مؤتمرهم في إسطنبول ويطلبون مؤتمرات للمصالحة في بغداد !

 
 
 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

لن نتكلم عن مفردة ( المصالحة الوطنية ) اليوم لأن الحديث عنها سيطول!..

 

ولكن ضحكنا كثيرا من تصريح أحد نواب التيار الصدري في مجلس النواب الذي عاد توا من تركيا حيث عقد التيار الصدري مؤتمرا في إسطنبول حضره نحو ثمانين سياسيا من التيار (وحسب ما صرّح به) هذا النائب!.. حيث قال:

 

(أن التيار رحب بمقترحات تركية لعقد مؤتمرات للمصالحة الوطنية شريطة أن تعقد داخل العراق)!..

 

وقوله :

(أن الصدر علل رفضه للمصالحة مع الحكومة العراقية بسبب وجود "الإحتلال" )!..

 

وقوله:

(بأن المؤتمر انتهى بوضع أمور تنظيمية وهيكلية للتيار)!..

 

و لدينا بمناسبة التصريح ثلاث أسئلة مهمة:

 

السؤال الأول:

لماذا تم عقد مؤتمر التيار الصدري التنظيمي والهيكلي لقياداته في إسطنبول وليس في إيران؟..

 

إذا كان ذلك بهدف أن يبعد التيار عنه صفة الطائفية ورعاية ودعم وتوجيه وتمويل وتدريب وتجهيز إيران له..فهذا أمر مكشوف وواضح ولايمكن نكرانه بالمؤتمرات في لندن او واشنطن او قم أو تركيا!..

 

ورعاية تركيا لهذا المؤتمر يقع بالتأكيد ضمن توجهات ومصالح تركيا الجديدة بان تلعب دورا مهما في حل المشكلة العراقية ولكن أن يجعل الصدر من مؤتمره دعاية لعدم تطرفه الطائفي ومحاولة لتبرئة تياره وجيشه من عشرات الآلاف من القتلى لطائفة اخرى وجرائمه في تهجير العوائل ونهب الممتلكات الخاصة والعامة وخطف والضباط والطيارين والوطنيين الذين يقبعون في سجونه لحد الان أو الذين قايضهم مع المخابرات الإيرانية بالتعاون مع فيلق بدر فهذا لن ينطلي على احد..

 

أما إذا كان هذا المؤتمر ما هو إلا رحلة إستجمام مدفوعة الثمن لقيادة التيار مادامت الفيزة حاضرة في المطار فهذا موضوع آخر !..

 

السؤال الثاني:

لماذا وضع شرط  لعقد مؤتمرات المصالحة الوطنية بان تكون في بغداد ؟..

إذا كان التبرير بعقد مؤتمر التيار الصدري في تركيا لدواعي أمنية لمقتدى الصدر فمَن سيحافظ على أمن قادة وأعضاء التيارات والقوى التي ستحضر الى مؤتمرات المصالحة في بغداد ..هل ستقوم القوات الأمريكية بحمايتهم أم قوات الحكومة ؟..ولماذا تم عقد مؤتمركم الوطني والتنظيمي والهيكلي بعيدا عن الوطن وانتم في مجلس النواب ومغاوير الشرطة والداخلية؟..

 

السؤال الثالث:

ما الذي يعنيه التيار الصدري بعدم المصالحة مع الحكومة بسبب وجود الإحتلال؟..

 

إن التيار الصدري وجيش المهدي عنصر فاعل في العملية السياسية الأمريكية التي تديرها الإدارة الأمريكية والقوات العسكرية للمحتل وخروج التيار الصدري من الحكومة لا يعني إنه ليس جزءا مسؤولا عما حدث ويحدث للعراق ..

وإذا كان مقتدى الصدر سيحضر إجتماعات المصالحة المزعومة في بغداد فسيحميه جيش المهدي أو القوات الأمريكية او قوات الحكومة التي (يقول أنه لا يتصالح معها ولكن يتحالف معها!)..

 

فمن سيحمي ( المعارضين ) للعملية السياسية عندما ياتون مشيا على الأقدام الى بغداد؟..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١١ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م