حمل المغرز بدل السكّين بروح رياضيّة عالية ..

 
 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

لا نريد  ذكر اسمه , فسبق وأن تناولنا  طبيعته الإعلاميّة  بعد ظهوره  في إحدى قنوات  العم أبو ناجي  الناطقة باللغة العربيّة  والتي تبثّ من لندن  وأوّل  حرف من اسمها  "المستقلّة" !  وحيث أنّه مما لا شك فيه  قد  ينتفش أكثر ويمدّد  زردومه  أكثر فأكثر  عند ترديد  اسمه  مع كل  نتف  يتعرّض له  بعد  كل  فرصة  يجدها مناسبة  يطل منها  بما يستطيع  من  "ودّ"  تورق لكلماته المسمومة  شجرة الزقّوم  في المنطقة الخضراء , ارتأينا  أن نتجاوز لفظ اسمه , لأنّ  الأفعال  هي التي تحدّد  قيمة  الرجال ! وليست  أسمائهم  , فالأسماء  هي هبة عائلة تتأمّل بمولودها الخير  والنفع  لكل ما من شأنه استقلال الوطن باتّباع الحق وجعله هو الهدف ونبذ الرياء ! ..

 

فقبل أيّام ظهر هذا  الشخص  من جديد  على هذه القناة   ليدلوا بدلوه  بالشأن العراقي  الحالي , وكعادته , ولا ندري السبب في هذه الملحّة  الزائدة عن حدّها وهو  يردّد  لقب "أبو إسراء"  مع كل  لفظ  لكلمة  "المالكي" ! حتّى  يخيّل للمشاهد   أو للمستمع  وكأنّه  كانت  هناك صحبة طفولة  بين المتحدّث وبين  دولت المحتل  المالكي ! , ولكن  ,  وللأمانة ... فقد خفّت  لهجة   صاحبنا هذا  في التهجّم على  البعث  وعلى رموز البعث في هذه الحلقة  من البرنامج  إلاّ  إنها تركّزت في بعض نقاط  طرحه  وجدها صاحبنا وكأنّها فرصة سانحة  بدت  لنا وكأنّها  جاءته  من بقايا ترسّبات دعوات  كان مشحوناً بها لم تواته الفرصة لتنفيذها إلاّ  "الآن !"  كانت  قد صدرت من جحورها  من  مراكز توجيه إعلاميّة ؛ بعض من  تعليماتها  "المصالحة" لا زال  عالقاً  في فمه وتحت جوف لسانه   كان هدفها تسييس الماء من تحت  قادة البعث والمقاومة  وضبّاط الجيش الشرفاء الأغيار  الذين  لم  يشتروا  قسمهم العظيم  بحنث  وطمع دنيا مغمّس في مستنقعات بلاك ووتر تسحنها بساطيل المهانة , الذين  لم يكونوا  على ما يبدو  على  علم  مسبق  بأن من يدير العراق  هم  حكومة اسمها  حكومة منطقة خضراء  أو شيء من هذا القبيل  وليس  المحتل الأميركي ! لذلك جاء ردّ  البعث والقوى الوطنيّة والإسلاميّة  وهؤلاء الضبّاط الأحرار  القادة الميدانيين للمقاومة  العراقيّة العظيمة  أو الذين يقفون خلفها من كبار الضبّاط منهم  ردّاً   طبيعته أقرب  ما تكون  كمن  مستغرب  أو مندهش من حجر صغير عثر  عليه  بقدمه وهو سائر في طريقه  لم يكن يعلم بوجوده طيلة ست سنوات رغم أنّه  كان مرميّ  أمامه على قارعة الطريق !

 

فوسط  حشد الاعتدال في مداخلاته وإجاباته وتحليلاته  صاحبنا  هذا  والتي اختلفت عن المرّة السابقة التي ظهر  فيها  مدافعاً صنديداً عن "أبو إسراء"  وعن  أوراق شجرة الزقّوم الخضراء والتي بدا  حينها  كان وكأنه  متحاملاً بسكّين  يشرّح هذا القائد البعثي  ويبقر بطن ذاك  لا يبالي في  إلقاء  تهمه  على القيادة الوطنيّة  طيلة حلقات ذلك اللقاء السابق  لهذا  اللقاء! , فرغم  ما  يبدو عليه وكأنه تنصّل عن  كثير ممّا كان يتفوّه به  لا يخلو الحقد  والتزييف كقاسم مشترك في  ما  يقول ؛ استطعنا أن نلتقط   فحوى ما أراد توصيله هذه المرّة وفق  النهج  الجديد  الذي انتهجه للنيل من حكومة العراق الوطنيّة  ببعض ما  قال , وحرصنا على  تحديد بعض منها كونها  تمثّل التوجّه  الإعلامي العام  الصادر من قلب شجرة  الزقّوم الخضراء  في خضمّ  دعوة  قادة  البعث  العظيم  للمصالحة وليس النيل من شخص صاحبنا تحديداً ..

 

فهو  , أيّ  صاحبنا  ,  يوجه رسالة إلى البعثيين في سوريا , بناءاً على تحليل خاص من أحد  أصدقاءه في لندن ! ,  يبشرهم فيها  بالرضا بواقع الحال ! ذلك أن البعث الآن  "ضعيف" بحسب  تصوّرات  "صديق"  صاحبنا  والتي لم يتوانى عن البوح  له  بها !  ..

وأن البعث منقسم  الى شطرين ! ...

 وأن البعث  كحزب   "من سابع المستحيلات عودته لحكم العراق" ... !

 ويجب على البعث الاعتذار  عن ما فعله طيلة حكمه العراق مدّة 35 عام ! 

 

ثم  يصف  في  "نقده"  لــ الحكومةــ  كما يحلو له أن يسمّيها , ويقصد  حكومة أبو إسراء  ؛ على أنها   "لم تفعل شيئاً لمصلحة  العراقيين والشعب العراقي ! .. فهي  بالضبط  كما كانت عليه  الحكومة  "السابقة"  قبل الاحتلال لم تفعل شيئاً  لا للعراق   ولا للعراقيين!" .. ! وعليه  , يواصل  صاحبنا   ,  فهي , أي شجرة الزقّوم الخضراء ,  مُلامة !  وأستطيع  ,  يواصل , أن "أتجرّأ"  على نقدها  فـ"أنا"  لا يهمني  شيء  أو أخاف اللوم في انتقاداتي !  فهذه  "الحكومة"  ابتدأت  بما انتهت إليه  حكومة صدّام  من أخطاء أودت بها في النهاية ! ... يعني  يقصد صاحبنا , الذي  كما هو يعترف  به ,  من  أنّ  له  "صديق"  متأثر  بتحليلاته  "الخاصّة"  يحاول  هو , أي صاحبنا ,  ونيابةً  عنه ,  نقل  ما  يسرّه به إلينا ! ,  قائلاً  ,  بما  معناه , وهي طبيعة أو عادة  إعلاميّة دأب جميع  أعداء الشيطان الأكبر والبعض من أقلام مشتراة كانت  فيما  مضى  محسوبة على التيّار العروبي  على ترديدها  مع أي ظهور لهم  على الفضائيّات  حتى لو كان أحدهم يتحدّث في برنامج  مخصّص عن صناعة البيوت الزجاجيّة في كوكب زحل  "أن  أخطاء النظام السابق , ويقصد بالطبع  النظام الوطني الشرعي , هي التي  أنهت  حكمه ! وليست  أميركا  وليست  حصاراتها  وليست جميع حلفائها  المساندين لها  وليست  قوّاتها واقتصادها التي هي  جميعاً الأضخم في التاريخ كلّه  وليست التآمرات  الايرانية الملتحقة بالشيطان الأكبر  والتفجيرات  الانتحاريّة وغيرها  التي رافقت  خميني الطائفي والتي  طالت جميع  مكوّنات الشعب العراقي ومنجزاته وليست  تحالفات  دول الجوار كافّة  , إعرابها  وعجمها  , وليست  الصهيونيّة العالميّة , إذ  ليسوا هؤلاء جميعا   هم  وراء  احتلال بغداد  وسقوط النظام الشرعي الوطني  وتنغيص  حياة العراقيين  التي بدأت تشرق عليهم بكل عظمة التغيير القومي  النهضوي الشامل  منذ  بعد التأميم  العظيم على وجه الخصوص ومن  ثمّ وقف عجلة نهضته العلمية والاجتماعية والاقتصاديّة والسياسيّة والعسكريّة الكبرى , إنما الأخطاء  التي  ارتكبها النظام هي  السبب وراء  سقوطه" !  ...

 

ثم  ليدخل أحد المتحاورين  من  "لنده !"  كما  اعتاد أن يطلق  تسميتها  منذ  بدايات القرن الميلادي الماضي  على  لفظة  لندن أهلنا البسطاء من كبار السن ! وليمسك  المخرز  هذا المتحاور  "وهو كردي" بدا عليه الأدب والهدوء الجمّ  في تسويق  كذبه  باتجاه  المحاور  الدكتور مثنى عبد الله ! وهو على ما  يبدو أيضاً متداخل مضمون  عبر الهاتف ,  يحاول ,  بدا وكأنّه يؤدّي دوره  نيابةً  بعد أن استلم المخرز من يد  صاحبنا  الذي  ركن  نفسه  جانباً  , وبهدوء  مصطنع  طبع تداخلاته بها في جميع الحلقات التي هاتف البرنامج  بها ؛  حاول أن  ينغز الدكتور مثنى دون تحديد  هدف بعينه  في جسده  ليكشف  بالتالي  تماماً عن وجهه ويسقط  القناع  عنه بعد  خمس إلى ست  حلقات  شارك فيها  ليست أكثر وهذا ديدن  الخونة والجهلة  الذين  يفكّرون بغرائزهم  ووفق ما تشتهيه نفوسهم الدنيئة  وليس  بعقولهم  فيسقطون سريعاً وتنكشف الجهات التي  تقف ورائهم  كما سقط الكثير من  إعلاميّي  ترويج  الفتن والكذب والدعوة  إلى الطائفيّة  تحت أقنعة المصالحة وبناء العراق الجديد وحفلات  "جوبي" إعمار العراق ! ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٧ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م