المقاومة العراقية : الرفض الشعبي العام لادارات الاحتلال تنذر بنهاياته القريبة

 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
اليوم وبعد ست سنوات على احتلال بلدي العراق وعندما استعرض الايام الاول من وقوع الاحتلال البغيض وكيف عصفت بالكثير من عقول العراقيين رياح الاحتلال وخطابات ذيوله التي انهمرت علينا من كل حدب وصوب حتى اختلطت الكثير من المفاهيم وامتزجت اخرى من الرؤى وعصفت بالعقل العراقي بمجمله تقريبا بسب هول الصدمة وعنف التغيير الذي لا تتحمله كل العقول بسهولة كونه اكبر من ان يتوقعه الناس واعظم واقسى وطأة على النفس العراقية الابية التي ان ارادت التغيير السياسي فامكانها لكن ليست بالبشاعة التي حصلت لنا على ايدي الاحتلال المتوحش الغريب علينا والذي غدر بنا بطريقته التي نالت كل شئ وطالت حتى المقدسات بحيث راح العراقي يحسبه ليس احتلالا ولا استعمارا بل هو اقذر وامر انواع الغزو الهمجي المتوحش الذي يريد ببلد امن ان ينهيه من الوجود ارضا وشعبا وكأنه جاء بدافع الثأر والانتقام لا بدافع التخلص من خطر النظام الذي كان يقوده او بدافع الاستعمار الذي عادة كل ما يهمه بعد غزو أي بلد هي الهيمنة على مقدرات ذات البلد ومن ثم استحواذ خيراته الاقتصادية وكما هو معروف عن استعمارات الزمن الحديث على وجه المعمورة ومنذ نهايات الالف الثاني للميلاد.

 
عندما وقع الاحتلال كان شعبنا في داخله منقسم  سياسيا الى ثلاثة اقسام  فمنهم من كان ملتزم بالنظام الوطني ومنهم من كان ضده في باطنيته التي يستخدمها في حياته اليومية ومنهم من كان واقف على التل ولا يهمه سوى من هو الافضل ومن هو الذي يقدم اكثر سواءا الاحتلال او النظام الوطني السابق قبل الاحتلال.لكن في نفس الوقت حتى المعادي للنظام الوطني  ويريد زواله لم يكن يتصور ان تكون نهاية النظام بطريقة بشعة تطال العراق باكمله لتزيله من الوجود وتلغيه كدولة وككيان وكهوية وكدين وممارسة سياسية اخرى لكنه لا تمس الثوابت الوطنية والدينية والاثنية التي تشكل العراق عليها كدولة ومنذ الاف السنين.لقد اصيب حتى اعداء النظام الوطني بصدمة مروعة من هول الخراب ومن هول الكذب الذي جاءت به قوى الاحتلال وزبانيته الذين لا يملكون من القدرة السياسية ومن مسؤوليتها غير القشور وكأن المحتل ضاغ هؤلاء خصيصا لان يكونوا ممثليه في مجابهة الجمهور العراقي الذكي الذي يعرف حبة الفاصوليا ماذا تقطع بالوزن؟هنا ارتجت قناعات صنف المستفيدين من الاحتلال بزوال الحكم الوطني لان الذي حصل طال احلامهم في تشكيل دولة عراقية مستقلة وديمقراطية لكنها من نوع اخر غير نظام البعث لكن الاحتلال بخططه التي جاء بها ناسيا من يطالبه بالمجئ وما كان يريد وهنا اختلت الموازين بين الاحتلال والمصفقين له بأن يكون الاداة القوية لازالة البعث ليس الا.

 
فضلا عن ذلك كانت المنطقة السياسية بكاملها تنتظر ساعة  الصفر كي يدخل الاحتلال العراق ويخلصها من حداة الوحدة  والقومية العربية اللذان يشكلان حملا شعبيا عربيا يهدد مستقبل الانظمة في منطقتنا الذين كان دأبهم وما يزال  هو كيفية الاستمرار بالحكم والتمتع به عائليا ولو على مساحة من الارض العربية بحجم الكرسي الذي هم يقدسونه ويضحون بكل شئ من اجله حتى وان كان ثمن ذلك  التبرع بشرف المسؤولية السياسية تجاه المستقبل العربي ارضا وشعبا.هذه الانظمة لم تكن باوفر حضا من ما يلاقيه المواطن العراقي المنكوب بالاحتلال حيث امتدت كوارث الاحتلال الى تلك الدول وخاصة المجاورة وانصدمت بحقيقة نياته التي لم يتوقف خطرها على العراق وهو الهدف الستراتيجي للمحتل الغاصب والذي جرجر الانظمة المجاوره للعراق من اجل مساعدته في احتلال هذا البلد مقابل تحقيق امنها  واستقرارها  وكما يصف لهم المحتل عندما يسقط النظام الوطني في العراق.اذن لقد خان المحتل ايضا حلفاءه من المنطقة بعد ان اشاع الفوضى فيها برمتها من خلال الفواجع على الحدود ومن خلال دخول ارتال من المتسللين والمخربين واصحاب الاغراض السيئة في تلك الدول المجاورة للعراق والحليفة للمحتل في نفس الوقت.ان هذا الواقع الجديد الذي عصف بدول الجوار كان بمثابة الطعنة المرتدة من المحتل لهم والتي تكلف مداواتها الكثير من الموارد من جهة ومن جهة اخرى تهديد امن واستقلال ووحدة تلك الدول .

 

كم من فتنة حلت بالبلاد الحليفة للاحتلال وبعد وقوعه في العراق وكم من ازمة مالية وسياسية نزلت على تلك الدول؟ومن هنا ونتيجة تلك الصدمة بسبب الاحتلال واسراره واغراضه غير المعروفة للمنطقة قبل الاحتلال وبالتالي حصل نوع من الرفض الرسمي والشعبي من قبل بلدان المنطقة ازاء نوايا وخفايا واساليب المحتل الشيطانية وخطورة ذلك على مستقبل تلك البلدان.هنا بدأ الحراك السياسي والاعلامي غير المباشر من قبل تلك البلدان  من خلال التركيز على المهاوي الادارية التي تتميز بها حكومات الاحتلال المختلفة من ناحية ومن ناحية اخرى غياب الاستقرار السياسي للعراق الذي سوف تتاثر به كل بلدان المنطقة وربما تدب الفوضى بين اركانها وهنا لا بد ان يقولون ماذا جنى علينا الاحتلال غير الكوارث والبلبلة  والتداخلات بين تلك  منتهزة فرصة الفوضى الخلاقة التي خلقها المحتل .ان خير مثال على ذلك ما تقوم به الزمرة  الصفوية بجوارها الذين هم جوار العراق؟بل راح الكثير من سياسي المنطقة يبكون بالدم على نظام البعث الوطني في العراق وكيف انهم كانوا مخطئن في المعاونة على زواله بهراوة المحتل الغليضة وبمساعدتهم هم كونهم الخطوط الامامية المتقدمة باتجاه العراق.ان هذا المتغير الجديد الذي بانت افاقه وشمت رياحه من قبل اهالي المنطقة وربما العالم كله كان نكسة اخرى للمحتل الغازي الغبي بضروف المنطقة وبنفسية المواطن الذي يعيشها سواء داخل العراق او خارجه.

 
ان الذي حصل للعراق على ايدي المحتل البغيض من ويلات ومن كوارث خارج المنطق والمألوف في قوانين الاستعمار وسلوكه كان بمثابة المثير لحفيظة العالم وشعوبه جميعا على ان الاحتلال الاميريكي لاي دولة يعني دمارها تماما والقضاء عليها شعبا وارضا وحضارة فضلا عن اشاعة روح العداء بين مكونات الشعب المنكوب بالاحتلال الهمجي الاميريكي الانتقامي الذي ينتهي عادة بالغاء كل شئ اسمه نظام ويركز على اوحش واشطن ما يمكن ان ينشأ في أي بلد مستقر وهي المليشيات التي تتصارع مع بعضها على الفتات الرخيص حتى وان كان ثمن ذلك انهاء بلد بكامله وقتل شعب باجمعه طالما انها تمتاز بحظوة المحتل وهي الفرصة الذهبية لها في ان تقتني ما يمكن اقتنائه قبل رحيل المحتل لان هذه الميلشيات تعرف تماما ان وجودها لمنتهي بزوال الاحتلال وهنا يكمن واجبها الااخلاقي في تنفيذ اجندة المحتل الاميريكي في التخريب السريع الذي يطال الحي والميت مقابل ما تحصل عليه من كف المحتل المدمية بدم العراقيين المجنى عليهم.خاصة وان من طبيعة الميليشيات انها تتشكل من ارهاط القتلة والمجرمين والسفاحين واصحاب السوابق والذين جميعهم لا يهمهم فعل أي شئ  بعد ان تجاوزوا رقابة الاخلاق واعراف الحياة وقوانين الدول ومبادئ الشرائع وصفة البشرية عندما تحولوا الى وحوش كاسرة بالوراثة وبالمحيط والممارسة.

 
نظرة واحدة ميدانية على رجال الدولة وهم من مدير عام صعودا الذين قبلوا لانفسهم ان يكونوا ادوات بيد المحتل لتخريب ما يمكن تخريبه في بلادهم مقابل فتات الدنيا تراهم من الشخصيات الوضيعة التي تتصف بضعف الشخصية وطراوتها للانقياد وراء أي راع ووراء أي مناد يقذف لها بيده كسرة الخبز كما يقذفها الراعي لكلب حمايته ليتبعه.ان هذا النوع الغريب على مجتمعنا من الاداريين والمسؤولين كان مدعاة تساؤل وشك بين صفوف العراقيين وكيف ان احقرهم واوضعهم يقودهم ويملي عليهم وهو الفاقد لكل شئ فبماذا يتفوه وماذا يعطي للاخرين؟ان هذا الواقع الجديد الذي يعيشه العراقيون حدى بهم الى اعادة النظر وبدئ الحوارات الخفية في اكثر الاحيان والمعلنة في اقلها  التي مفادها ان يكفي لهؤلاء ما اكلوا وما خربوا وما جنوا على اهلنا وعلى بلادنا من دمار وضياع بسبب بلادتهم وبسبب فراغهم من صفات القيادة واسبابها المعروفة التي يفتقدون اليها وهذا كان سبب الارتباك الاداري من ناحية ومن ناحية اخرى كان بداية طريق الاسفاف بكل الثوابت للشخصية العراقية اولا والتي تأبى ان تقاد الا من قبل رجال القوة والحزم  المدججون باسباب القيادة والقادرون على ادامة مسيرة الدولة بما ينفع الناس ويطمئنهم على مستقبلهم وباقل الخسائر.

 
ان ما يجري من خراب في ادارات الدولة وما يتبع ذالك من اختلاس الاموال والتخريب الاقتصادي والفساد الاداري كله اودى بأن يفيق العراقي من حلمه ان كان قد رأى في الاحتلال الفرصة الذهبية لاستقدام طلائع التقدم والتكنولوجيا  والديمقراطية والحرية والخير العميم الذي سيحل بالبلاد.ترى ما الذي سيحل بالدائرة التي يقودها اضعف خلق الله  واقربهم الى الوقوع بالزلل خاصة عندما يختار مستشاريه وحزامه  من حوله وهم بالتاكيد اضعف منه وطرى نحو الانحراف الاداري والاخلاقي المصلحي.هنا كانت الطامة الكبرى حيث وقع المحذور بأن تم ازاحة كل الاذكياء والمدربين واصحاب الخبرة الطويلة عن طريق الادارات الجديدة التي تعمل وفق مصالح وارادة المحتل.ان هذا التوزيع التخريبي الجديد المرتكز على فكرة الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب كان نتيجته ان استعاض المسؤول الاداري  عن اصحاب الكفاءات بمن هم اصحاب الولاءات العمياء من هم معروف عنهم انهم من اصحاب العاهات وعلى الناس القبول بهم شاؤا ام ابوا .ان هذا المنحى التخريبي الاداري الذي سنه المحتل وهو لصالحه حيث يودي بالنتيجة الى الطاعة العمياء من قبل  الاداري لكل الاملاءات التي جاء من اجلها المحتل والذي لا تهمه مصلحة البلاد ولا العباد لا من قريب ولا من بعيد وخاصة الاحتلال الاميريكي الخنزيري المتوحش الذي يقوم على البطش بكل ما هو اصيل  ويروي ويرعرع ويسند كل الغث الرث الذين استخلصهم من بين ملايين العراقيين وبمساعدة ازلامه وذيوله في الميدان.

 
ان العراقيين اليوم ومن خلال ما يدور في احاديثهم ومجالسهم هم في اوج قمة الرفض لهذا الواقع المر والتدميري لمستقبل الانسان العراقي  المعروف عنه سرعة الافاقة من أي حال ومهما كان اودى به الى الغيبوبة وعدم رؤية الحقيقة اثناء تلبد السماء بغيوم المحتل الاتي.فمثال واحد من الاف الامثلة يمكن طرحه للزميل الكاتب والمتلقي الذكي ومن الميدان:يقول احدهم لجلسائه في اماسيهم المثقفة الواعية لماذا نسكت على مسؤولنا الاداري الفلاني وقد اعاث بالدائرة فسادا ودمر ما بنيناه  فلقد اوغل بالفساد والافساد مستغلا ضروف الاحتلال ومتعكزا على مراكز قوته.اذا لماذا لا نحاول ازاحته وباي طريقة كانت ومن ثم انقاذ ما يمكن انقاذه  وخاصة العنصر البشري وارجاع اصحاب الكفاءات والرجال الذين يمكن الاعتماد عليهم في تسيير دفة الدائرة المهمة لنا كشعب وكبلد؟يستمر الحوار واخرون مستمعون جيدون لما يحصل يرصدونه لان فيه ما يمكن ان نقول السر وراء رياح التغيير وانهاء زمن الاحتلال والغاء اداراته جملة وتفصيلا.يقولون ان علينا ان نلتفت الى القوي الذكي من كادرنا المتمرس الموهوب حتى وان كان من بقايا النظام السابق كما يحلو للادارات الجديدة تسميتهم  وهم الخير والبركة ولا بد ان نعتمد عليهم ونقربهم منا  ونزجهم في مسؤولية الاستشارة والتنفيذ كونهم اولى بالقيادة واولى بالمشورة واولى بالوقوف امامهم بكل اجلال.انتهى القاء بينهم بترشيح احد الوطنيين الشرفاء لها وتمت الاتصالات للحصول على التزكية كما هم يعرفون ويقدرون سير الامور الحالية كيف يكون وكيف يبوب؟؟؟!!!

 
من هنا يمكن الاستنتاج الى أي درجة وصلت القناعات لدى الشعب العراقي اليوم وبعد تلك التجربة العنيفة انه لا يصح الا الصحيح وان للدولة رجالها وللادارة من هو مخلوق لها.لقد باءت كل محاولات المحتل وازلامه بالفشل الذريع وهو يحاول استبدال الطيب بالغث والقوي بالضعيف والوطني بالعميل والباني بالهادم  والامين بالسارق والصادق بالكاذب.ان المحتل اليوم بكل ما جاء به من نظريات وطروحات كانت نتيجة دراساته في اروقة المخابرات من جهة والمخبرين الكذابين من ازلامه من جهة اخرى لتبقى صورة العراقي كالذهب متى ما صقلتها ترجع الى وهجها ونظارتها المعروفة  بعد ان يزاح عنها كل الدرن المصطنع والتي ترفضه عندما تلامس اعصابها الحساسة الرهيفة.لقد حاول قبل اميريكا الكثير من غزاة الشعوب اللعب على الشخصية العراقية وسحبها الى ما تريد لكنها بالنتيجة فشلت وراح ريحها وبقى العراق عصيا ثائرا تواقا الى حريته وكينونته وشخصيته التاريخية الموصوفة والتي لا تتبدل بسهولة.نحن اليوم على ابواب التغيير وهلاهل التحرير بعد ان اصبح معظم شعبنا مهيئ لذلك ومتقبلا له من أي وقت مضى بعد احتلال العراق العظيم والفضل في ذلك راجع الى ذكاء وصبر وقتال  ومبدأية رجالنا الاشاوس الميامين الثوار الذين يقودون اطهر حركة تحرير وطنية بالعالم السالف والحي اليوم وعلى الله فليتوكل المتوكلون.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٠٩ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م