الى صقور العراق الأشاوس
ظلّت السماء سماءكم .. وتاريخ البطولة سرمدي

 
 

شبكة المنصور

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي
مرت قبل أيام ذكرى عيد القوة الجوية العراقية البطلة .. مر العيد بهدوء يتناسب مع وقار الصقور وهيبة تاريخهم. تحية مباركة مفعمة بالتقدير والمحبة والاعجاب الى ضباط ومنتسبي القوة الجوية العراقية البواسل هذا اليوم وكل الايام.


قد تستطيع القوة الغاشمة ان تفني الوجود الحياتي لأي انسان, غير انها تقف عاجزة عن افناء انجازاته وصفحات التاريخ التي سطرها بشرف ومجد مؤثل. التاريخ غير قابل للاغتيال .. وبطولات وشجاعة وجسارة صقور العراق تقع ضمن صفحات هذا التاريخ المشرق ولن يستطيع احد احراقها ابدا. وهم كذراع ضارب من اذرع جيش العراق البطل سيظلون على المدى نجوم ساطعة في سماء العراق ...


لاحظوا أيها الأسُود, ان الغزو والاحتلال استطاع ان يوجد قوة امنية على الارض غير انه لم ولن يتمكن من اطلاق عنان رجال العراق في الجو .. لانه يدرك ان القوات التي يبنيها فوق الارض هي تحت السيطرة. ومثلما يقوم ضباط المارينز بتركيع قوات الارض التي يدربونها على الارض وتحت بساطيلهم ويشبعونهم اهانات حتى يحوّلوا غالبيتهم الى اقزام متهافتة ضحلة ضعيفة خانعة فانهم يستطيعون تحريكهم كدروع بشرية لحماية الاحتلال واعوانه وفق صيغة الارتزاق المعمول بها منذ الاحتلال الغاشم ... غير انهم لم ولن يعطوا أية فسحة لصقور بدائل عنكم لانهم يدركون ان من يطير في سماء العراق هم الاحرار والاحرار فقط ... والاحرار لا يسيرون .. بل ينقضون ويمزقون اوصال المعتدي.


يعرفونكم حق المعرفة .. اميركا والصهيونية وايران .. ويعرفون ان وطنيتكم ورجولتكم عصية على التدجين .. ويعرفون ان جسارتكم لا يمكن ان تحصر في لوحة شطرنج. يعرفون صولاتكم في الجولان وفي سيناء .. ولم نبتعد كثيرا عن خرج وعبادان والمحمرة وطهران حيث اذقتم المعتدي مُرّ الهوان وجسامة الخسران.


وكنتم ضمن قوائم الاجتثاث الاولى .. ويا لشرف العراقي ... الجندي .. المناضل العربي المسلم والبعثي الشريف الذي يقرر ثالوث الكفر والفسق والانتهازية السياسية الرخيصة اجتثاثه .. جنّدوا جيوشا من المرتزقة والمعممين والشركات الامنية وفرق الموت وخنازير المخابرات لاجتثاثكم بقرارات تصفية جسدية لها معنى واحد .... هو انكم رجال شجعان وتحملون في طيات وجدانكم وضمائركم تاريخ الانتصار العراقي العملاق الذي ظنوا خاسئين واهمين بان بوسعهم احراقه باغتيالكم ....غير انهم نسوا او تناسوا ... ان تاريخ الجسارة والبطولة والفعل الوطني والقومي للعراقيين من رجال قادسية صدام المجيدة مطبوع فوق ذرى الجبال وفي طيات السهول وفوق حبات الرمل .. وهو نشيد الغرّيد ونغمة خرير الشلالات وترنيمة دجلة والفرات السرمدية ...


أنتم ايها الرجال في العراق وخارج العراق تحملون مشاعل النصر والتحرير حتى وانتم نائمون .. لأنكم صلة الارض بالسماء ولانكم عنوان تواصل الاجيال ولأنكم الخط الفاصل بين الوطنية والخيانة ... ويقينا انكم تحملون مشاعل النصر وانتم تجوبون غابات النخيل وتخترقون اثير الصحارى .. ان مجرد وجودكم احياء تُرزقون بعد كل الردى، لهوَ دليل ثابت على ان عدوكم لا يُقر له قرار، ويحسب الف حساب للحظات تعودون فيها الى سيادتكم المطلقة في سماء العراق الحبيب .. وانكم ستظلون رموز تحرير تجتمع حولكم الالباب وتنطلق من انفاسكم آيات التحرير باذن الله ... فصبرا بني صدام واخوته ورفاقة ... صبرا صقور العراق وعقال عشائره ... صبرا يا حماة قومية محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتاج عز العروبة ... فوَ الله ان النصر يصفّق بين ايديكم ويعانق شعاع نواظركم .. صبرا ايها الرجال فبالصبر ننال المرام وفق قرار رب الكون سبحانه ومع الصبر صلاة تضمد الجراح وتنعش الروح والضمير والوجدان ومعها وبها تتعضد مساند الصبر ويتحول الى مطاولة في ميدان المجابهة التي صار ميزانها الوحيد الآن ايها الرجال هو المطاولة ... وسيمسك زمامها في النهاية اهل الصبر والمطاولة ... وهم جدلا اهل الحق والنور والوطنية والعفة ... وانتم سادتها واشرف مَن عليها ..


لنتذكر ايها الرجال .. ان اعداءنا قد استهدفونا ثلاثون عام .... باعوا فيها العرض والارض .. باعوا الوطن والوطنية وتاجروا بالشرف والعلاقة بالله سبحانه ... نعم ثلاثون عاما ايها الصقور البواسل عادوا بعدها الى العراق الذبيح تسحلهم آليات الغزاة وتحميهم آلة الموت الصهيونية الايرانية الامريكية .. ومع كل ما خسروا من الاعتبار والقيم والشرف ورضا الله الماكر الجبار, مع كل خسائرهم التاريخية فان الفوز الذي سجلوه قد صار علقما في حلوقهم .. انهم لا ينامون ليلهم لان رجال العراق النشامى ممن ربحوا الارض وروح السماء ينورون الظلام برصاص الثأر المقدس ...
رؤوسكم مرفوعة بفعلكم المسجل في ذاكرة الزمن ... والزمن لا يموت ايها الصقور النشامى .. وجهادكم الآن في كل ساحة انتم بها هو خطوة نحو عودتكم الى سماء العراق الحزينة والتي تنتظر بفارغ الصبر اسراب الصقور تغالب الشجاعة والجسارة وكرم العطاء ... اكتبوا لعراقكم ومقاومتكم .. اكتبوا للمرابطين السائرين في دروب النصر .. اكتبوا لسراة الليل وصيروا اسرجة في عتمة الظلمة .. ومدوا جسور الصلة مع مقاومتكم البطلة


الله اكبر والنصر للنجباء الشرفاء وعشتم يا مَن رفعتم رأس العراق والامة
الله اكبر والثبات لكم يا مَن ملكتم السماء مادة وروح واعتبار ..
النصر آت .. فكونوا كما انتم من بين جحافل خط الانتصار والفوز المبين ..
الخذلان والهزيمة للاحتلال .. ولاذناب الاحتلال ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٠٧ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م