نافذة / ديمقراطية الاجتثاث او اجتثاث الديمقراطية

﴿ الجزء الثالث

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
المنطق يقول انه لا يمكن أن نصل الى حالة توافقية عندما كل منا يتجاهل الآخر ويريد إقصاءه,وانا اقول ان البعث كما عرفته فكرا ونضالا يتألق فيه مناضلوه في التحديات الفكرية والكفاحية في استيعاب الاخرين وما نزوعه لتحقيقه للجبهات والتلاحمات العربية وبين الكتل والاحزاب والتيارات المختلفة الا تجسيدا لهذا الايمان والنهج, ففي المعارك الفكرية وخاصة في مصاطب ومناضد الحوارات والنقاش تراهم (البعثيون) يصغون لمحاوريهم وبصمت النساك وينقضون باسلحةالحجج والفكرالبعثي كالصقورعلىالطروحات الضعيفة والتي تريد اضعاف الامة العربية والاستخفاف بالعقل العربي الذي ساهم في صياغة مفاهيم حياتية متطورة وارسى قيم عربية تراصفت في البناء الانساني للحضارات وعلى مدى التاريخ,وايظا يفرشون المسببات الموضوعية ويزاوجونها بالنتائج ويصلوا بالمزاوجة الفكرية بين افكار افلاطون وابن خلون ونيخته وهيكل وميشيل عفلق وعبد الناصروصدام حسين,والقادم هورازخ بالعطاء من الفكرالذي سينضح عن الفعل الجبارللمقاومةالعراقية البطلة الكثير من الولادات الفكرية,فالبعث رحم فكري ونضالي خصب,وكأن المحاورالبعثي يمتلك من الجراءة في المواجهة الفكرية و العقائدية بقدر ما يمتلكه المؤمن المتصوف من القناعة والايمان بمذهبه نحوالسماء فترى ضحكة الامل تفترش شفتيه ولمعة العشاق تتلالاء في عينيه كالعاشق المغرم بعقيدته اللذيذة في طعمها العقائدي وهي تطبخ في مطابخ العقل الرصين المؤمن بالخالق وبالفكر وبالانسان وبكل ماهو طيب وخير. فظلم و ظلم بفكر البعث اذا لم نجعله مطروحا لكل النقاشات والحوارات مع كل العقائد والايدلوجيات العربية او الانسانية لاننا ان حجبناه نصبح كمن يخبئ لألأئا في خزانات ويعيش حالة الكفاف الفكري.ايها الاخوة والاصدقاء والمختلفين معناوالاعداء ايظا ,انا اخاطب, لست بصدد اسوق لفكر البعث فهو اكبر من قلمي وخبرتي ومن مدح الاخرين له,وهو كالجبل الاصيل كلما قدم الزمن به اضاف له من تراب الاصل علو,و طوبى لكل من ساهم وسيساهم في هذا الصرح الفكري والنضالي. انه يا احبائي..البعث الخالد,فهو نتاج لافكار ومعاناة وارهاصات مناضلين, حركتهم و اشعلت بهم الالهامات لتحويله الى كلمات وجمل فكان (في سبيل البعث وكان معركة المصير الواحد وكان نقطة البداية وكان تطورالفكرالاشتراكي وكان تطور معنى القومية والحركات المغطاة بالدين والكثير والكثير..) وكان هذا الفكر الجبار صورة الامة في ماضيها القوي والمتفاعل و المتناقض مع واقعها الغريب عن اصالتها ,بل اني اناشد العرب والبشرية ليطلعوا بنزاهة العقلاء ونظرة الفهماء لفكرنا البعثي,فالبعث ايها المنصفون نشئ من خضم الحوار بين الاساتذة والطلبة فكان في بدايته حوارحروبرئ,فالاستاذ الفيلسوف العربي الكبير ميشيل عفلق يتحدث في(في سبيل البعث ومعركة المصير الواحد ونقطة البدايةوفي العديد من مؤلفاته القيمة.. )بلغة تمس قيم عربية وانسانية وتداري كل مشاكل الوطن العربي ودول العالم الثالث,يخاطب الامة والانسانية على حد سواء بلغة المحبة في التراصف للبناء والتكاتف,ففيها من مثالية مستمدة من قيم السماء والعروبة وممزوجة من واقعية ثورية متظورة ومنفتحة على فكر وتجارب العالم.  ففي هذا يقول القائد المؤسس (..فلا شك ان هذه الامةستستفيد وتعتبر بهذه الالام و التجارب لتنقي سبيلها وتنقي جوهامن كل تهاون ومن كل شر ولتبني مستقبلها على امتن الاسس وفي اسلم الاتجاهات, وهي تطمح لا لتعيش عيشة مختلفة بين جميع ابنائها و عناصرها فحسب و انما طموحها لان تكون عاملة بسخاء وسلام في العالم كله خذوا مني هذه الكلمة الصادقة من القلب والتي هي في تقديري تعبير عن ضمير كل وعقيدة كل شاب عربي من هذه الاجيال الصاعدة التي تبني المستقبل العربي.

 

خذوها  مني كلمة خالصة صافية  بأننا حريصون على الحرية لجميع البشر و مستعدون للتضحية في سبيل الدفاع عن الحرية في العالم فكيف لا ندافع عن حرية اخواننا الذين يعيشون معنا منذ مئات السنين لم يفرق بيننا و بينهم فرق وقد جمعتنا اواصرشتى وهذه الارض وهذه السماء, لم نعرف ما عرفته بلدان اخرى من التفرقة الذميمة و من التعصب الذميم , ومستقبلنا سيكون اكثر نصوعا من ماضينا و من حاضرنا فنحن نكن لكم المحبة والاخاء و ليس ذلك حرصا عليكم وعلى مصلحتكم فحسب و انما حرص على وطننا و على سلامته و على ان يعيش باستقرار و هناء وتعاونبين الجميع..)*.ايها الاحباء والعقلاء ان البعث كفكر ومناضلين ,ثروة كبيرة لكم حاولوا ان تنفتحوابعقول حضارية, بل افسحوا لخيركم ونضجكم ان يتفاعل مع هذا الفكر العميق والذي يعبرعن طموحاتكم وعن الرؤية الجدية لمشاكل امتنا العربية,ويطرح بكل صدق حلول لتعقيدات واقعنا  انه نبع اصيل ويمكن لكل واحد منكم ان يشرب بكفه من ماء هذا النبع العذب.. وفي نفس الوقت وكما يحتم علينا منطقنا الثوري,انا اقول اتحدى بقوة الفكروالعقيدة البعثية ان يتحاورمعنا من يمتلك فكرا اوايديولوجية او حتى ترتيبات وتجمعات فكرية في مناقشة مصير او رؤى مستقبلية للعراق او الامة العربية او الانسانية في ضوء الخبرة النضالية لاي منهم,لان ما نضحته به التجربة العملاقة للبعث الخالد في العراق يفوق كل المدارس والتجارب العربية او العالمية, وبذهنية مفتوحة وليس نقاشا سفسطيا اعلاميا او دعائيا لتحقيق مكاسب ضيقة وبسيطة , وان نتفق ان يكون اسس النقاش والنقد على المقترح التالي:


1-    ان تؤخذ تجربة العراق منذ تأسيس الدولة العراقية .
2-    ان نعتمد في تقويم المرحلة بعد ثورة 14تموز الجبارة والى الوقت الحالي على الاسس الاتية:


(أ‌)    الموازنة بين السلبيات والايجابيات لكل مرحلة .
(ب‌) تقوم عملية النقد وليس المحاكمة على الخطوة بابعادها الوطنية والعربية والدولية باعتبار العراق جزء من الامة العربية ومن الانسانية جمعاء.


(ت‌) اعتماد لغة الارقام والمصادر الوطنية والعربية والدولية .

 

3-نقد المرحلة يقوم من خلال رؤية العراق لدوره الوطني والقومي و الانساني.
4-عدم استثناء اي دور سلبي او ايجابي لاية حركة او حزب من النقد سواء استلم السلطة او لم يستلم.
5-الحوار يكون مفتوحا وبمشاركة الجميع ولكن من خلال عقليات تروم الوصول الى الحقيقة وليس لاستغلاله للكسب السياسي الرخيص.


6-الحوار يكون بين العراقين فقط ولا يسمح بتدخل اي اجنبي وانما من المفيد جدا ان تساهم بعض المنظمات الدولية وحتى الاحزاب ويتم الاتفاق عليها من قبل الجميع لغرض المراقبة في سير الحوارات . 


7-كل الاخطاء والقرارات والاجراءات من الممكن مناقشتها الاخيانة الوطن فهذا امر لا يمكن ان تبريره.


8-الاتفاق على اعتماد المفاهيم والمقاييس.


وفي الاخر نتسطيع كعراقين ان نقول من المفترض ان ينقلع من حياة الشعب العراقين من ينتقل من النقاش معه الى الادانة والمحاسبة ,وبالاساليب الديمقراطية. لا ان نسوق لقوانين الاجنبي ونحتمي بها لنخفي جرائم القتلة بحق الشعب العراقي وتحت كذبة اسمها قوانين الاجنبي ..

 
 
* حديث مع مجموعة من الاكراد العراقين ببغداد في اب 1958
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٠٢ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / أيــــــار / ٢٠٠٩ م