العراق ؛ فندق  أم  بلد  ودولة !

 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي
هل يسمى دين ذلك الذي يدعو أبناء البلد الواحد  لمنح ولاءاتهم  لهذا البلد  ولذاك  فيما ينعدم ولائهم لبلدهم  للبلد الذي ولدوا فيه هم  وآبائهم وأجدادهم وتربّوا فيه وأكلوا من خيراته  وشربوا من نهريه وتعلّموا فيه واشتغلوا فيه وتناسلوا فيه , هل هذا "دين" حق وحقيق ذلك  الذي يدعوهم لمنح ولائهم  لغير بلدهم  الأصلي العراق !  هل هؤلاء المخدّرون بالأوهام وبالثارات الوهميّة  يستحقّون الانتماء  الفعلي لبلدهم بينما أهوائهم وقلوبهم معلّقة  ببلدين  كلاهما تآمر على العراق  وكلاهما وضع يده بيد  "الكفرة والمشركين"  فيما هم يدّعون حبّهم لله  ولبيته ولرسوله  ولآل بيته ! ويدّعيان الإسلام  دين الحق ودستوره الحق  دين القيم العليا  والسماحة !  ..


هل هؤلاء  الذين يعيشون بيننا  وينافسوننا على أرزاقنا ويدّعون عكس  ما يضمرونه  لنا يمكن أن نتعايش معهم  بعد الآن  وبعد الذي  جرى بسببهم  للعراق ولشعب العراق ما جرى ! ...

 

هل يمكن الوثوق , بعد الآن , بهذه  الشرائح الاجتماعيّة الخطرة على النسيج العراقي والتي ثبتت خطورتها بشكل قاطع  بعد أن كشفوا عن غدرهم المبيّت  عندما  جعلوا من العراق الدولة والشعب والحضارة الرساليّة الضارب أطنابه والمتجذّر طويلاً في أعماق أعماق التاريخ  واختزلوه في صميم هواجسهم وفي خريطة أفقهم المظلم   ليس أكثر  من  فندق كبير  بيوتهم  فيه  ليست سوى دور استراحة يشغلونها ويشغلون  أسرّتها وصالاتها جيلاً  بعد جيل ريثما  يتمّ غزوه من قبل  أسيادهم وأربابهم  وآلهتهم التي تعبد  باسم الإسلام  من دون الله ! ,   وإلاّ ,هل أخبرنا التأريخ  في الدنيا  عبر جميع صفحاته كلّها  عن  أقوام  غدروا ببلدانهم  كما غدر هؤلاء  المنحرفون المنافقون  الجهلة البائعون للضمير  باسم الدين وباسم  البيت وباسم آل البيت  بالله عليكم ! ..


هل  وُجد  شعب على وجه الأرض  لديهم عقائد وديانات  ومذاهب  كمعتقدات  هؤلاء  الخونة تدعوهم  لموالاة  بلداناً أخرى غير بلدانهم ويتآمرون مع  حكومات وكهنة  أعداء بلدانهم  لتدمير  بلدانهم التي يعيشون على ترابها !...
 هل وُجد شعب  ما  على وجه البسيطة  وعبر التاريخ البشري كلّه يحترم نفسه ويعتزّ بذاته وبقيمه وبأرضه وبعشيرته وبتراثه  ثم يوالي  دولة أخرى يضع  بلده  قرباناً لها على مذبح التخدير الديني والسفه  والفكري ! ..


هل كان هنالك  ألماني يمنح ولائه لفرنسا أو فرنسي يتمنّى ألمانيا تحتلّ بلده  أو شرائح من الشعب البريطاني ترغب بآيرلنديّون أو كوبيّون أو فرنسيون أو هولنديّون  يحكمون بلدهم وينتظرون  "ساعة الفرج " أن تدخل فيها ميليشيات تلك الدول  لتعيث بأرضهم الفساد والقتل والذبح ! ..


هل عهدنا مواطناً شريفاً في العالم أجمع  يوالي عدوّه والحرب مشتعلة ضد  بلده  ثم يتمنّى أن تكون أسعد أماني  حياته  زيارة قبر قائد هؤلاء الأعداء !  "وهذا ما سمعته بالضبط  وبأذناي من  عراقي  مع الأسف  يدّعي الانتماء للعروبة  مع شديد الأسف وعمل في خدمته عسكريّاً سائقاً  في جهاز المخابرات الوطنيّة العراقيّة قبل  وبعد  أمّ المعارك الخالدة ! ... فأيّ  دماء عربيّة تجري في عروق هذا وغيره ! من المؤكّد أنه  سيزور قبر أبا لؤلؤة المجوسي فيما  لو تحقّقت أمنيته  الضالّة هذه , وهذا ما خفت أن أسأله  تحاشيّاً منّي ان  أُصطدم  بهوى أوهامه الدينيّة الضالّة  مرّة أخرى .. ! أو عراقي عربي أيضاً  قد جنّد نفسه لخدمة  دولة  ظنّ هذا المسكين  أنها  تسير على  النهج  الإسلامي وتتبنّاه  فعلاً  على خطى الرسول والصحابة  دمّرت العراق  ودفعت المليارات  لأجل ذلك  وحرّضت  "المؤمنين" في البيت  الأبيض  على تدميره  وتشتيت شعبه وعلماءه  وقتلهم  ورفضت  أن تحلق  "لحية"  سفيهها  المقيم في واشنطن  إلاّ بعد أن  ترى أولى إطلاقات  قصف بغداد  بالصواريخ  تنطلق من بوارجها وطائراتها ! ...

 

فأيّ ناس هؤلاء نعيش معهم  ونتصاهر  معهم ونمنحهم  ثقتنا  وندافع عنهم  باعتبارهم قطعة  وجزء لا يتجزّأ منّا  عشائرهم عشائرنا وأصولهم أصولنا  ولغتهم لغتنا  ودمائهم  دمائنا  وميراثهم وميراثنا  موروث من ميراث أصل واحد  فيما هم يتثقّفون  سرّاً وتلميحاً  بثقافات  تدّعي حب البيت وحبّ ربّ البيت  وحب  النبيّ وحب آل بيت النبي بينما  تدبّ وتتسرّب من خارج  وطننا كالجرب  والقيح مفاهيم صفراء ألصقوها زوراً وبهتاناً بالتشيّع الجعفريّ الأصيل ينتشر في جسد وطننا  الذي تهيم وتحوم  فوق خارطته  عقبان  دول  الأرض قاطبة    وتغفوا  بعين واحدة  على حدوده تنتظر لحظات  انهيار وسقوط  وارتطام هذا الجسد بالأرض لترتمي عليه  تنهشه من جميع الجهات !


هل هذا دين حق يدّعيه هؤلاء المجرمون الخونة ! .. هل هذا هو الله  حقاً  بالله عليكم هذا الذي يعبدون يا أهل العراق  ويا شرفاء العراق !.. هل  هؤلاء فعلاً  هم آل بيت النبوّة حقا  من يحرّضون  أتباعهم  على القتل والتدمير ونهش الأعراض ونبش قبور الموتى والاستعانة بألدّ أعداء  الله وأشدّهم  كرهاً  للعرب  وللإسلام وللمسلمين ! ..  هل  هذه هي دعوات الله ودعوات نبيه ودعوات آل بيت نبيّه أم دعوات شياطين  وقواويد  ودون  ودعوات نغوليّة  استشرت في حقبة  عراقيّة  ملئها البؤس في غفلة من الزمن  ابتدأت قبل بضعة قرون خلت ! ..
هل  الله  سبحانه  بعث رسله  وأنبيائه  ليفعلوا ببلدانهم  هذه الأفاعيل ! ..
هل الحسين  هكذا خلقه   كخلق هؤلاء  المجرمين  الخونة  العملاء !...


هل كان الحسين  وجدّه رسول الرحمة والإنسانيّة وآل بيته  كانوا  ينافقون  جلسائهم ويغشّون  أبناء جلدتهم  ويفتحون أبواب  بلدهم  لأعدائهم ! ..


هل هم  صحابة  رسول الله  هكذا  هم فعلاً بهذه الأخلاق المشينة حاشاهم  يضعون أيديهم بأيادي  قاتل  شعوب العرب والمسلمين في العراق وفي أفغانستان وباكستان والصومال والسودان  وفلسطين وفي لبنان !!!  هل من أخلاق الصحابة أن يرقصوا مع  كسرى أو يَدبِكوا وينحروا الذبائح  لعظيم الروم !!!


أي إسلام هذا الذي  "كرَفَ .. وسليمه  التكرفهم  وتطمهم إن شاء الله  وبإذنه "  شرائح ليست بالهيّنة من شعب العراق  تبيّن أنهم  كانون  يختزنون مبرّرات  عفنة  تكفيهم  لأن يقفوا بها وتلتهب لها كوامنهم الدفينة الواهمة بالضد من  شعبهم  شعب العراق  بما  يضعون  عبر خلاصة  مناهجهم الشيطانيّة   اللوم على قائد العراق في ما جرى للعراق ولشعب العراق من كوارث  بدل أن يتخلّقوا  بمنطق  الحيوان والإنسان  والحشرات  وجميع دوابّ الأرض التي تدافع  بفطرتها السليمة التي فطرها الله عليها  خلف من يقودها  ضد أعدائها  بدون سؤال  فيرمون التهم والملامة  على أعداء العراق  نجدهم يتّهمون  قادة بلدهم  بالعدوان !!!  فهل هذا دين يدعوا لمثل هذه الخيانات ولمثل هذا الاستهتار بحق بلدهم ! ..


هل سمعنا  عن  أحداً ما  من المسلمين في عهد الرسالة قد ألقى بالملامة على رسول الله  في معركة "الأحزاب" واحتجّ قائلاً ؛ أن الرسول هو من استقدم علينا وعلى المدينة  البلاء والدمار , أم ادّعى بذلك  المرجفون من أهل المدينة والمنافقون والذين في قلوبهم  مرض عندما كانوا يبثّون الإشاعات الكاذبة المغرضة  ضد رسول الله  بين صفوف المسلمين لغرض تأليبهم  على رسولهم  بما يساعد الأحزاب على دخول المدينة  دون قتال أو دفاع ! ..  هل كان هناك  أحداً من  المسلمين  كان قد ألقى باللاّئمة على رسول الله في جميع حروبه التي فرضها المشركون والفرس والروم  عليه  وعلى المسلمين  وقالوا أن رسول الله هو من ألّب علينا أمم الأرض  ليدمّروا بلداننا ويقتلوا  شعبنا ! , أم  كان  يفعل ذلك ويطبّل  له المرجفون ومن في  قلوبهم مرض  ومن هم ذووا أصول غير عربيّة  من  كان يروّج  لهذه المفاهيم  ولهذا المنطق  الذي تأنفه وتعافه حتى الجرذان والصراصير والثعابين والحشرات فما بالنا بالأسود والنسور والصقور والفرقة الذهبيّة البونابارتيّة وفرقة المشاة البريطانيّة وقادة العراق الشرعيّون الذين تمنوا الموت على أن يخونوا قائدهم  والانكشاريّة  وحلقة حماية الرسول في  معركتي أحد وحنين !  ..


ألا لعنة الله عليكم  يا منافقون  يامن  تربّيتم بيننا وأكلتم  و "تزقنبتم الزقّوم إن شاء الله"  وشربتم واغتنيتم  وفقرتم وتعلمّتم وطمحتم  معنا ,  بينما أنتم  , باسم التقيّة وباسم السلفيّة وباسم الإسلام وباسم بيت الله  وباسم  آل بيت الرسول  تنهشون في أجسادنا وتأكلون لحومنا وتتربّصون عسى أن تحين ساعة الانقضاض على بلدكم  لتحقيق أحلامكم المريضة بتحقيق  الخلافة الإسلاميّة على الطريقة الأميركيّة  والمظلوميّة والتشيّع  على الطريقة الصفيونيّة  تداهم بيوتنا وتشرّد الملايين  وتقتل مئات الألوف وتيتّم الملايين وتعتقل عشرات الألوف منّا وتدمّر وتنهب  ثروات  العراق ,  ويا ليتها كانت  برجولة من دول الفساد والنفاق هذه  أو بقواهم الذاتيّة, ولكنّها  بقوّة  لصوص  وقتلة  محترفون تآمروا معهم  هؤلاء  الشذّاذ والخونة والمتاجرين بالدين  يغلّفون  قذاراتهم  بالديمقراطيّة  الزائفة  قوى عظمى  صهيوأميركو أنكلسكسونيّة  غاشمة التصقوا  بأسفل  بساطيل جنودها  مثلما تلتصق  القرادة  بجلد الكلب ! ,  يعني  أنّ خَدَمَة البيت وخَدَمَة حَرَمَيه ومدّعوا حبّ آل بيت النبوّة  قد اصطفّوا  ورقصوا ونحروا الذبائح  وعقدوا الاتفاقيّات "الأمنيّة"  داخل بغداد وخارجه مع أعداء البيت وأعداء ربّ  البيت وأعداء رسول ربّ البيت  وأعداء آل بيت النبوّة  وشاركوهم  تدمير العراق  وقتل وتعذيب وتشريد  شعب العراق بينما الإعلام  ينشر صورهم ؛ يتحرّون  ليلة القدر  حتّى الصباح  في الليالي الثلاث  الأواخر من رمضان ! ويغسلون ويكسون بيت الله في العيدين! ويبكون ويلطمون  على الحسين  في الحسينيّات  حزناً ؛ كيف دخل الحسين  الجنّة  شهيداً في سبيل الله! "هذا واقع يخفونه على أتباعهم العراقيين!"  فهيهات  أن  يفهم مثل  هؤلاء  ذووا الهوى الكهنوتي  أو  أن يدركوا  معنى الاستشهاد  من أجل المبادئ ودين الحقّ الذي عرفه  هو  "ع"   لا هؤلاء الفرس  أعداء كل منّ  ساهم في فتح العراق , ومنهم الحسين! وبمعيّة   من  استطاع  أن  يهدّ  إمبراطوريّتهم  التي كانوا قد  بنوها على أرض العراق وأن  يركموها فوق رؤوسهم  أبطال الأمّة   أبا بكر وعمر  والحسن وسعد ابن أبي وقّاص وخالد بن الوليد ! ...


ولكن العتب واللوم بالخيانة لا تقع على  الفرس  طالبي الثأر , فهؤلاء أعداء العراق التأريخيين  وعقبانه  الغافية بعين واحدة على حدوده انتظار فرصة الضعف ! , بل  اللوم  بالخيانة العظمى يقع على  عرب  عراقيّون , ولكنّهم مخدّرون  لا يستشعرون  معاني  الانتماء العظيمة إلى أولئك الأجداد  القادة  الفاتحون الأفذاذ  ولا يستشعرون  معاني الانتساب النابعة  من أصول عشائريّة  واحدة ! , فبدل أن يفتخروا  بأجدادهم أولئك  مثل بقيّة  الشعوب الحيّة والسويّة في سائر بقاع الأرض , نراهم  يسبّونهم ليل نهار ! ويلعنونهم  ليل نهار!  إرضاءً  لعمامة  جهل وظلام  وضعها الفارسي على رأسه  وضحك بها عليهم  !


هؤلاء , وأولئك , هم من اعتبر  العراق  فندقاً  ودار استراحة  لحين  قدوم  خَدَمة  بيت الربّ   الراقصون  ومحبّي  آل البيت  أعداء الشيطان الأكبر ! ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠١ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / نـيســان / ٢٠٠٩ م