحرر والتوحد والانطلاق في دورها الانساني الذاتي والموضوعي. وان تمارسوا ضغطا عبر علاقاتكم مع النظام الايراني لسحب تواجده العسكري والسياسي في العراق والكف عن طمس معالم الروح الوطنية لشيعة العراق وتسويد تاريخهم الوطني المشرق تحت أي مبرر كان ودعوتها الى دعم المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية واطلاق سراح المتبقي من اسرى الحرب واعادة الممتلكات العراقية المؤمنة قبل الغزو. وهذه هي اساسيات بناء علاقات جديدة بين العراق والعرب من جهة وبين ايران كشقيقة في الاسلام والجوار.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠٣ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م