نافذة / الحزب .. واستثمار فرصة التجدد

﴿ الجزء الثاني ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
انا اقول هل هنالك شجاعة لمثل هذه المواقف بالمحاكمة وهل هنالك قلوب شجاعة و مؤمنة برب السماء والارض من تتخذ كهذا المقترح, وان كان الرأي لنطوي صفحة الماضي ولنبداء صفحة جديدة عنوانها البناء المشترك لعراق العربي فانا اقول ان هذا هونبع صافي لقلوب المؤمنين.. و الحديث ولن يضير اذا ما عملنا من اجل وطن معافى سليما خاليا من امراض وعلل الماضى , فاحسب اننا جميعا حريصون على سلامة ووحدة هذا الوطن وامنه واستقراره ولكن فى اطار النظرة الاشمل على ان كل مكونات وطننا الحبيب متساوون فى الحقوق والواجبات , ولنترك هذا الاستقطاب الطائفي و العرقي الذي طرئ بعد الاحتلال وهو جزء من اجندة المحتل وهو بمثابة قارب نجاة للضعفاء الذين يختبئون تحت هذه المضلة لعدم وجود لديهم اية قاعدة جماهيرية ومحاولة التخندق مع خندق الاعداء  ولضعف ومحدودية الفكر عندهم بل عقم فكرهم في معالجة اية من مشاكل الامة او قدرة المسؤولين فيه على رسم اية ستراتيجية لتحقيق طموحات الشعب فهذا الضعف و العقم من الذي عندهم وامام خصوبة وشمولية الفكر البعثي في تعبيره عن معناة الامة وتحديد طموحاتها اوقعهم في مأزق فكري وستراتيجي جعل من هذه الاحزاب او التجمعات تهرب من عملاقية البعث الى اساليب بث الفرقة والتشتيت تحت اى دعوى او مسمى والمهم ان يرسموا الارضية الضيقة القادرة في استيعاب فكرهم المحدود وعندما اقول انا وليكن الوطن لنا الغاية والوسيلة من اجله نعيش ولاجله نموت من اجله فهو يستحق منا كل التضحيات,وهي امنية لانه لا يستطيع الا القوي والواثق من نفسه كحزب جماهيري وكفكر يمثل طموحات كل مكونات الامة.فهل يستطيع ان يرتقي الضعفاء الى مستوى المسؤولية في بناء الوطن لان من الحقائق التي يعرفها غرمائنا ان البعث يحوي على كل وخبرة علمية وقدرة نهضوية وهذا بسبب ان البعث يؤمن بالعلمية و البناء الحضاري ويهتم بعوامل التطور  ,فهل يستطبع الذين يملئون السماء والارض صخبا و خطابات تدعوا للمصالحة ويكررونها باستمرار على سعيهم بتحقيقها ,وان محاولاتهم لتشويه صورة البعث سوف لا تعطي بالنتائج التي يتوخونها لان الجماهير خبرت البعث فكرا قويا مناضلا وله من الجدلية في صياغة ستراتيجياته ووضع تكتيكاته لتحقيق اهدافه وان مسئلة الحكم لا تشكل عنده الا وسيلة من وسائله لتحقيق ستراتيجياته وهو الان يعيش مرحلة نضالية يتجدد فيه فكريا ونضاليا وهذا ليس اجتهادا شخصيا بل هو حقيقة واول الشواهد هو تحرر الحزب من مسؤولية السلطة وانتقاله الى مرحلة النقد البناء ومن خلال ملاحقته لكل زوايا الحكم وان الذين يختلفون معه هم يتحركون على المسرح وهو وبكل دقة يراقب تحركاتهم وتخبطهم بعد ان كانوا هم الذين في وضع المراقب, وهو (البعث) مدرسة يتفاعل مع الواقع وتحركاته ويلامس ايدلوجيته ومن خلال هذه المعادلات وبحركة في جدلية الواقع والتاريخ يطور من اساليب نضاله ,ويمكن اعتبار البعث الان فكريا في نقاهة (النقاهة لا اقصد منها السكون) فكرية واعادة تنشيط لفكره ومن باب النقد  في المرحلة التي كان فيها بالسلطة كان اكثر جهده منصبا في حماية الثورة حيث لم يعطيه الاعداء فرصة للتأمل (ان صح التعبير) في المقاربة الايدلوجية مع متوازيات الواقع القطري والعربي والعالمي ,وان الامبريالية والصهيونية واعداء الامة والطامعين بها يدركون جيدا ان اي فرصة في وقفة في ساحات المعارك ينتزعها الحزب تعني لهم فاجعة وبكل ما تعنيه هذه الكلمة ,ولذلك استمرت هذه القوى المعادية في مشاغلة ثورة الحزب ومنذ يوم الثورة في 17تموزعام 1968 وكانت تتبادل الادوار مع عملائها وتغير من الوانهم واشكالهم لتظهر للعالم تعددية وكثرة المتخاصمين مع ثورة البعث وهذا جعل الراي العالمي الرسمي ينجر لهذه المصيدة وهو في غفلة لغياب مصادر التوعية في كشف الحقائق ومن المعروف ان الامبريالية والصهيونية هما العدوان الرئيسيان للبعث وهما في نفس الوقت يسيطران عاى اكثر قوى و مصادر الاعلام والدعاية في العالم ومن الشواهد على هذا هو نجاحهم في تصوير تراجيدية ومأساوية الكويت وكذلك في ترويع الرأي العام الامريكي والعالمي من امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل وبالنتيجة ظهروا الواحد تلو الاخر يعترفون بكذبهم خداعهم وهم متيقنون بان لا محاسبة لهم على جرائمهم وكذبهم ...

 

فوجود البعث في قيادته للمقاومة العراقية هو فرصة لتنقية تنظيمه ايظا من شوائب قفزت اليه من قنوات الانتهازية والوصولية فليسمح لي الرفاق وقيادتنا بان اقول ان لبعثنا اليوم فرصة ليس لاعادة تنظيمه نظرية وتنظيميا بل اقول ان ما بعد هذه المرحلة وكلما طالت ستعطي صحة وقدرة انبعاثية اقوى لم يحسبها الامبرياليون والصهاينة وكل اعداء البعث العظيم ,اقول سيظهر الحزب بعد هذه المرحلة اكثر شبابية وتقدمية وسيكون اعدائه التقليدين او المستجدين بحكم ظروف المراحل اكثر تأخرا واكثر شيخوخة , والقول الكريم ( عسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ) يصح في هذا السياق.

والله اكبر و النصر للمقاومة العراقية البطلة وبكل فصائلها وبركة الرب على البعث الخالد ... امين

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٢٦ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / نـيســان / ٢٠٠٩ م