انتصروا لوحدة اليمن

 
 
 

شبكة المنصور

هداج جبر

تتصاعد هذه  الأيام، أصوات موتورة، ومشبوهة، تطالب بكل وقاحة وصلف، بانفصال جنوب اليمن.وتأخذ شكل حملة مسعورة، بشكل مكثف، في بعض العواصم الاوربية ابتداء.


والمتابع للحملة الإعلامية المعادية، لوحدة اليمن، يلاحظ بشكل واضح، أن سيناريوهات الإعداد ،محبوكة بطريقة ماكرة، تعزف على وتر أخطاء مسيرة الوحدة، والعمل على تجسيمها، و شيطنتها، وتبشيعها، في نظر الرأي العام، العالمي والعربي، في محاولة متهافتة، لتهيئة الأجواء والمناخات، المحلية والدولية ،لقبول فكرة الانفصال، والإطاحة بوحدة اليمن.


ولعل من نافلة القول، الإشارة، إلى أن السيناريو المعتمد، يحاكي بتوافق تام، ذلك السيناريوالمشبوه، الذي تم اعتماده، في حينه، لتهيئة الأجواء، لاحتلال العراق، في العام 2003.كما يلاحظ، أن الحملة، تتزامن، مع تصاعد الفعل المقاوم، الذي تقوم به المقاومة العراقية ، ضد المحتل الأمريكي في العراق ،الذي أرغم العدو، على الترنح، في الميدان، حيث يستعد الآن للرحيل، إلى غير رجعة.


ومن هنا، فانه، كلما وضعت الأمة العربية نفسها ،على طريق اليقظة والنهوض والتطلع، فان الدوائر الأمريكية والصهيونية و الشعوبية ،تقف لها بالمرصاد.. وتستنفر كل إمكاناتها، وقدراتها ،بشكل تآمري محكم، لإجهاض أي مشروع ولادة ناهض، مهما بدا متواضعا، لأنه في منظورهم، خطوة في الاتجاه الصحيح، على طريق مغادرة حال الضعف، والتراجع والنكوص.. حيث تخلفت الأمة، وغابت عن ساحة التأثير ،الإنساني والحضاري، تماما..وغدت عرضة للاستلاب، ومرتعا للضياع، والاستغلال، والهوان.


ولعل استشعارهم  لحقيقة هذا الخطر، والإشارة إليه بشكل مباشر، وصريح  عند توصيف الحال، من أن التوسل، لم يقدم للعرب شيئا، في الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وان العالم، لا يحترم إلا الأقوياء.. هو صرخة تحذيرعربية، من سوء الحال، وتعاسة المال، ما لم يتداعى العرب، بشكل جاد ،أنظمة وجماهيرا، ومنظمات وهيئات، إلى خطورة الحال، والارتقاء به، إلى مستوى الصراع، الذي هو في حقيقته، صراع وجود، أولا وأخيرا.


وإذا كان طالع العرب سيئا، عندما غضوا النظر، عن مؤامرة الانفصال، لوحدة مصر وسوريا.. وأغمضوا أعينهم، عن جريمة الاحتلال الأمريكي للعراق..فأنهم، هذه المرة، وبغض النظر، عن النوايا والمصالح ..لا يجوز لهم، إطلاقا، أن يقفوا مكتوفي الأيدي، تجاه المؤامرة المبيتة، للانقضاض على وحدة اليمن، التي تعتبر خميرة الوحدة العربية الكبرى، التي يتطلع إليها الشعب العربي كله، بإيمان التفاؤل ،على أنها المستقبل الواعد، بمغادرة سوء الحال.


ولا شك، أن العرب، أنظمة وجماهيرا، إذا هادنوا مخطط التآمر، على وحدة اليمن.. ولم ينتفضوا، هذه المرة، لحمايتها من الإجهاض، مهما كانت التضحيات، فإنهم، بعد أن خسروا العراق، رأس الجسد العربي ،سيساهمون عن عمد، في قطع أطرافه،  ويضلعون في تمزيقه، إلى أوصال، لاتقوى على الحياة، في عالم لا مكان فيه إلا للأقوياء.


لذلك.. فان المطلوب، من العرب، التحرك بثقل جمعي، فورا، ورفع الصوت بالرفض المطلق عاليا، رسميا وشعبيا، واستنفارا لقدرات العربية، وزجها في معركة الدفاع عن وحدة اليمن، وحمايتها دون تردد..وإلا فان المصير العربي كله، اليوم في خطر.


عاش نضال الشعب العربي اليمني، دفاعا عن وحدته المجيدة، وحدة كل العرب.
ولترتفع رايات الجهاد العربي ،من المحيط إلى الخليج، دفاعا عنها ،وعن المصير العربي ،المتمثل باشراقتها، المتطلعة بايمان التفاؤل،الى  المستقبل العربي المشرق..


والخزي والعار، لكل دعاة الانفصال.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٨ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م