نظريّة  ( الثواب والعقاب في الدنيا )  ملحمة سطّرها  ويسطّرها العراقيّون منذ فجر التاريخ وإلى الآن  وإلى ما شاء الله فانتظروا يا جحوش الاحتلال مصيركم المحتوم

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي
لله الأمر من قبل ومن بعد  , نقول هذا قبل كلّ شيء , فهو الخالق ( الذي ليس كمثله شيء ) الآية . وهذه عرفها العراقيّ ابن أمّه وأبيه  منذ أن وُجد  على أرض العراق أو منذ أن وُجدت  أرض يطلق عليها  بما عُرفت حديثاً بـ"بلاد وادي الرافدين" ولذلك فإن الأنبياء والرسل هم  عراقيّون جميعاً  أو هم من أصل عراقي بعثوا من رحم  تلك المفاهيم  التي كانت ولا زالت تشغل بال الإنسان منذ فجر التأريخ , فوفق  فهم الإنسان العراقي القديم  للوجود ممكن أن نستخلص  أبعاد ذلك الفهم ونختزله بمفهوم عام كان يسيّر العراقي في حياته  العمليّة أو الدينيّة منذ عصر فجر السلالات  ولا زالت  تعتري هواجسه إلى الآن وتنعكس على سلوكيّاته اليوميّة ( عصبي!) ونسقط عليه عمليّات التطوّر الفكري التي تفاعلت عبر الرسل والأنبياء  لتصل إلى : ( أن العقاب والثواب  في الدنيا ستعرض وقائعها  أمام الله في اليوم الآخر !!! )  والعراقيّون  لربّما  ومنذ الأزل  هم الوحيدون  الذين اختاروا أن يكون العقاب أو الثواب  في الدنيا  نظراً لمزاجهم الحاد  الذي يحب أن يستعجل المقاضاة! ...  لذلك , ولربّما كان  أيضاً  بسبب عامل  يدخل فيه  مكوّن أرض العراق الطينيّ  الذي  بموجبه , وبحسب الفهم  الواقعي  القديم للفرد العراقي للوجود وفق هذا المكوّن ؛

 

تتحرّك  الموجودات المغروسة  والمتجذّرة فيها باستمرار على  الأرض الطينيّة  بتفاعل حياتي مستمرّ  حاملةً معها مبرّرات الوجود  ـ موت ولادة زراعة حصاد ـ  تزرع تأكل , لا تزرع ؛ ستموت عقاباً !  لربّما  كانت , وغيرها من أسباب  يطول شرح تناولها في هذا الموضوع  , هو السبب الرئيسي الذي استوحى منه العراقيّون أن كل شيء على سطح الطين لا بدّ وزائل ! ولكن بعد أن يؤخذ الحقّ منه ( الحصاد ! ) حيث لا وجود ليوم آخر وفق الفهم القديم  لإجراءات  العقاب والثواب !, ولاختزال فهم مراحل التاريخ التي تثبت  هذه  الحقيقة التي عاشها أهل الرافدين  قديماً ( ويعيشها حديثاً أيضاً ! )  ومع نتائج الحفريّات  التي قام بها  المنقّبون , تثبت أن "القبر" في العهود العراقيّة الغابرة كان لا يأخذ من العراقي  القديم كثير اهتمام ! فهو عبارة عن حفرة  بعمق  غرس شتلة  لشجرة أو لنخلة ! لذلك  كانت عمليّات دفن موتاه  تكون أشبه بالزراعة  "لتبييض"  أو  "لغسل"  صفحة الميّت  الذي سيعود للدنيا  أنقى من ذي قبل  منها بعمليّات إعداد الميّت لليوم الآخر كما كان عليه الحال فيما بعد في الحقب الفرعونيّة التي تلت ! , وحتى لا نأخذ من وقت القارئ الكريم , وعذراً له بانعطافتي الحادّة بالانتقال من المثيولوجيا  التي لا تحمل أيّة بذور للدوغمائيّة في التطبيق ثم الانتقال  ودفعة واحدة إلى عصر الإغواء  الذي نعيش , هي عمليّات تصفية  الخونة والعملاء من الذين يتعاونون مع "الغريب"  والتي لا بدّ وأنّها قد تمرحلت عبر جميع حقب وعصور تاريخ النضال العراقي , ولنخطف أذهاننا سريعاً إلى عصرنا الحالي  حيث المرحوم  "نوري السعيد" والطريقة المهينة التي تمّت تصفيته بها  والتي بدت وكأنّها كانت  استدعاء للمراحل الخيانيّة للعصور والحقب السابقة  للتشفي  عبر رمزها   الحاليّ هذا  ممثّلاً  برئيس  وزراء بغداد المحتلّة بريطانيّا ً, بما لم تشفع  له حتى أعماله الإصلاحيّة في العراق  والتي اقتربت من الوطنيّة كثيراً  في مراحل معيّنة  من صحوات ضمير عناصرها كانت مغلولة بين حناياه ! .. ذلك جانب , والجانب الآخر من مراحل الاقتصاص يتمثّل بمن لم تطله أيادي العراقيين من  أولئك الخونة "الحقب الرغاليّة أو العلقميّة المجوسيّة"  فإن الشعب العراقي  يقوم بنقل "ملفّه" الخياني الإجرامي  ليضعه  بشكل لا شعوري منه  في متناول من سيتناقلون  أفعال الخائن العميل المشينة جيلاً  بعد جيل  وسيصبح  بعدها ويستقرّ في الوعي الجمعي على أنه من ضمن الرموز الدالّة على النجاسة  والشذوذ ! , ولعلّنا من دون أن نشعر طالما  نستخدم مصطلحات  نطلقها  على  الأشياء  التي تحمل  مفاهيم  وقيم  تعافها  النفوس  "وهي كثيرة بالتأكيد  ولا نريد تعكير مزاجك فيها أيّها القارئ العزيز!" من كثرة ترديدنا لها طمست مفصّصاتها اللغويّة وذابت وسط  أصوات لغوية بدت لنا  مع مرور الزمن  والسحق  اللساني  المستمرّ وإلاكته  لها  وكأنها منقطعة الجذور ! ...

 

النصر العراقي المدوّي  أطلقت  احتفالاته  منذ أوّل يوم  بدأ ساسة  الدجل الصهيوني في بيتهم الأبيض  يلمّحون منه  إلى الاحتماليّة  المؤكّدة  لسحب القوّات العسكريّة الأميركيّة من أرض العراق خصوصاً  بعد أن قفز الرقم  آنذاك في عدد قتلا الجيوش الأميركيّة على أرض العراق جرّاء  الضربات  النوعيّة الماحقة التي سدّدتها لها  جيوش وفصائل المقاومة العراقيّة , وحسب بياناتهم التي تحمل  الكثير من الخداع لأسباب لوجستيّة بحتة , من ثلاثة آلاف قتيل وعشرات الألوف من الجرحى والمفقودين والمعوّقين والمجانين والمختبئين واللاجئين وبلوغه رقم الأربعة  آلاف  قتيل طفرة واحدة  ومئات الألوف من الجرحى  وشاردي الذهن والمجانين وطالبي اللجوء والمعوّقين  والمرعوصين في  غضون أربعة أشهر!!!  لولا إدخال المشروع الإمبراطوري الأميركي الرامي إلى الهيمنة  العالميّة  إلى  غرفة الإنعاش  الاصطناعيّة من جديد في آخر لحظات لفظه أنفاسه الأخيرة  عبر ما عُرف بمجالس الصحوات ! ..

 

والنصر العراقي  الحاسم  تجسيراته الفعّالة  لاحت في الأفق  خصوصاً بعد  زيارتان مهمّتان  قام بها  كلّ من "ساركوزي"  رئيس فرنسا  إلى المنطقة والإمارات العربيّة  قبل شهرين  أو ثلاثة  أشهر تقريباً  من الآن , وأوباما  رئيس أميركا  عندما تسلّل إلى العراق مؤخّراً  , فالأوّل  أطلق تصريحاً  خطيراً لم تتداوله  الأقلام والأقلام المقاومة تحديداً  أطلقه من أرض الإمارات قال فيه  (( يجب أن يعود العراق قوّة عسكريّة  كبرى  لإعادة التوازن العسكري في المنطقة ! )) أما أوباما  فإن زيارته الأخيرة للعراق كانت مخصّصة تحديداً لقطعانه العسكريّة المختبأة في جحورها  ممّا يعطي الدلالة  التي لا ارتياب فيها أن ( الهروب ) وفقط الهروب  من أرض العراق هو السبيل  والطريق السالك الوحيد الذي توصّلت إليه الإدارة الأميركيّة الجديدة  لانتشال جيوشهم المتورّطة في منزلق المستنقع العراقي الخطير الذي  أسقط وإلى الأبد مفهوم الصهاينة الجدد  "القوّة الأميركيّة  الأولى في العالم !" ..

 

فالنصر العراقي  حاصل  , وتحصيله  عيانيّاً  سيراه العالم قريباً , فجميع شعوب العالم  سيشاهدون , مباشرة , وعبر أجهزة الاتصالات  الحاليّة المتطوّرة جداً  والتي تختلف  تماماً عن  الحقبة الزمنيّة التي تم فيها سحل نوري السعيد في شوارع بغداد عقاب خيانته العظمى ؛ عمليّات سحل بالجملة  تعرض "مقاولاتها"  تقرّباً لوجه الله  على شرفاء الشعب العراقي , يصطحب السحل  تقطيع أرجل الخونة والأذيال وتقطّع أياديهم من خلاف , ويصلّبوا !  وستشهد ساحة الاحتفالات الكبرى وسط بغداد "منطقة الذل الخضراء حالياً"  عمليّات  تنفيذ الشعب العراقي  عقابه  المنزل  على  كل من  خان العراق من الذين ادّعوا العروبة والعراقيّة وجذورهم فارسيّة وعلى كل من عمل ذيلاً لمدّعي العراقيّة  أو للمحتل أو  اشتغل  بدراهم قليلة عندهم جاسوساً  أو عمل درعاً  لأبناء الزنى المارينز أو سكنة المنطقة الخضراء  وكلّ من  شدّ  أوبامامته  "عمامته"  البيضاء أو السوداء أو الحمراء أو البمبي أو الليموني  وعصبها خدمة لآل  البيت الأبيض  أو ما عرفوا  مجوسيّاً  بالشيطان الأكبر !  أو ما عُرفوا على عهد هارون الرشيد  ( الذي كان يغزو عاماً ويحجّ عاماً )   بكلاب الروم ! ....

 

فتطيّروا شرّاً بيومكم  القادم  يا سفلة  يا  قواويد  المحتلّ  ويا كلاب صيده , وإن غداً لناظره قريب !!! ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ١٥ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / نـيســان / ٢٠٠٩ م