نافذة  / اشعال شمعة .. وخلود الروح

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
الحكمة الصينية القديمة تقول ( اشعال شمعة خير من لعنة الظلام ) .. وهي تقال لبعث الامل في النفوس المظطربة واليأئسة.ولكن المؤمنين يعتبرون اشعال الشمعة كجزء من طقس ديني للتعبير عن الصلاة على ارواح امواتنا واحيائنا وكتقدمة لمذبح الرب القدسي, ونتفائل برحمة الرب الخالق علينا نحن الاحياء وعلى شهدائنا و امواتنا.وهذه الليلة 28-4-2009 كانت غير الليالي الاخريات ,ففي كل ليلة وانا ارمي بجسدي الهزيل على الفراش وحالما يضطجع رأسي على وسادتي وانا اودع يوما متعب بهموم القلب والعقل وتكون العين قد رأت صورة الله في اخر بصر, والاذن قد سمعت اخر الصوت هو ترانيم مقدسة وهكذا اغادر الحياة وانا اقول لربي انني اليك اخطأئت والشر قدام عينك صنعت, وباتت هذه التتبعات اعيشها في كل ليلة وابحر بعد ذلك في احلامي التي لم يستطيع الاشرار ان يسرقوها مني ,فقد اخذوا مني الولد والبنت والحبيبة والاحفاد ,وسرقوا الدار والمال وقطعوا الارزاق ولوكانوا قد وصلوا الى احلامنا لسرقوها ايظا هولاء الاشرار..

 

اقول في هذه الليلة طاف بي حلم وانا اركع على ركبتي على سجادة مسجد واصلي واشعل شمعة على مذبح كنيسة وارنم لله رب السماء والارض وباصوات المرنمين تشتعل الشموع بعدد الشهداء في ارض الرافدين,وشمعة اشعلتها بنفسي لانسان اخطاء وغضب وتعصب وصرخ وانفعل واحتج وكما فعل من قبله الانبياء وكل البشر, ولكنه احب وعطف وبنى وشيد وسامح وغفروجمع المتخاصمون وقرب البعيدون وضحك مع الضاحكون وبكى في عزاءالحزانى والهم الطامحون وبنى جيش لحماية الوطن والامة ,وهئ جيش من العلماء واقام صناعة من يدي مهندسي الوطن, وسحق الامية,  وزرع الثقة بالعراق و في نفوس العراقين ,وعلم كيف يكون  الانتماء للامة وللانسانية , وجال بمشحوف اهوار الجنوب وسار بين بساتين نخيل الفرات وتضلل باشجار البرتقال في الوسط وغرب العراق وتسلق جبال كردستان بثلوجها وبين خرير جداولها, وركب سفن الصحراء في غرب الوطن العراق,انه ابن العراق .. وركب الاخطار ليجمع الاخوة في مؤتمر الرباط ,ومد لهم الذراع امام زحف الاعداء ,وصد بالصدور الريح الصفراء,انه ابن العرب.. واحس بالصديق ودعمه بالمال والمواقف وخاصة حركات التحرر في اسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية ,انه ابن الانسانية ,وعندما اجتمع الذئاب والضباع و احتلوا ارض الانبياء , فقتلوا الابناء وخربوا ما بناه الاجداد , وسحقوا بدباباتهم كل البناء وبعتادهم قتلوا الابناء ,ووقف كالاسد بين شلة من الخونة في ما سموها محكمة ,والذي شاهدها كانت صورة لاسد وقع في قفص الصياد وقرود تتقافز وسحالي تتثائب والاسد يزئر ,وعندما رحمه الله الواحد الاحد رقص حوله ضباع وسخة, فقدره ان يغادر وزئيره في اذانهم يصيح,هذا الذي تركه لنا رجل الرجال الشيد البطل صدام حسين  ..

 

انها مأساة العصر اسمها غزو العراق! يا همجيوا العصر ارنوني حسنة واحدة فقط,وبعد ستة سنوات لغتكم الكذب ولهجتكم فيما بينكم يعلوها الصراخ حتى تمزقت حناجركم من السب والشتم والوعيد بالخراب و الخراب , ,قولو لي ها هي ستة سنوات مظلمة سوداء وانتم تكذبون على شعبنا بمنحه الامان وتحقيق التنمية ,انه امان القتلة وتنمية الجيوب بالمال الحرام ,مال الشعب المسكين ,مال اليتامى والارامل ,متى سنرى وعودكم ,ستة سنوات والاسوء يلحق السئ,لماذا يا اولاد الكذابين تتجرئون على شمعة العراق الشهيد صدام حسين وما فعله للعراقين وللعرب وللانسانية اكثر من تلفيقاتكم عليه , العاقل و المنصف يوازن الامور, ارونى موقف ايجابي واحد وبعد ستة سنوات ,وانا اشهد له واصفق له,  انظروا في مراة صافية لتروا وجهوكم الكالحة بالاجرام .ليرحمني الله ويغفر لي ان اسئت لاحد وبدون وجه حق, ولكني بحثت في مسيرة الستة السنوات التي مضت على بلدي العراق فلم اجد الا السيئات والحقد والانتقام وتبجحات بديمقراطية اجتثت الاصلاء وابقت الغرباء , اني عارف ان لا يحق لاحد ان يدين الاخرين وخوفي من غضب الرب علي ..

 

دعونا يارفاق الدرب نشعل شمعة في ظلمة دجى الاحتلال ولنصلي عرب وكرد وتركمان وسريان واشورين وارمن ومن كل الاديان لخالقنا الرحمة على شهيد العصر وشهداء البعث والعراق والامة ,وستبقى شموعنا متقدة تضئ درب التحرير وتبقي الامل في النصر, وارواح الشهداء خالدة بأذنه الواحد الاحد , والله يهدي من اختار المحتل سيدا له وجعل من دم العراقين الوطنين والقومين والاسلامين مباحا , يسترشد بكتب الله في مغادرة منصة الانتقام ,وفتح الاذهان لفهم الاخرين وان اختلف معهم في الفكر اوالمنطلقات وان استطاع الذين اخطئوا في تحالفهم مع المحتل ان يتراجعوا ويتوبوا عن جرائمهم نكون وصلنا لنصرة المبادئ و العراق و الامة والانسانية, وعسى ان يكون هذا العيد للشهيد البداية, ومن رب السماء والارض الهداية والمغفرة ... امين

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٠٢ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / نـيســان / ٢٠٠٩ م