إلى رحاب ومن على شاكلتها : نطرد الإرهاب والاحتلال بالمقاومة المتواصلة ضد الاحتلال

 

 

شبكة المنصور

كلشان البياتي / كاتبة وصحفية عراقية
أوقفتني قرب عيادة احد الأطباء وكانت متشحة بالسواد والحزن في عينيها وقالت لي هذا ابني عمر ملوحة إلى صبي لايتجاوز عمره عشرة أعوام (الإرهابيون قتلوا أباه). سألتها من يتولى إعالة أطفالك الإحدى عشر بعد مقتل والداهم من قبل الإرهابيين وهل تتسلمين راتبه وهل استلمتي حقوقه كشهيد وما إخبار ابنتك المريضة التي كانت تحتاج إلى علاج خارج القطر.


إدارات وجهها عن الصبي لتبكي بصمت دون أن يشعر بها ففهمت إنها لاتتقاضى راتب زوجها ولم تتسلم حقوقه كشهيد ولم يطرق بابها أي مسؤول أو موظف.


لم اُعقب على كلام رحاب ولم اسألها من تعني بالارهابيين ومن هم الإرهابيون في نظرها فقد شعرت إنها تردد كلاماً تسمعه من وسائل الإعلام التي أخذت تخلط الحابل بالنابل .


قصة لم تعد غريبة عن المجتمع العراقي وهي واحدة من الآلاف القصص ، لن نتمكن عدد الآسر العراقية التي فقدت معيلها وأصبحت بلا معيل ولن نتمكن من عدد الآسر التي يتربى الأطفال فيها دون حنان الأب ورعايته.


تركت رحاب وصبيها البالغ العاشرة من العمر وهي تتساءل :أولادي اصبحو في عمر يحتاجون فيه إلى (أب) يخافون منه ويتجنبون فعل أي تصرف مسئ ، لم اعد قادرة على مراقبة سلوك أولادي في الخارج أخشى أن تجرفهم فوضى الحياة في العراق الديمقراطي .


زوج هذه المرأة (رحاب) كان يعمل في احد الأجهزة الأمنية التي شكلها قوات الاحتلال ، قتل على يد مجموعة مسلحين لم يعرف هوياتهم ولم يعرف سبب قتله..


أي تكون الجهة التي قتلت زوج رحاب وأيا كان السبب الذي قتل من اجله ، وبغض النظر عن الجهة التي يعمل معها : يعمل مع الحكومة العميلة التي نصبها المحتل أو مع المقاومة الوطنية التي تقاتل المحتل وتحاربه لتحرير الوطن واستعادة السيادة .


السؤال الذي يجب أن يطرح من قبل آسرة كل قتيل أو قتيلة ، من يتحمل سبب دمار وخراب وتشتت وتيتم الأسرة العراقية . من يتحمل مسؤولية قتل زوج رحاب وندى وفاطمة وابتسام ورباب وروناك ..؟؟


الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من دول الاحتلال وقبلهم الحكومة العراقية العميلة (كل من ساهم في العملية السياسية واستلم منصبا أو شغل وظيفة) يتحملون مسؤولية قتل أي مواطن عراقي بغض النظر عن الجهة التي يعمل معها .


فالعراقي الذي يعمل مع الحكومة العراقية وتم قتله من قبل أية جهة تكون أمريكا المسؤولة عن قتله ..
والعراقي المقاوم الذي استشهد تتحمل أمريكا سبب استشهاده.
والعراقي العميل الذي يعمل جاسوسا لقوات الاحتلال تتحمل أمريكا سبب قتله.
والموضوع لا يحتاج إلى كل هذا الشرح المفصل ، فلولا أمريكا ولولا عدوانها الغاشم واحتلالها للعراق لما سقطت كل هذه الإعداد الكبيرة من العراقيين قتلى .
أمريكا تتحمل ليس مقتل العراقيين رجالا ونساء وأطفال بل تتحمل مسؤولية كل كائن مات في العراق حتى القطط والكلاب والعصافير ..


قلت لرحاب التي اتهمت الإرهابيين بمقتل زوجها : إذا مات قط في أقصى ارض العراق فأمريكا هي من تتحمل المسؤولية ومعها كل من شارك في احتلال العراق دول وإفراد.


نحن في السنة السادسة للاحتلال مطالبون أن نضع الحروف على النقاط ونحرك الساكن .. يجب أن نحدد الإرهابيون ونحدد من الذي جلب الإرهاب لبلد كان من أكثر البلدان آمنا واستقراراً رغم الحروب التي كانت تشن عليه.
أمريكا بغزوها للعراق أصبحت هي الإرهاب بعينها وهي الفساد والخراب والدمار وكل ماهو غير إنساني لذا فهي تتحمل مسؤولية الإرهاب الذي يمارس ضد شعب العراق .


ونحن نودع عاما آخر من الاحتلال والمقاومة والإرهاب مطالبون اليوم بأن نعي ونوعيّ شعبنا أن المقاومة هي التي تطرد الإرهاب والاحتلال من العراق ولكي نامن على أنفسنا وآسرنا وأحبائنا من الإرهاب علينا أن ندعم المقاومة ونحضنها ونحتضنها ونعمل على إزاحة الإرهاب من حياتنا ونحمل ّأمريكا مسؤولية الإرهاب في بلدنا.


تحية إلى المقاومة العراقية البطلة التي علمت البشرية في سائر أصقاع الأرض أن المقاومة مقاومة وان الإرهاب إرهاب وان من يدعي بمكافحة إرهاب هو من يزرعها ويغرسها في بلدان الأرض.


المجد والخلود لشهداء المقاومة
الحرية لأسرى المقاومة.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م