المقاومة العراقية : لماذا زيارة البابا للقدس اثناء اشرس حرب عالمية يقودها الثالوث الاميريكي الفارسي الصهيوني - قراءة جديدة للاديان

 
 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
ان  تاريخ الحروب الدينية في حياة الشعوب ليست بالجديدة  فقد مرت حروب شرسة استهدفت شعوبا من اديان اخرى ومن اجل التبشير بالدين الجديد الذي تحمله جيوش الغزو.ان  حمالة الدين التي يركبها عادة الغزاة ليست بدافع الدين أي المعتقد بحد ذاته ولكن استخدم الدين كسبب لتلك الحملات الاجهاضية لحضارات الشعوب الاخرى ونهب خيراتهم  بطريقة  غير مباشرة.لو نظرنا الى الاديان التي ركبت سفينتها في استعمار الشعوب والسطو عليها لرأينا مجملة اديان سماوية الا ما ندر وبالرجوع الى فكرة الدين أي دين سماوي نرى ان كلها جاءت من وحي رب العزة  وبالتالي لا فرق بين دين واخر اذا ما رجعنا الى اصول كل الاديان لا النسخ  التي تلاعب بها رجال الدين لارضاء الملك او السلطان على حساب جوهر الدين والارادة الالهية وراء النص الذي اوحي الى نبي او رسول ما.

 
ثم هناك فرق كبير بين نشر دعوة الهية كما أنزلت هدفها اشاعة ما اراد الله ان يتبعه الناس بعد شيوع فساد وافساد في الارض لا بدافع مصالح سياسية او اقتصادية تحت غطاء الدين قيد الانتشار على ايدي دعاته المؤمنين به  والمجاهدين في سبيل اعلاء كلمة الخالق وهذا حصل عند نزول كل الرسالات السماوية على البشر وما من مؤمن بالله وكتبه واليوم الاخر يستطيع او يتجرأ على اعتراض نشر مثل تلك الرسالات التي جاءت من اجل خير البرية.لكن بالمقابل استخدم الدين تحت أي معتقد لاغراض سياسية اقتصادية  بعيدا عن جوهره   وتحت غطاء التبشير به وكأن البشرية لا تعرف به او تجهله ولا توجد ملايين النسخ من كتاب أي دين بين رفوف المكتبات وفي زوايا البيوت المؤمنة بالقوة الالهية الاعظم(الله) والتي اختارت ما تراه مناسبا كي تعتقده وتعتمده من اجل رضى الله سبحانه وتعالى حيث ترك الايمان بتلك الرسالات  حرالاختيار من قبل بني البشر(لا اكراه في الدين).

 
ان اخطر الدعوات التبشيرية التي نالت من حياة الشعوب وعلى غير هدى ولا حق ولا ادنى اعتبار لحقوق البشر حتى المؤمنين منهم هي الدعوات الصليبية وما تبع ذلك من حروب طاحنة طالت الاخضر واليابس وخاصة في منطقتنا الاسلامية التي ظلت محط هدف للغزوات الصليبية  واطماع القيمين عليها من اجل منافع سياسية واقتصادية من خلال  محاولة تدمير الدين الاسلامي والقضاء عليه  كونه الحافظ والدافع الروحي العتيد  الذي يملكه المسلم للدفاع عن ممتلكاته خاصة واعداء الدين الاسلامي يعرفون تماما ان من يموت من اجل دينه وارضه وعرضه وماله فهو شهيد حسب معتقد الدين الاسلامي ومن هنا جاءت خطورة الاسلام عليهم كما هم يرون.

 
ان ما ارعب اعداء الدين الاسلامي هو محتواه العقائدي الذي لم يتغير نصه وما زال العمل فيه من قبل المسلم المؤمن على قوته من خلال الاعتقاد المطلق بفحواه وفقهه وواجباته ومنها الجهاد أي الدفاع عن حياض الديار الاسلامية عند أي تهديد بحكم تعاليم الاسلام الحنيف وكون الجهاد في سبيل ذلك هو فرض لا مجال للتخلص والالتفاف عليه .هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فأن الجهاد يعني اوامر ربانية عليا في ارض المعركة  لا يجوز التراجع عن محاربة من يحارب المسلمين في عقر دارهم او يريد استهدافهم فضلا عن ان موت المسلم في الحرب قتلا او لاي سبب اخر في الواجب يعني انه شهيد بجكم التعاليم الاسلامية الحنيفة .هنا تضاف قوة اخرى غير اعتيادية الى المقاتل المسلم كونه يقاتل دفاعا عن وطنه من ناحية ومن ناحية اخرى يدافع عن دينه وفي الحالين اما الشهادة وجنات النعيم واما النصر والعيش بخير وسلام وانتصار وكرامة.الدين الاسلامي خلق من المسلم مقاتلا لا يهاب المنايا واقتحاميا  لا يلوى وللاسباب التي ذكرناها.ان هذا النوع من البشر المقاتل الذي لا تلوى شكيمته بسهوله ولا تعني له الدنيا كثيرا امام واجب الهي مقدس معروفة فضائله جعلت من المسلم مقاتلا ليس من البساطة ملاقاته خاصة على الارض وبالطرق القتالية  التقليدية.

 
ان وجود مثل هذا الانسان المؤمن الذي يسمى مسلما والذي يحسب الف حساب عند ملاقاته لتسلحه بالايمان وعقيدة الجهاد  جعلت منه معضلة امام اطماع اعداء الاسلام في الاستيلاء على خيرات تلك البلاد التي يقطنها المسلمون وعليه كيف يمكن لهم الوصول الى هدفهم في الاستيلاء على بلاد الاسلام؟لقد مرت محاولات اعداء الاسلام بعدة محاولات للانقضاض على الدين الاسلامي وبالتالي السيطرة على المسلمين ارضا وفكرا ومنها:


اولا: التبشير الديني
لقد  نال الكتب السماوية بجملها عدا القران الكريم التحريف وتدخل رجال الدين في هذا التحريف وبالتعاون مع الملك او السلطان ومن اجل تسهيل بسط سلطة الوالي على البلاد وكرسي الحكم من خلال السمو له حد النظر اليه على انه يمتلك نوع من القوة الربانية أي القداسة وان أي  تمرد عليه او افساد حياته هو نوع من العمل الذي يجلب السخط الالهي  المقدس الذي اوعدت به  الادارة الدينية لصالح الملك او السلطان وهنا اصبح اختصاص الملك بالقداسة هو نوع من الحق الدنيوي الاضافي الذي يتمتع به الحاكم ومن خلال هذا الحق يستطيع تسويق أي قرار يظمن له البقاء وعائلته ببحبوحته المقدسة على حساب البشر من رعيته.ان هذا الانعطاف في التعامل مع النص الالهي وتحريفه لصالح الملك خلق عصر استعباد لا يطاق عانت منه اوروبا والى وقت قريب حتى جاءت فترات التحرير والثورات على الكنيسة ومن  ثم على الملك وكما حصل في العديد من الدول ومنها فرنسا.حتى انبرى ابطال تحرير تاريخيين اوروبيين ومنهم  الرومانسي الثائر على الاستعباد الديني السلطوي جان جاك روسو واخرين معه لا مجال ولا ضرورة لذكرهم  في هذا المقال.لقد راح الكثير من علماء الاديان الاخرى  في اللعب والتحريف في نص الكتاب المقدس لدرجة انهم حولوا تعاليمه الى  ما يخدم متعة الانسان المنتمي لهذا الدين ويبيح له الكثير من ما كان ممنوعا عليه في النص الاهي الاصيل .اي افقدوا الدين من محتواه الاخروي وما يتطلب من واجبات والتزامات على المؤمن به القيام بها .هنا اصبحت هذه الاديان ببساطة من السهولة الاعتناق بها  كونها تخدم  بتعاليمها الجديدة دنيا الانسان  ورغباته من ناحية ومن ناحية اخرى سهولة متطلبات الغفران عن خطايا البشر التابعين لهذا الدين وبارادة من عالم الدين  وهذا ما يريده الانسان الذي جبل على المعاصي واستسهال الواجبات في الدنيا .من ناحية اخرى بقاء الدين الاسلامي الحنيف من خلال كتابه القران الكريم على اصله أي دون أي تحريف وبقى التمسك به  وبتعاليمه فروضا لا يمكن التجاوز عليها ولا الاجتهاد في الغاء أي منها .بمعنى اخر استمرت فكرة الموازنة بين الواجبات والحقوق بالنسبة للمسلم امام الله على ما هي عليه ولم تتحول الدنيا من خلال التلاعب بالنص الالهي الى نوع من العبث واللهو الدنيوي بناءا على رغبة الانسان وهواه ومن ثم استصدار الغفران بفتواه من رجل الدين المقدس او وسيطه بالرب وكما راحت اليه الاديان السماوية التي حرفت الاخرى ومنها المسيحية واليهودية التي نراها اليوم والتي تحمل من الدين الاسم فقط وكما يشهد على ذلك الكثير من المنصفين المعتدلين في هذين الدينين؟

 
ثانيا: الارهاب الاسلامي
لقد استغل اعداء الاسلام بعض النصوص القرانية ومنها (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)صدق الله العظيم.استنكروا على المسلمين هذا النص الالهي المحكم الكريم ليقولوا ان المسلمين ارهابيين وعليكم يا ملة الاسلام ان تعيدوا النظر بدينكم وا لا فانتم اكبر خطر على البشرية جمعاء بل وعلى الحياة برمتها على الكرة الارضية؟!ترى أي ارهاب هذا الذي يتحدثون عنه من اجل تسويق الحروب ضد المسلمين وضد الاسلام ومن ثم القضاء عليهما وبالتالي الاستحواذ على خيرات بلادنا  وظمها الى مستعمراتهم وامبراطورياتهم  التي يريدون ان لا تغيب عنها الشمس وعلى اشلاء المسلمين؟بالله عليكم أي ارهاب هذا الذي يقوم به المسلمون وهم ما زالوا مستعمرين بشكل او باخر وما زالوا ابعد ما يكونون عن القوة المادية على مستوى الدول أي بما يخص حكوماتهم الخانعة للاستعمار ولحد الان سواء رغب المواطن المسلم ام لم يرغب بذلك لكن هذه الحقيقة علينا قبولها بعد ان فرضت نفسها ولسنين طويلة علينا اردنا ام لم نرد طالما ما زلنا نعيش تحت سطوة الحاكم المسلم بالاسم؟ثم أي ارهاب هذا الذي يتحدثون عنه وخاصة سيدتهم اميريكا وعزيزهم الكيان الصهيوني وقوادتهم ايران المجوسية؟اليس تدمير هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين وبثواني اكبر ارهاب على سطح الكرة الارضية على مد تاريخها الطويل وقد جاء هذا الارهاب على ايادي مسيحية ويهودية؟ثم اليس الصواريخ التي وقعت على البشر العراقي ومن النوع الثقيل والممنوع عالميا والتي اجهضت النساء  وجن منها الاطفال هو اكبر ارهاب زاولته القوى العظمى وهي المسيحية واليهودية؟ثم اليس ما حل بالفلسطينيين من تشريد وكوارث واخذ لبلادهم والغاء لكيانهم الوطني وتقتيل اهلهم اطفالا ونساءا وشيوخا هو اكبر ارهاب عالمي زاوله اتباع الدين المسيحي واليهودي؟ثم اليس طبخ البشر وبقر النساء وشوي الانسان وتطهيره من ارضه  والقضاء على عوائل عراقية بكاملها ودون تمييز واخذ ممتلكاتهم وتدمير بيوتهم هو اكبر ارهاب عالمي زاولته المجوسية بالجوهر والمسلمة بالمظهر وعلى ارض العراق؟ثم الفواجع والكوارث والقتل الجماعي الذي يحصل في افغانستان اليس من ابشع انواع الارهاب الذي تزاوله الديانة المسيحية واليهودية والامثلة كثيرة كثيرة على ذلك  خاصة هذه الايام؟؟؟!!!

 
ثالثا: اعتناق الاسلام
ان الدين الاسلامي  بروحه الالهيه الاصيلة التي  تضاجع العصب البشري وبسهولة لفطرته  الخلقية ولكونه دين الله الكامل والمتوازن بين حاجات الدنيا والاخرة من ناحية ومن ناحية اخرى احتواء القران الكريم على الكثير من الاسرار التي ما زال العلم الحديث يكتشفها ومن ثم اصبح اول المعتنقين لهذا الدين وفي عصر الحضارة والرقي والحرية والتقدم العلمي هم العلماء ومن مختلف صنوف المعرفة ومن مختلف الاديان بسبب البراهين الدامغة التي  اكتشفوها بانفسهم والتي جاء بها الدين الاسلامي.ان هذا الاعتناق شكل ازمة للكنيسة وللمعبد  العالميين ومن ثم للقيمين عليها من السياسيين وبالتالي شعورهم بخطر الاسلام  وبتوغله بين شعوبهم التي تدعي المسيحية او اليهودية وغيرهما من المعتقدات.كما ان الانفلات التحرري وخاصة في مجال الجنس الى الحد الذي افقده طعمه ونعمه وذوقه  حدى بالانسان الغير مسلم  الى البحث عن منقذ من هذا الضياع بعد ان شعر بانه عبارة عن الة ووعاء حي يستخدم من قبل الاخرين متى شاؤا ودون ادنى اعتبار للقيمة الانسانية للانسان.ان اعدادا من هذا النوع من البشر وجدت بالاسلام المنقذ من هذا الضياع والمنظم لحياتهم بما تعنيه من مشاعر البشرية وتحافظ  وتظمن حياته ومستقبله واشباعه  بشكل منظم  اسري جميل بدل تلك المتاهات والضياع الذي لا طائل منه والذي ادى الى الملل ومنه فشله في الوصول الى الذات البشرية السوية  التي تبحث دوما عن شخصيتها وكينونتها ووجودها  معروف المعالم ومحدد النشاطات بما يظمن استمرار العنصري البشري ويجنبه كل هذا الكم والنوع من الامراض النفسية والجسدية والجرثومية التي جاءت مع دعاة التحرر والانفلات والانقلاب على كل ما هو انساني ومن الثوابت الحياتية ذات الديمومة  والقناعة بذلك.فضلا عن ذلك فأن اعداد البشر وخاصة في الغرب الذين امسوا بلا دين بل هم وجوديين اليوم  يحسون بنوع من الضياع والبحث عن حاضن لهم  روحي يمجد فيهم انسانيتهم وبشريتهم وسموهم المعتقدي الذي يلتصق بالخالق الاوحد الله سبحانه وتعالى .من هنا امسى الدين الاسلامي ومن خلال الشواهد والحقائق هو المنقذ الوحيد والمخلص لمثل هؤلاء البشر من هذا الضياع الروحي والايغال في عبادة المادة حد النفور منها  ورفضها  بعد ان الغت الروح وتمسكت بالجسد البشري ومن هنا اصبح الانسان من هذا النوع يعيش بنصفه  ويبحث عن قوة توحد بين روحه وجسده وتجعل منهما وحدة متكاملة خلاقة وطاقة لا تنضب فضلا عن الاستقرار والاحساس بالامان  والارتباط بقوة اعظم  لها القدرة الهائلة على مناجاة الانسان في ازماته  واسعافه عند الطلب بعد الايمان المطلق بها كونها الخالق البارع القريب من مخلوقه والمخلص له من كل درن الدنيا والذي يسمو به فوق هزات الحياة  وسفاسفها  ويملاء فراغه بما يشتهيه من الاشباع الروحي ومن ثم الترويض النفسي بالتوحد مع الله والانعزال المؤقت له كل يوم  ومن هنا تتقزم الام الحياة وتتفه كبائرها لتحل القناعة بما اوجبت واهدت واسعفت الحياة والباقي ينتظره الانسان في اخرته .هذا هو التوازن الفطري العجيب الذي جاء به الاسلام والذي اصبح اليوم محط توجه الحائرين من كل الاديان ومن كل الشعوب.تلك هي الازمة الكبرى التي تجابه الاديان الاخرى ومنها المسيحية واليهودية والمجوسية اليوم لتصب جام غضبها على الاسلام  وما تحتوي ديار الاسلام من خيرات.

 
من هنا ولست من الذين ضد التقارب بين الاديان ولا بين الشعوب كوني عربي مسلم وبعثي لكن علينا ان لا ننسى التاريخ كمنطقة عربية اسلامية وعلينا ان نكون اكثر دقة بالتمييز بين الدين السياسي والدين العقيدة الربانية ومن هنا  وجدت امامي واقفا اكبر سؤوال حول زيارة البابا الى منطقتنا وتحديدا الكيان الصهيوني ولست متفاجئا بالتعاطف الذي ابداه تجاه اليهود كون فلسطين اغتصبت من العرب المسلمين بيد وبسلاح مسيحي واعطيت لليهود الخزر على وجه التحديد.ومن ذلك اليوم ولحد الان وبكل المأساة التي عاشها شعبنا الفلسطيني لم ار ولم اقرأ عن دور الكنيسة في الثورة من اجل الحق الفلسطيني  ولا من اجل الحق الاسلامي في فلسطين لا بل الكنيسة ولا ابرئوها كانت عاملا وقوة منافقة ودافعة للغزو الغربي للعراق واغتصابه حاله حال اخته فلسطين ولهذا اسبابه في نظري كون الحروب الصليبية السابقة التي وصلت الى فلسطين واحتلتها كان المحرر منها هو العراق بقيادة البطل المسلم صلاح الدين الايوبي.ان هذه العقدة التي يعيشها معتنقي الدين المسيحي والدين اليهودي ما زالت معشعشة في عقولهم  وما زال العراق يشكل لهم الهم والارق تجاه أي مشروع يريدون تنفيذه تجاه العرب والاسلام.

 
ترى اين البابا الذي يذرف الدموع على ماساة اليهود بالمحرقة التي هم صنعوها؟اين البابا واين دوره واين بياناته من الاف المحارق التي تطال اليوم ارض الاسلام  على يد النصارى واليهود واين يقف الفاتيكان الذي هو المركز الرئيس المقدس من مأساة العرب والاسلام على ايدي اتباعه؟ترى هل جاء البابا المقدس وحبرهم الاعظم ليقول من القدس هنيئا لكم يا نصارى ويا يهود فقد انتصرت الصليبية ثانية وها نحن عدنا الى ارض الميعاد وها نحن نقول للمسلمين لقد اقتحمنا تخومكم ايها الطاردون لنا من زمن دعوة الاسلام الكبرى على يد سيدكم محمد صلى الله عليه وسلم والذي فتحت القدس على يد خليفته عمر بن الخطاب رضى الله عنه والذي اعفى عن القساوسة بعد ان صلى في بيت المقدس ثالث الحرمين؟ثم هل جاء ليقول ها انا اقف فوق اثار قائدكم صلاح الدين الايوبي الذي طردنا من القدس بعد ان حررها من براثننا ومن جرائمنا ومن تعدينا على ديار الاسلام؟

 
ربما هناك الكثير من قادتنا الحكام والسياسيين وكذلك من علماء وفقهاء الدين يرون خيرا بزيارة البابا للمنطقة ؟لكني اضع عليها علامات الاستفهام لا بدافع العداء اعوذ بالله منه ولكن بدافع النيات وعلى طول الزمن بيننا ..اذا كان هناك نفع كما يقولون دعوني افرش عباءتي لكم وضعوا عليها ما كسبتم وما كسبنا من لقاءات  ساستنا وعلماء ديننا مع اقرانهم من اليهود والنصارى ولالاف السنين غير الاجهاز علينا والغزوات ضدنا واحتلال بلادنا وتمزيق بيتنا العربي والاسلامي على ايديهم .لقد اساؤا الى رسولنا الهادي الامين والى ديننا وما زالو يوغلون في نهجهم  المستهدف لديننا ولشعوبنا والسؤال ما هو دور البابا المقدس في ايقاف هذا الايغال؟نحن اليوم كمسلمين نعيش اسوأ  ايامنا على ايديهم من غزو وتدخل واستعباد واستيلاء على ثرواتنا ومقدراتنا ولا نجد ولا نسمع عن دور بابا ولا كنيسة في رد الظلم عنا.اليس هذا يعني انهم متفقون بسياسيهم وبرجال  دينهم ضدنا.

 
سادتي العرب والمسلمون ما عاد للعاطفة مكان ولا عادت للمناورات السياسية والفقهية الاسلامية الجديدة من مكان في قلوبنا بعد كل الذي جرى ويجري لنا بل رحنا لنعلن صراحة  ودون تردد او نفاق اننا اعداء اليوم ولا ندري غدا ما ستألوا اليه الامور فكل شئ مرهون بالنيات وبالبراهين  بيننا .متى ما غيروا سلوكهم ونظرتهم تجاه ديننا وبلادنا واهلنا نكون اصدق الاصدقاء لهم وخير المتعاملين معهم . وسيجدون كم نحن نؤمن بالعلاقات الانسانية المتوازنة الطيبة كوننا جميعا بشرا وكون الارض اليوم تحولت الى قرية صغيرة بفعل الاتصالات  فلا مناص من التعامل واللقاء ولكن ايضا لا مناص من الاعتراف بالحقوق ولا مناص من احترام الغير دينا وقومية وكما يقول الباري عز وجل(وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)صدق الله العظيم.

 

ان يريدوا السلم فما احبه الينا وان ارادوا الحرب فما اعذبها في سبيل الله علينا.ليسوا افضل منا الا بما ينفع الناس .كما عليهم ان يعلموا ان هناك اكثر من مليار مسلم  على الارض لا بد ان يخرج منهم الملايين المجاهدة دفاعا عن الارض ودفاعا عن الدين الذي حفظه رب العزة واوجد له في كل زمان ومكان من يقاتل من اجله ويحميه من شر الاشرار .اتركونا نزاول طقوس عبادتنا كما نشاء ولكم دينكم كما تحبون والله هو الفيصل بيننا في الاخرة.عاش المجاهدون المرابطون الثوار في ارض الرباط  وفي كل اراضي الاسلام وما النصر الا من عند الله وعليه فليتوكل المتوكلون والله اكبر.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٧ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م