لمناسبة الذكرى السادسة لانطلاقة المقاومة العراقية الباسلة
( المدار ) تنفرد بلقاءات حصرية مع قادة فصائل الميدان المقاوم هؤلاء من أذلّوا جيوش الاحتلال وجعلوها تتوسل الانسحاب !

 

 

شبكة المنصور

المدار / خاص
ورث العام السابع من الاحتلال الأمريكي للعراق عن أسلافه الستة الماضيات مئات الأسئلة ودوائر الاستفهام التي أفضت إلى مسببات التغيّر المفاجئ الذي حدث في الاستراتيجية الأمريكية، إلى حدّ أن إدارة باراك أوباما قررت الانسحاب من العراق وبأسرع مما توقع الآخرون، جراء استغاثة قادة جيوشه الميدانيين بضرورة الانسحاب لانعدام القدرة على المواصلة والمواجهة بمزيد من القتلى بين صفوف جنودهم فضلاً عن الخسائر الهائلة في معداتهم، بيد أن أحد قادتهم اعترف منتصف الشهر الماضي بأنهم يتعرضون إلى أكثر من (700) هجوم أسبوعياً، أي بمعدل (100) هجوم يومياً في جميع أنحاء العراق.

 

ترى أية قدرة قتالية عالية هذه التي تحقق مثل هذا العدد من الهجمات والتي على أثرها خرج أكثر من ثلث الجيش الأمريكي من الخدمة بين قتيل وجريح ومعاق نفسياً إذا ما قارنا بين إمكانيات المهاجمين الذاتية والآلة الحربية الأمريكية الفتاكة ؟!


أي نوع من الرجال أولئك الذين يذيقون الاحتلال وقواته مرَّ الهزائم؟! ولامن وسائل إعلامية كافية تنقل فعلهم البطولي إلى الناس جراء التعتيم الإعلامي الذي تفرضه القوى المهيمنة على وسائل الإعلام العالمية، وبالتالي فإن ما نعرفه عن أولئك المقاتلين نزر يسير لا يوازي فعلهم الميداني الحقيقي، فضلاً عن الصعوبات الأمنية التي تحيط بطبيعة نشاطهم وما يتطلبه الأداء المقاوم من سرّية في الحركة والإعلان، لكن أسرة (المدار) وبمنهجها الإعلامي المعروف ككتيبة إعلامية مقاومة اخترقت بمحبة هذا الجدار، والتقت كوكبة ممن يمثلون الطيف العراقي المقاوم بفصائله المسلحة، الوطنية والقومية والإسلامية، عبر لقاءات حصرية تجري للمرة الأولى على الصعيد الصحفي للتعريف بفصائلهم وبدورها الجهادي والقتالي الذي تؤديه.


أرعبوا العدو وأقضّوا مضاجعه
محطتنا الأولى كانت مع القيادة العليا للجهاد والتحرير، وهو تشكيل مسلح يضم أكثر من (36) فصيلاً من مختلف الأطياف الوطنية والقومية والإسلامية، وفيها التقينا الدكتور كنعان أمين، الناطق الرسمي باسمها، الذي بادرنا بالقول: (مقاومتنا للمحتل ومعركتنا معه ليست جديدة، بل بدأت منذ سنوات طويلة، وقد تنوعت المواجهة في مراحلها وصفحاتها وأشكالها وأدواتها، وفي الفترات التي سبقت 2003 استخدم العدو الإمبريالي قوى محلية من داخل العراق والأمة أحياناً، وفي أحيان أخرى استخدم قوى إقليمية لتقاتلنا نيابة عنه، وحين فشلت أدواته المحلية والإقليمية في إيقاف مسيرة العراق النهضوية دخل العدو الأمريكي ساحة الصراع والقتال مباشرة، وحشد ما حشد من قوى كبرى، وقاد الغزو والاحتلال بنفسه... حيث تنوعت صفحات المقاومة ضد الغزو والاحتلال.. أولى صفحاتها كانت المواجهة الرسمية حين تصدت القوات المسلحة الباسلة للغزو الأمريكي عبر تشكيلاتها النظامية، ثم تداخل مع هذه الصفحة انطلاق المواجهة الشعبية ضد الغزو، وحصل الاندماج الشعبي والرسمي والعسكري فوراً، وبدأت فيها تشكيلات شعبية منذ الأسبوع الأول للغزو كما خططت القيادة وكما هو في استراتيجيتها، وشاركت فيها تشكيلات شعبية ومتطوعون لتنفيذ عمليات استشهادية، كما شاركت في التشكيلات الأولى للمقاومة الشعبية ماجدات العراق، ونفذ بعضهن عمليات استشهادية كانت أولاها العملية البطولية التي نفذتها اثنتان من ماجدات العراق في بغداد في اليوم الثالث للاحتلال، وتلك التي نفذتها ماجدة عراقية أخرى في مدينة الناصرية جنوبي العراق، أما الصفحة الثالثة من معركة الحواسم فهي استمرار المقاومة ومواصلة المعركة حتى تحرير العراق الشامل والعميق وتحقيق أهداف الأمة في الوحدة والنهضة بإذن الله القوي العزيز).


جيش النقشبندية : المقاومة هي المنتصرة
وعن سؤال وجهناه للدكتور صلاح الدين الأيوبي، الناطق بلسان رجال الطريقة النقشبندية، حول دور ضباط وكوادر القوات المسلحة العراقية السابقين في المقاومة، أجاب: (ضباط الجيش وقادته وآمروه ومقاتلوه يؤدون دوراً بطولياً وحاسماً في مسيرة المقاومة، فهم بالإضافة إلى دورهم الجهادي القتالي الخاص عبر تشكيلاتهم الرسمية، من فرق وألوية وأفواج وفصائل تحت راية القيادة العامة للقوات المسلحة، نجدهم موزَّعين على فصائل الجهاد الأخرى، ويعملون فيها قادة ميدانيين ومخططين وفنيين ومطوِّرين لأغلب أنواع أسلحة المقاومة. إنهم يمثلون روح المقاومة وسر إبداعها ودقة أدائها وانتصاراتها.. لقد أرعبوا العدو وأقضّوا مضاجعه).


وعن خصوصية المقاومة العراقية وكيف استطاعت أن تقاتل المحتل في مناطق مكشوفة وجبلية فصمدت بوجه آلته العسكرية قال المجاهد أبو مجحم، قائد جيش تحرير العراق: (اعتمدت المقاومة في هذا الإطار على مبادئ وقواعد الحروب الشعبية وحرب العصابات بعد تطوير في أساليبها وتكتيكاتها القتالية فيها، وأبدعت في عملياتها التعبوية والعمليات الخاصة، والأهم أنها طوعت البيئة العراقية لخدمة الحرب الشعبية، لقد طورت تكتيكاتها عبر الممارسة حسب مبادئ ''اظهرْ بسرعة، واضرب بسرعة، واختفِ بسرعة'' و''أهل مكة أدرى بشعابها''، واستثمارها إلى أبعد الحدود، فضلاً عن استخدام ''عوامل الزمن والأرض والمناخ على امتدادها، والتنقل بسرعة في أداء العمليات في ميادينها حيثما تتوفر ثغرة وتتوافر فرصة لمقتل للعدو حتى تكون الأرض كلها لنا ويكون الزمن كله لنا''، إضافة إلى متابعة وملاحقة خطط العدو المحتل وتكتيكاته ونواياه وأهدافه، وما يستجد عنده من وسائل ومستلزماتها وإمكانات، بالدراسة والتحليل والاستنباط لمواكبة المستجد لديه والتصدي له بجديد مستنبَط من عندنا، فقد ابتكرنا واستنبطنا وسائل وطرقاً جديدة وغير مسبوقة في حروب التحرير الشعبية أو حتى في علوم المتابعة الاستخبارية والمخابراتية للعدو المحتل وعملائه، مما أتاح لأبطال المقاومة فرصاً جديدة وكبيرة لاستهداف العدو ومفاجأته من حيث نوع العمليات وحجمها واختيار المكان وتوقيت الزمان وطبيعة الهدف ونوع المستهدَف، ولا أستطيع التفصيل أكثر في هذا الأمر للضرورات الأمنية التي أبقت المقاومة ورجالها وقيادتها سراً مطلسماً بالنسبة إلى العدو فأذلت عملاءه وجواسيسه.


جيش الصحابة : الشعب حاضنتنا .. ولا غير
وعن الحاضن الثوري أو السند المالي للمقاومة العراقية، توجهنا بالسؤال إلى المجاهد الدكتور أبو عائشة، قائد جيش الصحابة، فأجاب قائلاً: (أهم ما يميز مقاومتنا ويجعلها متفردة في تاريخ حروب التحرير الشعبية هو إيمانها وثقتها بنصر الله وتأييده لعباده الصابرين المحتسبين، وبالشعب المجاهد، وهي لا تملك حاضناً خارج حدود بلدها فحسب، بل الأدهى والأمرّ أن غالبية القوى الدولية الفاعلة إما أنها تشترك مع العدو مباشرة ضدها أو تتعاطف معه، وإما أن القسم الآخر المتعاطف مع المقاومة أعطاها ظهره خوفاً من أعدائها، ولكن الله أعطى المقاومة وأغناها.. أعطاها الإيمان العميق والثقة العالية بنصره للمؤمنين، وسخَّر لها شعب العراق الذي قدّم المال والبنين معاً بمدد لا ينضب، وهذا مؤشر مهم يبيِّن وحدة شعب العراق والتفاف مختلف أطيافه حول هدف المقاومة، فبفضل المقاومة انتقلت المعركة إلى عقر دار العدو، وهو الآن في ميدان المنازلة يتهاوى أمام ضربات المقاومة الباسلة، ولننظر إلى ما يحدث اليوم داخل أمريكا وبريطانيا وداخل دول العدوان، لقد دمرت المقاومة حلف الشرّ فهربت أطرافه واحداً بعد الآخر، ولم يبقَ إلا من يتخبط في ورطته وينتظر حتفه، فمقاومتنا قد توكلت على الله منذ اليوم الأول لانطلاقتها، وهي تعلم علم اليقين أن من يتوكل على الله فهو حسبه، ووجدت في شعبنا الأبي المعطاء حاضنتها الطبيعية، فهي سيفه البتار، وهي وليده البار، وهو مددها الذي لا ينضب عطاؤه).


الجيش العربي لتحرير الجنوب: رغم الهمجية الأمريكية .. انطلقنا
وشاركَنا الحديث في الموضوع ذاته المجاهد أبو ليث البصري، ممثل الجيش العربي لتحرير الجنوب، بقوله: (ليعلم أحرار الأمة العربية أن هذه المقاومة الطاهرة الباسلة التي أركعت العدو هي الأخرى مستهدَفة اليوم بالاجتثاث، ومن أبرز وأخطر وسائل اجتثاثها محاصرتها إعلامياً واقتصادياً وسياسياً، والتعتيم على عملياتها المسلحة وفعالياتها السياسية، وتجاهُل تأثيرها المادي والنفسي المدمر على جنود المحتل وقواته في العراق، وعليهم أن ينتبهوا إلى ما اتفق عليه الغزاة والعملاء الخونة والجواسيس والمرتدون والمنافقون مجتمعين على محاربة المقاومة العراقية رغم اختلافاتهم في أمور أخرى كثيرة، واتفقوا على تغييب دورها وطمس فعلها، إذ لم تتلقَّ مقاومتنا إلى اليوم أية مساعدة أو دعم من الخارج، ولم تجد من ينشر أخباراً عن أدائها وعملياتها أو عن عقيدتها ومنهجها وأهدافها إلا النزر اليسير أمثال جريدتكم المدار، وعلى الرغم من ذلك فقد شقت مقاومتنا الوطنية والقومية والإسلامية طريقها حتى ركع العدو أمام ضرباتها، وقد يئس من مجاراتها وبات يفتش عن مخرج، وهي ماضية في جهادها بإذن الله حتى التحرير وتدمير الغزاة المحتلين أو خضوعهم واستجابتهم لشروطها وثوابتها وفي مقدمتها انسحابهم غير المشروط من العراق وتسليمه لأهله الشرعيين: المقاومة الباسلة بكل أشكالها وألوانها، وتحميلهم المسؤولية القانونية عن جرائمهم ضد شعب العراق ومن ضمنها دفع التعويضات).


سرايا التحرير في الفلوجة : التحرير قاب قوسين أو أدنى
خلال حوارنا مع قادة فصائل الميدان المقاوم تبادر إلى الذهن تساؤل: الاحتلال دخل عامه السابع، ومعاناة العراقيين تزداد صعوبة، فهل سيطول سنوات أُخر؟ فانبرى للإجابة المقاوم أبو مدين الفلوجي، قائد سرايا التحرير في الفلوجة، قائلاً: (في حروب التحرير الشعبية يكون طرفا الصراع غير متكافئين وفق مقاييس القوى المادية والعملية والقدرات العسكرية وإمكانات التسلح والتجهيز والتقنية العالية للوسائل القتالية ووسائط التدمير، وفي قضيتنا اليوم، الفرق هائل بين قوة العدو المحتل وما لدى شعب العراق ومقاومته الباسلة، العدو يمتلك أحدث تقنيات أسلحة الحرب والتدمير، ولديه هيمنة واسعة على السياسة والإعلام والاقتصاد والمعلومات الاستخبارية، واستطاع أن يسخِّر أجزاء واسعة من العالم لخدمة مشروعه في غزو العراق واحتلاله وتدميره، في المقابل فإن شعب العراق أعزل ومُحاصَر منذ سنين طويلة، ويتعرض منذ الاحتلال لعمليات منظمة من القتل والتشريد والتهجير والإبادة، ولا يملك ما يواجه به هذا العدو إلا إيمانه بالله الواحد الأحد، ولا يملك إلا الحق والعدل أمام الباطل والجور والعدوان، ولذلك بنى شعب العراق استراتيجيته في المقاومة والتصدي للغزو والاحتلال على أساس مبادئ حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد التي ترتكز على ثلاث صفحات، الأولى تبدأ باستنزاف العدو عبر استخدام مجاميع جهادية صغيرة تعتمد أسلوب الكرّ والفرّ ''اضربْ واهربْ، تلاحقه في كل مكان، وتضرب خطوط إمداداته وجواسيسه وعملائه حتى تنهك العدو وتجهض مشروعه لإقامة نظام عميل يكون في خدمته. ثم تبدأ الصفحة الثانية متداخلة مع الصفحة الأولى، وذلك من خلال مواجهة العدو بمجاميع قتالية أكبر مستهدفة جهده العسكري مباشرة لإيقاع أكبر الخسائر في قواته وتحطيم معنوياته وإثارة الرعب في قلوب عناصره.. وقد أنجزت المقاومة الصفحتين، الأولى والثانية، واليوم تتهيأ وتستعد للبدء بتنفيذ الصفحة الثالثة والأخيرة، وقد حققت إنجازات كبيرة على طريق استكمال الاستعدادات للبدء بتنفيذ هذه الصفحة في تدمير العدو وطرده، أو تركيعه واستسلامه لثوابت المقاومة وشروطها في انسحابه مع تنفيذ جميع مطالب المقاومة وحقوق الشعب العراقي في كل ما لحقه من أضرار مادية ومعنوية بسبب الغزو والاحتلال وجرائمهما، لقد بات يوم التحرير وخروج العدو قاب قوسين أو أدنى بإذن الله وقوته، ولا نريد أن نتحدث عما أعددناه لهذه الصفحة من مستلزمات وخطط وبرامج، ولكن من بين هذه المستلزمات، وعلى رأسها، تحقيق وإنجاز وحدة المقاومة المسلحة التي قامت نواتها شامخة في جبهة الجهاد والتحرير وقيادتها العليا وباقي الجبهات الأخرى).


سرايا التحرير في ديالى : لا تنازل عن حقوق الوطن
وعن استراتيجية المقاومة ومنهجها الجهادي تحدث إلينا المقاتل أبو عبد الله الخالصي، قائد سرايا التحرير في ديالى، فقال: (استراتيجية المقاومة ومنهجها الجهادي يقومان على أساس التمسك بثوابت التحرير والاستقلال المعلنة في وسائل الإعلام، والتي يعرفها الصديق والعدو، والواردة في برنامج التحرير والاستقلال للمقاومة، لذا فإن المقاومة لن تتفاوض مع أحد على الإطلاق إن لم يعترف بالثوابت مسبقاً، ولن تتفاوض لا مع أمريكا ولا مع وسطاء ولا مع أصدقاء إلا على هذا الأساس، فإذا اعترف العدو بالثوابت فسنجلس معه مباشرة ونتفاوض، وسنعينه على الخروج من بلدنا بماء وجهه ونسهِّل عليه السبيل، قبل هذا الاعتراف لا تفاوض مع العدو المحتل. إن القاسم المشترك بين فصائل المقاومة كافة والناس جميعاً، أعداء وأصدقاء، هو ثوابت التحرير والاستقلال، وكذلك نعلنها اليوم للعالم كله لكيلا يدجِّل علينا أحد ولا يشوِّش ويضلِّل، فالمقاومة تلتقي مع كل من يريد اللقاء بها إلا مع الكيان الصهيوني وحكومة العملاء في المنطقة الخضراء، لأننا لا نعترف بها ولا بدستورها وقوانينها وأنظمتها والقرارات التي اتخذتها وما نتج عنها، فهي وعمليتها السياسية ومشاريعها ومؤسساتها وأجهزتها مرفوضة جملةً وتفصيلاً، وسنكون سعداء يوم يقتنع العدو بهزيمته ويقبل بثوابتنا ويعترف بها ويجلس معنا للتفاوض لوضع برنامج لتنفيذه، وسنكون سعداء للغاية في ما يخصّ أي طرف عراقي، ممن تورطوا مع الاحتلال، يقتنع بثوابتنا فيرفض المحتل وينحاز إلى المقاومة بالطريقة التي يقدر عليها حتى لو بالكلمة، ويتعهد بالنضال والجهاد من أجل تحرير الوطن، وسنسهِّل كلَّ السبل ونعينه على العودة إلى الشعب والوطن).


جيش الفارس : هذه شروطنا للتفاوض
ويلتقط مسار الحديث عن ثوابت التحرير المجاهد كاكا خورشيد دزه ئي، قائد جيش الفارس لتحرير منطقة الحكم الذاتي، فقال: (إن ثوابتنا المقدسة للتحرير والاستقلال والتي على أساسها نلتقي، وبعد الاعتراف بها نتفاوض، تتمثل بالاعتراف الرسمي والمعلن بالمقاومة الوطنية المسلحة وغير المسلحة وبكل فصائلها وأحزابها ممثلاً شرعياً لشعب العراق، وبالإعلان الرسمي من قِبل القيادة الأمريكية بالانسحاب من العراق ودون قيد أو شرط، وبإلغاء جميع الهياكل السياسية والتشريعية والقوانين والتشريعات الصادرة منذ الاحتلال، وفي مقدمتها قانون اجتثاث البعث ونظيره (المساءلة والعدالة)، وتعويض جميع المتضررين بسببهما، وإيقاف المداهمات والملاحقات والاعتقالات والقتل والتشريد، وإطلاق سراح الأسرى والمسجونين والموقوفين دون استثناء، وتعويض الجميع على ما لحق بهم من أضرار مادية ومعنوية، وإعادة الجيش وقوى الأمن الوطني إلى الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبل الاحتلال، وتعويض جميع المتضررين منهم بسبب قرار الحلّ ومن جرائه، والتعهد بتعويض جميع الخسائر المادية والمعنوية التي أصابت العراق جراء الاحتلال وبسببه.


وختاماً أقول إن أي تفاوض مع المحتلين دون هذه الثوابت يمثل ارتداداً وخيانة، وهو مرفوض من قِبل المقاومة بجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية.


ونحن على ثقة في أن مزيداً من الطرْق على رأس الغازي المحتل سيجبره صاغراً على الاعتراف بثوابتنا، أو تنهار قواه ويولّي هارباً يجرّ أذيال الخيبة والخسران، وإن اليوم قريب بإذن الله، ''وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون'').


جيش المرابطين : موقفنا يتلخص بمقاتلة المحتل
وعن سؤال حول موقف المقاومة من العملية السياسية الجارية حالياً في العراق أجاب المقاتل أبو خليل الكاظمي، قائد جيش المرابطين بقوله: (إن موقف المقاومة من الاحتلال وعملائه، ومما أحدثوه في بلدنا، يتلخص بمقاتلة المحتل وأعوانه وأذنابه وجواسيسه، وعلى رأسهم أدوات وأزلام العملية السياسية المخابراتية، ورفض أية مهادنة مع هؤلاء، ومقاومة أي كيان يؤسَّس في العراق تحت ظل الاحتلال ولخدمته، وفي مقدمة ذلك الحكومة، التي نصّبها الاحتلال، وأجهزتها ودستورها وقوانينها وكل ما أحدثته وستحدثه على أرضنا، فالغزو والاحتلال والاستعمار مرفوض، ومقاومته وقتاله فرض عين على كل مواطن في كل القوانين والعقائد والشرائع السماوية والأرضية، وكل ما جاء وسيجيء به الاحتلال مرفوض وباطل، ومقاومته واجب وطني وواجب شرعي، هذا هو موقفنا، أما الذي يشاء غير ذلك فإنه يقع ضمن منهج التآمر على الوطن، والإساءة للمقاومة وتشويه مسيرتها الجهادية التي يقوم بها بعض الخونة والجبناء والمتخاذلين ممن تساقطوا من مسيرة الشعب المقاوم أو ممن لفظتهم المقاومة فوقعوا في أحضان المحتل وعملائه.


سرايا الطفّ الحسينية : نظامنا بعد التحرير ديمقراطي تعددي
وعن رؤية فصائل المقاومة لشكل الحكم بعد التحرير، يلخصها لنا المقاتل أبو جهاد الكربلائي، قائد سرايا الطفّ الحسينية، بقوله: (تؤمن فصائل المقاومة إيماناً عميقاً ومبدئياً بأهمية وضرورة تحشيد طاقات الشعب والأمة عبر تحالف وطني وقومي وإسلامي لكل قوى الشعب المناضلة من أجل التحرير والحرية والاستقلال والديمقراطية والبناء، كما تؤمن إيماناً عميقاً ومبدئياً بإقامة نظام وطني ديمقراطي تعددي، يجري تداول السلطة فيه بشكل ديمقراطي وعلى أساس صناديق الاقتراع عبر انتخابات حرة وشفافة ونزيهة، مثلما تؤمن المقاومة بحرية الإنسان وحقوقه المقدسة للتعبير عن ذاته وتفجير طاقاته وإبداعاته وإنسانيته، أما مكانة القيادة في المسيرة فلا يفرضه أحد، وسيكون ذلك خيار الشعب الذي سيقرر من هم ممثلوه استناداً إلى مستوى علاقتهم وتلاحمهم معه ومستوى التعبير عن تطلعاته وآماله في العيش حراً مطمئناً على حياته وحياة أجياله اللاحقة وعبر مستوى أدائه وتضحياته).


جيش الوليد : المقاومة جاهزة لملء الفراغ
وعن الخشية التي تنتاب البعض من حدوث فراغ سياسي وأمني بعد الانسحاب الأمريكي، يطمئننا المقاتل أبو رحمة الجبوري، قائد جيش الوليد، بقوله: (الحديث عن فراغ سياسي وأمني في العراق بعد انسحاب قوات الاحتلال هو محض فرية، لأن المقاومة بفصائلها المجاهدة المنتشرة في كل أرض العراق هي اليوم على أتمّ الجاهزية للسيطرة على الأوضاع السياسية والأمنية، وإن برنامج المقاومة يقوم على تشكيل حكومة مؤقتة بعد التحرير يشارك فيها كل المقاومين لمدة عامين، تجري بعدها انتخابات يتم بموجبها تحديد من سيقود مسيرة العراق في المستقبل، وجميع المقاومين لا يضعون في برامجهم مطلقاً الاستفراد بالحكم، بل المهمة الأساسية الأولى للمقاومة هي تحرير أرض العراق واقتسام السلطة بعد التحرير بين أبناء الشعب الأكفاء المؤهَّلين لتحمل المسؤولية دون النظر إلى مرجعيتهم الحزبية أو الدينية أو المناطقية، بل إن الكفاءة والعطاء والإخلاص للوطن والشعب هو الأساس في الاختيار).


جيش المعتز بالله : وبشِّر الصابرين
وحول مدى اقتناع المقاومة بصدقية قرار الإدارة الأمريكية في موقفها من الانسحاب الذي طرحه مؤخراً باراك أوباما أجاب المقاتل أبو بارق الحسني، ممثل جيش المعتز بالله، قائلاً: (نحن أولاً وأخيراً نؤمن بقدرة شعبنا على المواجهة والتحدي وبسلاحنا المقاوم عسكرياً وشعبياً، لذا فإننا مطمئنون للنصر الكبير الذي لاحت بشائره، وبالتالي فإن الانسحاب الأمريكي وارد في أية لحظة، لأن خسائر الإدارة الأمريكية منذ غزو العراق، على الصعيد البشري، كبيرة جداً، وهنالك أكثر من نصف الجنود الذي شاركوا في احتلال العراق يعانون من أزمات نفسية حادة أثرت في عملية اندماجهم في المجتمع الأمريكي، وعلى الصعيد المادي فقد بلغت تكاليف الغزو أربعة ترليونات دولار، وهي السبب الرئيس في انهيار الاقتصاد الأمريكي، وعلى أثرها دخلت أمريكا مرحلة كساد جديدة أخطر من كساد عام 1929، مما تُهدِّد –كما توقع بايدن نائب الرئيس الأمريكي الحالي- بانهيار النظام الاقتصادي الأمريكي بكامله، فضلاً عن الأزمة العسكرية المتمثلة في فشل خطط أمريكا العسكرية في العراق، ولهذه الأسباب ترى واشنطن نفسها مضطرة للانسحاب، وعما قريب سيحتفل العراقيون والعرب، ومعهم كل الأخيار في العالم، بالنصر المؤزر إن شاء الله.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ١٥ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / نـيســان / ٢٠٠٩ م