نبعث بتعزية  ملؤها الألم لقيادتنا الشرعيّة  ولحادي مسيرتها القائد العام للقوات المسلحة رئيس جمهورية العراق المهيب الركن عزت إبراهيم  نصره الله بوفاة  صرح عراقي  كبير كان للقيادة الوطنيّة الفضل الكبير بالمساهمة في تشييده شيخ المدرّبين العراقيين والعرب عمّو بابا

 
 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

( إن الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون ) صدق الله العظيم


بمزيد من الحزن والتأثّر البالغين  تلقّينا نحن العراقيين سواء في داخل العراق أو في خارجه   نبأ وفاة   "أبو سامي"  عمو بابا  العزيز على العراقيّين ومنهم بالذات الوسط الرياضي العراقي والعربي  وعلى الأخص ملايين هواة كرة القدم  من العراقيين والعرب ونعزّي منهم أيضاً  ممن  كان سعيد الحظ  وتمتع بمشاهدة مهارات اللاعب الفذ عمو بابا  أيّام  ما كان لعبه  يأخذ  بالألباب  أو من الذين  أسعفهم الحظ  وهم  يعاصرون عمّو بابا المدرّب  عمّو بابا  العراقيّ الأصيل ابن دجلة والفرات ويتمتعون بحس خبراته  الكرويّة المرهفة في التدريب  ولمساته  الساحرة  في صنع الفوز وفي  فرض شخصيّته الرياضيّة والإنسانيّة على  اللاعبين  يقودهم من فوز إلى فوز  رافعا اسم العراق مهد الحضارات  عالياً  مدرّباً  وإنساناً  غيوراً على العراق وعلى العراقيين  مستبسلاً  ذائداً عنه  في الساحات الرياضيّة  توضع  تحت  تصرّفه جميع إمكانيّات العراق أيّام عزّه وشموخه  "وهي باقيّة إن شاء الله"  وتلبّى  له جميع  الاحتياجات التي تنهض بالكرة العراقيّة  من السيّارة  وحتى الطائرة المروحيّة  إذا ما اقتضت الحاجة  حضور  ابن العراق  البار  الغيور عمّو بابا  ولو  إلى الصين رغم  الظروف  والتآمرات  الدوليّة التي مرّت على العراق

 

وهنا  نعزّي من كل قلوبنا  سيّد  ساحات الوغى  سيّد  الجهاد والمجاهدين  المهيب الركن عزت ابراهيم رئيس جمهوريّة العراق   حفظه  ونصره الله على هذا المصاب الجلل وفي هذه الظروف العصيبة  التي تمرّ على العراق وعلى العراقيين  بفقدان  رمز  وطني  رياضي  كبير  كانت  ثورة  العراق والعرب  ثورة التأميم  العظيم  ثورة التعليم المجاني  ثورة صروح  عشرات الجامعات  وعشرات المعاهد  على اختلاف أنواعها  ثورة  الرعاية الصحيّة المجانيّة الأفضل  في العالم ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز 1968  المباركة  ثورة الرعاية الرياضيّة  الأكثر والأوسع  شموليّة في الوطن العربي والمنطقة  الثورة التي  رعت سائر الرياضيين وأكرمتهم  كل تكريم  وجعلت للرياضي قيمة اجتماعيّة ووطنيّة عظيمة  بعد أن كان الرياضي  في العراق  قبل بزوغ فجر  ثورة البعث  يرمز إلى الضياع  والفشل الدراسي  ومنهم شيخ المدربّين العراقي ابن حضارات وأمجاد نبوخذ نصر وحمورابي وآشور بانيبال  عمّو بابا  الذي  رعته  ثورة البعث العظيم  حال  إمساكها بزمام السلطة في العراق  فرفعت  درجته العسكريّة  من "عريف"   إلى   "ملازم  ثان"  في الجيش العراقي , وهي حالة نادرة جدّاً  تقديراً وعرفاناً  بجهود  هذا اللاعب والمدرب  والإنسان  العراقي القحّ  ممّا  دعانا  نحن  المشاهدين لتلك المباراة الاعتزاليّة لعمّو بابا رحمه الله والتي جرت على ملعب الفرقة  المدرّعة الثالثة وسط معسكر  "الحبّانيّة"  عام 1970 ميلاديّة  التي  جرت  بين نادي النصر  في الرمادي  بقيادة الضيفين  عن نادي القوّة الجويّة  اللاعبان عمو بابا وهشام عطا عجاج  وحارس المرمى .... "لعب شوطأ واحداً  بدل حامي هدف نادي النصر خلف" وبين   فريق  الفرقة  المدرّعة الثالثة بقيادة اللاعب الدولي  "حسن  بله" , دعانا موقف التكريم  ذاك  والذي أذيع  بعد انتهاء تلك المباراة  التأريخيّة من الأب القائد  أحمد  حسن البكر  رحمه الله  إلى اللاعب  عمو بابا بمنحه هذه المنزلة العسكريّة العظيمة  لأن  يرفع الجمهور  الكروي الحاضر  لتلك المباراة  والتي غصّت بهم مدرّجات الملعب  الأخضر  عمّو بابا  ويضعونه على أكتافهم  ويطوفون  به  أركان الملعب  والجماهير  تهتف  بحياة  الثورة  وبحياة القائد ...


وتعازينا الحارّة إلى عائلة  الفقيد  عمّو بابا  
سائلينه تعالى  العزيز القدير أن يدخله فسيح جنّاته
وأن يلهم أهله الصبر والسلوان
عمو بابا الذي رفض  الالتحاق بأهله وبأبنائه في بلاد الغربة وأبا إلاّ أن يبقى في العراق  يخدمه حتّى آخر  لحظات عمره  رغم آلام المرض  وأوضاع العراق المزرية , رحمك الله  يا عمو بابا

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٤ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م