الــــكيـان الــصهــيـــوني
من الــعنــــصريـــة إلــي اليــــهــــوديــــــة

 
 

شبكة المنصور

الــــوعــــي الـعـــربــي
لقد أنكأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الجراح في مؤتمر دربان 2 عن التميز العنصري المنعقد في سويسرا في كلمته التي القاها ليذكرنا بضياع فلسطين فمن يقرأ تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي علي مر العصور يعرف بان من باع الشعب الفلسطيني هم الملوك والأمراء العرب ومن كنا نستخلفهم علي أمة المسلمين هذه هي بداية ضياع أرض فلسطين فخرج العرب من الخلافة الإسلامية ودخلوا إلي ذل الإحتلال والعبودية وبداية الأطماع والتحالفات التي ربطت بين حماة المسلمين وأعدائهم وهنا بدأت أماني اليهود تلوح في الأفق فهذا الحلم يراودهم منذ زمن طويل ووضعوا اليهود بمساعدة العرب والإنجليز أقدامهم علي أرض الميعاد كما سموها وبدأت سياستهم العنصرية ضد أصحاب الأرض العرب تبدو أشد فتكاً و ذبحاً وقتلاً وتهجيراً بأهل فلسطين، وأرتفع بعد ذلك صوت اليهود في العالم وبزغت فكرتهم بإنشاء دولة يهودية علي أرض فلسطين بعد سلسلة من الحُقبات التاريخية بإعتبار أن هذه الأرض لهم عليها روابط تاريخية وعقائدية وكان النهج العربي السياسي سبباً من أسباب ترسيخ الإحتلال اليهودي لفلسطين وإضفاء المشروعية عليه ، ومن ثم أفتقد العرب تضامنهم ومشاريعهم في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي وبدأ التفكك العربي ينخر في جسد الأمة مع زيادة الأطماع الاستعمارية والإمبريالية وبناء الأحلاف العسكرية والسياسية مع أمريكا وأوربا وضاعت فلسطين وأنفرط عقد العرب ؛ نفس الأمر يتكرر من جديد لنزع إعتراف عربي بيهودية الدولة وأن ماحدث في دربان من إنسحاب للوفود الأوربية وأمريكية وكندية واسترالية ما هو إلا بلورة لعنصريتهم ورؤيتهم في يهودية الدولة علي الرغم من عدم حضورالكيان الصهيوني المؤتمر ،

 

وأن إنسحاب هذه الوفود من المؤتمر (30 دولة) لمجرد وصف الرئيس الإيراني دولة الكيان الصهيوني بأنها كيان عنصري أو حتي قبل أن يلقي كلمته فجاء هذا الموقف متسقا تماما مع التاريخ الإستعماري لبريطانيا وفرنسا وايطاليا وبلجيكا فالصهيونية فكرة وحركة أوربية وغربية الأساس والجوهر والمحتوي والمضمون بل والشكل أيضا وهي من إكتشافاته وأختراعاته ومن صنيعته ومن وسائله للإستعمار والسيطرة وهي الركيزة الأساسية للتعاطف الغربي مع الصهيونية والكيان الصهيوني هو جزء من نتاج الغرب وجزء منه لا يتجزأولا ينفصل عنه فكيف لنا أن نؤمن ونصدق نوياهم المعلنة في نبذ العنصرية وهم دعاتها ضد كل ما هو عربي ، وأن مواقف تلك الدول تتفق كذلك مع عدائها التاريخي الممتد علي مر التاريخ علي الإسلام والعرب وهي حلقه من حلقات التآمر علي الأمة العربية لان كل الإشارات والتصريحات الصادرة من قادة الكيان الصهيوني اليوم تشير بما لا يدع مجالا للشك عن رغبة الكيان الصهيوني وسعيه الحميم علي إنتزاع إعتراف عربي علي وجه الخصوص بيهودية الدولة كما أنتزعت في السابق إعتراف عربي ودولي بدولة إسرائيل مما يعني بأننا مطالبون بالإعتراف بيهودية الدولة وبشرعية طرد جميع الفلسطينيين من كل الأراضي التي أحتلها الكيان الغاصب بعد عام 1948 وإسقاط حق العودة لفلسطينيين الشتات ،

 

وأن مسلسل دربان 1 ودربان 2 ما هو إلا حلقة من حلقات هذا المسلسل التأمري لانتزاع إعتراف عربي بالكيان كدولة يهودية برعاية أممية وأن هذا المؤتمر ما هو إلا وسيلة لمنح الحصانة الدولية علي ما يقوم به الكيان الصهيوني في فلسطين وإسقاط جرائمهم بحق العرب ومنع وصفهم بالعنصرية ،ولكن ما يحزن في هذا الأمر هو أن الأنظمة العربية تعي كل حقائق التاريخ المؤلمة ولم نسمع لها صوتا في فضح عنصرية الصهاينة ومخططاته لتطهير فلسطين التاريخية والتي هيأت القوي الغربية لاغتصابها في أبشع جريمة يشهدها التاريخ المعاصر وعلينا أن نخجل من أنفسنا ومن مواقفنا ونحن نلوم الرئيس الإيراني علي إستغلاله هذا المؤتمر ومحاولته فضح المواقف الغربية والتي فعلا نجح في إستثارتها وإستنفارالحمية العربية في مواجهة الطاغوت القادم إلينا ، وكان لابد أن نتوارى خجلا من مواقفنا العربية التي تدعم أمن الكيان ، وأن نأخذ المبادرة التي أطلقها نجاد لفضح أباطيل الكيان الصهيوني ومن خلفه الغرب وأمريكا ، لقد غاب الصوت العربي في هذا المؤتمر وهم أصحاب القضية الأصلية والأساسية في وصت صمت ولا مبالاه قاتلين تضاف إلي قائمة الضياع الذي تعيشه أمتنا العربية ،ويخطئ من يعتقد أن الصراع بين العرب والكيان هو صراع سياسي فالمسالة أكبر من ذلك وأعمق بكثير فالكيان لن يتخلى عن طابعه الديني وأن اليهود لن يتخلون عن طموحاتهم في أرض الميعاد والوعد الإلهي لهم بالعودة إلي أرض الأجداد كما يزعمون ،وقد بلورت تصريحات قادة الكيان الصهيوني هذه الرؤية الدينية العنصرية اليهودية للصراع بين العرب واليهود وهذه الأمور جزء من كل وجاءت لتؤكد أن الكيان الصهيوني دولة دينية عنصرية تلتزم في الصراع مع العرب بأمور ومعتقدات دينية أصولية تعمل علي تحقيقها بكل عزم متخذه من الأمورالسياسية وسيلة لتحقيق غايتها الدينية في إنشاء دولتهم الكبرى من النيل إلي الفرات بأي وسيلة ولن تقبل إسرائيل التخلي عن عنصريتها فإذا ما تأكد الجميع أن إسرائيل عنصرية فكيف يتأكد القادة العرب أن إسرائيل ستتخلى عن غايتها السياسية في تحقيق( الحلم ) إسرائيل الكبرى حسب اعتقادهم بأنه وعد الله لهم ،

 

وأن الخطوط السياسية الاسرائيلة ثابتة ولم تتغير ويؤكد التاريخ أيضا أن العرب في هذه الفترة يحاولون فقط في غض الطرف عن هذه الحقيقة بالزعم بأنهم في مرحلة سلام ولا بُدّ من صحوة عربية لمواجهة هذا الخطر الذي يتهدد الأمة في وُجودها أرضاً وشعباً وتاريخاً ولا بُد من وحدة هذه الأمة ، فكراً وهدفاً وإدراكاً لحقيقة هذا الخطر وإن على العرب أن يعلموا بأن وحدتهم لحماية حقوقهم ولمجابهة فساد اليهود واجب ديني وقومي وإنساني سيحاسبهم الله تعالى إن تهاونوا به ، وسيحاسبهم التاريخ إن تهاونوا في ذلك وعلى العرب أن يحددوا حقيقةَ موقفِهم هل يريدون فعلاً تحرير أرضهم ومقدساتِهم وأبنائهم وما يترتب على ذلك من تضحية وعملٍ وجهاد أم يريدون التنصل من المسؤولية تجاه هذا الواجب النبيل ؟ فالفارق بين هذين الموقفين هو ذاته الفارق بين أن نكون أمةً تحترم ذاتها ويحترمها الآخرون أو أن لا نكون .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٠٦ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م