تأملات / المقاومة العراقية .. فكر وجهاد وسياسة

﴿ الجزء الاول ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
المقدمة


ان الهجوم الذي يشنه البعض على فعل المقاومة و مستهدفين بالاخص المقاومة العربية الوطنية الحقيقية البطلة كجزء من حملة تثقيفية معادية وتسفيهية لفعلها في مقاومة قوى الاحتلال وكذلك محاولتهم في الخلط بين المقاومة الحقيقية التي تمثل اهداف وطنية للتحرير وانواع من المقاومات المحدودة الاهداف والتي توضع الفعل المقاوم وسيلة لتحقيق اهداف ضيقة ولاجل مكاسب سياسية او مذهبية , والخلط بين هذا النوعين بين المقاومة الوطنية ومثالها الحقيقي المقاومة العراقية البطلة وبين صور من العمل المقاوم الهدف منه تشويه اهداف المقاومة , واخرها بعض الاقلام التي قامت باستغلال الاتهامات المصرية الى (حزب الله) في تحوله في اوقات استراحته في مقاومة العدو الصهيوني الى تعريض امن بعض الدول العربية للخطر بل قد تتعدى الى تنفيذ اجندات اجنبية.

 

ان ذهاب هذه الاقلام الى استغلال هذا التصرف البعيد عن المقاومة الشريفة الى التعرض للمقاومة كفعل شريف ووطني وقومي وكذلك انساني,بل التوسع في مهاجمة الافعال المقاومة للاحتلال في العراق وفي فلسطين وبشكل غير مباشر وكما كتب في بعض الصحف, الامر الذي شجع بعض الاقلام ومع الاسف ان تستغل عدم الرد عليهم وفسرت هذاالسكوت بالقصور في اقلام المقاومة بل تمادت وبشكل غريب في استخدام الاسلوب التضليلي في مهاجمة فكر المقاومة ونفي امتلاك المقاومة لمنظرين وان كل الذي يكتب لا يتعدى في كونه كتابات دعائية واعلامية  , وكما جاء في مقالة للاستاذ عبد الامير الركابي ( (الراديكالية الرثة والمفهوم التاريخي للمقاومة العراقية ) في 22-4-2009 وفي صحيفة القدس العربي.وقد استفزني ما جاء في المقال وليس باتجاه الرد على ما جاء ولكني اردت ان ابين يعض الحقائق الغائبة عن الاستاذ الركابي والبعض ممن يتخندون معه وقد تنقصهم بعض الجوانب الجوهرية في العمل المقاوم الحقيقي وخاصة في ثورة العراق وذراعها العسكري في المقاومة المسلحة وفك الاشتباكات التحليلية والتي تبنى عليها استنتاجات مغلوطة وبعيدة عن الواقع والحقيقة والتي بدورها قد تؤثر على مصداقية الكاتب وعدم دقته, هذا في حالة توفر النية الطيبة اما( لا سامح الله)في حالة كون ان هذه الاقلام رهنت بدولارات رخيصة امام قيم السماء وقيم النزاهة والشرف فان الموضوع سيأخذ ابعادا اخرى منها انها مواجهة دفاعية بين الثورة واعدائها  .

 

وان ثمة مسألة جوهرية لا يريد البعض من اصحاب الاقلام والذين يروجون لهم ان يفهموها ,وتتلخص في مقاومة المحتل هي حق لاي شعب بل حق اصيل و جوهري ويحدد اصالة الشعوب وكذلك لا يمكن ان يثار اي نقاش أو جدل هو مباركة أو تأييد المقاومة , وفي نفس الوقت هو صراع ايدلوجيا بين فكر استعماري واستغلالي يترجم في استخدام القوة للاحتلال, وبين فكر تحرري لشعب أو شعوب تيرمج حياتها نحو النضال في مقاومة الاحتلال ولكل من الطرفين المتصارعين مرجعية فكرية مؤسسة على تبلور الفكر الذي يسبق بالضرورة فعلي الاحتلال والمقاومة بل هو يستنير بهما في التحقق وكذلك في المجابهة الواحد للاخر,اي ان اي منهما لا يمكن ان يتواجه مع الاخر بغياب التضادات الفكرية وهي بالاخر تؤدي الى المواجهة المسلح .اذن كلا الطرفين لا يتقدم  الى ساحة الصراع والاشتباك مع بعضهمامالم يتسلح الواحد منهم اولا بالفكر و من ثم يتمنطق بالسلاح للمواجهة.فهذه الحقائق غائبة عن هذا النوع من الكتاب ولذلك للفراغ الفكري الذي يعيشونه في داخلهم وبذلك لا يمتلكون التصور اولا و من ثم الفهم الدقيق للمقاومة البطلة فيقعون في مصيدة ديماكوجية العصر المعادية للثورة والثوار وجناحها العسكري وشخوصها المقاتلون الاشاوس. اما ينفون وجود فكر لكلا الطرفين ومن ثم تتيلور المواجهة المسلحة وتنفرض في حينها الايدلوجيات لكلا الطرفين وتتحول المواجهات فكرية للضرورات المواجهة .

 

واجزم ان هذه ايظا غائية عن الذي يشكك أو يهاجم المقاومة و يصفها بعدم امتلاكها للفكر الخاص بالمقاومة وهو هنا لايخدم الثقافة التي يروج لها لان حقيقة وجود مفكرين او مثل ما سموها البعض منظري المقاومة هو وجدو حقيقي ولابد منه, ولاجل الفصل بين هذا التداخلات والتي لاحضتها في كتابات البعض سوف يبداء مشوارنا مع حقيقة ان لكل فعل سياسي او جهادي او اقتصادي لا بدله من فكر و من مروجي لهذا الفكر ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م