ماذا سيفعل العرب باعتدالهم وخيارهم الاستراتيجي ؟

 

 

شبكة المنصور

عبد الكريم بن حميدة
وصفها أحد الكتاب الصهاينة بأنها مريضة بمرض مزمن وفي حاجة إلى جراحة عاجلة..
وشبّهها النائب العربي في الكنيست الصهيوني محمد بركة بعربة يقودها سائق متهور..
وشبّهها آخر بحكومة "علي بابا" حيث أنها تعتمد على أربعين وزيرا ونوابهم..


تلك هي الحكومة الصهيونية الجديدة.. تدور في منحى أفيجدور ليبرمان، وخلفها إيهود باراك.. العجلة الخامسة التي تبدو ضرورية لتسويق الوهم والإيحاء بأن السلام ما زال على رأس أولويات الصهاينة.
الجميع يعرف حقيقة مواقف أقطاب هذه الحكومة من الفلسطينيين، ومن الاستيطان، ومن "عملية السلام".. لا أحد منا في حاجة إلى تصريحات جديدة..


نتنياهو أعاد تأكيد رفضه لقيام دولة فلسطينية.. وليبرمان صرح أن "إسرائيل" لن تنسحب من هضبة الجولان المحتلة مقابل سلام مع سوريا.. وقبل ذلك  قال إن قرارات مؤتمر أنابوليس غير ملزمة لبلاده.  


قبل تشكيل الحكومة كان الرجلان كلاهما قد وقعا على اتفاق يقضي بعدم التخلي عن المستوطنات القائمة في الضفة الغربية وتعزيز الوجود الاستيطاني في القدس الشرقية. 


أما إيهود باراك فإنه لا يحسن الكلام.. إنه رجل يفعل باستمرار.. ومذبحة غزة الأخيرة آخر الشواهد على ما نقول.
هذه هي الحكومة الصهيونية الجديدة..


دأب المسؤولون العرب على بذل جهود كبيرة لإقناعنا بأن القادة الصهاينة حمائم وصقور.. معتدلون ومتطرفون.. يسار ويمين. وبناء على هذا التصنيف فإنهم يحرصون باستمرار على إيهامنا بأن السلام مع الصهاينة ممكن.. وبأن كسر الحاجز النفسي ضروري لبناء جسور الثقة وانطلاق قطار السلام.. بل وصلوا أحيانا إلى حد اتهامنا قوى ومنظمات وأحزابا وأفرادا بأننا نحن الذين نمثل عقبة في طريق السلام.. وبأننا نحن العرب مطالبون بتقوية معسكر السلام في "إسرائيل" خدمة لقضايانا العربية.


لهذه الأسباب فإن كثيرا من العرب يتابعون الحملات الانتخابية في "إسرائيل" باهتمام لا حدّ له، ويدعمون بعض المرشحين، ويصرحون بأنهم يتمنون فوز هذا الطرف أو ذاك لسبب واحد.. أنه معتدل.. من معسكر الحمائم.. ومن أنصار السلام.


مرحى.. منذ توقيع اتفاقية أوسلو كم من حكومة تولت مقاليد السلطة في "إسرائيل"؟ العمل.. الليكود.. كاديما.. كل تلك الأحزاب الكبيرة والصغيرة ساهمت في قيام هذه الحكومات أو في سقوطها.. ماذا كانت النتيجة؟ لماذا لم تتقدم عملية السلام التي يروّجون لها خطوة واحدة؟ لماذا لا يقوم العرب بعملية جرد حساب ليتبيّنوا بالأرقام والوقائع أكذوبة السلام مع الصهاينة..؟ أليس من حقنا بعد كل هذه السنوات أن نتساءل عما حققناه في جولات المفاوضات التي لا تنتهي أبدا؟ لماذا لا نطرح السؤال ونجيب عنه بمنتهى الصدق والوضوح: ما الذي تغيّر منذ انطلق قطار التسوية؟ وما الذي كسبه المواطن العربي والفلسطيني على وجه التحديد من وراء التمسك بهذا الخيار الاستراتيجي؟ وأخيرا.. لماذا لا يملك القادة العرب الجرأة للقول إنه لا وجود لشريك سلام في "إسرائيل".. طبعا.. إلا إذا كانوا يرون في ليبرمان ونتنياهو شريكين حقيقيين في عملية السلام؟!! 

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ١٤ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / نـيســان / ٢٠٠٩ م