نافذة  / الحزب .. واستثمار فرصة التجدد

﴿ الجزء الاول ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
خلق الله الانسان بحب,ورعاه بحب ووضعه في الفردوس من حبه له,واعطاه كل ما يريده من حبه له ,واخضع له كل المخلوقات من حبه له واعطاه الخلاص لحبه له  ..ان الحب احلى واقدس شعور خلقه الله سبحانه وتعالى في حبيبه الانسان,وان تشعر بانك تحب وانك محبوب ان هذه قمة السعادة. ولكن اي حب هذا ؟  انه المقدس وقد سيته تتجلى في حب تباركه كل شرائع السماوية وترضى به ,واعظم الحب بعد حب الله هو حب القريب والوطن والمبداء, ان وطني العراق موطن العز ,انتظرعودته طاهرا ومعافى وكما ينتظر العاشق المبعد الليل لكي يسافر عبر النجوم الى حبيبته,لقد ضاق صدري من وخز الشوق له وهي تقتلني وهاهي الكلمات تعجز وكلما الحقها الواحدة بالاخرى واكدسها في سطور واعود واجد اسطرها خاوية كمن يسكب ماء جردل في بحر عميق ,و اعود وابحث مرة اخرى و تتلوها اخرى حتى تنتظم منها مسلسل من كلمات وتتلوها عبارات ابعد عمقا وادكن تعبيرا ,واسبر اغوار معاجم اللغات والكلمات  لا افتش عن تعابير تليق بوطني العراق فادرك عجزها لان حبي لوطني فاق حب عشاق المتصوف لمعتنقه, لقد زرعت فينا يا عراق من الحب والشوق مالم يكتب عنه امروء ولا العبسي ونزار اوغنته كوكب ,انك الايحاء في الحب وغرام العشاق , اني على العهد في حبي لك واصدق من كلمة تتوهج في غزل سهول الفرات ورسم قمم كردستان العراق,ومتعة المؤمن في أذان جامع ابي حنفية ومساجدالكاظمية واجراس كنيسةمريم العذراء,

 

انه وطن المقدسات والانبياء, ويوم النصر ندفع عنه العدو والعملاء ستتلاقى فوهة بندقية وقلم بحبر دمه من شهداء الرموز والرفاق الاوفياء . وانا في هذا وذاك وتتقاذفني تيارات عشق الوطن وعقيدة البعث وهي دين الاوفياء ,ولاصنعن لك من كلمات الحب والوفاء قلادة تزين فيها جيدك وصدرك الحنون ليملاء شعاع البصر ووهجات العقل بالفخر ونشوة الناسكين على حد سواء.. وبحق الدين والشرف وبما امن وبكل قدس وفي الارض والسماء سابقى على العهد انا ورفاق الدرب على عهد كتبناه بضلوع افئدتنا وحبره من حليب امهاتنا ان نبقى في نكد مع زماننا حتى تنجب الايام مجد امتنا ,انه عهد ونحلف بظفائر حرائرنا اللواتي قال عنهن سيد الشهداء بانهن ماجدات وانهنن حفيدات سيدتهن الخنساء ان نحول من ايام الغازي الى جمرات نار تلهب اقدامه النجسة لتحرق الكفر الذي فيهما,و نجعل من اقلامنا رماحا تجرح جنبه وتدميه من اعلى لتحت حتى يقر بهزيمته ويفر لجحره ولا يهمه من بقى ورائه ان كان حليف او صديق ..انا اقول من يستطيع ان يجعل الوطن هو الاسمى ومداوات جراحه والمه وايظا ان يسمو و يترفع فوق الخلافات ويجعل من الاختلاف جسرا لتيادل الرأى والرأى الاخر وان لا يتصيد بالاخر ويطالبه بمصالحة بيد وهو في يده الاخرى خنجر اسمه الاجتثاث ,

 

وهنا اخاطب ابناء الوطن الغيارى لايغركم من يدعوا الى مصالحة في يوم بل في الصبح وفي المساء يجعله هدفا للتشهير به انا اقول ان البعث العظيم يعمل في اصح مناخ سياسي له وذلك لانه يعمل ويجاهد عبر جيهة لا تمثل ابناء العراق في اتجاهاتها السياسية بل تمثل الامة العربية في تنوعها الديني والقومي والمذهبي ولا يمكن للبعث ان يضهر في حقيقته الا عبر المؤسسات الجبهوية وان تحالفه مع القوى الوطنية والقومية والاسلامية ليؤكد نوعية تركيبته التنظمية ايظا , وفي قدرته على استيعاب بكل ما يحمله من محبة لابناء جلدته الثوار وبدون ان تؤثر في توجهاته التي تجمع طموحات هذه الجبهة, وللانصاف فالبعث الخالد عمل بشراكة اقرب ان تكون التطابق مع المرحوم جمال عبد الناصر في كل المشاريع التي خدمت الامة, وعند استلامه للحكم اصر في اقامة الجبهة الوطنية القومية التقدمية وهاهي جريدة الثورة الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي العدد الاول السنة الاولى وفي 17اب 1968 تنقل تصريحا للرفيق المرحوم احمد حسن البكر امين سرقيادة قطر العراق ورئيس الجمهورية انذاك وهو يقول فيه(ان الثورة جاءت لتطوي صفحة من تاريخ العراق ولتقضي على السلبيات التي نتجت عن تجارب الحركة الوطنية بعد ثورة 14تموز 1958,ولتقيم علاقات وطيدة مع القوى الوطنية كافة..) هذا هي نظرة البعث بتجاوزه وباقتدار وثقة عالية بجماهيره عن السلبيات السابقة التي رافقت العلاقات مع اطراف الحركة الوطنية ,

 

وقد تجسدت هذه الدعوة باطلاق سراح السجناء السياسين وبدون استثناء واعادتهم فورا لوظائفهم وفي حينها كانت تتركز التوجيهات و تنصب بمساعدة الدولة في اشاعة ثقافة العمل الجبهوي وعقد الحزب ندوات ومن عناوين هذه الندوات (الجماهير تسئل والحزب يجيب) وان هذه الندوات لم تكن في الاجهزة المسموعة و المرئية بل كانت في الهواء الطلق وبتماس مباشر مع الجماهير ,اليس هذا الاسلوب ارقى انواع الديمقراطية ولولا الفعل التأمري لاعداء الثورة لكان تطور العمل الديمقراطي في العراق ولاتسع لكل القوى قاطبة, لاكما فعل الذين جاءوا على دبابات المحتل بكل ما نفوس الشريرين من حقد وانتقام والى يومنا هذا مستمر فيكفي خداع المواطنين والرأي العام العربي والدولي من تظليل سياسي في رغبة للمصالحة و مع ذلك فقد انكشفت كل النوايا من خلال موسمية هذه المشاريع ,وان الذي يريد محاكمة مرحلة من عام 1968 ولغاية الاحتلال في 2003 ومن باب الانصاف والحكمة في تحقيق العدالة اذا رغبوا في ذلك ,فانا اقول لنحاسب كل المرحلة ومنذ عام 1958 ولغاية اليوم وبموازنة عادلة بين المكتسبات و الانجازات من جهة اخرى و الاخفاقات والجرائم من جهة اخرى وعند ذلك لنقيم المحاكم النزيهة والبعيدة عن تأثيرات السلطات الاخرى ولنتحاسب عن كل قطرة دم او نهب كل دينار عراقي, ومن باب ان الدم الذي سكب في الشمال العراقي لا يقل غلاوة عن الدم الذي سكب في بغداد اوفي غرب او شرق او جنوب عراق ومن ثم تعلن النتائج والمواقف  على الشعب العراقي والعربي والعالمي من باب انصاف الحقيقة..

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٥ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢١ / نـيســان / ٢٠٠٩ م