نافذة / تدخلات في المفاهيم و القيم والسلوك ٧- العدالة والاجرام

﴿ الجزء الخامس ﴾

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
3- انني متفائل لحد ما بالتوجه العربي الجديد من خلال تغير الخطاب السياسي العربي الرسمي ,وليندرج تحت اي من المسميات السياسية فقد يسميها البعض صحوة العقلية التحليلية العربية!فلتكن ففيها من الايجابية لمصلحة الامة ,او الاخرون قد يدرجونها تحت يقظة الضمير العربي الرسمي! وانا اقول فلتكن ففيهامن الايجابية الكثير.وخلاصة القول حتى لو حسبت بالخطوة الاولى ففيها من نقطة البداية الكثير في شكلها ومضمونها ما تحمل نوعا ما من الاستدراك العربي والتوجه العربي نحو الوحدة وبذلك تكون الفدية العربية الكبيرة التي قدمت على مذبح الوحدة العربية بغزو العراق وازاحة نظامه الشرعي مبررة لحد ما. فكم من تضحيات قدمت يا ايها البعث الخالد! فعندما كان مشروع الوحدة المصرية السورية في عام 1958 قبلت بما لا يرتقي اليه اي حزب او تنظيم وترفعت الى مصافي التصوف في حبك للوحدة العربية بحل تنظيمات القطرين السوري والمصري بكل قناعة وحب وعشق لهدف الوحدة.. واليوم وعسى ان يكون غزو وتدمير العراق من محتل قاده اهوج و تلهف خلفه جماعة لملمها من ازقة شوارع باريس ونييورك ولندن وطهران لازاحة نظام العراق الشرعي. فان صحت التقديرات وكانت هذه القمة العربية الاخيرة بداية لتغير عربي رسمي نحو اهداف الامة فيكون العراق قربان لهذا التغير و أن احداث العراق و ما حصل لهذا البلد من فوضى و فتنة و تدخل أقليمي و دولي سببا لاحداث هذا التغير في المواقف العربي فهو القربان له..وانا اقول ان الرب اوصانا بالغفران لمن يعود عن خطئه ولمرات ومرات ,والذي اريد ان اصل اليه بان الالم والمعاناة العراقية قد جعلت الاخ العربي يعي ما ارا د له البعث من تغير في الحياة العربية ولكننا امام جريمة ارتكبت وكل الذي ذكرناه سابقا يصلح ان يكون مادة للمرافعة القانونية  اوبالعرف القانوني يصلح ان تكون لائحة الاتهام ويمكنني ان الخصها على النحوالاتي :

 
لائحة الاتهام

 
(اولا)- ان الدمار الذي لحق بالعراق في كل جوانب الحياة المادة المعنوية والقيمية واجراء تغيرات تركيبة في المجتمع العراقي وهيكيليته ,وهدم تخريب الدولة العراقية وكل المؤسسات التي نشأت عبر عدة عقود من الزمن والاخطر حل الجيش العراقي والاجهزة الامنية الامر الذي سبب اعمال السرقات والنهب ومن ثم الاختطاف وضياع العشرات من الاثار التاريخية في سرقات قامت بها القوات الامريكية وشجعت مجرمين دوليين على سرقها, واستباحته للعبث من قبل المخابرات وتخريب النفس العراقية ومن اخطر مظاهر هذا التخريب هو خلق المشاعر الطائفية والدينية والعرقية بل تشجيعها و كانت بسبب الحرب الذي شنتها امريكا والدول الحليفة لهاعليه في عام 2003 وكذلك كل ما ترتب عليه من تخريب والخسارات في المنطقة سواء كانت مادية ومعنوية تتحملها الادارة الامريكية والبريطانيةالسابقتين التي ادعت بامتلاك العراق للاسلحة الدمار الشاملة ,وبالنتيجة لم يتم العثور عليها ومن خلال البحث عنها في العراق بعد الاحتلال في عام 2003ايظا.


(ثانيا)- ان كل جوانب الجريمة (غزو العراق ) مكتملة وفي كل تفاصيلها :

 

أ- ان النية في ارتكاب الجريمةو كل الاستعدادات للجريمة متوفرة وواضحة ومنذ فرض الحصار الظالم ولمدة 13 سنة ,اي الغرض متوفر لارتكاب الجريمة .

 

ب- التخطيط للجريمة موجود و من خلال الاستعدادات التي اتخذتها الولاياة المتحدة وحلفائها في التحشدات العسكرية البرية والجوية والبحرية.

 

ج- تاريخ الجريمة هو في الحدث بالغزو والعدوان وقد تحقق في 20-3-.2003   
د- ان وصف تفاصيل الجرم قد ذكر في اعلاه..


(ثالثا)- المجرمون الذين خططوا وراتكبوا الجرم قد اعترفوا بجرمهم وعلى النحوالاتي:


1-اعترافات المجرم بوش وخاصة ما ذكره في حوار تلفزيوني مطول مع A.B.C .
2-اعترافات المجرم كولن باول الذي كان وزيرا للخارجية الامريكية ولعب دورا خبيثا في مجلس الامن الدولي لغرض اصدار قرار للعدوان على العراق.
3- اعترافات كبار القادة في الادارة الامريكية و البريطانية:

 

(أ) وقد قال ولفوفيتز :لست انا من قرر اجتياح العراق,رامسفلد هو الذي قرر.
(ب) 22 / 10  / 2008 ميدل ايست اون لاين-برلين في 22تشرين اول عام 2008 اقر مستشارون ومسئولون سابقون في وزارة الدفاع الأميركية لصحيفة (داي زايت) الالمانية في عددها الذي سيصدر بعد ايام بان الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء عدة في العراق، وبين هؤلاء مساعد وزير الدفاع السابق بول ولفوفيتز .

 

(ج) واعتبر ولفوفيتز ايضا ان وزير الدفاع السابق دونالد رامسفلد كان المسؤول الفعلي في البنتاغون عن قرار اجتياح العراق.


          -اضاف :بخلاف ما قرأتموه في كل مكان، لم اكن انا من اتخذ القرار".
          -واوضح بيرل انه وزميليه لم يكن لهم اليد الطولى في قرار اجتياح هذا البلد.
          -وقال "رامسفلد هو الذي اتخذ كل القرارات. لم يكن لنا نحن الثلاثة تأثير فعلي

 

( د ) قال ريتشارد بيرل المستشارالسابق في البنتاغون والذي يعتبر على غرار ولفوفيتز احد( الصقور) ومن ابرز المدافعين عن اجتياح العراق، اردنا ان نكون المحررين، لكننا اصبحنا بعد خمسة او ستة  اشهر القوة المحتلة و المستهدفة


(هـ)علق دوغلاس فيث، وهو مستشار اخر من المحافظين الجدد، دفعنا ثمنا باهظا ليس ناتجا من الحرب فقط بل من خوضها في هذا الشكل السيئ. واليوم، لا كوريا الشمالية ولا ايران يعتقدان للحظة واحدة ان دبلوماسيتنا تواكبها تهديدات ذات


(و) اقر مستشارون ومسؤولون سابقون في وزارة الدفاع الاميركية لصحيفة داي زايت الالمانية في عددها الذي سيصدر اليوم بان الولايات المتحدة ارتكبت اخطاء عدة في العراق.

 

(ز) و قال ريتشارد بيرل المستشار السابق في البنتاغون لم اتصور يوما اننا سنقوم (في العراق) بعملية   اصلاح بهذا السوء .

 

(ح) قال القاضي البريطاني اللورد بينجهام مستنتجا ان العمل العسكري الذي قامت به بريطانيا والولايات المتحدة يعتبر في هذه الحالة "انتهاكا خطيرا للقانون الدولي"

 

(ط) اتهم المبعوث البريطاني السابق لبغداد ((جيريمي جرينستوك)) حكومة بلاده ‏بأنها أساءت التخطيط بغزوها العراق، وأوقعت قواتها هناك في مستنقع ‏يصعب الخروج منه .‏


ونقلت صحيفة دار الخليج الإماراتية ما نسبته صحيفة الديلي تليجراف ‏اللندنية أمس إلى جرينستوك، من خلال ما ذكره في كتاب ألفه مع مجموعة ‏من الخبراء بمناسبة مرور خمس سنوات على غزو العراق، حيث قال: (إن ‏سنوات من التقدم المحتمل أهدرت في الأيام الأولى من إبريل 2003

 

(ك) أظهر تقرير لجنة (اللورد روبن باتلر) البريطانية في14-7-2004 وجود ((ثغرات خطير)) في المعلومات التي نشرتها أجهزة الاستخبارات البريطانية لتبرير شن الحرب على العراق في مارس 2003. فيما قبل رئيس الوزراء البريطاني تونى بلير نتائج التقرير، وقال: إنه تصرف "بحسن نية".


-وجاء في تقرير لجنة باتلر، الذي بدأ العمل فيه منذ 5 أشهر أن معلومات المخابرات (البريطانية) قبل حرب العراق كان بها ثغرات خطيرة ... وأن صدام حسين ربما لم يكن لديه أسلحة محظورة جاهزة للاستخدام".


-وأضاف التقرير: بغداد لم يكن لديها مخزونات كبيرة من الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية، وإن كان لديها هذه المخزونات أصلا فلم يكن لديها حالة مناسبة لنشرها أو خطط لتطويرها بهدف استخدامها.


-وأوضح التقرير أن (لجنة المخابرات المشتركة التابعة للحكومة (البريطانية) أعدت ملف الأسلحة العراقية في عام 2002 بحيث يعكس المعلومات المتاحة (في ذلك الوقت) لكنها كانت تعمل في ظل مناخ مشحون سياسيا

 

(ل) قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في تصريحات له أمام مجلس العموم:ان الأدلة على وجود أسلحة دمار شامل لدى( صدام حسين) لم تكن في الحقيقة مؤكدة ومبنية على أساس كاف مثلما قيل آنذاك"، إشارة إلى تقرير سبتمبر 2002.وأضاف: "يجب أن أقبل أنه مع مرور الشهور يبدو واضحا أن صدام لم يكن يمتلك لدى حصول الاجتياح (في مارس 2003)، مخزون أسلحة كيماوية وبيولوجية قابلة للنشر.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٢ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٨ / نـيســان / ٢٠٠٩ م