نصيحة إلى الرئيس الأمريكي أوباما وإدارته في واقع العراق

 

 

شبكة المنصور

د همام أحمد محمد / العراق بغداد

تنوعت التحليلات والدرسات على ما سيقوم به الرئيس الأمريكي الجديد أوباما وتعددت الآراء والتوقعات .

ففريق يؤكد إنه سيواجه صعوبات في تطبيق ما وعد به بخصوص سحب قواته من العراق ، منطلقا من حقيقة أن السياسة الأمريكية ثابتة المنهج وإن أي رئيس جديد ما هو إلا شخص معني بالتطبيق هو وإدارته للمنهج المرسوم .

وفريق يجد أن أمريكا بحاجة إلى التغيير الأكثر ديمقراطية لتحسين صورتها على مستوى العالم بعد أن ارتكبت جرائم عديدة وخرقت القانون الدولي من خلال أفعال وممارسات الرئيس بوش وإدارته ( المحافظون الجدد )وأفضل عمل تقوم به هو الخروج من العراق وبشكل عاجل واعترافها بالأخطاء والجرائم وإعلان التزامها بتحمل المسؤوليات التي ارتكبتها .

 

ومن خلال هذه الآراء وغيرها أجد نفسي كمواطن عراقي عارف ما كان وأتوقع ما سيكون من خلال المعايشة اليومية للأحداث الجارية في العراق ما ظهر منها وما بطن أتوجه بنصيحة للرئيس الجديد أوباما وإدارته ، ونصيحتي هذه ليست هدية لسواد عيون من خططوا لغزو العراق الذين سببوا له الدمار الشامل ولكنها من أجل فائدة وطني وشعبي بعد ما وقع عليه من جور وعدوان لا مثيل له في تأريخ البشرية .

 

على هذا الأساس أقول للرئيس أوباما :

عليك أن تتأمل وبدقة ما أقول ومن خلال الفقرات والمقترحات المدونة فهي لم تأتي من فراغ

 

فإن كنت وإدارتك الجديدة جادين في معالجة جرائمكم وأخطائكم في العراق بما يحفظ ماء الوجه بعد أن اعترف سلفك بخطئه في غزو العراق وحمل جهاز المخابرات إل( سي آي أي) نتائج ما حصل ينبغي عليك أن تتمسك بالثوابت الواقعية والمنطقية التي هي طريق من يسعى إلى تصحيح الخطأ .

 

قد يتصور البعض من أصحاب الشأن أن الرئيس أوباما يكفيه حسن مقصده، وسلامة نيته كاف في انضباط منهجه فيرى أنه مادام يريد الإصلاح و النصح والعلاج فهذا وحده كاف في أن يرفع  عنه اللوم والمحاسبة ويؤهله أن يقول ما يشاء وأن يفعل ما يريد وأن يرتكب ما يحلو له باسم تصحيح الخطأ، لأنه ناصح ويريد الإصلاح ويريد الخير، ولئن كانت النية الحسنة وحدها ليست كافية في سلامة أي عمل وأي قول فهي  أيضاً كذلك في تصحيح الخطأ . وعلى هذا أقول للرئيس أوباما ينبغي عليك أن تنتبه إلى الأمور التالية في معالجة الأخطاء التي ارتكبها سلفك فلا تعالج الخطأ بالخطأ أو تعالج الأمور بشكل سطحي ، إنما الواجب أن تتجنب الأخطاء التالية

 

أولاً : إهمال علاج الخطأ والتهرب من التصحيح.

وهنا لابد من المصارحة والوضوح والاعتراف بالخطأ. ورفض الحديث عن الأخطاء أوالنقد إنما هو استسلام للخطأ وإصرار عليه، إنه لا يليق بالمرء أن يرفض المصارحة وكذلك لا يسوغ لإدارة دولة عظمى مثل أمريكا وهي دولة المؤسسات  أن ترفض المراجعة والتصحيح.

 

الخطاءالثاني :  ردة الفعل وعلاج الخطأ بخطأ آخر:

 وهذا غالباً ما ينشأ عند زيادة الحماس لمواجهة هذا الخطأ ، وحين تتأمل في هذا المنهج كله تراه لا يعدو أن يكون ردة فعل تجاه خطأ  آخر ولا نريد أن نضرب الأمثلة فهي واضحة.

وحينئذٍ فالموقف الذي تتحكم فيه ردة الفعل بشكل واضح الغالب أن يقع في خطأ  آخر مقابل الخطأ الأول وربما يكون أشد خطراً منه.

 

الخطاء الثالث :رفض التصحيح العلني للأخطاء :

هناك أخطاء ينبغي أن تصحح من خلال قنوات خاصة وطرق متعددة ، لكن ثمة أخطاء ومنكرات وقضايا لابد أن يتم الحديث عنها وتعالج تحت ضوء الشمس وبوضوح. وفي مقدمتها ما حصل في العراق من جريمة عظمى.

وحيث تقتضي المصلحة الواقعية علاج هذا الخطأ بصوره علنية وواضحة ذلك لأن الفعل الخاطئ كان في العلن فينبغي أن يكون الاعتراف علنيا ، عندئذٍ سيضع الأخطاء في إطارها الطبيعي وحجمها المعقول .

 

الخطاء الرابع : الإسقاط والتبرير وغيرها:

 قد لا تعترف بالخطأ الذي ارتكبه بوش؛ لكنك تحاول مثلاً أن تحمل جهات أخرى غير بوش في ارتكاب الخطاء كما فعل بوش حين حمل مسؤولية غزو العراق الجهات استخبارية وهذا التبرير بحد ذاته يمثل كذبة كبرى لأن بوش وإدارته هي التي كانت تجبر وتحث الجهات الأستخبارية على فبركة أخبار كاذبة ومضخمة عن خطر النظام العراقي. لذلك لا ينبغي عليك أن تبحث عن أسباب وعوامل وهمية تعلق عليها مسؤولية الخطأ وهذا غير صحيح ولا يعالج الأمور ولا يحقق الشيء المطلوب .

 

الخطأ الخامس: البعد الزمني في تصحيح الخطأ.

حين نكتشف الخطأ فإننا ينبغي أن نكون واقعيين، وأن نعترف أن هذا الخطأ كان نتيجة تراكم عوامل عدة، وحين نسعى إلى تصحيحه فإن هذا يعني بالضرورة أن نعطيه وقت محدد وعاجل لأن العصر الحديث سمته السرعة والأسباب واضحة والفعل مكشوف ينبغي السرعة في المعالجة لكونه أمر مطلوب أما ترك معالجته بوتيرة بطيئة فهذا يعني تراكم الأخطاء.

 

الخطأ السادس :  الحديث عن الخطأ ومظاهره دون الحديث عن الأسباب والعلاج:

  قد تتحدث عن الخطأ الذي حصل في العراق ، من دون الحديث عن الأسباب والعلاج لتلك الأخطاء بصفة عامه ولا تحاول تلمس الأسباب ومكمن الداء وأن تبحث عن بعض الخطوات الشكلية التي يمكن أن توصي بها لعلاج مثل هذا الخطأ.

 

أما لبُ نصيحتي هذه فهي واضحة في عرضها ومركزة في تشخيصها وهي :

عدم التشاور مع الجهات التي أسهمت في احتلال العراق.

 

عليك أن لا تنساق وراء أيَّ جهة أمريكية  شجعت أو عاونت أو ساهمت في غزو العراق سواءً كانت شخصيات أو شركات أمريكية لعبت دوراً واضحاً في حرب العراق ، أو دولة صديقة لعبت هي الأخرى دوراً معينا في مساعدة إدارة بوش أو معهد دراسات أو محلل سياسي أوعميل مأجور   .

 

والسبب هو أن كل واحد من هؤلاء كانت له مصلحة وغاية أنانية أو شخصية في الغزو على العراق ،

وسنتناول كل جهة من هذه الجهات بشرح مركز وسريع :

 

الشخصيات :

كانت ولا زالت شخصيات أمريكية عديدة شجعت على غزو العراق وهي ترغب ببقاء القوات الأمريكية لأسباب متعددة ولعل أبرزها الطمع المادي وذلك لتحقيق أرباح لشركاتها من جراء الغزو والسجل حافل بهؤلاء إضافة إلى بعض الشخصيات التي حصلت على مكاسب شخصية بعد الغزو ومارست الفساد وهي معروفة. وهناك شخصيات أخرى تحركت وعجلت بدوافع و غايات عقائدية ضد العراق .

 

الدول

إن دولة مثل بريطانيا الحليف الإستراتيجي الدائم لكم قد شجعت واشتركت في الغزو كان دافعها الأول هو المصلحة في تغيير النظام في العراق ثأراً لشركاتها النفطية التي طردت من العراق بعد أن أمم الحكم الوطني في العراق النفط وحرم شركاتها الاحتكارية التي كانت متربعة على  عرش النفط العراقي لعشرات العقود من الزمن.

 

أما الدول العربية التي عاونت في غزو العراق فهي الأخرى لها غايات ومصالح مختلفة حيث وجدت في رغبة الولايات المتحدة في غزو العراق فرصتها في إلغاء دور هذا البلد المهم في المحافظة على الاستقرار والتوازن الإقليمي وهذه الدول العربية معروفة لديكم ولدى القاصي والداني لا داعي لتسميتها ، هذه الدول كانت مؤيدة لغزو لسببين:

 

أ – الخوف من قوة الولايات المتحدة كي لا تسبب لها مشاكل وتهديد لمواقع رؤساؤها وملوكها وأمرائها ، لذلك وجدت في هذه الفرصة واجب أن تلبي الرغبة الجامحة لإدارة بوش وبذلك تحافظ على مواقعها . ومصالحها خصوصاً وإن الرئيس سلفكم قالها بوضوح بعد هجمات 11 أيلول( إما معنا أو ضدنا )

 

ب- كان النظام العراقي السابق يشكل هاجس خوف لهذه الدول لكونه نظام وطني علماني ثوري وتخشى هذه الدول أن يسبب لها حرجاً ويكشف عوراتها .ويزجها بمواقف قومية وطنية تهز كراسيهم .

 

معاهد الدراسات والمحللين السياسيين :

عليك الابتعاد عنهم ونحذرك منهم لأنهم لو دققت على أسباب تقديمهم المفاهيم التي روجوا لها أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي لغزو العراق لوجدت أن ورائهم شركات طامعة لها علاقات وثيقة مع صقور الإدارة السابقة ودفعت هذه الشركات الأموال السخية لكي تصور خطورة العراق على الولايات المتحدة الأمريكية في حين أن الواقع أثبت أن كل ما روجوه ما هو إلا محض كذب وتلفيق وافتراء  وأنت بإمكانك وبسهولة أن تعرف من هؤلاء ومن  ورائهم ، لذلك  فان الابتعاد عن هؤلاء أصبح واجب .

 

العميل المأجور .

وهنا أقول : ( أصحاب المصلحة مثل كلاب الطريق ، يحبون العظم أكثر من اليد التي ألقت به ) هنا طبعاً أقول كلاب الطريق في عالمنا الثالث وليس كلابكم التي يصرف على العناية بها ما يسد مجاعة العالم بأسره .

 

أقول: إن أي عميل يوظف عمله لحساب ومصلحة جهة مهما كانت إنما تدفعه الأسباب التالية :

 

أ- المال : قدم عدد غير قليل من هؤلاء العملاء للجهات الأستخبارية الأمريكية من الأخبار  والمعلومات والتحليلات والتقارير الملفقة والمفبركة سببت هذه الويلات .والمصائب على شعبنا العراقي وخير مثال لهؤلاء هو العميل السارق والمطلوب من الأنتربول الدولي أحمد ألجلبي وغيره الذين نعرفهم جيدا ً .

 

ب- المصلحة والحقد لتحقيق رغباته وأهدافهم :

وهؤلاء النفر يتباينون في الأفكار والأطماع والأهداف اجتمعوا مع الإدارة الأمريكية في مؤتمرات  لندن وواشنطن وغيرها ، وشجعوها على الغزو وقدموا الكثير من الأكاذيب وصوروا لإدارة بوش الرعناء أن في دخول القوات الأمريكية إلى العراق ستستقبل بالورود والرياحين الأمر الذي شجعها على تورطها في الغزو .

 

هؤلاء وكما تراهم الآن وينبغي أن تراهم بعين ثاقبة واعية منهم من لعب على الحبال السياسية منذ أمد بعيد ويتمتع بدكتاتورية حزبية ( إقطاع سياسي ) منذ ما يزيد عن الخمسين عاما مثل الطالباني والبر زاني ويحمل شعار لحزبه ( الوطني الديمقراطي الكردستاني ) وهو من أعتى المناهضين للديمقراطية.

 

هؤلاء ناكرين للجميل سرعان ما يصبحون أعدائكم متى ما ضربت مصالحهم الشخصية وليس الوطنية والدليل أنهم تنكروا لنظام وطني حقق لهم الحكم الذاتي ما لم يتحقق لكل للأكراد في الدول المجاورة الأخرى للعراق ، وهؤلاء لا يمثلون الشعب العراقي الكردي المغلوب على أمره من هذه العصابات .

 

الصنف الثاني : هم الخليط غير المتجانس فمنهم الطائفي الحاقد على العراق بسبب كونه إما غير عراقي ممن ينتمي إلى أصول فارسية سببت للعراق المآسي .

 

هؤلاء لو قدمت ما قدمه بوش وبر يمر بآلاف المرات سوف لن لم يدينوا لك إنما يدينون بولائهم لإيران ،لأن إيران عملت على إعدادهم منذ زمن بعيد ولا يهمهم أي شيء سوى إرضاء أسيادهم والحديث عن هؤلاء يطول ولا يسعه المقام ، لكن الذي ينبغي أن تنتبه له هو طريقتهم في الحوار فهم يعتبرون (التقية دين ) أي أن تظهر الحب للقوي وتضمر العكس في قلبك، وهذا أمر في غاية الخطورة وكثيراً ما يمرر على الكثير من اللاعبين في السياسة ويقعون في فخاخهم، هذا الصنف لبس الدين خطاء ليمرر غاياته ، وهم لا يمثلون الشيعة العرب .

 

أما من لبس غطاء الدين باسم السنة فهم لا يمثلون السنة مثلهم مثل السابقين من الذين يدعون التشيع لآل البيت .

هؤلاء لا رصيد لهم في الشارع العراقي ولكن الذي سبب نموهم المحدود هو زرع بريمر الحاكم الأمريكي للطائفية وأصبح جزء من الشارع البسيط يميل لهؤلاء لعدم وجود البديل وكذلك الخوف من الشيعة التي تدعمهم إيران .

 

أما البقية من الذين ساهموا في الاشتراك بالعملية السياسية فهؤلاء المجموعة من النكرات لا تأثير لهم في الشارع وجل اهتمامهم تحقيق مكاسب مالية ومصالح ذاتية ووجود الجميع على الساحة العراقية في الوقت الراهن مرهون بوجود المحتل.

 

وإذا كنت جاد يا سيد البيت الأبيض في تحقيق ما تحدثت به قبل الانتخابات ولكي تثبت حقيقة ما قاله الكثير وهو أنك ستقدم على تحسين وجه أمريكا نقول لك ونحن مخلصين القول إن شاء الله .

 

إن أهم ما يميز الخبيث عن الطيب هو الفعل وليس القول وأقصد الفعل الحسن

لذلك أنصح :

 

أولاً : أن تقرأ تأريخ العراق السياسي منه وغير السياسي وسوف تعرف أن هذا البلد وما يمتلكه من عمق حضاري سبب إسعاد للبشرية وأن أبنائه لا ينامون على ضيم مهما طال الزمن والتأريخ حافل بالشواهد إن اطلعت على ذلك .

 

.        هذا الشعب لا يمكن أن يحكمه إلا أبنائه الذين يعرفون خصوصيته وليس الغرباء عنه

 

ثانيا ً: أن تحجم نفوذ إيران وطموحها الذي هو غير مخفي ، ولا تصدق بأي اتفاق معها سواء كان ظاهر أو مخفي وهو ما أرجحه من خلال الوقائع والممارسات وما نمتلكه من معلومات دقيقة لذلك أقول لا تأمن إيران إن كنت تبغي أن تحافظ على علاقة مع دول المنطقة وفق الطموح الذي يخدم الشعب الأمريكي .. لأن المخفي

 

من إيران لا يدرك مخاطره إلا المختص والعارف بمخططاتها التوسعية التي رفع شعارها خميني وهي( تصدير الثورة) 

ثالثا ً : أن تؤسس علاقة مع أهل العراق الإصلاء وليس الدخلاء أو أصحاب الأغراض .وذلك من خلال حوار مباشر معهم يضمن لهم السيادة الكاملة  هؤلاء مقبولين من أبناء الشعب العراقي لأنهم أثبتوا أنهم ضد الاحتلال الذي خلف لهم الدمار بفضل سياسات بوش الرعناء المجرمة التي سببت الويلات وخلفت حقداً على أمريكا  وهؤلاء الشرفاء المقاومين موجودين لكنهم لا يتحاورون معك إلا وفق سياقات وطنية شريفة تحفظ الحقوق والثوابت الوطنية للعراق

 

رابعاً : هناك ألاف من المعتقلين العراقيين في سجونكم وسجون الحكومة التي نصبت منذ ست سنين ينبغي إطلاق سراحهم ، وهذا أمر في غاية الأهمية لبياض الوجه . وإياك أن تسلمهم إلى الحكومة العراقية المنصبة لأن ذلك سوف يسبب نتائج وخيمة تتحملوها أنتم في المستقبل مضاف إلى الجرائم التي حصلت طوال مدة حكم بوش .

 

خامساً : إذا كانت إدارة بوش تدعي أنها أعطت العراق سيادته فلماذا لا تلغي ملاحقتها للمطلوبين من قبلها لتبرهن للعراقيين والعالم صدق ما تدعيه ، لا سيما وهي ألقت القبض على عدد غير قليل منهم ؟

 

سادساً : ينبغي عليك أن تلغي الكثير من القوانين التي أصدرها الحاكم الأمريكي بريمر والتي كانت السبب الرئيسي في دخول أمريكا مستنقع العراق وإذا أردت أن تقول أن هناك دستور يحكم العراق ولا مجال للتدخل أقول لك إن هذا الدستور الذي فرض على العراقيين ينبغي أن يلغى أو تعاد صياغته وهذا أمر بيدكم .لأنكم المتنفذون في العراق.

 

سابعاً : الديمقراطية : شعار كثيراً ما نتحدث به وهو هدف جميل لكن هذا الثوب بات واضحاً يلبسه القوي ويفرضه على الضعيف بالطريقة التي تروق له . ونحن أهل العراق ومن خلال التجربة نفضل ( الحاكم القوي العادل ) وربما نمتاز عن بقية الشعوب . لذلك نقول فتش عن جهة تحمل هذا المبدأ . هذه الجهة كفيلة أن تطبق هذا الشعار بحق وحقيقة ، لأنها تفهم الشعب وبكل أطيافه ، من عشائر ، وطوائف ، وقوميات ، وأديان وعلماء ، ومثقفين .

 

أقول لك إن هؤلاء موجودين ولا تعول على غيرهم إن كنت جاد في أن تجعل من العراق مستقر تربطه معكم ومع الآخرين علاقات جيدة وعلى كل المستويات التي من شأنها أن تجعل تبادل المصالح المشروعة تكفله المواثيق الدولية وحرية الشعوب بعد أن يتمتع العراق بسيادته الكاملة .

 

وفق هذه الأسس ينبغي أن يكون العمل الجاد وبخلافه سيزداد الأمر تعقيداً ليس على مستوى العراق وحسب وإنما على مستوى جميع الدول المجاورة وغير المجاورة للعراق .

 

وختاماً نقول: باعتباركم أول رئيس وصل إلى سدة الحكم بشكل لم تألفه الولايات المتحدة طوال تاريخها أصبح من الواجب أن يترجم فعلك بنشاط غير اعتيادي نشاط تجعل منه منبراً جديدا تنشده  دولة قوية في العالم لكي تبرهن أن أمريكا جادة في غسل ما علق بها من أوساخ وظلم للشعوب . وبذلك تحقق أهداف سامية للشعب الأمريكي وشعوب العالم.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م