البعث لن تطمس مجده القادم لا الصفيونيّة العالميّة ولا جيوشهما الأميركسكسونيّة ولا فاضل الربيعي

 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

لم تشهد مراحل التاريخ  الإنساني قديمه  أو حديثه  هجمات شرسة وعلى كافّة المستويات  "وعلى قدر أهل العزم  تأتي العزائم"  وبمشاركة  دوليّة شاملة  على مستوى الدول  العظمى منها  أو  السائرة على هذا الدرب في هذا المضمار أو حتّى من تلك الدول العظمى التي تبنّت آيديولوجيّات  تقترب قليلاً أو تبتعد من نقاط التقاء عقيدة ومنهج الدولة المستهدفة   بمثل ما  شهده  ولا زال يشهده العالم  بكل تفاصيل الاستهداف وبكامل وحشيّته الذي  تجسّد  في الاستهداف الشامل أكثر فأكثر وتبلور بشدّة  في الحقبة  الأخيرة من القرن الميلادي العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرون  على عراق  البعث  العظيم  قاهر أعظم جيوش الكون   الإجراميّة  ورأس الحربة لأقبح ولأنذل ولأقذر  أنظمة  بلدان العالم على مر التاريخ الاستنزافي العرقي والإثني  ـ  أنظمة إيران الفارسيّة  الصفويّة المجوسيّة  وأنظمة الولايات  الصهيونيّة المتّحدة الأميركيّة ـ  يقودهما حلفهما الصفيوني المتجذّر عبر حقب تاريخيّة طويلة  تصل إلى بدايات  غزو كورش لبابل الثالثة  حقب بدايات  تلقين الفرس  اليهود الذين اكتسبوا العلوم البابلية  والمهن  الحرفيّة فيها بعد همجيّة  ؛ عاداتهم  وطبائعهم الفارسيّة  الأصيلة  في البخل والحقد والتقيّة والربا والغدر والتحالفات مع الشيطان  حتى ولو وصل  الشيطان  في  درجات سلّم  الإجرام  إلى  مستوى درجة  "الأكبر"  تتقدّم هذه القوى  الاستعماريّة  العفنة  التي أكل عليها الدهر العراقي بجميع مراحله وشرب  والتي تكالبت عليه مرّة أخرى  عندما  اكتسى العراق حلّة البعث العظيم  أعقد وسائل  الإعلام  وأوسع وسائله المعلوماتيّة انتشاراً  سواء على الأرض مباشرةً  أو عبر الفضاء   وسواء الدارج المسموع منه  الذي  يتقدّمه  التديّن المزيّف  بالسحر والكهنوت  أو  الذي يشكّل الإغراء التكنولوجي عصبه الأساس  تهافتت  ولا زالت تتهافت عليه  كانت  قد  ابتدأت  بحروب كرديّة  خسيسة  غذّتها قوى الشرّ الشاهنشاهيّة المرتبطة بالصهيونيّة  وربيبتها البريطانيّة  لم يكن العراق  الوطني يد فيها  ولا في قدوم  "بعد أن رفضته الكويت .. شوفوا الصدف  شوفوا !"  الوليّ الفقيه من باريس  وبالضبط كما قدم  الخضراويّون إلى العراق مختبئين  خلف  الدبّابة الأميركيّة ! ثمّ  ليعلن  الوليّ الفقيه  بضرورة  تخلّي البعث  الكافر عن السلطة في العراق "وليس في سوريّا!" ومطالبته  الشعب العراقي ,  من نصفه  "الشيعي"   كمرحلة أولى وفق أجندة  الفارسيّة العنصريّة  لاستثارة  الطائفية في العراق وفي المنطقة , رفع رايات الوليّ الفقيه  من  على  سطوح منازلهم ! ,  كما ولم يكن في يوم من الأيّام  للعراق المنتصر على الوليّ الفقيد بالسمّ ؛  يد  في  إغراق أسواق النفط العالميّة بالنفوط الخليجيّة  والسعوديّة  لقتل العراق المنتصر  على  المسكين المظلوم  الورع  خميني  ,  ثمّ دفع العراق بعدها دفعاً  إلى خيارات صعبة وحرجة من الواضح أنها باتت تهدّد  النظام الوطني العراقي وتهدّد نهضته, فما جدوى شعب في هذه الحياة  يرتضي لنفسه العيش على هامشها  يأكل ويتناسل وينام كما درج عليها  مع الأسف عربان الخليج ولجزيرة , كان أهونها  اضطرار القيادة العراقيّة  لاسترداد بؤرة الشرّ  لقلع  "الغولة"  الصغيرة العالقة بهذه القطعة العراقيّة  ,  المحافظة التاسعة عشر الكويت العزيزة على العراقيين والعزيزة على العرب  وتنظيفها منها   وذلك  عين ما أرادته  "أمّنا الغولة"  كما يقول أشقّائنا  المصريّون , كحجّة وكمسوّغ  شيطاني  يبرّر  لها استعادة إحدى  بناتها! , ويا ليتها  كانت تمتلك الرجولة الكافية  "لاستعادتها"  بمفردها  , لهان الأمر , ولكنّها  من شدّة رعبها  من العراق ومن قائد العراق عملت على  جمع الدجل  كلّه  بما أوتيت  من قوّة غاشمة أسقطها  غفلة الزمن  في حضنها فاستدعت أمم الأرض معها  للقتال ضدّه ! ...

 

"هكذا إذن !..  فلو لم  يدخل  العراق  أرضه  الكويتيّة   لتركت الصهيونيّة العالميّة  بقيادة الغرب العراق في حال سبيله !  لتركته وهو  نشوان منتصر على أهم حليف للصهيوسكسونيّة  العالميّة   إيران  , ولجعلت العراق  يسرح ويمرح بنتائج هذا الانتصار التاريخي الباهر  لا يردّه راد عن  مبتغاه  في النهوض الشامل الذي لاحت تباشيره العظمى في صاروخ  ( العابد )  هذا النهوض العظيم  المبني على الأسس  العلميّة والثرواتيّة الكونيّة ولتركته  وشأنه  لا  يعترض  نهضته  المخيفة وسط بحار  من  "مصالح"  الغرب الاستعماري  ولا  يردعه  رادع  أو يستطيع أحد من سيقول له   بعدها  على عينك حاجب!  لولا  "افتعال"  القيادة العراقيّة  لهذه الحروب الرعناء  ضد 33 دولة أتت  دون سابق إعداد!  كما  نفهم   من  ما  أورده  السيّد الربيعي !"  ..

 

الهجمة الاعلاميّة الأشرس عبر التاريخ  التي استهدفت العراق وقيادته الوطنيّة  لم  تكن في أوج  شراستها وعدوانيّتها  قبل الغزو  الصهيوسكسوإعرابفارسي  على أراضيه واحتلاله  له  والتي  شهدت تلك الهجمة وشغلت  وقتها  جميع فضائيات  العالمين العربي  و "الإسلامي!"  وكافة  عوالم  حواري كرتنا الأرضيّة  بأنواع  من التلفيقات والكذب والتدجيل  ضد  قيادة العراق وشعبه  وضدّ قائده  الرئيس  صدّام حسين عليه السلام والتي أنفقت عليها الصهيوسكسونيّة  ملياريّ دولار , كما اعترفت  بذلك الدوائر الاستعماريّة الأميركيّة نفسها , ولغاية  سقوطها في مستنقع بغداد !  إنما الهجمات الإعلاميّة الأشرس على قيادة العراق الوطنيّة  التي  ترجمت وطنيّتها في النهوض العلمي والاجتماعي  والاقتصادي الشامل , إنّما أتت بعد الغزو ! , والله أعلم  كم رصد لها من مليارات من الدولارات  بانت مؤشّراتها بالانهيار  الاقتصادي الكوني  للغرب  برمّته ! , وما برحت تتعاظم وتتعاظم هذه الهجمات الإعلاميّة  حتى  وصلت من الشراسة  وبلغت أوجها  بما نشهده  ويشهده العالم  حاليّاً  , وفي هذه الأشهر بالذات  عبر  المضموم والمخفي  من الرصيد الفيدرالي  لقوى الخيانة والعمالة المبيّتة !  نعم الآن وصلت الهجمات الإعلاميّة  ونشطت أكثر  وبأعلى مستوياتها  والتي ازدادت ضراوتها بعد الغزو  بما تمثّل من تعتيم إعلامي رهيب على الفاعل الحقيقي  في انهيار كل شيء في أميركا  ألا وهو البعث العظيم  بمعيّة القوى الوطنيّة والإسلاميّة  الحقيقيّة الشريفة  التي أودت  بأميركا وجيشها المنضّب العرمرم إلى مهاوي قاع الهزيمة السحيق ,  وما  تشهده الساحة الإعلاميّة العربيّة والعالميّة  حاليّاً  وعبر جميع وكالاتها  وفضائيّاتها  من هجمات  مستعرة ضد البعث وضد رموز البعث ( إصدار قرار نهائي باغتيال العظماء علي المجيد ورفاقه من ضمن حفلات الإجرام الصهيوني )  ستزداد شراستها وستنكشف  الوجوه الكالحة المغبرّة  بها كلمّا اقترب موعد الهروب  والشليع الأميركي من العراق وستزداد ضراوتها  أكثر  فأكثر بما  قد نتفاجأ  فيه  بأسماء  لم تخطر على بالنا إطلاقاً ! , وإلاّ ... وكما تفضّل  المحلّل "فاضل الربيعي"  والذي قدّم  لها  بمقارنات  بين العراق الآسيوي والجزائر العراقيّة! , ومع فخرنا بهذا الأمر وتمنيّاتنا بانتمائنا  , إلاّ أنني أستطيع أنا العبد الفقير  مثلاً  أستطيع   ولي القدرة على ذلك وبالمقابل  أن  أقارن  وأشابه  بالعمليّات اللفظيّة الانتقائيّة  مصر مثلاً  ذات  "الصناعات الثقيلة والظافر والقاهر الخ! وذات الطبيعة النهريّة ! وتشابه حاراتها وتقاليدها في الجمّاليّة وحيّ الحسين والخليلي الخ  حد التطابق  في العادات والتقاليد  وفي  التصريف الحياتي اليومي  في كل شيء  حد  التشابه  المستنسخ   حتى في  تبلور الأمثال الشعبيّة للبلدين  العراق ومصر , ومن يتامّل في المقارنة  قليلاً   بين  سلوكيّات سكنة  مناطق بغداد الشعبيّة أيّام زمان خاصّة  في مناطق الفضل والجعيفر والرحمانيّة  والحيدر خانة  وغيرها من أحياء بغداد القديمة  لاكتشف  ولتوصّل  إلى قناعة راسخة  مفادها أن  بغداد امتداد للقاهرة وبالعكس ! ويكفينا لو تامّلنا قليلاً في شخصيّة "عبّاس الحلو!" في رائعة محفوظ "خان الخليلي"  لعرفنا طبيعة سلوك  شعبي كلا البلدين , المطيرجيّة  فتاح الفال  الحلاّق  طريقة جلوس المرأة  المصريّة الملتفّة بالسواد!  طريقة شكواها المستمرّة اليوميّة من مرارة "الزمان" والبساطة المتناهية واستعدادها  التام لسماع شكاوى نساء الحارة المظلومات  مثلها  بـ"حضّهن"  العاثر  وبنصيبهن السيّء في الحياة !  واستخدام  المصري للفظة جنوب العراق  "هلبت"  مثلاً ! , ولا نريد  أن ندخل في التفاصيل أكثر في  الطبيعة المتشابهة  بين  "الصعايدة"  وأهلنا في الريف العراقي  فيكفي أن نورد  التطابق في لفظة "خشم!" مثلاً  لنعرف مدى تأثير  تعرّج إطلاق اللفظ  الذي يقف  كمانع  للإدراك السريع  لمدى التطابق  في رؤية  المحيط  بين الفرد المصري والفرد العراقي في كل شيء ! , وباستطاعتي تقديم المزيد  على صحّة  ما أذهب إليه في درجات التشابه بين الشعبين العراقي والمصري !  ,  أو  لنأخذ   ليبيا  مثلاً  ؛ ذات الشعب الحاد  المزاج هو الآخر والذي يرفض الاستعمار ويضحّي قائده بنفسه من أجل ذلك ؛ وبالضبط  كما ضحّى قائد العراق ! , ومن  عاش من العراقيّين  العارفين  بطبيعة  سكّان المناطق الغربيّة من العراق  أو طبائع العشائر العراقيّة في جنوبه  ثم عاش في ليبيا  سيجد مدى التطابق والتماثل  الكبيرين في السلوك  وفي العادات وفي غيرهما  من طرق التعامل مع مفردات السلوك الحياتي اليومي !  ...

 

ولا نريد هنا أن  نردّ  على  كل  ما كتبه  السيّد  الربيعي  أمس  في موقع  "الكادر" فالردّ  على مثل ما جاء به  من تصوّرات  لا تستحق الردّ أساساً  لكونها  نابعة من تهيّؤات  "لعاشق"  بعد منتصف الليل سرعان ما تطيّرها  من برج نافوخه خيوط الصباح !  ويكفي  الربيعي  ما  قاله بصريح العبارة , والتي  تلخّص جميع ما ورد  في مقالته وأراد أن يصل  بالقارئ  إلى ما أراد أن يوصله إليه ؛ من  أن البعث قد انتهى ! وإن  عودته للسلطة  من باب   "التهيّؤات"  !  وما تبقّى من الحزب  , بحسب تصوّره ,  قد تحوّل إلى  حزب إسلامي  على الطريقة  "الهاشميّة أو الدعوجيّة !"  فيكفي  ما قاله   الربيعي  وما يردّده  روّاد   ديسكو  وملهى الخضراء  عن البعث ليل نهار  "ولا يبتعد  الإيعاز الخضراوي للربيعي  عن التكليف بهذه المقالة  عن الردّ  بالمثل على قادة البعث من قبل خفافيش  المنطقة الخضراء بعد رفض قادة البعث  تلويث أياديهم  بأيادي هؤلاء الخونة والعملاء "  فيكفي  كل هذه الهجمات العسكريّة والإعلاميّة  من قبل المحتل وأعوانه  والتي تصاعدت وتائرها  مؤخّراً  ضدّ  البعث  وضدّ القيادة الشرعيّة الوطنيّة  بمختلف الأشكال  لأن  نستوحي منها  أنها  تهاجم  العراق  وكأن البعث  لا زال يحكم العراق ! , وتوحي  شدّة سعار هذه الهجمات ,  من دون أدنى شك أيضاً , على أنها  استحقاقات هاجس خوف  ورعب  وهلع  مستديم  يعيشه  قادة  الاحتلال  ويعيشه  أذياله  الخضراويّون  من قوّة البعث  المتصاعدة في العراق وفي الوطن العربي  ومن  صلابة وبأس  وصدق رجال البعث القادة الذين تمثّلت في تضحياتهم  التي شاهدها ويشهدها  العالم بأسره والنابعة  من  إيمان رجال البعث  بالتعاليم البعثيّة العظيمة التي آمنوا بها والتي  تجسّدت بأبهى صورها في الجهاد  في ساحات الوغى وفي المحاكم  الصهيونيّة  التي يتعرّضون لها , وكما توحي  هذه  التحليلات وكأنّها جاءت معبّرة  عن  احتقان  رعب  من شخص لا زال يطاردهم في منامهم  ولا زال يؤرّقهم  جميعاً  ويقض مضجع  بوش بالذات  ويقضّ  مضاجع أذياله  وكلابه  الأليفة , شخص  اسمه  صدّام حسين !  , ولكنّنا  مع كل ذلك  نقول للسيّد  الربيعي وهو  يصف دفاع العراقيين  بقيادة البعث  عن حدوده وعن النيّات والاعتداءات الفارسيّة والأميركيّة  المبيّتة  ضدّ العراق  بالحروب الرعناء التي  خاضها البعث  حسب وصف السيّد الربيعي  حتى ليتوقع المرء  من خلال ما كتب  السيّد الربيعي بما ليس من المستبعد لو كان  الأمر بيده  أو كان قد  وجد له منصباً مناسباً بين  كراسي معترك  قفص الخضراء ,  لطالب  هو الآخر , الربيعي نفسه , بتحميل  الشعب العراقي  التعويضات البالغة  مائة مليار دولار  كمستحقّات  "حرب  رعناء"   خاضها العراق  ضد  السياسيّون  المحنّكون  على النهج  الإسلامي الخالي من الدسائس والخسّة  الملائكيّون الذين  لم يتحالفوا مع الشيطان الأكبر  لابتلاع العراق !  وهي كامل  الخسائر , بحسب  تقديرات لاعب  "الطمّ خريزة"  السيّد عبد العزيز الحكيم  ,  التي  "تستحقّها"  إيران "الإسلاميّة"  الغير طائفيّة التي أرادت مصلحة العراق وشعب العراق  بتوصيل  الدين الإسلامي إليه  على طريقة  وليّ الفيء الخمسي  خميني ! , نقول للسيّد  الربيعي  عندما وصف  القيادة العراقيّة الوطنيّة بأنها دخلت حروب  رعناء ومغامرات  طائشة وما إلى  ذلك من أوصاف  طبيعتها  لا تخرج  عن  طبيعة الإدانة الصريحة  والواضحة  لها , أنّك  يا سيّد الربيعي  تؤيّد  ما ذهب إليه  حكيم المنطقة الخضراء ! فمن فمك  ندينك  ولم نتجنّ عليك ! ..

 

السيّد الربيعي وغيره من هم على شاكلته  , وكما  تبدو لنا  تحليلاتهم  المشكوك في نوايا  وبما جاء فيها  والغير مستندة على أيّ  سند أو وثيقة تثبت ما ذهب  هو  أو بقيّة الرهط  إليه   , ليست سوى  تهيّؤات  وظنون بنيت على أباطيل  تحمّل قادة العراق الوطنيّون  الحروب التي دافع  فيها  شعب  العراق  عن نفسه  ممّا يضع هؤلاء المحللين  على مفترق تهمتين  ,   فإمّا  أنّهم ,  الربيعي  وغيره ,  لم  يستوعبوا بعد كامل الاستيعاب طبيعة الصراع  بين الصهيونيّة العالميّة  وحليفتها الفارسيّة الصفويّة ذات التراث الثأري تجاه العرب  , وهذا  ما  درج  على التغافل عنه الكثير من الإعلاميّون العرب الذين امتهنوا الكتابة لمن يدفع أكثر ومن يسايرهم  في ذلك رغم  تحذيرات  الحكومات  العربيّة الوطنيّة منذ عقود طويلة  في سوريا أو في  الحقبة  الناصريّة وفي غيرهما من أقطار عربيّة كانت قد انتهجت التحرير وسعت إليه  ورغم  تحذيرات قادة العراق الشرعيّون عبر الإعلام العراقي الوطني  قبل الغزو الأخير للعراق  بعقود  من السنين خلت من مخاطر التحالف الفارسي الغربي ضد الأمة العربيّة خاصّة أبان  حركة الالتفاف الاستعماريّة الغربيّة المريبة على الشاهنشاهيّة  في إيران واستقدامهم  خميني إلى رأس السلطة الإيرانيّة  وسط تهليل الكثير من الأقلام  المحسوبة على أمّة العرب  إن لم نقل جميعها  ضاربة عرض الحائط   أصحاب تلك الأقلام  المغزى من هذا التغيير دون تمعّن وضاربة  بعرض الحائط  دون مراجعة للنفس دعوات قادة البعث في العراق  للحذر  من هذا الالتفاف  ولكنها تعمّدت  تجاهل  جميع  النداءات  العراقيّة , ومن هذه الأقلام ما  زال البعض منها  ينبض بذلك التهليل  ويرفس على وقعه إلى الآن  وحتّى هذه اللحظة , وعلى رأسهم  الأستاذ هيكل ! , وما الصراع المصيري بجميع أبعاده  الدائر على أرض العراق الآن  بين  شعب العراق الطامح للانبعاث من جديد  "هل نسينا التفاف الشعب العراقي المتعطّش للبطولة  آنذاك  من أقصاه إلى أقصاه  وبكافة شرائحه وأطيافه وإثنيّاته  وأعراقه  حول  عدنان القيسي  باعتباره  رمز  لبطل كلكامشي قادم! وذلك يؤكّد رغبة العراقيين في الانبعاث من جديد" وبين  الصفويّة واليهوديّة المتصهينة  وحليفتهما  الإنجليكانيّة  المتعفّنة  إلاّ دليل مؤكّد  على القراءة البعثيّة الصائبة  لهذا  الصراع  والذي ثبت أنه صراع  وجود  لا صراع  محبّة  أيّهم  أكثر  ولاءً  لآل البيت وهيكل سليمان ولبحيرات  دماء هرمجدون ! ,  أو أنهم  , السيّد الربيعي  ورهطه ,  لديهم أجندة  خاصّة  بهم   تحمل الكثير من صبغة غريزة  رفض  تنمو وتورق  وتثمر  حسب التوقيت المناسب وحسب  الظروف المناسبة  ثم  تهفو  بانتظار لحظة  توقيت مناسبة أخرى !  ...

من هنا , وبعد الانتصارات العظيمة  التي سطّرها مجاهدو البعث  ومجاهدو  بقيّة  جيوش وفصائل القوى الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة على جيوش الغزو كافّة , وبعد أن  تألّق اسم البعث على شفاه  العراقيّين الأصلاء  وتلهج  بالاعجاب الشديد له جماهير الأمّة العربيّة  ويلمع اسمه في عيونهم  بعد ما رأوا صمود  رجال البعث الاسطوري في وجه جميع  قوى الحقد والنهب  العالميّة  وبعدما  رأوا  ( أراجيح البطولة ) وهي  تهتزّ  بأعناق  أشدّ رجال البعث ضراوة على  الغزاة وبعد أن رأوها  وهي تهتز بعنق حادي ركب العراق والأمّة  قاهر الصفيونيّة  صدّام   , نستطيع أن نقول وبكلّ فخر أن البعث  يزداد اتساعا  وتزداد  شعبيّته أضعافاً مضاعفةً بطول الوطن العربي وبعرضه وتزداد قناعات العراقيين  به  كقائد ضرورة لمراحل النهوض العربيّة المقبلة  وتزداد قناعات  الجماهير العربيّة  يوماً بعد يوم  بالبعث وبمنهج البعث وتزداد معها تطلّعاتهم له باعتباره القائد الحقيقي  لمسيرة نهضويّة عربيّة  شاملة  ترافقه  كتفاً  بكتف  باقي التنظيمات العراقيّة والعربيّة  من قوميّة ووطنيّة وإسلاميّة حقيقيّة  من  التي تهمّها مصلحة  العراق  ومصلحة العرب  ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٥ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م