أمريكا إمبراطورية مصابة بجنون العظمة

 

 

شبكة المنصور

د.صابر العطية / باحث وسياسي عراقي
لقد كانت أحداث الحادي عشر من أيلول وضرب برجي التجارة العالمي والبناتغون هي الضربة التي قصمت ظهر البعير
وحطمت الجبروت الأمريكي وهيبته أمام الدنيا وأمام مئات الملايين من شعوب العالم الذين شاهدوا انهيار الأبراج الامريكيه وهي تنطوي وتتساقط ذائبة كشمعة في قالب حلوى .لقد صاحب هذه الأحداث أزمة اقتصادية وبطالة وارتفاع في حجم المواد الاستهلاكية وارتفاع ضريبي لدافعها الأمريكي مما سبب خلل في ميزانية المواطن الأمريكي بالإضافة إلى إفلاس مئات الشركات وإغلاق ألاف من المصانع أبوابها أمام العمال والموظفين.لقد استخدمت نفس العقلية الأمريكية بالخطة والتفكير في تنفيذ عملية ضرب الأبراج الأمريكية, وقد زاد من فزع الأمريكان وذهولهم وذهول إدارة بوش والبيت الأسود هول الكارثة التي حلت ببلادهم والتي سوف تجر كوارث الواحدة بعد الأخرى.إن إحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت اللحظة الفاصلة بين هيبة الولايات المتحدة وبين انهيارها أمام العالم ,انهيار القطب الأوحد الذي حكم الكرة الأرضية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ... إن تدحرجها وانكسارها وضعفها وهوانها قد حصل كما حصل للاتحاد السوفيتي من قبل.لقد استثمرت الولايات المتحدة الأمريكية أزمة الثقة التي جاءت بعد انهيار البرجيين والبنتاغون لتعطي انطباع إلى العالم بأنها لازالت في أوج عنفوانها وتسلطها مما دعاها للخروج عن القوانين الدولية
والقرارات الأممية والأعراف بين الدول والشعوب وقامت بتصدير أزمتها إلى الدول والشعوب المستضعفة في العالم لتثبت عنجهيتها ووقاحتها للأمم والشعوب وإنها قادرة على فعل ما تراه مناسبا في العالم من تهديد ووعيد عن طريق (البلطجة) كطريقة القراصنة والمافيات كما فعلوها مع الهنود الحمر حينما اجتاحوا هذه القارة البعيدة ومارسوا أبشع حالات القتل والتعذيب والهمجية ضد قاطنيها الأصليين ...

 

لقد مرت الولايات المتحدة الأمريكية في عهد بوش الابن والمحافظين الجدد في اخطر مراحلها منذ تأسيس أمريكا حيث قامت الشركات التجارية والنفطية والمصنعة للسيارات بالسيطرة على مقدرات أمريكا الداخلية وعلى دول العالم,..لقد كانوا حفنة من التجار ورجال الأعمال وأصحاب المصانع والشركات الذين كانوا لهم السطوة على سياسة الإدارة الأمريكية خلال ثمانية سنوات مما وضع الولايات المتحدة في أسوأ أزمة سياسية واقتصادية في العالم لما كان يتمتع به هؤلاء الرجال من غباء وسوء تصرف ,,,ومن سخريات القدر أن يكون المال والجاه وهذه الإمبراطورية بيد رئيس معتوه ومجنون ومريض نفسيا ومصاب بداء العظمة والجنون إنسان صفاته , كسول عند صغره ,معقد ,حسود ,انطوائي لايحب احد ولايحبة الآخرون 000 سكير مدمن على الكحول ,كذاب وحقود لدية حب الظهور والتفرد وهذا كله بشهادة والدته السيدة (برابرة) ..لقد جاء بوش الابن بعد انتخابات مزيفة ومفبركة كانت من إنتاج وإخراج الشركات التجارية الأمريكية وقد حصل ما حصل من تزوير وشراء للأصوات حتى جاء هذا الرجل وقد زاد من تطرفه انتمائه إلى جماعة المسيحيين المتصهينين الذين يؤمنون بأن قيام إسرائيل هي من الضرورات وإدامة لقوة وبقاء إسرائيل المغتصبة لدولة فلسطين وهي من استراتيجيات الولايات المتحدة الرئيسية .لقد جاء اللوبي الصهيوني بهذا الرجل الضعيف لكون إحدى صفاته هي تنفيذ مخطط هذا اللوبي الذي يسيطر اقتصاديا على البنوك والمصارف والمؤسسات النقدية والشركات المالية ولا يعارض عن تنفيذ أي مخطط يرسم له ضد الدول والشعوب.وهو الشخص الوحيد الذي يقوم بكل الإجراءات التي تطلب منة مقارنه باقرانة الآخرين..


إن المجتمع الأمريكي كما يعرفه لقارئ هو مجتمع يعيش في فراغ فكري ومعلوماتي وسياسي وهو مجتمع استهلاكي يعيش في حالة ضياع وينصب جل اهتمامه على تامين العيش فقط ولاوقت لدية بالتفكير بالعالم ولاباالتاريخ ولا بالجغرافية والدول بل يكاد لايعرف حتى عن حكومته شيئا وهو مجتمع مادي فقط ما يهمهم استمرار يتهم بالعمل وتامين دفوعاتهم الشهرية وحياتهم اليومية وتسديد فواتير المستحقات.


لقد تدهور الاقتصاد الأمريكي بشكل خطير حيث فقدت العملية الأمريكية في عهد بوش أكثر من 35 0/ 0من قيمتها خلال سنتين بعد احتلالها العراق وقد تسبب ذلك في نتائج خطيرة على السوق الامريكيه كما أن إفلاس المصانع الكبيرة للحديد وصناعة السيارات والشركات العقارية والعديد من البنوك والمصارف ومصانع السلاح قد سبب في ركود اقتصادي كبير وكان سببا رئيسيا لتصدير الأزمات إلى العالم واحداً من أهم أسباب هذه الأزمة و خوض الحروب على العالم الثالث لإنعاش الاقتصاد الأمريكي من خلال تصدير الأسلحة والمعدات للدول المتحاربة إضافة إلى بيعها للجيش الأمريكي مما يحرك العجلة في المصانع ويشغلها في الوقت الذي قاموا بإقناع المجتمع الأمريكي إعلاميا بان هناك خطر آت من شبكة إرهابية دولية سوف تضرب الولايات المتحدة كما حصل في 11 سبتمبر من العراق وان العراق يشكل خطرا على الولايات المتحدة لامتلاكه الأسلحة الذرية .وهذا ما حصل وقد نجحت الإدارة الأمريكية بالتمهيد إعلاميا بشن الحرب على العراق لكون إن الإعلام الدولي والفضائيات ومراكز الدراسات ووكالات الإنباء والشركات الإعلانية تابعة أو على الأقل ممولة من قبل المخابرات الأمريكية لقد وصلت نفقات وكلفة الحرب الأمريكية على العراق شهريا بحدود (5|4 مليار ونصف دولار أمريكي) وسوف تصل كلفة الحرب على العراق لغاية (2011) إلى (3 تريليون دولار ) مما سوف يسبب بأشد أزمة وخطر على الاقتصاد الأمريكي , حيث من المعروف إن الولايات المتحدة هي اكبر دولة مدانة في العالم وان عملتها الورقية لاتغطيها أي كمية من الذهب كباقي دول العالم وهي في طريقها إلى السقوط اقتصاديا .لقد صدرت الولايات المتحدة أزمتها إلى العراق وباتت الحرب على العراق ضرورية بموجب السياسة الأمريكية وخطة المتصهينين بالرغم من معارضة نخبة من القياديين الأمريكيين في القيادة العسكرية الأمريكية إلا إن دوافع اللوبي الصهيوني اقتصاديا وسياسيا قد أسرع في قيام هذه الحرب التي فرضتها أكثر دول العالم وشجبتها كل شعوب الأرض مما تحولت القوات الأمريكية من قوات مدافعة عن سيادة المجتمع الأمريكي إلى قوات عدائية تخوض الحروب لأجل مصالح مؤسسات وأشخاص وشركات همها تسجيل وتحقيق الإرباح على حساب دماء الشعوب لقد قامت الولايات المتحدة بتصدير الإرهاب إلى العالم وليس للقضاء على الإرهاب حيث مارست أبشع أنواع الإرهاب بحق الشعب العراقي وشجعت وغذت الإرهاب العالمي وأشعلت الحروب في كثير من بلاد العالم من أفغانستان إلى العراق - الصومال - دارفور – لبنان - غزة بالإضافة إلى الاغتيالات التي حصلت بدعم منها في الباكستان والهند وبنغلادش وبعض دول العالم وقد تعمق الإرهاب في العالم وخاصة في البلاد العربية بعد أن دخلت القوات الأمريكية إلى منطقتنا وهذا ما شهدناه في السعودية /واليمن/والمغرب/والكويت/ومصر/وافغانستان/والعراق/والصومال/والجزائر.وهو جزء من مخطط تصدير أزمة أمريكا الى الخارج إضافة الى ما تدعيه بنقل المعركة مع الإرهاب الى خارج الولايات المتحدة الأمريكية لخداع الشعب الأمريكي.


لقد ارتكبت الإدارة الأمريكية خطا جسيم في تفسيرها لحالة الدول العربية وتوهمت في التقديرات بأنها قادرة على احتلال هذه الدول وعلى نجاح إي فعل ضدها لكونها صغيرة ولا قوة كافية لمجابهتها متناسية الجانب الأخلاقي والديني والتربوي والجهادي والعقائدي الذي يعطي الطاقة والقوة لمجابهة أي قوة في الدنيا دفاعا عن العرض والأرض والكرامة .


لقد تمادت أمريكا بتدخلاتها ضد الشعوب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وقيام الولايات المتحدة بمصادرة قرارات إلهيات والمنظمات الدولية وصياغتها بالطريقة والاتجاه الذي تريد .كما قامت الولايات المتحدة بفرض الحصار على سوريا ولبنان وأطلقت مبادرة لتطبيع ومهدت لمؤتمرات المصالحة وحاصرت العراق وإيران وليبيا والسودان ووضعت العراق وسوريا على لائحة الإرهاب وتناست إنها الدولة الأكبر لتصدير وصناعة للإرهاب العالمي وهي التي جلبت الخوف والذعر والقتل لبلاد الله وهي صانعة الإرهاب العالمي ومموله .


لقد هزمت الولايات المتحدة في العراق وتحطم مشروعها بفعل الضربات الماحقة للمجاهدين العراقيين البواسل وسقط بوش وودع بحذاء شاب عراقي مجاهد وقبلة سقط بلير واز نار وهاو رد وسقط المشروع الأمريكي في لبنان وغزة ودارفور وتحطم حلم أمريكا بالسيطرة على ثروة الأجيال في العراق .وجاء اوباما واعترف بالهزيمة وحدد الانسحاب من أرضنا الطاهرة بمدة أقصاها (2011) وتحطم اكبر اقتصا د في العالم ووصل لحافة الإفلاس ويقول بعض المحللين أن الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول المهيأ لها تكون مجموعة من دويلات مفككة منقسمة على بعضها البعض خلال خمسة عشر سنة كما حصل للاتحاد السوفيتي وسوف تدخل بعض الدول كأقطاب في العالم الجديد كالصين وروسيا ودول أوربا الموحدة . وليس علينا نحن العرب ألا أن نكون قوة واحدة من خلال وحدة الهدف والموقف ويكون لنا خطاب سياسي موحد يتسم بالعقلانية ونقوم بتوثيق علاقاتنا ومصالحنا مع الدول الأوربية والصين وروسيا والدول الإسلامية ودول أمريكا اللاتينية والهند ونقوم بفرز الأصدقاء من الأعداء والطامعين ببلادنا وثرواتنا ونقوم بتكوين لوبي عربي استعدادا للتغيرات القادمة بعد سقوط الاميراطورية الأمريكية بمشيئة الله.


العدد القادم
لماذا رفضت شعوب العالم وتمردت على العدوان الأمريكي ضد العراق.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٩ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / نـيســان / ٢٠٠٩ م