قـتـلـى الـجــيش الأمـريــكي صـفر عــلي الـشـــمال

 
 
 

شبكة المنصور

الــــــوعــــــي الــــعـــــربـــي
تفرض كل من الإدارة الأمريكية السابقة والحالية سياجا من السرية والكتمان والتعتيم علي الأعداد الحقيقية للقتلى من جنود الجيش الأمريكي بل وكل ما يتعلق بأخبارهم وصورهم وأعداد قتلاهم وجرحاهم وعدم نشرها علي وسائل الإعلام أو حتى حضور أي مسئول أمريكي مراسم دفن هؤلاء الجنود علي الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما في بداية رئاسته برفع الحظر الذي فرضته الإدارة الأمريكية السابقة علي نشر صور نعوش وجثث القتلى من الجنود الأمريكيين علي وسائل الإعلام ، ومع مرور الوقت لم تفي الإدارة الجديدة بما وعدت به ومازال قرار الحظر ساريا علي سرية المعلومات عن قتلي ومصابين الجيش الأمريكي ،

 

أما بخصوص صور تعذيب أسرانا في السجون والمعتقلات الأمريكية فقد وافق اوباما علي رفع الحظر عنها مطالبا بإجراء التحقيق فيها علي حد قوله و كانت قد صدرت أوامر تعذيب هؤلاء الأسري والمعتقلين في السجون من رئيس مجرمي الحرب بوش وإدارته و نائبه ديك تشيني ووزير حربه رامسفيلد وهذا ما صرحت وأعترفت به مؤخرا وزيرة الخارجية رايس عندما كانت مسئولة الأمن القومي في ذلك الوقت وقالت بأنه من الخطأ ولا يكون وطنيا من يخالف أو لا ينفذ تعليمات الرئيس وإدارته ، فالإدارة الأمريكية الجديدة مازالت تمارس نفس السياسة السابقة في تضليل الرأي العام الأمريكي والكذب عليه فيما يتعلق بأعداد القتلى والمصابين من الجيش الأمريكي ولم يجرؤ الرئيس الجديد عن الكشف عن هذه الحقيقة التي تراجع عنها وذلك لأسباب تتعلق بالمشروع الأمريكي في العراق وخوفا من الإقرار بالهزيمة ، وبحسب إحصائيات البنتاجون والتقارير الرسمية الصادرة منه عن القتلى من جنوده تقول أنه لم يصل اويتجاوزالعدد الخمسة آلاف منذ بداية الحرب وبرغم الكم الهائل من العمليات التي تقوم بها فصائل المقاومة والتي تصل إلي آلاف العمليات في الشهر الواحد مخلفة أعداد هائلة من الآليات المحطمة والمدمرة والمحترقة بمن فيها من جنودهم العلوج ، وكذلك بالرغم من عمليات القصف المختلفة التي تجري يوميا دون هوادة ودون إنقطاع لمقرات وقواعد الإحتلال ومعسكراته وكذلك عمليات القنص لجنود وفئران الإحتلال والتي أعدت لها المقاومة فرقا من القناصين وأنتشرت في ربوع البلاد ومع ذلك لم يصل العدد إلي خمسة آلاف ، وهذا يشبه إلي حد كبير ما حدث في الماضي أثناء حرب فيتنام ومع إضطراره الإعلان عن الهزيمة وتهاوي الإحتلال فلذا أستوجب ذلك الأمر الإعتراف عن أعداد قتلاه الحقيقيين الذي بلغ أكثر من ثمانون الفا قتيل ،

 

أما بالنسبة للعراق فمازالت وزارة الدفاع الأمريكية تمارس الكذب حول أعداد القتلى والجرحى في صفوف قواته منذ الغزو وحتي اليوم ، أكاذيب تضاف إلي سلسلة من الأكاذيب التي روجتها الإدارة الأمريكية من أجل عدوانها علي العراق وأفغانستان في الوقت الذي أعترف فيها مسئولين وعسكرين من جنرالات الجيش الأمريكي بان الجيش الأمريكي يتعرض باستمرار وعلي نحو شاسع لخسائر كبيرة نتيجة للعمليات التي يسمونها إرهابية "  المقاومة  " والتي تشنها عليهم هذه الفصائل المقاومة وأن وزارة الدفاع الأمريكية تتعمد سياسة التضليل بما يخص الأعداد الحقيقية للقتلى من جنودهم حتي لا تعطي إنطباعا عاما بقوة وإصراروتواجد المقاومة في بلاد الرافدين ، وتفيد التقارير التي بدأت تسربها دوائر المخابرات الفرنسية العسكرية بأنه يجب إعادة تقييم الأعداد الحقيقية للخسائر من الجنود والمرتزقة الذين يقتلون في العراق والتي تتنافي وبلاغات البنتاجون الرسمية حيث تتحدث التقارير المذكورة عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمريكية وأن الخسائر الفادحة التي مُني بها الإحتلال في العراق يجب ضرب أرقامها الرسمية المعلنة لخسائرهم في عشرة أضعافها ليتسنى لنا رؤية حجم المأزق الأمريكي الفعلي الذي تعيشه في هذا البلد ، وأن ظهور قتلاهم ونعوشهم تمثل دليلا علي فشل حربهم القذرة التي أعلنوها علي العراق وأفغانستان ومع إقتراب الوضع البائس والمُزري والفاشل من الوضع الفيتنامي ومع اقتراب أعداد القتلى في العراق بأعداد القتلى في فيتنام وما يجري من تخبط في الأرقام الحقيقية لعدد القتلى والمصابين من الغزاة وهذا ما أعترفت به الإدارة السابقة بقولهم بان الوضع في العراق يتشابه إلي حد كبير مع ما كان عليه الوضع في فيتنام ومع ذلك مازال البنتاجون في ظل الإدارة الجديدة يمارس كذبه إلي الحد الذي وصل إليه الأمر إلي منع نشر أسماء الجنود القتلى وعدم إخبار عائلاتهم إلا في اللحظات الأخيرة لان الرأي العام الأمريكي كفيل بأنه يهز عرش الإدارة الجديدة والإطاحة بها والتي تحاصرها الأزمات الطاحنة من كل حدب وصوب والتي تركها الرئيس الأرعن بوش وأصبحت ميراثا ثقيلا علي عاتق اوباما وأن الرأي العام الأمريكي له تأثير مردود علي صناعة القرار والسياسة الأمريكية ورد الفعل من الإعلان عن هذه الأرقام لقتلي الاحتلال سوف يكون قاسيا علي الرئيس حيث انه تعهد أثناء حملتة الانتخابية بإنهاء وسحب جنوده وقواته من العراق ومع ذلك مازالت هناك شكوك في عملية الإنسحاب وإنهاء الإحتلال ،

 

أما فيما يتعلق بعدم الإعلان عن القتلى من جنود الإحتلال فهذا يرجع إلي الخوف من عمل إحصائيات دقيقة تكشف عن أعداد القتلى التي تتوافد بصفة يومية إلي أمريكا عبر القاعدة العسكرية الأمريكية في المانيا مما يضر بمعنويات جنودهم والوصول بهم إلي حالة من الانهيار والإرباك مما يزيد ويرفع من معنويات وأداء وكفاءة أبطال المقاومة ويذدهم إصراراً علي إستهداف الجرزان حتي إندحار المحتل ، وهناك تقارير عسكرية تشير إلي أن الجيش الأمريكي لا يستطيع رصد الإصابات وتسجيلها وهناك أعداد لم تضاف لان البنتاجون يسجل الإصابات التي تحدث نتيجة القتال الفعلي وهناك مصابون أو مرضي لكن البنتاجون يصنفهم علي أساس حالات ليست قتالية وهناك الكثير من الجنود يصابون في حوادث السير والطرق ومنهم من يصابون بالأمراض والأوبئة أو الأمراض النفسية والعقلية وصولا الي الإنتحار أحياناً ، وأن كل هذه الأعداد ومنهم من يعود إلي أمريكا وهم مرضي عقليا وعضويا وجسديا لاتدخل في عداد الخسائر وأن التقارير اليومية من الممكن أن يعتريها الخلل وعدم الدقة نظراً لان البنتاجون لا يعلن عن عدد الجنود الذين يموتون خلال نقلهم إلي المستشفيات لإجراء جراحات أو عمل إسعافات لهم وبالتالي لا يدخلون ضمن الإحصائيات كما انه لا يعلن عن القتلى من العاملين المدنيين بالجيش الأمريكي ويقدمون أعمال اسنادية أو لوجستية وليست قتالية للجيش إضافة إلي العديد من قتلي الجنود يتم إلقائهم بالطائرات عن طريق رفاقهم في أحراش وأنهار العراق ،

 

والأهم من ذلك أن وزارة الدفاع الأمريكية لا يدخل في حساب خسائرها أعداد الجنود الأمنيين والمرتزقة والذين يعملون مع الشركات الأمنية الخاصة والذي يعادل تعدادهم تقريبا تعداد القوات الأمريكية الموجودة في البلاد وهؤلاء الجنود غالبا لا يحملون الجنسية الأمريكية ولا يدخل في إعتبارهم أو حسابهم ضمن قتلي الجيش الأمريكي ، أن الجيش الأمريكي في العراق أقترب من الكارثة بين كذب وإدعاءات البنتاجون وكذب الإدارة السابقة والإدارة الحالية وان أعداد قتلاهم سوف تظل لغزا حتي خروجهم وإعلانهم الهزيمة وهو ما تضطر الإدارة الأمريكية إلي الإعلان عنه مع تزايد الخسائر البشرية والمادية للجيش الأمريكي الذي فاقت خسائره حرب فيتنام وسوف تظل الإدارة الأمريكية والبنتاجون يكذبان علي الرأي العام الأمريكي والدولي والي أن يتم الإعلان عن الأعداد والأرقام الحقيقية لقتلي الجيش الأمريكي سوف يعتبرون جنودهم وقتلاهم مجرد صفرعلي الشمال .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ١٢ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م