تأملات  / المقاومة العراقية .. فكر وجهاد وسياسة

﴿ الجزء الرابع

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
ان ثقافة المقاومة ليست نتاجا لمرحلة ما بعد الاحتلال بل هي كائنة في جميع مراحل الصيرورة الثورية للانسان العربي المقاوم و لكل اشكال التحديات التي واجهت الامة والتي تواجهها الان, ولكنها كانت تأخذ اشكالا تتناسب و طبيعة المرحلة وكذلك تتكيف مع معطيات مرحلة التحدي وهذا ناتج من الطبيعة الثورية لتكوينها ,والحقيقة الثانية التي تستقصي التعرض لها , ان هنالك علاقة عضوية في النشوء والتطور بين ثقافة المقاومة والمثقف الثوري ,لان المثقف المقاوم يمكن اعتباره نتاجا معرفيا تحرريا لثقافة المقاومة وايظا ثقافة المقاومة هي تعبيرا عن الحالة الجامعة و الواسعة لافكار ومعتقدات وخبرات وحكمة مجتمع المقاومة والمجتمع هنا تمثله الاحزاب والتيارات وكل المعتقدات المؤتلفة في جبهة الوطنية والقومية والاسلامية , وتوضيف كل هذه الايديولوجيات والمعتقدات لخدمة وسائل المواجهة وادوات الكفاح ضد المحتل وعملائه.ان هذا يجعلني ان اقول ان المقاومة العراقية كتجربة اثبتت نجاحا في تحديد طبيعة الصراع القائم بين الفصائل المسلحة و بين قوات الاحتلال ومن اهم ما استطاعت المقاومة انجازه على صعيد المقاومة فهو النجاح في فرز بين المقاومة وبين الارهاب , الارهاب كفعل مسلح او فكر .و ان مثقفي المقاومة نجحوا لحد ما على التأكيد على ان ليس كل حركة تشهر السلاح بوجه المحتل هي مقاومة او ستنتج ثقافة المقاومة , وان الثوريون من مثقفي المقاومة لا تنكسر ارادتهم بل يصمدوا وبالرغم من اساليب التهديد بالقتل ,بل حولوا هذه التهديدات الى انواطا يفتخرون بها وهذا ما لاحضناه بعد قيام عصابة هددت 60 من الكتاب الثوريون بالتصفية .

 

واعود للتذكير بان ليس كل من صرخ لخروج المحتل الامريكي من العراق او شجب وادان ممارسات المحتل هو نوع من المقاومة, ان هذه الاعلانات لا تشكل بتاتا اية ابجدية لثقافة الماومة العراقية البطلة ,لان المنطق يقول ان كل من جاء مع المحتل او كان يوما سببا لانجاح برنامج المحتل فيما سماه بجلب الديمقراطية للعراق او شاركه في مؤسسة من المؤسسات التي اقامها المحتل فهو خان الشعب العراقي وساهم على بيع الوطن .

 

وان مرحلة الست سنوات الاخيرة الماضية من الاحتلال افرزت اجواء منفلتة للنظام والامن وظهور مجاميع للقتل والخطف وبدعوى مقاومة المحتل في الوقت هي داخلة في ما سماه المحتل (بالعملية السياسية) وتستمد دعمها من ايران وتظهر امام الشعب العراقي بانها جزء من المقاومة ولكن صعوبة تسويق هذه الشعارات تكمن اولا في اسلوب القتل على الهوية والخطف للابتزاز والسرقة تحت فتاوي تجيز الجمع بين صراخ الحناجر ضد المحتل وبين مساعدته (المحتل) على اتمام اهدافه في العراق , والاهم مشاركتها المحتل على انجاح المؤسسات التي انتجتها فترة الاحتلال. وان انفضاح شعارات هذه المجاميع او اذا ما صح تسميتها بالتيارات او الاحزاب وانكشفت جذورها الطائفية او العرقية ووضوح نواياها الحقيقية المتطرفة في استبدال من الولاء للمحتل الامريكي الى الولاء الى النظام الايراني المتخلف ,وهم في نفس الوقت بعيدون جدا عن شئ يتعلق بالاستقلال الحقيقي واعادة اعمار العراق وتحقيق فيه تنمية شاملة ولسبب بسيط هو ان هذه التجمعات الطائفية لا تعرف سوى القتل والخطف و تدمير البلد,وهذا اضاف لوعي الشعب العراقي اضافات سرعت من وعيه وادراكه لثقافة الموت والاقصاء للاخرين , وان هذا الامر ساهم مساهمة فعالة لتوضيح معالم ثقافة الموت والاقصاء والتبعية للاجنبي , وجعلها واضحة امام الشعب العراقي والراي العام العربي وحتى الدولي .ان هذه المجاميع العميلة والتي تقطع الرؤوس وتختطف الابرياء وترفع شعارات وطنية لا تستطيع ان تنتج ثقافة مقاومة بل ثقافة القتل والموت والاقصاء والذي ترجمته بالقانون السئ (اجتثاث البعث) وخطابها السياسي المتطرف , فلا يمكن ان تقترب من العمل المقدس والشريف في مقاومة المحتل.

 

ان كل هذا هو من افرازات المحتل ,وبرحيله انشاء الله تنحل جميع العقد لان مسببات التي اضرت بشعب العراق تكون قد رحلت .

 

ومن رب السماء والارض التوفيق ... امين

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠١ جمادي الاولى١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / نـيســان / ٢٠٠٩ م