بعيدا عن الشعارات !..
الطالباني والمالكي والتشبث بالسلطة مدى الحياة !..

 
 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

مع إن مجلس الحكيم يراقب الموضوع عن كثب !..

إلا إن شبح حُكم ( البعض ) مدى الحياة في العراق يُقلق ويحوم على كل محفل وإجتماع لهم على الرغم من إصرارهم على ان تبقى قيادة هذا المجلس بيد عائلة الحكيم !..

لأنهم يعرفون جيدا إن جلال الطلباني لم ولن يفكر يوما بالتقاعد من مهامه الرسمية في (رئاسة الدولة العراقية الديمقراطية التعددية الفيدرالية الديمقراطية النزيهة والعادلة والوطنية جدا والجديدة !)..أو من ( رئاسة حزبه التابع له ولعائلته )..

وما (أشيع !) من أكاذيب وتلفيقات حول نيته التقاعد و(التفرغ لكتابة مذكراته!)  فندها بشدة وعنف (مكتبه الرسمي في السلطة ومكتبه الحزبي في حزبه)!..

 

والغريب إن المالكي يتحدث اليوم عن تشكيل تحالف جديد (يبقيه في رئاسة الوزراء لدورة لاحقة!)..

والفرق بين رئاسة الجمهورية ورئاسة حزبه أكبر مما يتصور البعض من إن احدهما مرتبط بالآخر..

لأن تعيين الطلباني كرئيس للجمهورية جاء بقرار أمريكي ..بينما تعيينه بمنصب رئيس حزب الإتحاد الوطني الكردستاني جاء بقرار شخصي منه ..

كذلك فهو لم يُعين من قبل الإدارة الأمريكية كرئيس لجمهورية العراق بعد (التحرير) وفشل (الياوربالمحافظة على هذا المنصب لإنشغاله بامور أهم من ذلك بكثير!) لأنه رئيس الحزب الكردي المذكور ..

بل لأنه جلال الطلباني !..

ورئاسة الجمهورية اليوم وحسب سياسة المحاصصة التي رسمها بريمر وصادق عليها بوش وأيدتها الإدارة الحالية تنص على أن يكون هذا المنصب من حصة (السنة)!..

وساعد ممثلي إيران بريمر والإدارة الأمريكية على هذه التسمية!..على الرغم إنهم لا يستخدمون تعبير (السنة )المطلق أبدا..بل يقولون السنة العرب !..ولكن جرى تمرير ذلك لفتح المجال للطالباني لتولي المنصب!..

 

وإذا خرج الطالباني سيطالب السنة العرب بالمنصب ..وأكثر المرشحين قوة هو طارق الهاشمي الذي (يتنافس إعلاميا) مع رئاسة الحكومة وخاصة المالكي ويُكثر من التعليقات والإنتقادات بل يتحرك في أغلب الأحيان بشكل يثير حساسية الأجهزة التنفيذية !..

 

ولكن للهاشمي فضل كبير على الحكومة وعلى الإئتلاف والمالكي بالذات !..فبفضله تم تمرير الدستور الذي كان ولايزال وسيستمر إستخدامه كسيف على رقاب وطنيي ومفكري ومثقفي ومناضلي العراق ونُخبه..وحجة دائمة للنيل من عروبة العراق ووحدته ..

 

والطالباني (أفضل) مائة مرة من الهاشمي من وجهة نظر الحكيم والمالكي والجلبي والصغير والأديب والقبنجي وبقية جوقة حاملي (راية الثأر الأبدي في التخلص من الآخرين!)..

والطالباني مع إنه حليف مع نفسه فقط !..إلا انه أقرب الى الإئتلاف وإيران منه الى (السنة العرب) وتركيا والسعودية!..وهذا لايحتاج الى أدلة او براهين!..

 

وصحيفة الشرق الأوسط إتبعت الطريق المهني الصرف في سؤالها الطلباني (فيما إذا سيصر على التقاعد لو طلب منه حزبه، الاتحاد الوطني الكردستاني أو بعض الكتل السياسية ، ترشيح نفسه لولاية أخرى كرئيس للعراق) كانت إجابته (نعم، أنا مرتبط بحزبي وبتحالفاتنا مع أحزاب وكتل سياسية،ولو طلبوا مني، وهم بدأوا يفعلون ذلك، فسوف أعيد النظر بقراري وأفكر بالموضوع، لكن قراري الشخصي أنا هو التقاعد).

وقد نشر حزب الطالباني إن : (فعاليات وأحزاب سياسية مختلفة، إسلامية وقومية وعلمانية اتصلت واجتمعت مع الرئيس طالباني، من اجل العدول عن قراره بالتقاعد كرئيس للعراق، وطلبت منه الترشيح لولاية رئاسية أخرى)!..

حيث لايوجد من يحكم العراق غير الطالباني رئيسا للجمهورية والمالكي رئيسا للوزراء!..

وحزب الإتحاد الوطني الكردستاني حزب طالباني ولا يوجد قائد مؤهل لقيادته غير جلال الطالباني أو من عائلته ..أما برهم صالح فله شؤون أهم من ذلك بكثير!..

ولايوجد من يوجّه ويقود مجلس الحكيم غير عمار الحكيم !..

كما إن حزب الدعوة جعل من المالكي (قائدا تأريخيا لا بديل له!)..

 

صحيفة الشرق الأوسط ام تسأل الطالباني (فيما إذا سيصر على التقاعد لو طلبت منه الإدارة الأمريكية ترشيح نفسه مرة أخرى)..لأنها تتوقع منه جوابا طالبانيا بما معناه:( لا دخل للولايات المتحدة بذلك وهذا شان عراقي! )..

 

ومذكرات الطالباني معروفة !..

وتأريخ حياته حافل بالتخلي عن كل الذين حالفهم والذين خدموه !..

وسوف لن يتحدث في مذكراته عن سنوات تحالفه مع البعث في العراق وسيركز على تحالفه مع البعث في سوريا!..ولن يذكر لماذا لم ( يستمر في تحالفه ) مع البعث السوري بعد كل الدعم والرعاية والإحتضان من أجل (التحرير) !..

ولن يذكر شيء عن خيانته للبرزاني..

ولا عن مجازره بحق الشعب الكردي..

ولن يذكر شيء عن معركة أربيل التي طرده منها الحرس الجمهوري عام 1996!..

ولا خيانته لتراب العراق بتحالفه مع إيران في القادسية..

وسنرى في كتاب مذكراته (الكبير بعدد صفحاته!) في كل صفحة إشارة الى (البعث أو النظام الديكتاتوري والشوفيني أو تحرير العراق من الظلم والعبودية!)..ولنا في هذا الموضوع حديث آخر..

المهم ..

 

إن (الطالباني والحكيم) يرون في (تمسك المالكي بالسلطة !) تجاوزا للتفاهمات القديمة!..

وما يحق لهم ليس بالضرورة يجوز لغيرهم!..

و(الطالباني والحكيم) إن بقوا وكتبوا سيرحلون من العراق غدا أو بعد غد  قبل أن يرونه بحياتهم (عراقا ديمقراطيا فيدراليا تعدديا موحدا ومزدهرا وجديدا تحت ظل الرعاية الأمريكية وحرابها)!..

 

وعلى المالكي ان يعرف إن كل مَن وصل لمنصب في العراق اليوم لن يتخلى عنه بإرادته أو بأمر من (ولي الأمر!)..

 

حتى لو تطلب ذلك منهم تغيير التوجهات والولاءات ..

والأمثلة على ذلك كثيرة !..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٠ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م