نافذة / لولا الغيوم لمــا استمتعنـا بأشعة الشمس

﴿ الجزء الرابع

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
اذن كيف نبداء


1-انا اقول اذا تثقفنا بحقيقة الامة العربية وقارنها بواقعها الذي انحرف كثيرا عن حقيقتها مع معاينة دقيقة وتفحص واضح للاسباب وتفسير الواقع بمسبباته مع ربط جدلي بنتائج هذا الواقع ,نكون قد وصلنا للتشخيص الموضوعي لاسباب تراجع هذه الامة عن دورها الحضاري الانساني وتتوضح لنا الكيفية السليمة لنخطوا الخطوة الاولى  وتكون البداية  .

 

اولا- ينبغي أن نؤمن كعرب بالتسامح كقيمة داخل ذواتنا لا أن نحمله كشعار أجوف فوق صدورنا, ونعامل به مع بعضنا البعض ونأخذ من قول الرسول (ص) ((المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يشدُّ بعضُه بعضاً)). وان نجعل من الغيوم التي تراكمت في سماء امتنا العربية هي فرصة لنا ان نستمتع باشعة شمس تبين حقيقتنا الواحدة وفي نفس الوقت نستكشف بها حقيقة الاخرين تجاهنا كامة ونعي وندرك ان احدى الاسباب الجوهرية في تراجعنا كامة هوبسبب غياب الرموز والقدوات في حياتنا العربية والتي اعتادت عليها مجتمعاتنا بل اضعنها كما اضعنا الكثير من اسباب نجاحنا كعرب,اقول اضعناها في خضم الاستيرادات الهائلة لقيم غربية بعيدة عن التركيب النفسي للشخصية العربية بل والادهى زاد تيهنا عندما حاول البعض ان يمزج ويخلط هذه الوارادات الاخلاقية والقيمية لتنتج تراكيب هجينية ومعقدة ووقف الكثير منا في وسط هذا الضياع يحتاج للعقل الراجح وللحكمة المنتخبة في الاستدلال والاختيار فالبعض الكسلان مال للرأي ان الاستسلام والقبول بهذه الوارادات الخلقية جزء من ما فرض (الضمة على الفاء) علينا نحن العرب وما اسموها بالواقعية والقسم الاخر ذهب الى التمسك بها الى حدالتطرف وادخلنا في اشكالية العصروهي (الارهاب والعنف)واما اصحاب الفكر المتنور من العرب فواجه هذه الافواج من الثقافات بعقلانية العصر مع العودة للتاريخ والثقافة العربية الاصيلة,  فلم يبقى امام اعداء الامة الا ان يحاربونه بمصطلحات كاذبة ومختلقة مثل تهديد جيرانه العرب او تهديده لامن المنطقة والسلم العالمي ومن هذه الخزعبلات  كما فعلوا مع عراق الثورة العربي الاصيل .. والرمز في قواميسنا السياسية كانت ولازالت مهمة في حسم الكثير من قضايانا الحياتية وخاصة السياسية .فكنا سابقا عندما نختلف نرجع للكبير وهذا الكبير,اما ان يكون الاب او الاخ الاكبر او شيخ العشيرة,وبالتالي يحسم الخلاف عنده او عندهم,ولا يحق لاحد ممن كان ان يصعد من عقدة الخلاف لترتقي الى الخلاف مع الاخرين من خارج البيت او العائلة او العشيرة  وبغض النظر عن بعض الملاحظات على النظام العشائري ولكنه كان حاسما في قتل الخلافات ,السنا محتاجين كعرب لهذه الرموزالم يحين الوقت ان نلتفت الى حقيقة هذه الامة ونترك الاصباغ وعمليات التجميل والتلوين لامراض مجتمعنا العربي ونتفياء بظلال الاجنبي ونستعين به على بعضنا ,وهو قد نجح الى حد ما الى اقناعنا بان الغرب كل ما فيه يمثل تطورا وحضارة وهو يفقد يوميا منها الكثير ولكي يداري غربته عن الاخلاق السماوية والارضية ويريد ان يحشرنا في نفس النفق الذي دخله هو وتحت شعار التجريبية وقد عكف الكثير من فلاسفة الغرب على دراسة السبل  التي تكفل خروجه من محنته وما توجه الدول الاوربية نحو التقارب والاتحاد والتنسيق الا هو احدى الطرق لمعالجة وضعهم المتعب وفي نفس الوقت هم انفسهم كانوا يروجون للدولية والاممية وبالاخر الىالعولمة ,ونحن العرب كلنا ابهرتناصور بطلائع الانفجار العلمي واليساسي الغربي وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية واستوردنا العلم والقيم معا ,واية قيم مادية حرقت احلى ما نمتاز به كامة ونحن امة الانبياءوالرسل وهي قيم السماء قيم الحب والتسامح والاخوة ولهذا السبب اصبحنا غيرمتسامحين في مجتمعاتنا العربية,وغابت عنا هذه البؤر التي كنا نتجمع حولهاالتي تضمنا في خلافنا واختلافنا .  


البعض منا يفهم التسامح تأجيل (الانتقام) لانه يفهم الحياة فهما ماديا ويعتبران النضال القومي للعرب  ضد اعداء الامة هو بنفس الفهم والقوة والهدف لاشكال الاختلافات والخلافات العربية العربية ويحكم عليها بقوانين الصراعات الطبيقية ووفق التفسير الماركسي للصراعات.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٣ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م