كانت قرارات المؤتمر الذي عُقد في مقهى الرشيد الصيفي تعبيراً واضحاً وصريحاً عن عروبة هذه الحركة وقوميتها وإنسانيتها واشتراكيتها فكانت ولادة حقيقية عبرت عن روح الأمة وعن حاجاتها ومتطلباتها سبق هذا المؤتمر وهذه الولادة دراسة وتحليل لواقع الأمة وما تحتاجه لسد فراغ كبير في رحم الأمة فكانت هناك أحزاب علمانية وشيوعية وأحزاب قومية وغيرها لم تجسد روح الأمة ولم تعالج قضاياها معالجة موضوعية كانت كلها تعالج من وجهة نظرها جانب واحد من جوانب الأمة هذه فكان نيسان وكانت الولادة التاريخية التي سجلت حضوراً حقيقياً لكل ما تطلبه الأمة من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية ومنها قضية العرب الكبرى فلسطين المحتلة .

أن يوم 7 نيسان هو يوم ولادة هذه الأمة من جديد بعد الإسلام الذي أخرج العرب من الظلمات إلى النور وعرفهم بدينهم وبخالق السماوات والأرض وبالقرآن الكريم . فجاء البعث ليبعث هذه الأمة من جديد يضعها على طريق التحرير التام من كل القيود الاستعمارية ويوحدها ويعيد لها مكانتها في المجتمع فقد قال بها القرآن الكريم ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ )) صدق الله العظيم .

لقد أستقبل كل العرب ومنهم الشباب والمثقفون والعمال والطبقات المتوسطة هذه الولادة بالفرح والسرور والتفاؤل بأن هذه الأمة بُعثت من جديد وأن هذه الحركة أو الحزب جاء لينقذ هذه الأمة من مخاطر نفسها أولاً وتخليصها من شر الاحتلال والاستعمار والتجزئة ويعيد لها ثرواتها وخيراتها ويوحدها ويعيد لها مجدها وتاريخها وحضارتها ومكانتها بين الأمم والشعوب فهي أمة منبع الرسالات السماوية والحضارات والتراث والتاريخ وهي أمة الأنبياء جميعاً أدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام وعلى محمد أفضل الصلاة والسلام .

لقد صدرت قرارات المؤتمر التأسيسي بعد اجتماع دام ثلاثة أيام من 3-6 نيسان وكان المؤتمر يضم شباب من كل الأقطار العربية مشرقها ومغربها ومن كافة شرائح المجتمع واختيرت

القيادة القومية وسمي الأمين العام والمساعد وصدر الدستور والنظام الداخلي وسمي باسم حزب البعث وبما أن أهداف الحزب أهدافه وحدة وحرية واشتراكية فقد تم اندماج الحزب الاشتراكي معه في 1952 وسمي بحزب البعث العربي الاشتراكي دليل ونور هذه الأمة للخلاص من الاستعمار والاحتلال والاحتكار . لقد شكل ظهور هذا الحزب فزعاً كبيراً للاستعمار والنيل من أعضاءه وأتهم بالعلمانية وأتهم بالانتماء لدولة أجنبية ، وكثير من التهم الباطلة .

فكانت الحقيقة الناصعة أن حزب البعث العربي الاشتراكي حزباً عربياً قومياً اشتراكيا يؤمن إيمان كامل بالله وبالأمة ويعتبر الإسلام روح العروبة ومبعث إلهامها وقد قال المرحوم أحمد ميشيل عفلق (الإسلام روح العروبة فحيثما وجد الإسلام وجدت روح العروبة) كما وصف الرسول محمد ( ص ) فقال (كان محمد كل العرب فليكن كل العرب محمد) . فكان الحزب ومنذ ولادته ينشد التحرر والحرية ويعمل على طرد الاحتلال والمحتلين والاستعمار وقد قاتل مناضلي الحزب في سوريا وفلسطين والعراق من أجل تحرير البلاد ووحدتها .

وتصاعد نجم البعث وعلا شأنه من خلال مواقفه المبدئية وجهاد مناضليه لنشر الحزب في كل الوطن العربي فهو حزب قومي فكان له تواجد في لبنان والعراق والأردن وفلسطين ومصر والمغرب العربي وأصبح حزباً قومياً تأسست له فروع في كل الوطن العربي وأصبحت لهذه الفروع قيادات رأسية تدير شؤون الحزب وترتبط بالقيادة الأم القيادة القومية .
لقد سعى الاستعمار القديم والحديث العمل على تحديد حركة هذا الحزب باعتقال أعضاءه ومناضليه فكان هذا الإجراء يزيدهم إصرار وتحدي من أجل نشر وتعميم هذا الفكر القومي العربي الوحدوي الاشتراكي وما كتابات الرفيق المرحوم أحمد ميشيل عفلق إلا تبصرة وشرح لمضامين هذا الحزب للشباب والأمة كما أن كتابات الرفاق المناضلين وأخرهم رفيق الدرب الشهيد صدام حسين الذي أضاف إلى هذا الفكر روحاً ثورية قومية جديدة قال عنه الرفيق المرحوم أحمد ميشيل عفلق (أن صدام هبة السماء للبعث وهبة البعث للأمة) .

لقد كان يوم 7 نيسان من كل عام يوم بهجة ومحبة نحتفل به ونستعيد ذكراه ونستذكر السلف المناضل الذي تحمل كل المصاعب والمطاردة والقهر والاعتقالات حتى وصل هذا الفكر القومي الاشتراكي شعوب الأمة العربية المجيدة هذه الأمة التي يعتبرها البعث هي مصدر قوته ومبعث إلهامه .

أن نيسان لم يكن شهر ولادة البعث فقط بل كان شهر ولادة قائد مناضل مخلص مكافح من أجل مبادئ البعث ولادة الرفيق المناضل الشهيد سيد شهداء العصر صدام حسين حيث ولادة البعث وولادة سيادته بهذا الشهر المبارك الذي أصبح شهراً رائعاً زاد من روعة ربيعه وازدهاره فكان البعث وكان مولد القائد صدام هو عنوان ورمز لشهر نيسان الخالد الذي تجسدت به عناصر التحدي والفروسية التألق والحب والعنفوان فكانت زهوره متميزة يملأ عطرها الكون مثله .

لقد حورب الحزب في كافة فروعه واضطهد أعضائه من قبل الاستعمار وأعوانه الحكام وتم تعذيبهم بل حتى إعدامهم فما كان من أعضاء الحزب إلا أن يزدادوا صلابة وتماسك من أجل نشر فكر الحزب فكان غرة هذا النضال أن توسعت قاعدة الحزب وازداد تمسك الجماهير به وازدادت شعبيته في العراق والمغرب العربي وسوريا ولبنان واليمن والسعودية والسودان فكان بحق حزباً قومياً وحدوياً وكان ثمرة نضاله أن كانت الوحدة بين قطري مصر وسوريا عام 1958 فكان تحقيق هذا الحلم ضربة قاصمة للاستعمار وأعوانه في المنطقة التي تأمروا عليها وقوضوها عام 1960 .
لقد ضحى الحزب بتنظيماته في سوريا من أجل أن تتحقق الوحدة وإن كان هذا الإجراء مأخذ على القيادة آنذاك كما حقق ميثاق العمل الوحدوي في عام 1963 بين مصر وسوريا والعراق . إضافة إلى الاتفاق بين العراق ومصر والأردن واليمن العمل الرباعي لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة .

أن نيسان ليس شهر الولادة ولادة البعث وولادة القائد صدام حسين . أنما هو شهر التحرير يوم خرجت جموع البعث متمثلة بالجيش العراقي الباسل وشعبه بقيادة الرفيق المناضل الشهيد صدام حسين لتحرير الفاو من الاحتلال الإيراني المجوسي الفارسي فكان يوم 17 نيسان هو يوم تحرير الأرض العربية .

أن تحرير الفاو من الاحتلال المجوسي هو بداية لتحرير الأرض العربية المحتلة فلسطين والاسكندرونة والجولان والجزر الثلاث في الخليج . لقد كان البعث وكان نيسان الولادة والخير والعطاء هو شهر التحرير أيضاً . واليوم وبعد أن أحتل العراق في نيسان من قبل قوى الشر أمريكا ومن عاونها الصهيونية وإيران الفرس المجوس أبى إلا أن يكون شهر تحرير من جديد فولادة المقاومة المسلحة العراقية في نيسان انطلقت أولى المجاميع تقاتل الاحتلال فيه . وكبرت هذه المجاميع فأصبحت فصائل وكتائب وجيوش وكان قد أنعم الله على البعث بقادة عظام فكرياً ونضالياً وجهادياً فبعد رحيل المرحوم أحمد ميشيل عفلق تبعه الشهيد المناضل صدام حسين ولد من رحم هذه الأمة قائداً مؤمناً قوياً صادقاً وأميناً على هذه المسيرة وهذه الأمانة حملها وهو مصمم على تحقيقها هو شيخ المجاهدين وخادم الجهاد والمجاهدين الرفيق المناضل عزت إبراهيم الدوري الذي ولد هو الأخر في رحم هذا الحزب ومن رحم هذه الأمة فوحد المقاومة تحت لواء القيادة العليا للجهاد والتحرير واختير هو قائد أعلى لهذه القيادة فكانت لهذه الولادة علاقة حميمية بينها وبين ولادة البعث والقائد صدام حسين فحققت هذه الولادة انجازات رائعة ضد المحتل على طريق التحرير الناجز وطرد المحتل وإعادة وجه العراق العزيز العربي القومي الاشتراكي وسيكون التحرير إنشاء الله في نيسان يطرد الاحتلال شر طردة ويخرج مكسوراً مهزوماً هو وأعوانه ومؤيديه ومناصريه ويسود وجه الاحتلال ومن سانده من دول الجوار إيران وإسرائيل ويسود وجه العملاء ويذهبوا جميعاً إلى مزبلة التاريخ وتطهر أرض العراق أرض الأنبياء إبراهيم وأدريس ويونس وجرجيس وعلي والحسن والحسين عليهم السلام وترتفع راية الله أكبر في نيسان الخير والعطاء والتحرير وتعود الابتسامة على شفاه الأطفال وتزغرد النسوة وتعلو همم الرجال بفضل قيادة القائد المجاهد الشيخ الجليل المهيب الركن عزت إبراهيم الدوري القائد الأعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير .

ويكون يوم تحرير العراق هو يوم ولادة البعث في 7 نيسان 1947 ويوم ولادة القائد الشهيد صدام حسين في 28 نيسان وتندمج كل هذه المناسبات ليكون يوم التحرير هو يوم الولادات جميعاً .
تحية للرجال الأوائل صانعي البعث الخالد
وألف تحية لأرواحهم الطاهرة
وتحية لأرواح شهداء البعث
وتحية لروح الشهيد البطل صدام حسين ورفاقه الأبرار
وألف تحية لقائد الجهاد والمجاهدين الرفيق المناضل المجاهد المهيب الركن عزت إبراهيم الدوري القائد الأعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير .

الرفيق المجاهد
اللواء الركن القائد الميداني
لجيش بلال الحبشي
١٢ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

٠٨ / نـيســان / ٢٠٠٩ م