المقاومة العراقيّة بدأت تذيق أوباما ما أذاقته لسلفه مذكّرةً إيّاه أن لا ينسى لونه الذي أوصله في ظرف أميركي حالك وقذف به على مضض على كرسي الرئاسة الأميركيّ !

 
 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

الآن  بدأت المقاومة العراقيّة  ترسل  رسائلها  القاسيّة  سطورها  صعق  ناري تضرب  به جذور الشلل والارتخاء اللذين أصابا  جثّة أوباما  مذكّرةً  إيّاه  أن لا تُنسي  وعوده  التي  وعد بها شعبه الذي انتخبه  لذّة  وطعم   الجلوس على عرش البيت  الأبيض  الوثير  الذي ارتخت  له على ما يبدو مفاصل جثّته  واستسلمت وانسدحت  لهذا العرش  ناسياً الأسباب والمسبّبات  التي أوصلته إليه وهمدت هامته  عليه مخدّرةً  بغنج  ودلال وأناقة  وعطور فاخرة  وذكاء لمّاح  لسكرتيرات  الرئيس  ونكهة قهوى الصباح  بعد كأس ماء أخفّ من  رحيق الشوبوي وبسكويت  ماما ماريّا  بداية الدوام  وشذى رياحين ورود   وقدّاح بمئات الألوف  تلف أسواراً  متراصّة تحيط بحدائق البيت الأميركي وسط  أصوات موسيقا زقزقة  أنواع   من طيور الحبّ وهي تتقافز من شجرة ورود إلى أخرى وكأنّها تقدّم له فروض الطاعة اليوميّة بالتزامن مع ملفّ  أنيق بسيط ببراعة موظّف لبق وضعه على طاولة  الرئاسة  بحنان يلخّص الآلاف من الملفّات التي تلخّص بدورها  آخر موقف استقرّت  عليه  قرارات مختلف دول العالم , فوسط هذا النعيم الحالم  لابدّ وأن  تترك آثاره  الفعّالة  على كيان الرئيس   فيبدأ معها  بالتنصّل  عن وعوده  التي وعد ناخبيه  بها ووعد بها الشعب الأميركي الذي انتخبه  أيضاً  ويتهرّب من ذكرها واحداً بعد  واحد في  أغلب  خطبه  التي ظهر بها  بعد نعيم دثار كرسيّ الرئاسة  تحت مختلف الحجج  والتأوّهات  ناسياً  تحت وطأة  طرَمْ  الدهشة الذي أصابه وهو على العرش البيضاوي الفضل العظيم للجهة  الرئيسيّة التي  قفزت به   بأسرع   ما  كان يتخيّله وانتقلت به  إلى أعلى ناصية  بوّابة البيت الرئاسي الأميركي  مقاومة العراق العظيمة  التي  ركلت مؤخّرة بوش من أمام طريقه  وأركبته فيله الجمهوري بالمقلوب  ودفعته إلى خارج الحياة السياسيّة  ومنحته لقب  أسوأ رئيس مرّ على تأريخ الاستعمار الغربي عموماً  والولايات المتّحدة الأميركيّة خصوصاً  منذ  أكثر من  600 عام  أي منذ  شروق أوّل بشائر أشرعة أوّل سفينة  برتغاليّة  شقّت عباب رأس الرجاء الصالح  بمساعدة حسن النيّة  طيّب القلب  والمنبت  المرحوم ابن ماجه , ولغاية اليوم ...

 

ضربات  الافتتاحيّة   من سمفونيّة  "إعادة الوعي  ولو بالأحذية"  تبنتها أعظم فرقة تعزف على جميع  أوتار الآلات  وأنواع طبول الحرب  بطرق لم تعرفها من قبل مفاهيم جميع الحروب والمقاومات التي عرفتها البشريّة   إنّها  القوّة الكونيّة الضاربة مقاومة العراق  والعرب والإنسانيّة  العظيمة التي  بهذلت  هيبة   "فحل التوث"  وخلخلت  جذعه  بعد  عصر عِزّ  عاشه ولا نعيم الجنان  قضاها  مطاعا مهاباً  وسط البستان  تقدّم له فروض الطاعة  عقود طويلة من السنين وهو راسخ لا يتحرّك  سوى  قليل  من حركة  لشفتيه  يجود بهما على العزيز الغالي من جحوشه ! وها هو أبو الأوم  "أوباما"  يتلقّى , عن جَدْ  من دون  أيّة  لحظة هزل ,  أوّل صدمة  مضنية هزّت كيانه  وأرته  نجوم السماء في عزّ الظهر  وأرته  بعض من القليل  القليل  من الذي كان  بوش  يئنّ  ليله  تحت عذاباته  يتقلّب  بعيداً عن زوجته  هابطاً  من سرير الزوجيّة  ليليّاً  يتبحرث  على  السجّاد  العجمي  لا يغمض له جفن ولا يهدأ  دماغه من استعراض الصور والتسجيلات الخاصّة المرعبة التي  تستعرض  أمامه يوميّاً  بالصوت وبالصورة  جثث جنوده الممزّقة  أو الملتصقة بالآلاف  فوق  مقاعد  وسرف دروع  الآلاف من آليّات  مدرّعاته ودبّاباته وطائراته وعجلاته تأتيه أنباء  جنوده  يوميّاً  من مستنقع العراق اليحموم صرعى بنيران صديقة  وحوادث عجيبة  وهبات خربطة غير متوقّعة  ومنح  مزعجة  وزلق  فجائي وبعثات  بالجملة إلى جهنّم  وبئس المصير ومجانين  يلفّون حول أنفسهم  لاذوا بجلودهم  من  لهيب العراق إلى حيث  شوارع  التيه والضياع   في  زوايا  لاس  فيجاس  وواشنطن ومانهاتن ونيوجرسي وتكساس وميامي وغلينسبورغ وفرجينيا وديترويت  وفلوريدا  تارةً يتلقّون العلاج في مستشفياتها وتارةً  يهيمون على وجوههم  حاملين لعنة العراق فوق رؤوسهم  لا يعرف لهم  قرار , وبين معوّقين  بالآلاف  يجوبون  يوميّاً  شوارع المدن الأميركيّة وأسواقها  ودسكواتها وباراتها وجميع ملتقياتها الاجتماعيّة  الأهليّة والرسميّة  في دعاية ربّانيّة  مجّانيّة  للمقاومة العراقيّة تغتاظ لها كبريات المؤسّسات  الإعلانيّة في هوليود  مبتوري  الأطراف  فاقدي الأعضاء  لا يستطيعون  السعال  أو الضحك  أو السير إلاّ على عربة  تنقّلهم أو بإمرة كلب أو صديق حميم  أو أجير يسحبهم , يُسألون  "سلامات سلامات من أين أتيت ؟ يردّ عليهم بالإشارة والحسرة تزفر من أعماق صدره حسرةً على استطاعتهم النطق وقبل أن  يرفع  يده الوحيدة ليحرّكها مؤشّراً  بما تبقّى  لديه من أصابع يده إلى المكان الذي أتى منه   يسبقوه ..  ها ..  ها  ..  عرفنا .. عرفنا ...  إنها ورطة العراق !" ...

 

"غيتس"  وزير  "الدفاع"  الأميركي كان أوّل  "المبشّرين" من الإدارة الأميركيّة  لقوّاته المبعثرة على أرض العراق  بأيّام  سود  كالحة  تنتظرهم على أرض العراق خلال  "الأشهر القادمة"  كان هذا الكلام  الذي أطلقه  قد أطلقه   قبل عدّة أشهر , ودليل القوم  لا يخطئ  , كما يقال , وقوله  ذاك  كان قد صرّح به  وقوّاته  في العراق  تتعرّض  وتتلقى الضربات أيّامها  بـ "75" عمليّة  يوميّاً  تكيلها  لها  جيوش وفصائل المقاومة العراقيّة الباسلة , بحسب تقديرات القيادة العسكريّة الأميركيّة  التي  لا تخلوا  بياناتها المعلنة من  صبغة الحرب التضليليّة  بين  أرقامها  المعلنة  من خسائرها ! ,  وتنبّئات غيتس وباقي قادته  قد  تحقّقت  بأسرع ما يمكن ! , فها هي  المقاومة العراقيّة  تأنف أن تكذّبهم  فتسارع  مؤشّر  صعودها المتسارع  نحو  بلوغ الأرقام العاليّة من الضربات التي تكيلها , سواء  لقوّات الغزو , أو  لأتباعها وذيولها  الخونة والمرتدّين  ومدّعوا  العراقيّة زوراً وبهتاناً , ولعلّ أوّل المبشّرين المنذرين  كان القائد العام للقوّات المسلّحة العراقيّة  رئيس جمهوريّة العراق المجاهد  عزت إبراهيم الدوري  , خاصّة  في خطابه الأخير الذي ألقاه سيادته لمناسبة الذكرى السادسة للعدوان الأميركي على العراق والذكرى الثانية والستّين لتأسيس  حزب البعث العربي الاشتراكي الذي حذّر فيه في بعض من فقراته , الرئيس الأميركي أوباما  من مغبّة المراوغة  أو التنصّل عن الوعود التي  تسلّم   كرسي الرئاسة الأميركية بموجبها  ومن التي وعد الناخب الأميركي  بها  في الانسحاب الأميركي من العراق  حال فوزه  بالرئاسة ! , وبما أن  أوباما  قد  بدأ في التنصّل  من وعوده , فقد  حقّت عليه  وعود  قادة المقاومة الذين  لا يكذبون  حاديهم  , فضغطوا قليلاً على  الزناد  بأكثر قليلاً  من المعتاد !  بعد أن أماطوا اللثام قليلاً  جدّاً  عن إمكانيّات  جيوش العراق وفصائلها  ( التسليحيّة و التصنيعيّة )  التي  ستفاجأ  المحتل  مع مرور الوقت !  وكعربون  بسيط  جدّاً  عبارة عن رسالة إنذار خطيرة  للعدو وبشائر فخر وعزّ للشعب العراقي وتطميناً له  بفجر عظيم  ينتظر العراق والأمّة ,  تم عرض  مجموعة من الأشرطة الجهاديّة  لتبيّن  النزر اليسير من الإمكانيّات التسليحيّة والتصنيعيّة  المتطوّرة التي ترفد الجهد المقاوم   على كافّة الأصعدة  التسليحيّة  من صواريخ  بدأت تنحى منحى المسافات الإستراتيجيّة  في مداها  ومن أنواع  من  الأسلحة والمتفجّرات  التي يفتخر بها كل عراقي وكل عربي , كانت  "النقشبنديّة"  تتصدّر  الاستعراض بما عرضته من تطوّر تكنولوجي  ملموس  في تصنيع جميع أجزاء الصواريخ بمختلف أحجامها  إضافة  لتصنيع بقيّة المتفجّرات , تلتها جيوش أخرى , صاروخ  أنصار السنّة  الجديد  الذي يصل مداه إلى 70 كم مثلاً !   في تحدّي تأريخي مقاوم   تنذر  به جيوش الغزاة وأذيالهم  بشرّ مستطير  ينتظرهم  , وقد  بدأت فعلاً  بعد  ذلك  الضربات  الموجعة  في التصاعد  شيئاً  فشيئاً  والتي  تكيلها  قوّات  المقاومة المسلّحة للعدو  وارتفعت  معها أعداد  القتلى  لجنود المحتل وتصاعدت  خسائرهم  على كافّة المستويات  من شمال العراق إلى جنوبه  ,  قد  يكون هذا العام  عام الحسم والنصر  بإذن الله  ...

 

وما النصر إلاّ من عنده  سبحانه 

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٧ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م