لا امن للعرب إلا بوحدتهم ... والأرتماء بحضن أمتهم

 
 
 

شبكة المنصور

هداج جبر
إن افتتاح القاعدة العسكرية البحرية الفرنسية الدائمة، في الإمارات العربية المتحدة، تأتي في إطار اعتماد العرب على الغير، في مشروع حمايتهم، من المخاطر المحدقة بهم ،في حدود الإقليم.


ولعل الواقع المزري، للضعف العربي، في  العصر الراهن، يتجسد بشكل واضح، في واقع التجزئة المر، واعتمادهم على القطرية، في الحياة السياسية.


وتعتبر التجزئة، من أهم التحديات، التي تواجه العرب، وتترك آثارها السلبية، في حياة الأمة، على شكل ضعف دائم، وعجز مطلق، عن مواجهة تحديات الأمن. الأمر الذي يجعل الحال العربي، في ركته، بقلق مستمر، ويدفع إلى التبعية والتردد، أمام الغير، في مواجهة الكثير، من قضايا الأمة، وفي المقدمة منها القضية الأمنية على وجه التحديد.


ولا شك ،أن تحديات الأمن الإقليمية، مدعاة قلق كبير للعرب، وهي لا تقل أهمية، عن التحديات الخارجية الأخرى،  لما يشكله الوطن العربي ،من أهمية إستراتيجية، سواء بموقعه الجغرافي، أو بموارده الطبيعية، وعلى رأسها البترول، من دون شك، باعتباره عصب الطاقة، في الوقت الحاضر.


  على ان الأهمية الحضارية والتاريخية، وما تشكله من موروث للأمة، مقلق للغير، باعتباره باعث على النهوض والتطلع، في حياة العرب،  في أي مسعى لهم ، لمعاودة الدور الرسالي والحضاري،  باغتنام الفرصة لتثويره، وتوظيفه لهذا الغرض.


إن اعتماد العرب على الغير، واستجداء الأمن، عملية لا تليق بأمة، تمتلك كل مقومات الاقتدار والقوة والمنعة، وبالتالي.. فان المطلوب من العرب اليوم، الانتباه  إلى هذه الحقيقة المعروفة للجميع، والمبادرة إلى لملمة عناصر القوة في الأمة، والسعي الحثيث، وبدون تردد، للتوحد، حتى بمقدمات فنية ، لا ترقى لمستوى الاندماج الجماهيري، بما يؤدي إلى استنفار كل عوامل الاقتدار الكامنة في الأمة، وصولا إلى الوحدة، التي هي الوجود العربي القوي والمقتدر، الذي يتطلع له الإنسان العربي، الذي أنهكته حالة التجزئة، ورسخت فيه عوامل التراجع والإحباط.


إن حماية البيت العربي، لا تتم إلا ببناء سور امني عربي، يستنفر قدرات الأمة بالوحدة،ويغادر حالة القطرية. وما دام الجدار العربي واطئا(حائط نصيص) كما يقول المثل العربي الدارج، فانه يغري الجار بالسرقة والتجاوز.


إن حالة الضعف الراهنة في الواقع العربي، تدفع لأسلوب الاحتماء بالغير، باعتبار الحال العربي واهنا، بالشرذمة القطرية، مما يجعله فريسة سائغة، لا تطمع بافتراسها الضباع النمسة فقط ، بل تتجاوز عليها، حتى بنات آوى.


لذلك، فان المطلوب من العرب اليوم، أنظمة وجماهيرا ومنظمات، أن يرتموا حالا في حضن أمتهم الدافئ الآمن، وان يسعوا فورا، للتكامل العربي ،على اقل تقدير، كخطوة متواضعة، على الطريق إلى الوحدة،  إذا  تعذر عليهم، الاقتراب منها، بالصيغ النضالية الجماهيرية، بفعل عوامل الإعاقة الذاتية والموضوعية المعروفة. وعند ذاك، فان ملاذهم بأمتهم، سيوفر لهم، بلا شك ، الحماية الكاملة، ويمنحهم الأمن التام، من دون الحاجة أبدا للاحتماء بالأجنبي، الذي لاتهمه بالنتيجة، إلا مصلحته الخاصة.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٣ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م