تأملات / المقاومة العراقية .. فكر وجهاد وسياسة

﴿ الجزء الثاني ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
في البدء اريد ان اوكد على حقيقة وليس افتراضا, ان ساحة المعركة الثقافية والإعلامية والخاصة بالعمل المقاوم وخاصة نموذجها الثوري في العراق،بانها ساحةعمل شريف , و بناء على ذلك لا يستطيع ان يتعامل بموضوعية سواء في التحليل او تجميع مفرادات هذا العمل الشريف والذي يصل في اغلب الاحيان الى نوع من القداسة الا من يتبارك به سواء في القلم او في البندقية ,وكما لا يمكن ان يقدم طقوس العبادة الا من تطهر وتقدس حتى يمكن له ان يقترب من مذبح القداسة ويحق له ان ينطق بمفرادت الطقس الالهي و ماعداه لايحق من هو يريد ان يرجم المؤمنين وهو لابس رداء الخطيئة , وبنفس المعيار يكون من ينتقد عملا جبارا ومقدسا مثل المقاومة وهوبعيد كل البعد عن المجاهدين المباركين, وفي الوقت تنتقل المقاومة العراقية من نصر الى نصر ليس في فعلها العسكري بل في توعية الجماهير بثقافة المقاومة وهذا ما حفز اعدائها ان تسخر من ضمته في صفحة من صفحات اجندتها وبنفس ذات الاسلوب الرخيص التي اتبعته الامبريالية وعملائها في ان الطريق لمحاصرة الاحزاب او الحركات ومن ثم القضاء عليها (خسئوا) بالبدء في محاربة الثقافة او الفكر وذلك لكي يتحول الحزب او الحركة جزءا من نشاطا عبثيا يفتقد للتصورات المستقبلية ويبدو بعد فترة متخلفا عن التطور التاريخي لبيئته وبعيدا عن الظواهر المتجددة فيها وقاصرا عن فهمها ومن ثم استيعابها , ولهذا التركيز يكون على مهاجمة فكر ومحاولة اظهار ثقافة المقاومة بالضعف وبالعجز ولكي يصلوا الى قطع الشريان الذي يمد الذراع التي تحمل السلاح وتترهل وتسقط البندقية من قبضة المقاتلين (لا سامح الله).

 

فحديث اليوم سواء في الصحف المتعددة الاغراض و المتلونة المواقف او المواقع الالكترونية المختلفة وهم ينوون اولا على تحشيد كل القوى المتآمرة على ثقافة المقاومة والالتواء على حقائقها  وثانيا ان الطعن بالعمل المقاوم واتهامه بنعوت والفاظا كبيرة في عناوينها وبعيدة كل البعد عن المسميات التي تطلق جزافا وكم هو حال مع الاستاذ عبد الامير الركابي وهو ما يصلح بتسميتهم باصحاب الاقلام الملتوية .

 

والان انضمت بعض الصحف التي كنا نثق بتوجهها القومي المسؤول لهذا السفلية في التثقيف،انا اقول  لنجد قوائم بمقالات هؤلاء الذين يجرّمون المقاومة باسم الإيديولوجية أو تحت عنوان حقوقي زائف أو في دثار موقف سياسي خياني، او بتلاعب بعناوين كبيرة في حين تكون مضامينها صغيرة في حججها ومضامينها تهدف منها بتحقيق  الاغراض الامبريالية والصهيونية  من خلال التشكيك بالمقاومة او بالفعل المقاوم وكل ذلك مصطبغ بمنطق جدلي ضعيف أو بحجاج علمي مخدوع او برأي ركيك لا يتناسب في بعض الاحيان مع القيمة الاعتبارية لكتاب هذه المقالات او المنزلة التي اكتسبتها بعض الصحف, ولتتحول في نظري هذه المواقع او الصحف الى مجرد دكاكين لبيع او شراء الاقلام وتذبل امام كل المبدئيين النضارة الثورية التي كانت تزهو بها عندما تتشابك في موضوعاتها وبين احرفها اسماء رموزنا الوطنية القومية وتكتسب التزكية الثورية بهذه العناوين سواء كانت صحف او مواقع او اقلام ,وبالمناسبة يحب رب السماء والارض التائبين عن الخطيئة.

 

الذي لايستطيع ان يستوعبه المشككين بقوة المقاومة , ان ثقافة المقاومة لدى كل الشعوب بانها تعبر عن حالة استنهاض وطني قومي و إنساني تتوجه ضد كل اعتداء على الوطن او الإنسانية؛ ضد الاحتلال والاستيطان وكما هو الحال في العراق و فلسطين العربية والاحواز.او ضد أنظمة التمييزتمارس تميزا عنصريا او دينيا او طائفيا وايظا يكون العراق بعد الاحتلال حاضرا في هذا التصنيف وكذلك النظام الصهيوني في فلسطين وايران ايظا.

 

وضد الاستغلال الاقتصادي الذي تمارسه القوى المستغلة ضد الشعوب المقهورة. ايظا ضد  التحلل اللأخلاقي والإباحية المهينة والانفلات في الضوابط الاخلاقية و التي هي اهانة لكرامة الإنسان.ان عاينت النماذج المتهرئة في فهم قيم الحياة من كتاب الذي يسخرون اقلامهم الملتوية لادركوا ان المقاومة العراقية والتي تتكون عصبتها القوية من القوميين الاشتراكين والوطنيين النجباء و من الاسلامين المؤمنين بالقيم الحقيقية للاسلام الحنيف.

 

هذا هو النموذج المقاوم في العراق . وانا اقول ان القاعدة الايمانية للمقاومة العراقية تقوم علىان الانسان الذي اختاره الله سبحانه وتعالى و استخلفه في الارض و اوحى له بنواميسه وبيناته واعطاه الشرائع وقدسها ,ومنها عرف الانسان حقوقه وواجباته الالهية والانسانية وحلل له ما اراد له وحرم عليه ما حرمه عليه ,وان الله لم يختر الانسان دون مخلوقاته الا بسسب ان الخالق جعل في الانسان مميزات و سمات يتأهل بها دون المخلوقات الاخرى ,فاعطاه قدرة على التفكير و التأمل وكيف يقترب او يبتعد عن خالقه وايظا كي يتصل بخالقه .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢٨ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / نـيســان / ٢٠٠٩ م