مضحكات المضبعة الخضراء في سنتها السابعة

 
 
 

شبكة المنصور

جاسم الرصيف

في سنتها السابعة من عروض المضحكات المبكيات يقول نائب رئيس الوزراء برهم صالح في فقه توريط شركات  الإستثمارالأجنبية : ( الأمن والفساد يعرقلان تدفق الإستثمارات للعراق ) !! وأظرف ــ بالفاء لا بالطاء ــ ماهطل من ( عبقريته ) ــ بلا حسد ــ  في مجال مقارنة حكم المضبعة الخضراء بمرحلة ماقبل الإحتلال قوله : ( ورثنا بيروقراطية كبيرة ) !! .

 

واذا كان المضحك في تصريحات برهم أنه يثنّي على تشخيص رئيسه نوري المالكي في أن الفساد هو الشمّاعة المثالية لتعليق فشل المضبعة الخضراء ، فإن الأظرف ــ بالفاء لابالطاء ــ هو تأكيده لحقيقة أن : ( حكم القانون ليس بالشكل الذي يجب أن يكون عليه ) ، ولكن الظرافة التي تمسح كل ظرافات المضبعة الخضراء بجملة واحدة تتجلى في قوله : ( نتقدم على الطريق الصحيح ) .

 

وفي بوتقة تحليل مضحكات الخضراء نجد :

 

أولا :من المعروف أن مفردة ( الأمن ) توصّف أمن الأفراد في مجتمعاتهم وأمن ممتلكاتهم الشخصية والعامة ، ومنها طبعا الثروات الطبيعية للبلد ، وأمن الحكومة التي لابد أن تكون وطنية ، ووجود قضاء مستقل . ولكن من خرق كل هذه المحرمات ومازال يخرقهما رسميا ؟!

 

( البيروقراطية ) التي ورثتها المضبعة الخضراء كانت قد وفرت للمواطن الأمان قبل الإحتلال في ظل حصار دولي دونيّ  بشع ، فمالذي وفرته المضبعة الخضراء ؟! ستة ملايين بين مهاجر ومهجّر يمثلون ربع الشعب العراقي مع أكثر من مليون قتيل وعلى أيادي فرق الموت التابعة للمضبعة أجنبية ومحلية !! . فعن أي ( أمان  ) يتحدث برهم ؟! وعلام الشكوى من أمن كانت نجوم المضبعة قد ساهمت مع دبابات الغزو في خرقه أولا ؟! .

 

ثانيا : ردّة الفعل من مواطن عراقي رافض لإحتلال بلده هو أن يخرق أمن قوات الإحتلال ومنظومات عمالتها . هذا حق المقاومة الوطنية الذي تعترف به كل شعوب الأرض وكل شرائع الأرض والسماء ، وهنا تتخلص مفردة ( الأمن ) من شبهات التضليل على معني يشير الى خندقين : أمن قوات الإحتلال ، وأمن شعب يقاتل من أجل تحرير نفسه من مجرمي حروب.

 

الأمن الذي تبكي من أجله المضبعة الخضراء ونائب رئيس وزرائها هو أمن قوات إحتلال الذي لن يستقر قطعا مادام هناك شريف عراقي واحد قادر على مقاومة الإحتلال ، ومادام هناك جندي إحتلال واحد وعميل احتلال واحد على أرض العراق ، فمتى يفهم هؤلاء المحاصرين في سياراتهم المصفحة ومضبعتهم الخضراء هذه الحقيقة الأمنية ؟! والى متى يتباكون من جريرة عمالاتهم للأجانب ؟! .

 

ثالثا : وفي الحديث عن أمن الممتلكات شخصية وعامة ، الذي إخترقته ومنذ لحظة وصولها بغداد على دبابات أجنبية نجوم المضبعة الخضراء يحتاج المرء الى مجلّد من الفضائح المخزية التي وثقتها وسائل إعلام أمريكية وأوربية ، ليست قومجية عربية ولا إسلامية شوفينية ، حيث تحوّل من كان يعيش على ( ولفير) الضمان لاجئا في أوربا وأميركا الى مليادردير من سرقة الأموال العامة للعراقيين على مجرد إمتياز بسيط واحد: عميل .. جاسوس ..  شريك في مايسمّى اليوم ( العملية السياسية ) !!.

 

واذا شاء برهم ورئيسه المالكي ومرجعياتهما في واشنطن وطهران شيئا من هذه الفضائح المخزية من عالم القرصنة الذي أسس له عملاء واشنطن وطهران وما يدعى بكردستان ، ممّن يحكمون عراق اليوم ، فليبشر بأنها جاهزة ومعدّة ليوم حساب عسير، عاجل أو آجل ، لكل من نهب من ثروات العراق ، فعلام يشكو من وزر ساهم هو وغيره في التأسيس له ؟! .

 

رابعا : واذا كان من حق القبائل المنسية في مجاهل هذا العالم أن تتحدث عن ( قانون ) يحميها ويؤهل أفرادها لعيش آمن فإن حكومة المضبعة الخضراء ومرتزقتها هم آخر من يحق له الحديث عن قانون يحميهم ويحمي مصالحهم الدموية في العراق وخارجه ، لأنهم أول من إخترق كل القيم والقوانين عندما تواطأوا مع أجانب على إحتلال بلدهم .

 

ومن ثم صار من الطبيعي أن يقوم المواطن العراقي بخرق كل القوانين التي وضعتها ، وقد تضعها ، حكومة نصّبت بقوة إحتلال أجنبي بدئا من دستور بريمر الذي رسم ( الطريق الصحيح ) لعملائه من خلال تقسيم البلد الى حصص طوائف وعصابات عنصرية نزولا الى كل القوانين الأخرى التي رسمت الطريق الصحيح لقرصنة ثروات البلد وقرصنة قيمه الأخلاقية .

 

يا سيد برهم

لاأمان لمحتل .. ولاأمن لعميل .. تذكر تلك الحقيقة .. ودمت ( صالحا ) لمن إستخدمك نائبا لرئيس لايمتلك شيئا من هذا البلد غير ما إقترفه من خطايا بحقه .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٣ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م