تأملات / المقاومة العراقية .. فكر وجهاد وسياسة

﴿ الجزء الخامس ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
واعود للتأكيد على ثقافة المقاومة لكي الجم الاصوات التي تخرج من هنا وهناك والتي تهدف لتصوير ان المقاومة العراقية البطلة هي صورة من صور الكفاح المسلح فقط ,والوضوح في الرؤية موجودة عندنا لهدف هذه العقول المستأجرة في الانتقال الى المرحلة التالية بتقويم المقاومة العراقية البطلة وبعد حشرها في صفوف التمرد العسكري وليقولوا عنها انها جزء من حالة رد الفعل ضد الاحتلال اي تسفيهها كفعل ثوري شامل في الفكر والفعل(خسئوا في سعيهم وهدفهم).

 

وانا اقول ان المقاومة العراقية ثورة شمولية في اهدافها وفي تركيبها ومؤسساتها وامست جزءا من حركة الثورة العربية المعاصرة والتي تمثل الفكر المضاف للثورة العربية المعاصرةوكذلك الخبرات النضالية المتراكمة في المراحل السابقة من تجربة البعث العظيم في العراق. ,وهذا يتطلب من كل الاقلام الوطنية والقومية الشريفة ان تساهم وان تركز في هذه المرحلة على تأكيد ان ثقافة المقاومة وهي في وسط تبلور ثقافات متعددة لمقاومات متعددة الاشكال ضد السيطرة الاجنبية والمتعددة الاشكال والاوجه, والتي تتميز بردة الفعل على السيطرة الاجنبية والذي ولدت مجتمعا على مستوى الافراد والجماعة جديدا في الاستعداد والتطلع الى المواجهة ضد الاحتلال او السيطرة الاجنبية ومن خلال ذلك يتولد فكرا وقيما وليتطور الى نظام ثقافي يتصادم مع كل اشكال الهيمنة او الاحتلال الاجنبي ولهذا الحد وقفت النماذج المقاومة الموجودة في الساحة العربية,اي بمعنى تقف الى حد ايجاد حالات الضد في مواجهة الاحتلال وبنفس الاتجاه والامتداد تتكون  ثقافتهاوالتي لا تتعدى الضد من ثقافة الاحتلال و ما يفرضونه من ثقافات استسلامية ويحق لنا ان نطلق عليها بانها ثقافة الضد او الرفض ومستقبلها يبقى محصورة في حدود رد الفعل .ولكن المقاومة العراقية ولوجود البعث الخالد في صفوفها استطاع ان يجدد ويثور في فكر المقاومة بل في ثقافة المقاومة  بشكل اعم, وايظا في صيغ اساليب الكفاح المسلح وكل هذا من خلال الخزين الفكري و النضالي لحزب البعث العربي الاشتراكي . والميزة الثانية للمقاومة العراقية سواء على مستوى الثقافة او الكفاح المسلح هو ان المقاومة العراقية تمتاز بثقافة ونضالاجبهويا ,فهي موجودة من خلال جبهة تضم قوى وطنية و قومية واسلامية  تمثل كل الاشكال الاجتماعية والسياسية الموجودة في الساحة العراقية, وايظا للبعث الخالد دورا كبيرا في نجاح هذا العمل الجبهوي الكبير ,وهذا ايظا نابع من فكر ونضال البعث الخالد ,ففي حديث الاستاذ الرفيق القائد المؤسس الى قيادة الجبهة الوطنية و القومية التقدمية في 23-10- 1974يقول  (..الجبهة اذن ليست عملا بسيطا ,ليست عملا سياسيا فحسب,ليست لنجازا وقتيا او عابرا..الجبهة تتصل باعمق مبادئ الحركة الثورية,باعمق مبادئ حزبنا لان فيها استيعابا للماضي و تجاربه وعبره ولروابطه الاصلية.كما ان فيها تطلعا الى المستقبل الجدير بشعب حر ناهض محب..).

 

وتأكيدا على ذلك نقول ان  للحزب ممارسات جبهوية متعددة قبل تجربة استلامه للسلطة وبعدها , واهمها تحالفه مع المرحوم القائدجمال عبد الناصر في 1958في اقامة الوحدة بين القطرين المصري و السوري ,كذلك عندما كان على قمة هرم السلطة في العراق واقام الجبهة الوطنية التقدمية في عام 1973,والخلاصة ان البعث يؤمن بالعمل الجبهوي فكرا وممارسة وقد نقل الايمان فكرا و ممارسة الى فكر وهيكلية تنظيم المقاومة .

 

ان للمقاومة العراقية البطلة مشروعا يتعدى طرد المحتل وتنقية العراق من العملاء و الجواسيس بل هو ينطوي على برنامجا ثوريا يتعدى في جهده الفضاء العراقي بل يمتد الى العربي والعالمي ,وايظا يختلف في طبيعة توجهه مع اي جهد اجتماعي او سياسي يستهدف بناء المؤسسات الديمقراطية ,وليتعدى الى حدود اعادة بناء المجتمع على اسس جديدة يتناسب مع الصيرورة الجديدة لواقع العراق بعد الاحتلال, وكامتدادا لتأثير البعث الخالد في اعادة بناء الانسان العراقي والذي سبق ان اعد الشخصية العراقية لان تكون النموذج العربي في خصائصه المتعددة.وان هذا الاعداد ليست بجديدة على التجربة البعثية فيمكن ان نتصفح التاريخ ونجد الدعوة الاسلاميةفي عصر الرسالة مرت بمراحل شتى بدءا ببناء الانسان المسلم و مرورا باقامة نموذج للدولة الاسلامية ومن ثم انتقلت الى وضع وصياغة القواعد التأسيسية الاولية لخطوط الشبكة في الاتصال الحضاري بباقي دول العالم والتي احرجت الانسان والمجتمع الاسلامي حينذاك بوضعه وبشكل محرج قبالة حضارات العالم و التي كانت على حدود الدولة الاسلامية الناشئة كالحضارة العربية الوثنية و الروم والفرس واليونانية.

 

واليوم يقود البعث الخالد المقاومة العراقية وبنفس فعل العقيدة الاسلامية في الحركة العربية الثورية انذاك.ان المقاومة العربية وخاصة الفلسطينية و التي حضيت وباستمرار الدعم من حزب البعث العربي الاشتراكي ومن دولته في العراق ,مطالبة ان اليوم ان تقف عند التجربة العراقية في مقاومتها البطلة و العريقة في تجربتها الممتدة افقيا على كل الساحة الفلسطينية و اللبنانية والاريتيرية و الموريتانية والعراقية وعاموديا باتجاه انظمة الحكم المتخلفة و الرجعية في العراق.

 

وهنا اذكر اصحاب الاقلام الملتويةو عبد الامير الركابي بالخصوص,ان الحركة التاريخية للمقاومة العراقية والتي وصفها (الرثة) ان يتابع معنا  و بوعي وتبصر عمقين ان هذه الحركة تنطوي على الثوابت والمتحولات في ان واحد ,ونصحي له وارجو ان يقبلها ان يرتكز هو او اي قلم يتجراء على النظر على ثابت او على متغير او متحول بفعل حركة التاريخ لئلا ان يقع في مصيدة الاقرار باحكام ناقصة تهبط من مستوى التحليل او الاستنتاج الى السذاجة و البساطة ,لان هذا الامر سيؤدي بهم وبه الى مواقع الخطاء ويقود اصحابه الى الدوران في حلقة مفرغة سيظطر من اعتمدها الى عودته الى نقطة بداية جديدة ومن ثم يبداء مشوارا اخر في النقد ويجعل حتى حديثي المتابعة لهذا الصنف من المواضيع يحكم عليهم وعليه بانهم كبائعي الهوى في مجال النقد السياسي وغرضهم النقد لاجل النقد او ان الهدف من النقد هو للتجريح والتصيد في مستنقعات نتنة لا فائدة منهاالا لخدمة من يدفع  .

 

ورب السماء والارض من وراء القصد ... امين

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠٣ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / نـيســان / ٢٠٠٩ م