بقر مجنون وطيورحبّ تصيبها الكآبة وإنفلاونزا ورَشَح  يصيب الهاجع والناجع

والنايم على صرصور '' ودنو ''

 
 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

نظراً  لخطورة  "البنج"  أو المصل المضاد  المتكوّن   من أنواع "القنزونزات"  من الإفلونزات وأنواع الجنون ومختلف أنواع  القنابل  المسيّلة للدموع والقنابل المثيرة للاعجاب  وحبوب الضحك والدغدغة  ولقاحات  الكذب والفرفشة  المستخدمة  في معالجة الأزمات المستعصية ـ أزمات بيئيّة وسياسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة ـ  كان آخرها  قنزَوَنزَه  الخنازير,  من التي تخلّفها  الدول الاستعماريّة الغربيّة  بعد مغامراتها الإجراميّة  , سواء  كانت تلك  المخلّفات التي كانت تنحصر شرورها في أفق  يكاد  يكون ضيّق في داخل كل مستعمرة من المستعمرات القديمة , كمستعمرات بريطانيا وفرنسا  في آسيا وأفريقيا , أو المستعمرات القديمة نفسها  الموروثة  حديثاً  كابراً استعماريّاً  عن كابر  , كمحميّات الخليج العربي  وأرض بيت الله الحرام  مثلاً  , مع زيادة  بأضعاف أضعافها ,  وتحت أسلوب  ـ الحروب ذات القوّة من طرف واحد ـ   والتي  ورثت  بها  الولايات المتّحدة الأميركيّة مع  إضافة القواعد العسكريّة تحت بنود تأجير الأراضي والحماية من الأخطار الخارجيّة  ثلاث أرباع  مساحة كوكبنا الأرضي  مضاف إليها  "الاتفاقيّة الأمنيّة"  التي تآمر وفقها  الصفويّون أعداء الشيطان الأكبر بيع العراق  أرضاً وشعباً  للغازي المجرم  الأميركي قام بتوقيعها  نيابةً عن  دولة الفقيه , دولت المحتل  "المالكي" كي  يصبح العراق مثل  اليابان ومثل ألمانيا  وبناءه المعماري  يصبح مثل  ناطحات مستعمرة دبي ! ؛ كان  لا بدّ  وفق هذه الخطورة , مساهمة  جميع الأقلام الشريفة  من ذوي الاختصاصات المختلفة  للمشاركة  في  كبح  جماحها  قدر  المستطاع  , بحسب رأيي ,  لإشباع  قضايا "لفت الأنظار" هذه  التي عادةً ما درجت الدول الاستعماريّة  على انتهاجها تمارسها إعلاميّاتها  للتغطية ثمّ  لتحاول لملمة ما تزرع  إعلاميّاً خوفاً  من أن تطال حيثيّاتها فيما لو  قيَض لها من يفضحها  اللغط الشعبي , وحصرها  فقط  في إعلام الإثارة والرعب ,   وتناولها  بالكثير من التحليل والنقاش برأيي  ضروري جدّاً  كي  تأخذ  مداها  وتتوسع شعبيّاً  وعلى كافّة المستويات  بما  سيعرّي مستقبلاً  عمليّات الجرف والدهشة الجانبيّة والانبهار اللحظي  التي  تستخدمها  وسائل الإعلام الغربيّة المهيمنة على العالم  والتي تعمل  ليل نهار  على فك أيّ  اشتباك  قد  يحصل  بين الجمهور  والحقيقة ... ولهذا  جئت بهذه المساهمة المتواضعة  كجزء بسيط جدّاً  لتناول  طبيعة عمل ماكنة  الإعلام الغربيّة في مضمار الخداع البصري OP-ART لتمرير ما  عجز عن تمريره  وكان آخرها  "إنفلونزا الخنازير" ! ..

 

أسلوب  الصنعة  يدل على جهة الصنع  أو شخص الصانع , ولله المثل الأعلى ؛ فوحدة  أسلوب  صناعة الخلق  "للمتأمّل"  كما هو معروف تدلّ على  وحدانيّة الخالق , وكذلك , ففي حياتنا العمليّة هنالك الكثير من  هذه الدلائل  التي  تتّخذ طبيعتها هذا المنحى وهي بالتالي  منحة إلهية  لحكمة  ارتضاها  "فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي  "الحجر : 29".

 

والخبراء  المتخصّصون  "المتأمّلون" في المهن والصناعات والحرف على اختلافها  من التي  نمارسها في حياتنا الطبيعيّة  في عصرنا الحالي مثلاً  لهم قوانينهم  التي باستطاعتهم من خلال منظوماتها الخاصّة تمييز عائديّة  هذا العمل  لهذا الطراز المعماري أو ذاك  أو لهذا اللحن  الموسيقي أو ذاك أو هذا العمل  لهذا النحّات  أو هذه الكتابة  لذاك  الخطّاط  ,  فيقال  على سبيل المثال  "هذه من مدرسة  الواسطي في الرسم" , أو تلك  من الأساليب الألمانيّة  في شقّ الأنفاق ,  وهذه من الصناعات التي انتهجت  أساليب الهندسة  العكسيّة العراقيّة  أو تلك من أسلوب أو من مدرسة  صناعة السيما  الأميركيّة  , وتصل الخبرات مجالاتها في التوسّع  والدقّة  في التمييز  تصل  إلى مستويات عالية جدّاً في الكشف  بحيث  توصّلت  إلى القدرة  في أساليبها  على  ترسيم خرائط استدلال مشابهة  لخارطة البصمة التي تميّز كلّ واحد منّا ! كما في تمييز  التواقيع الشخصيّة وفرزها من بين  المئات المزوّرة لها ! ...

 

 ولنأخذ التصوير السيمائي , باعتباره الجزء الرئيسي من مكوّنات  لغة المخاطبة  العالميّة في هذا العصر التقني الإلكتروني التكنولوجي الهائل ومقدّمة ماكنة  تسيير عقول الناس في صناعة الإعلام المخادع , فيقال هذه مدرسة تصوير  فرنسيّة , أي الرؤية المنعكسة للخزين الثقافي الجمعي الفرنسي  الذي طبع بالتالي  اختيار الزاوية  التي أجبر متخصّصوا صناعة الإخراج السيمي الفرنسيون أو مديروا التصوير لأن يروا العالم والمحيط  من خلالها  ,  أيّ من خلال ذلك الخزين المعلوماتي المهضوم في ذاكرتهم , أي أن يروه  "من زاوية فهمهم العام  للمشهد" المراد تصويره , وكذا المدرسة الإنكليزيّة أو الروسيّة أو الألمانيّة  " أقصد  هنا صناعة السينما في ألمانيا قبل خسارتها الحرب العالميّة الثانية" وكذلك  , وهنا  جزء من بيت  القصيد  في هذا الموضوع ,  المدرسة  الأميركيّة في التصوير السيمي , إذ أن من المعروف  أن لهذه المدرسة أو لهذا الأسلوب  طابعاً مميّزاً في تغطية المشهد  السيمائي المراد  تصويره , فهو يعتمد الشموليّة والدخول لتفاصيله  "من بعيد"  وبخطوات  اقتراب  متسارعة  تبدأ مع دوران الكاميرا  بدائرة  واسعة جدّاً وشاملة  وبلقطة واحدة  دون قطع  حتى  يستقرّ  "الزوم"  على  "عنصر السيادة"  المراد  تسليط الضوء عليه  لذلك  تستخدم في عمليّة التصوير هذه  مختلف الوسائل  المعقدّة  والشاهقة الارتفاع  لتثبيت  كادر التصوير عليها  تصل  بارتفاعاتها أحياناً  باستخدام الطائرات المروحيّة في التصوير!  , وهذه  "الرؤيا"  الأميركيّة  نابعة من دون أدنى شك  من جهاز تثقيفي شمولي  "استهلاكي غير مهضوم !"  متجذّر في  ذات الأنا  الإنجليلكانيّة  بحب امتلاك كل شيء لا تحدّ  طموحاتها حدود ولا يردعها  رادع , وهي  رؤيا تصويريّة "تذكّرنا بالطموحات  الحقيقيّة التي تقف خلف ولاية الفقيه!"  نابعة من الهوس في الامتلاك تحت عبائة الخُمسْ  والنذور وصكوك الغفران  ومفاتيح الجنّة   للسيطرة الشاملة على  كامل مقدّرات كوكبنا الأرضي ! , وتشخيص هذه الحالة  المرضيّة "الأميركيّة"  أمر غاية  في السهولة ويعلمها الجميع , فبمجرّد  إلقاء نظرة  على أشكال  بيوت الشعوب الأنكلوسكسونيّة سواء في مغتصبة قارّة أميركا أو المغتصبات في  أستراليا أو نيوزيلندا  ذات المساحات  الكبيرة  في البناء  وذات الحدائق  الواسعة  الخالية من الأسوار والمنفتحة على العالم ! أو إلقاء  نظرة  على نوعيّة سيّاراتهم  الضخمة  ذات "السلندرات" العديدة  التي تنهب  محرّكاتها وقودها نهباً  نستطيع تكوين فكرة  عامّة  عن هذه النزعات الجائعة المحتقنة والمشحونة بالتعاليم الدينيّة الزائفة  في ذات كل منهم  وطريقة البذخ  البالغة الإسراف والتي  طالما  كان  يتفاخر "المتديّن كليم الربّ بوش !"  الدفاع  عنها  واستعداده لخوض الحروب  "ضدّ الإرهاب"  من أجل استمرارها  واستمرار  بقاء الأميركي  كالحصان الهائج  الدائم العلف  من دون أيّ اعتبار ! وهذا الأمر ينسحب ممّا لا شك فيه أيضاً   وكتحصيل حاصل على صناعة الشرور  التي   تنتهج  طرقها وأساليبها الدول الاستعمارية  كطريقة الكذب أو أسلوب النفاق أو أسلوب  المراوغة  أو أساليب اتّخاذ المبرّرات  أو طرق  إلقاء التهم  لشن الحروب على الدول  الصغيرة  المكتنزة ,  فجميعها  متشابهة  الأسلوب  ومتخرّجة  من مدرسة واحدة  وتدلّ  لمتتبع  الأثر  أنها قد تحوّلت  إلى طباع ربّما استقرّت في جينات أصحابها الوراثيّة !  و "أبو طبيعة  إسأل  على سلامته !" كما يقول المثل الشعبي العراقي الدارج  , وها هي  نهاية  أصحاب الطبع الرِدِيّ  دخلوا في أنفاق مظلمة صنعوها بأيديهم  لن يخرجوا منها  إلاّ بعد  دخولهم عصر نهضة جديد , لا يأخذ من الوقت بضع مئات من السنين  كما المرّة السابقة , بل هذه المرّة  قد  يمتد  بهم الانتظارآلاف من السنين  قد  تصل  إلى دهور حتى تتخلّص  الكرة الأرضيّة  وتغتسل  تماماً من إشعاعاتهم النوويّة ! ..

 

 أسلوب تنفيذ الجريمة أيضاً , فهو يدلّ على اتّهام من قام  بالجرم ساعة ما يتم إلحاق أسلوب تنفيذها  بما  تجمّع من أدلّة  متشابهة نفّذت  بذات  الأسلوب !  وعادة  ما  يترك المجرم المحترف  الواثق من نفسه , إشارة  خاصّة به  كعلامة تحدّي منه  للمحقّقين الجنائيين  نجد  آثارها  في القصص الوهمي القديمة  "أرسين لوبين  وشارلوك هولمز"  وتلك القصص وغيرها برأيي  تعبّر عن الهاجس العام  لتوجّهات إدارات تلك الدول الاستعماريّة التي  تحرص  دوماً  على محو آثار جرائمها في الدول المُستعمَرة !  وكذلك أساليب عمليّات غسل الأدمغة والأموال فهي ابتكارات غربيّة  إستعماريّة  بكلّ  تأكيد , ولا تخلوا العمليّات  المنتظمة في نشر الأمراض الحديثة من  البصمة  الاستعماريّة  التي  تقف ورائها ! , باعتبار أن ظاهرة هذه  الأمراض  كما يقرأها المتخصّص ,  صناعات مختبريّة مخابراتيّة  تنفّذ بفعل  فاعل  وكما تشير جميع الدلائل إلى ذلك ,  كالآيدز  مثلاً , مصلحة انتشاره  اقتضت أن يلهي "الرعيّة" به  لحين ما يلملم ويمحو آثار الجريمة الرئيسيّة ,  حتّى إذا ما حلّت كوارثها  على الرعيّة وهم  لازالوا مستنفرين من رعب  المرض  يكون اتجاه  ذهنهم الجمعي  قد انتقل  نحو الكيفيّة التي  سيواجهون بها  تلك الكوارث  التي  لا يعلمون  ساعتها  من أين  قدمت عليهم ! , كالنتائج التي أدّت لاستلام خميني التاج من الشاه على شكل عمامة ! أو  كالسقوط  الفعلي  للاتّحاد السوفييتي وتفكّكه مثلاً !  ومن هي الجهات المسبّبة  لكل ذلك , فلتلك  خبرائها الذين سيشبعون  الإعلام آنئذ  نظريّات وآراء جديدة  لم تخطر على بال ! ...

 

انفلونزا  الطيور رؤية عدسة  تصوير إعلاميّة  انطلقت بدوران قطر مساحة واسعة  ومن ارتفاعات شاهقة  يقف ورائها جهاز  هضمي  شمولي  يحاول الطيران  والتحليق والهبوط  فوق كل زاوية من العالم ,  ولا  يبتعد المرض الجديد  المسمّى  بإفلونزا الخنازير  ولا تخلوا  طريقة انتشاره المفاجئ  وعمليّة تسليط  الضوء الإعلامي  عليه  وبتلك السرعة الكبيرة  التي  غطّت  العالم  بأجمعه  وبسرعته  الفائقة  في دخول  "الزوم"  على  ما يراد  تثبيت الصورة عليه , لا  يبتعد  المحيط السياسي  الأميركي الذي استدعى  لتثبيت  عدساتهم التصويريّة  عليه  كما في إنفلونزا الطيور  ومن قبله  جنون البقر !  وبالضبط  كما ثبّتت من قبل جميع عدسات الإعلام العالمي  على  المسرحيّة الزائفة  في إسقاط  رمز عراقي عروبي  رسالي  عظيم  وسط  بغداد  للتغطية على  مفاجأة  الفخ  الذي  وقعت فيه الجيوش الأميركية  وسط  مستنقع  صحوا  وسطه  جنودهم  وآليّاتهم  وطائراتهم وهي  تتناثر أشلاء ممزّقة  ومنصهرة  وملتصقة ومتفحّمة  جرّاء  تفجيرات العبوات الناسفة  والقذائف الصاروخية ومدافع الهاون وإطلاقات الرشّاشات المتوسطة والثقيلة والخفيفة  التي تقود عمليّاتها المقاومة العراقيّة  وتفتك  بهم  وتذيقهم الويل والثبور ,  في حين  كان العالم  منشغل  ساعتها  ولا  تسقط أنظاره  إلاّ  فقط  على تلك المسرحيّة المهزلة ويتحدّثون بها أيّام وأسابيع  وأشهر بينما جيوشهم  تحت رحمة ضربات  رجال العراق الشجعان  الأشاوس !  ...

 

فبعد  مجموعة سلسلة  التفجيرات ـ نايروبي  المدمّرة كول المركز التجاري  الانتحار الجماعي لبعض الطوائف الدينيّة المستحدثة  الخ ـ   للمنمعّن  يجدها نابعة من  رغبات  مصدر واحد لأنها اتّخذت  شكلاً واحداً ؛ أتت  بعدها  سلسلة  أمراض  ـ إنفلونزات وجنون ـ  جميعها  في غاية الخطورة  نابعة من رغبة  خطّطت  لهذه السلسلة  "المسيطر على خطورتها !"  لابد وأن  تكون  نابعة من مصدر  واحد أيضاً ! , فهي سلسلة  "أمراض" غلبت عليها  الإنفلونزا  كما  غلبت  سلسلة  التفجيرات على سابقتها مع  البدايات الأولى لمشروع القرن الواحد والعشرون الأميركي ! ...

 

فاحتلال العراق أكثر ما  أصاب  بالصدمة  عراقيّا وعربيّاً  وإسلاميّاً هم ذوو الاختصاص  على اختلاف مشاربهم  لا  لشيء  إلاّ  لأنّه  حلّ ضيفاً  ثقيلاً  على مختلف مجالات  اختصاصاتهم ! ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٠ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م