صناعة أفلام السينما الإيرانية بين الظاهر والباطن !

 
 

شبكة المنصور

محمد المولى
المتابع للثقافة الإيرانية يخرج بانطباع عمقها ألتأريخي الطويل الضارب في جذور الحضارات المتعاقبة وما تمخض عنها من علوم وفلسفة وأدب وجسد كل ذلك ظاهرة صناعة السينما الإيرانية بكافة تفاصيلها الأكاديمية والعملية بفضل الوعي الثقافي والاجتماعي الإيراني الذي بنى خلال سنوات مضت ما زالت تحمل طعم الإبداع الكبير في مواجه التردي في مفاصل طبيعة الحياة الذي شهدته جمهورية إيران على مختلف الأصعدة برغم سابق عهدها في حيازة اكبر مكتبات الشرق الأوسط المحتوية على أشهر الأفلام السينمائية إلا أن ما يميزها ألان شكلاً ومضموناً قصورها على أفلام تتحدث عن السياسة والاستخبارات ذات توجهات مؤدلجة تستهدف المواطن البريء الذي اكتسب جنسية هذا البلد أو ذاك مثلما تخدم كوسيلة رخيصة لتحقيق هدف محدد ضمن خطة لتسويق مبادئ ما تسمى (الثورة الإسلامية) وتطلعاتها المحمومة للتصدير إلى دول المنطقة! وكانت بطلة آخر أفلام نظام الولي الفقيه صحفية إيرانية الأصل أميركية الجنسية اسمها (ركسانا صابري) اتهمت مؤخراً بالعمالة لصالح واشنطن مع تذكير إنها ليست الأولى في إلصاق صفة الخيانة لبلد أجنبي ولم تكون النسخة الأخيرة في هذا السياق بحسب ما يطبع السياسة الإيرانية وتوجهاتها المتطرفة التخوينية إذ تعتمدها نظام طهران كلما حوصر وضيق عليه الخناق على يد المجتمع الدولي خصوصاً من قبل البلدان التي تنبذ التمثيل الدبلوماسي مع طهران لتسارع إلى افتعال أزمة من أي نوع مع مواطني تلك الدول لغرض فتح قنوات مباشرة لحسم غالبية الأمور العالقة بين الطرفين!


وفي هذا السياق أطلقت محكمة إيرانية بالعقوبة على الضحية (ركسانا صابري) المتهمة بالعمالة لصالح أمريكا بالسجن في بادئ الأمر ثلاث سنوات وردت الإدارة الأمريكية على الحادث بالقول إن الاتهامات التي طالت صابري ملفقة وليس لها أساس الصحة على ارض الواقع ما أثار غضب طهران وبادرت إلى تشديد حكم سنين العقاب..

 

والمراقب لحيثيات قضية صابري خلص إلى الاستنتاج يفيد بمحاولة إيران لاستغلال مشكلة مفتعلة لتحقيق دوافع ذات أهداف محددة تدركها الإدارة الأميركية ولم تعد أساليبها تنطلي وتمر حتى على المواطن الإيراني البسيط ما يتوجب تذكير الملالي باستحضار دروس التأريخ الحافل بالعبر ووضع أبناء الشعب الإيراني فوق كل اعتبار وضرورة عدم اللعب بأوراق (التقية) المهلهلة بهدف التلاعب بحياة البشر واستخدام أساليب قذرة لا إنسانية بغية تحقيق أهداف سياسة باتت مكشوفة وانتهت مدة صلاحياتها منذ زمن طويل!

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٠٤ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / نـيســان / ٢٠٠٩ م